شعار الموقع

زابينه إشميتكه.. المحققة والمتخصصة في الفكر المعتزلي والشيعي

حسين متقي 2013-06-12
عدد القراءات « 898 »

*
حسين متقي**
ترجمة وتعليق: عماد الهلالي***
* نشرت هذه المقالة باللغة الفارسية في مجلة آينه بجوهش (مرآة التحقيق)، الصادرة في مدينة قم الإيرانية، السنة 21، العدد 3، سبتمبر 2010م، الصفحات 112 - 128.
** كاتب وباحث من إيران.
*** كاتب وباحث من العراق.
تنويه
إنّ قراءة النصوص الشرقية القديمة، وبخاصة مع إلقاء نظرة متأنية على التراث المدوّن للقدماء، كان ولا يزال يشغل المستشرقين الغربيين، حيث كانت المطالعات الإسلامية، ومنذ المراحل الأولى لحركة الاستشراق، تتمركز حول النصوص الإسلامية، وتحظى بأهمية خاصة ومضاعفة.
وينبغي القول بأنّ المطالعات الإسلامية في العالم الغربي، وبسبب مجاورتهم للمسلمين من أهل السنّة وكثرة نفوسهم وكثرة مصادرهم، تدور في الأساس حول محور نصوص أهل السنّة، والدراسات الاستشراقية للنصوص الشيعية بالنسبة للنصوص الشيعية، تحظى بنسبة أقل، ولكن حاليًّا نرى حركة متزايدة لدراسة التراث المخطوط (المدون) للشيعة.
وفي العالم الغربي، تتركز المطالعات والدراسات حول النصوص القديمة للشيعة وخاصة الشيعة الاثني عشرية (الإمامية)، من قِبل المستشرقين القاطنين في أوروبا وأمريكا، وبعبارة أخرى، إنّ التعرّف على المذهب الشيعي، اتخذ صبغة عالمية وشاعت مثل هذه الدراسات في البلدان الغربية مثل أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا وطبعاً ألمانيا أيضاً.
ووجود اسم مستشرقين يتحركون من موقع دراسة الفكر الشيعي من بين المحققين الألمان المشهورين مثل البروفسور ويلفرد مادلونغ وتلميذته ومساعدته الفاضلة البرفسورة زابينه إشميتكه ، يضاعف أهمية مطالعات وتحقيقات هؤلاء العلماء الألمان النشيطين، فالسيد الدكتور (ويلفرد) مادلونغ يحظى بشهرة وشخصية معروفة في المجامع العلمية في إيران بسبب مقالاته الكثيرة فيما يتصل بدائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ولكن المعلومات لدى المحققين الإيرانيين عن أعمال وتحقيقات وشخصية تلميذته النشيطة والفعّالة، أي السيدة الدكتورة زابينه إشميتكه قليلة، ومن هذا المنطلق فإنّ المقالة الحاضرة تتمركز حول تقديم معرفة إجمالية عنها وعن تحقيقاتها في دائرة الفكر الاعتزالي والشيعي.
-1-
السيرة الذاتية
زابينه إشميتكه، أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة في ألمانيا  (من 2000م لحد الآن)، و تعمل منذ (2002م ولحد الآن) على تدوين وتقويم  المقالات الكلامية والفلسفية ، لغرض تقديمها لدائرة المعارف الإسلامية  (طبع ليدن) في هولندا وتشتغل كمعاونة لمدير تاريخ الفلسفة (الفلسفة الإسلامية) ، وكذلك لها اشتغالات متعددة ومتنوعة سيأتي بيانها لاحقاً.
ويجب أن نعلم أنّ بحوثها تتركز في الأصل على العلوم الكلامية في العصور الإسلامية الوسطى (القرون 10 إلى 13م) على أساس مباني عقائد المعتزلة و«التأثر والتأثير المتبادل لآراء وأفكار المتكلّمين الشيعة الكبار بالمذهب الكلامي للمعتزلة»، مضافاً إلى ذلك فإنّ المعتزلة إلى جانب الشيعة من بين المتكلمين الإسلاميين اشتهروا بالعدلية، أو الأشخاص الذين يعتقدون بالعدل من جملة أصول الدين، فثمة أربعة أصول عقائدية للمعتزلة، وهي عبارة عن: التوحيد، الوعد والوعيد، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمنزلة بين المنزلتين، وفي مقابل المعتزلة يقف المتكلّمون الأشاعرة، ويمكن القول بأنّ الإيمان والأخذ بالظاهر يشكلان المبنى والأساس في القضايا العقائدية لهم.
ولدت البرفسورة إشميتكه عام 1964م في ألمانيا، وفي عام 1987م حصلت على الماجستير من كلية (مدرسة) الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن (بريطانيا) ، وأخذت شهادة الدكتوراه من جامعة أكسفورد - بريطانيا ، وكتبت أطروحتها للدكتوراه (D. Phil) عن الفكر الكلامي للعلَّامة الحلي (ت. 726/ 1325م) ، وناقشتها عام 1990.
والتحقت البرفسورة إشميتكه في عام 1996م في بعثة فئودورلينن في معهد (مدرسة) الدراسات والتحقيقات العليا في باريس ، وفي عام 1998م توجهت في بعثة فئودورلينن إلى كلية سنت جان في أكسفورد ، وفي هذه السنة توجهت في بعثة لمركز الدراسات الإسلامية في أكسفورد ، وفي عام 1999م (إلى سنة 2002م) واصلت بعثتها إلى هايزنبرج للأبحاث والدراسات الإسلامية في برلين ، وأصبحت في عام 1997 1998م أستاذ مساعد، ثم في عام 1999م حصلت على كرسي التدريس كأستاذة ، وسمح لها بالتدريس في مجال الدراسات الإسلامية في جامعة بون الألمانية ، وفي هذه السنوات استطاعت أخذ البروفيسورية  من هذه الجامعة الألمانية، ومنذ سنة 2000م عملت بوصفها أستاذة في جامعة برلين الحرة  في مجال تدريس الدراسات الإسلامية.
ونالت في عام 2002م الجائزة العالمية لكتاب السنة من الجمهورية الإسلامية في إيران بسبب تأليفها كتاب الكلام والفلسفة والتصوف لدى الشيعة الاثني عشرية، وكذلك ترجمتها لآراء ولأفكار ابن أبي جمهور الاحسائي (توفي بعد 906هـ/ 1501 م) ، إلى اللغة الألمانية، وفي عام 2003م أصبحت من الأعضاء الفعّالين في مجموعة «مشروع النسخ الخطية للمعتزلة»  مع ديويد إسكلار  منذ ذلك العام ولحد الآن، وفي هذه السنة (إلى سنة 2006م) اشتغلت مع تزوي لانجرمن  كأستاذة في جامعة بارايلان ، ومن المشاريع التي أُوكلت إليها من قِبَل مركز التحقيقات الألمانية  لغرض الدراسة والتحقيق حول «ابن كمونة»، وفيما بين عام 2006 - 2007م، وبسبب مشاركتها في «مشروع النسخ الخطية للمعتزلة» جذبت أنظار المحققين في مركز فريتش توسن الألماني ، وما بين عام 2005 - 2006 م اشتغلت كمعاونة للبرفسور ويلفرد ماردلونغ ، وكذلك عضوة بارزة في مجال التنسيق في لجنة التحقيق «الاعتزال في الإسلام واليهودية» ، وتمّت دعوتها في شهر مارس عام 2006م بوصفها أستاذة إلى مدرسة التحقيقات والدراسات العليا  في باريس لدراسة موضوع «التراث الجدلي الإسلامي ضد اليهودية» .
وتعتبر إشميتكه منذ عام 2006 ولحدّ الآن من المؤسسين وأعضاء هيئة الإشراف على النصوص والدراسات في مجال علم الكلام والفلسفة الإسلامية  في مؤسسة الحكمة والفلسفة في إيران ، ومؤسسة الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة . وقد استفادت البرفسور إشميتكه في عام 2006 - 2007م من المنحة المخصصة من قبل مؤسسة جردا هنجل الألمانية  في «البحوث الداخل الدينية في الإمبرطورية العثمانية وإيران» ، وفي عام 2007 - 2009م حصلت على مساعدة «للتحقيق» من مؤسسة إسكاجلر في مكتبة جامعة لايدن في هولندا ، ومضافاً إلى تحقيقات وجوائز عديدة عالمية ، حصلت عليها.
وفي عام 2008م نالت صفة محققة للدراسات الإسلامية وحصلت لمدّة خمس سنوات إلى 2013م (مساعدة مالية من شورى التحقيق في أوروبا (ERC)  بمبلغ 1.86 مليون يورو ، وجدير بالذكر أنّ هذه المساعدة دفعت إليها لغرض مشروع بعنوان «إعادة المعرفة العقلانية الكلامية في العصور المتوسطة (القرن 10 13م) في الإسلام» ، وجاءت لغرض الدعم والمساندة للمحققين الأوروبيين في مقابل المحققين الأمريكيين.
وعملت إشميتكه في عام 2008م «ولحد الآن» بوصفها عضواً في لجنة الشورى للتحقيق «في الدراسات عن أبناء إبراهيم (عليه السلام)»  والذي طبع من قِبل منشورات بريل في لايدن (هولندا)، وكذلك منذ ذلك العام (ولحد الآن) هي من أعضاء لجنة الشورى لمشروع «بنك المعلومات للفلسفة الإسلامية في عصور ما بعد الكلاسيكية»  في مؤسسة الدراسات الإسلامية في جامعة مك گيل، مونتريال الكندية ، وكذلك في عام 2008 - 2009م عملت كعضو من أعضاء مؤسسة الدراسات المتطورة جردا هنكل الألمانية في جامعة برينستون ، وحصلت على مساعدات عدة لتصحيح ونقد نصوص وتراث الصاحب بن عباد في علم الكلام، وفي تلك الأعوام حصلت على إذن للإقامة لغرض تحصيل التخصص من مركز بيلاجو مؤسسة روكفلر (إيطاليا) .
ومنذ عام 2009م ولحد الآن عملت كعضو من أعضاء هيئة الإدارة في المجلة السنوية التي تحمل اسم (إشراق) في: الفلسفة الإسلامية ، بالتعاون مع مؤسسة الفلسفة في لجنة الثقافة والعلوم الروسية موسكو ، ومؤسسة الحكمة والفلسفة الإيرانية طهران . وكذلك أصبحت في عام 2009م أحد أعضاء هيئة التنظيم «الحدود الألمانية للعلوم الإنسانية»  في مؤسسة إليكساندر فون هومبولت (ألمانيا) . جدير ذكره أنّ السيدة الدكتورة إشميتكه حصلت في عامي 2009 - 2010م بوصفها باحثة زائرة على كرسي التدريس والتحقيق في موضوع (حضارات ولغات الشرق الأدنى) في جامعة هارفارد  ، ويذكر أنّ المراجعة العلمية للمقالات الكلامية والفلسفية للمؤسسات والدوريات التالية كانت على عاتق السيدة إشميتكه أيضا :
1- Administracio Nacional de Educacion Publica (ANEP).
2- Consejo Superior de Investigaciones Cientificas (CSIC).
3- Deutsche Forschungs Gemeinschaft (DFG).
4- Deutscher Akademischer Austauschdienst (DAAD).
5- Alexander von Humboldt Stiftung.
6- European Research Council (ERC).
7- European Science Foundation (ESF).
8- Israel Science Foundation (ISF).
9- Journal of the American Oriental Society (JAOS).
10- Journal of Near Eastern Studies (JNES).
11 - Journal of the Royal Asiatic Society (JRAS).
12- The Ohio State University (OSU).
13- Oxford University Press (OUP).
14- Schweizerischer Nationalfonds zur forderung der wissenschaftlichen Forschung (SNF).
15- University of California, Los Angeles (UCLA).
16 - University of Haifa.
17- Yale University.
كما أنّ للسيدة زابينه إشميتكه مقالات في بعض الموسوعات الهامة والمعاجم التخصصية، وكذلك بعض الصحف الخاصة في حقل الدراسات الإسلامية في المسائل الفلسفية والكلامية باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، نذكر منها ما يلي:
1- Bibliotheca Orientalis.
2- Bulletin of the School of Oriental and African Studies.
3- DAVO Nachrichten.
4- Iravian Studies.
5- Der Islam.
6- Journal of the American Oriental Society.
7- Journal of Islamic Studies.
8- Journal of the Royal Asiatic Society.
9- Middle East Studies Association Bulletin.
10- Orientalistische Lieraturzeitung.
11- Polylog.
12- Zeitschrift fur interkulturelles Philosophieren.
13 - Journal of Intercultural Philosophy.
14- Die Welt des Islams.
15- The world of Islam.
16- Zeitschrift der Deutschen Morgenlandischen Gesellschaft.
17 - Journal of the German Oriental Society.
18- The Great Islamic Encyclopedia (Dai rat-I ma arif-I buzurg-I islami).
19- Encyclopedia Iranica.
20- Encyclopedia of Islam (Third Edition).
21- Encyclopedia of Jews in the Islamic World.
22- Encyclopedia of the Quran.
23- Encyclopedia of the World of Islam (Daneshnama-ye Jahan-e Eslam).
24- Enzyklopedia des Marchens.
25- Lexikon fur Theologie und Kirche.
26- Medieval Islamic Civilization.
27- Religion in Geschichte und Gegenwart.
-2-
التأليفات، التحقيقات، التصحيحات، المقالات
قامت البرفسورة إشميتكه، ولحد الآن بتأليف كتب ومقالات متعددة في المجلات الاسلامية والكلامية من التراث المعتزلي والشيعي، وخاصة في العصور المتوسطة للإسلام (القرن 10 13م) وتمّ طبعها ونشرها، ونستعرض بعض عناوين هذه الكتب والمقالات:
أ- الكتب
1- The Theology of al,Allama al,Hilli (d. 729/1325); vol. 152; of Islamkundliche Untersuchungen, Berlin; Klaus Schwarz 1991,292p.
هذا الكتاب في الواقع يمثّل رسالة دكتوراه (D. Phil) للسيدة إشميتكه الذي قدمته لجامعة اكسفورد في بريطانيا  عام 1990م، وعنوان هذا الكتاب: الأفكار الكلامية للعلّامة الحلي (ت. 726 هـ/ 1325م)، وترجمه أحمد نمائي من الإنجليزية إلى الفارسية، ويقع في 336 صفحة، وتمّ طبعه عام 1999م من قبل منشورات مؤسسة الأبحاث الإسلامية التابعة للآستانة الرضوية المقدسة مشهد.
والكتاب يحتوي على شرح وافٍ لحياة العلّامة الحلي وأساتذته (شيوخه) وطلّابه وكذلك زمان حضوره في بلاط أولجايتو (ت. 716 هـ)، ودراسة الرسائل والآثار المختلفة في هذه المجالات، وفصول هذا الكتاب تتضمن مواضيع كلامية مثل (العدل، النبوة، صفات الله، الفناء، المعاد، الوعد والوعيد)، وتبيّن موافقة أو مخالفة آراء العلَّامة الحلي لنظريات المعتزلة والأشاعرة.
2 – Theologie, Philosophie und Mystik im zwolferschitischen Islam des 9./15. Jahrhunderts. Die Gedankenwelt des Ibn Abi Jumhur al-Ahsa›i (um 838/1434-35. Nach 906/1501). Leiden: Brill, 2000. (Islamic Philosophy, Theology and Science. Texts and Studies).
وهذا الكتاب -وعنوانه: الكلام والفلسفة والتصوف لدى الشيعة الاثني عشرية (القرن 9هـ/ 15م)- يتعرض لرؤى وأفكار ابن أبي جمهور الاحسائي، حيث تمّ تأليفه باللغة الألمانية، وفي عام 2002 -م نال الجائزة السنوية العالمية لكتاب الجمهورية الإسلامية في إيران. ولا بد أن نضيف هنا أنّ هذا الكتاب ترجم من قِبل أحمد رضا رحيمي من الألمانية إلى الفارسية، وقيل: سوف ينشر في المستقبل القريب، وتمّ نقد ودراسة هذا الكتاب من قِبل الأستاذ والمستشرق البريطاني روبرت غليو ، في مجلة: دراسات إسلامية ، وتمّ نشر مقالات ومعلومات عن هذا الكتاب في بعض المواقع الإلكترونية .
3 – Correspondence Corbin-Ivanow; Letters echangess entre Wladimir Ivanow et Stella et Stella et Henry Corbin, 1947-1966. Louvain, Paris: Peeters, 1999, 235p; Vol. 4 of Travaux et metudes de I›lnstitut d›etudes iraniennes.
يحوي الرسائل والمراسلات التي وقعت بين هنري كوربان وولاديمير إيوانف (1326 - 1345ش / 1947 - 1966م)، والتي ترجمت من قِبل عبدالحميد روح بخشان من الإنجليزية إلى الفارسية. هذا الكتاب طبع من قِبل منشورات مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران عام 2003م في 334 صفحة. ويقول الدكتور غلام رضا أعواني رئيس مؤسسة الحكمة والفلسفة في إيران -آنذاك- عن هذا الكتاب: إنّ هذا الكتاب هو مجموعة من الرسائل التي تمّ تبادلها بين المستشرق الروسي ولاديمير إيوانف (1886 - 1970م) والمستشرق والفيلسوف الفرنسي هنري كوربان (1903 - 1978م) وزوجته إستلا كوربان (ت. 2003م) فيما بين عام 1947 - 1967م، وهذه الرسائل والمراسلات بدأت عندما أسس ولاديمير إيوانف في عام 1946م معهد الإسماعيلية في مدينة بومباي في الهند، وبسبب العلاقة التي كان يعيشها هنري كوربان بثقافة التشيّع ومنها الفكر الإسماعيلي فإنّه في الرسالة الأُولى بيّن علاقته ورغبته في الانظمام إلى هذا المعهد، وبعد ذلك تبادلا الرسائل الكثيرة بينهم، ومن خلالها تمّ تبيين نقاط مبهمة عن إيوانف والبرفسور كوربان وزوجته، وفي كل رسالة من هذه الرسائل كان الطرفان يخبر أحدهما الآخر بما بين أيديهما من تأليف أو تصحيح، وتمّ تبادل مقدار كبير من الكتب والنسخ الخطية بينهما، فيما يبيّن علاقة كل واحد منهما بالمواضيع التي يرغب في بحثها، وفي هذه الرسائل يتبيّن بوضوح الشوق الوافر لكلا هذين المحققين فيما يتصل بالتعمق في المسائل البحثية، وكذلك يتبيّن من هذه الرسائل بعض الخصوصيات في حياة وحالات كتّابها الشخصية، وفي هذه الرسائل مضافاً إلى البعد العلمي والتحقيقي لها، فهي من زاوية أخرى مهمة لقراء اللغة الفارسية، وذلك أنّه أخيراً وبسبب الإصرار المكرر لكوربان على سفر إيوانف إلى إيران، فإنّ إيوانف قدم إلى إيران سنة 1959م وبقي عشر سنوات تقريباً من آخر عمره في طهران، وأكثر الرسائل التي كتبها إيوانف في آخر عمره انطلقت من نادي جامعة طهران حيث تم إرسالها إلى كوربان، وهذه الرسائل تمّ جمعها بهمة العالمة الشابة الألمانية السيدة البرفسورة زابينه إشميتكه .
4- An Anonymous Commentary on Kitab al-Tadhkira by Ibn Mattawayh. Facsimile Edition of Mahdavi Codex 514, (6th/12th Century). Introduction and Indices by Sabine Schmidtke. Tehran: Institute of philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, 2009. (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; I).
شرح كتاب (التذكرة في أحكام الجواهر والأعراض)، تأليف: ابن متويه. وهو عبارة عن نصّ وشرح باللغة العربية يتحدّث عن أبحاث الطبيعيات من وجهة نظر المعتزلة. وقد تمّ طبع هذا الكتاب مع مقدّمة باللغة الإنجليزيّة للسيدة سابينه إشميتكه، ومقدّمة باللغة الفارسية للسيد نصر الله بور جوادي، على شكل استنساخ صورة طبق الأصل (Facsimile)  عن النسخة المخطوطة الموجودة في مكتبة الفقيد أصغر مهدوي، تشتمل على 436 صفحة، ويعود تاريخ كتابتها إلى عام 570هـ، من قبل مؤسسة الحكمة والفلسفة الإيرانية للأبحاث، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الإسلامية للجامعة الحرة في برلين، عام 2006م، في طهران.
5- Uranos. Unabhangige uranische Monatsschrift fur Wissenschaft, Polemik, Belletristik, Kunst. Herausgegeben von Ferdinand Karsch-Haack und Rene Stelter. 1. Jahrgang (192/22). Nachdruck mit einem Nachwort und Register von Sabine Schmidtke. Hamburg; Mannerschwarm, 2002 (Bibliothek Rosa Winkel; 32).
6- Abu-I-Qasim al-Busti: Kitab al-Bahth› ‹an ‹adillat al-takfir wa I-tafsiq (Investigation of the evidence for charging with kufr and fisq). Edited with an Introduction by Wilferd Madelung and Sabine Schmidtke. Tehran: Iran, University Press. 1382/2003, 156 P.
إنّ كتاب البحث عن أدلة التكفير والتفسيق، من تأليف إسماعيل بن أحمد البُستي السجستاني، الذي تمّ تصحيحه باهتمام إشميتكه وويلفرد مادلونغ، وهذا الكتاب يقع في 176 صفحة وطبع الكتاب عام 2006م من قبل مركز النشر الجامعي في طهران.
7- Schari’a und Moderne: Diskussionen zum Schwan - gershaftsabbruuch, zur Versicherung und zum Zinswesen, Deutsche Morgenlandische Gesellschaft, 1994, 333p.
يعتبر هذا الكتاب في حقيقته مجموعة من الرسائل المصحّحة، وأغلبها في موضوع المعتزلة باللغة العربية، لمحمود بن عمر الزمخشري وأحمد بن محمد بن عطا وقد تمّ طبعه ونشره في عام 1994 ممن قبل مجموعة من الباحثين و المحققين هم: ديتر بلمان وريشارد غراملش ، روديكر لولكر ، زابينه إشميتكه وولفغانغ رويشل .

8- A Jewish Phiosopher of Baghdad. ‹Izz al-Dawla Ibn Kammuna (d 683/1284-85) and His Writings. Leiden: Brill, 2006, Xll_247pp. Vol. 65 of Islamic Philosophy, theology and science.
فيلسوف يهودي من بغداد، عزّ الدولة بن كمونة (ت. 683هـ) وأعماله. عنوان كتاب ألّفته السيدة سابينه إشميتكه بالتعاون مع السيد رضا بور جوادي. عمدت السيدة سابينه إشميتكه في هذا الكتاب إلى عرض تقرير تفصيلي عن سيرة ابن كمونة وأعماله وأفكاره الفلسفية وتأثيرها وتأثرها بين المسلمين واليهود.
9- Speaking for Islam: Religious Authorities in Muslim Societies, Leiden: Brill, 2006, IX+305pp. (Social, Economic and Political Studies of Middle East and Asia; 100).
هذا الكتاب تحقيق وتصحيح مشترك باللغة الإنجليزية بين إشميتكه وكودرون كرمر  بعنوان: مقالة عن الإسلام، الشؤون الدينية والمذهبية للمجتمعات الإسلامية. في هذا الكتاب عدّة مواضيع تتحدّث عن الإسلام، منها: من هو الناطق باسم الإسلام؟ ومن هو الذي يتولّى مهام هداية المسلمين؟ وما مقدار سلطة الشخص الدينية وكيف يمكن إعمالها، وكيف يمكن تقييمها؟ وكيف يمكن تقييم الهواجس الحالية بالنسبة للإسلام؟ كما تعرّض هذا الكتاب إلى مسائل من قبيل: العلاقة بين الدين والسلوك والكاريزما، والمسائل الاجتماعية، وأداء المدارس الفقهية والكلامية، والجهود المبذولة في حقل من حقول الدول والحكام من أجل إعادة البناء الديني، والمجتمعات المسلمة في الشرق الأوسط، وما إلى ذلك.
10- Rational Theology in Interfaith Communication. Abu I-Husayn al-Basri’s Mu›atazili Theology among the Karaites in the Fatimid Age. Leiden: Brill, 2006 (Jerusalem Studies in Religion and Culture; 5).
عنوان الكتاب الذي ألفته إشميتكه بالتعاون مع ويلفرد مادلونغ هو: الإلهيات العقلية في العلاقة بين الأديان (الأديان المقارنة) أبو الحسن البصري المعتزلي، الكلام المعتزلي في العصر الفاطمي. وجاء في هذا الكتاب: إنّ ممثل الآراء الكلامية للمعتزلة في صدر الإسلام هو في الغالب أبو الحسن البصري. والبصرة في أوائل القرن الثامن الميلادي تبدلت في نطاق علم الكلام إلى علم الكلام المعتزلي غالباً، حيث سمي بمذهب أهل البصرة، إلى أوائل القرن الحادي عشر للميلاد، وفي هذا المذهب ثمة مفاهيم وحقوق أساسية كلامية من قبيل: وجود الله، ماهية صفاته وعدالته، ويتمّ الاستدلال عليها وإثباتها بالمنهج العقلاني وتطبيقها مع الوحي والنصوص القرآنية المقدسة، وطبعاً في هذا المنهج يلحظ بشكل جلي تقدّم العقل في تفسير الكتاب المقدس (القرآن). والكلام المعتزلي بشكل طبيعي يميل إلى الإلهيات العقلانية ومتأثر بالأديان الأخرى، وفي ذلك يتمّ التحرك، ضمن تطبيق هذه الأدلة مع نصوص الكتاب المقدس، على مستوى إعادة النظر فيها، وكذلك السعي إلى إيجاد علاقة بين إيمانهم والعالم الإسلامي. وبطبيعة الحال كان التصوّر اليهودي يذهب إلى أنّ مذهب الاعتزال إنما لقي رواجاً في القرن التاسع للميلاد، وأنه بلغ ذروته طوال القرن الميلادي العاشر. إنّ رؤية المذهب الاعتزالي إلى الكون والعقلانية، اصطدمت بزيادة منسوب التنافس والانتقاد للفلسفة المشائية اليونانية...
إنّ كتب ومدوّنات أبي الحسن البصري الكلامية (ت. 1044م) لم يتمّ الأخذ بها بشكل عام بين المعتزلة بل تمّ تهميشها، إلَّا القليل ممّا تحدّث فيه المعتزلي الشهير محمود الملاحمي الخوارزمي، وطرح مذهبه في آسيا الوسطى. وينبغي القبول بهذه الحقيقة، وهي أنّ المنابع والمصادر العلمية بالنسبة لمذهب المعتزلة ومن خلال رؤية أبي الحسن البصري متناثرة حاليًّا في مطاوي المكتبات العالمية. وفي هذا الكتاب نرى تحركاً على مستوى دراسة المذهب المعتزلي وبخاصة في عصر الخلافة الفاطمية.
11- Abu I-Husayn al-Basri›s: Tasaffuh al-adilla. The extant parts introduced and edited by Wilferd Madelung and Sabine Schmidtke. Wiesbaden: Harrassowitz, 2006, XX+111+145pp (Abhandlungen fur die Kunde des Morgenlandes; LVII, 4)
إنّ «تصفح الأدلة» هو عنوان فصل ما تبقى من كتاب أبي الحسن البصري المعتزلي والتي قامت إشميتكه بمعاونة المستشرق الشهير ويلفرد ومادلونغ ، بتحقيقه وتصحيحه، حيث قدمت فيه معلومات دقيقة عن مذهب المعتزلة في البصرة .
12- Khulasat al-nazar. An Anonymous Imami-Muo›tazili Treatise (late 6thL12th or early 7thL13th century). Edited with an Introduction by Sabine Schmidtke and Hasan Ansari. Tehran: Institute of Philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, 2006. (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; 2).
خلاصة النظر، هو كتاب لمؤلف شيعي ومعتزلي (عاش في القرن السادس وأوائل السابع الهجري) وتمّ طبعه ونشره مع مقدمة وتصحيح مشترك بين: حسن أنصاري وزابينه إشميتكه في 220 صفحة في عام 2006م من قِبل مؤسسة التحقيقات للحكمة والفلسفة في إيران، ومؤسسة المعارف الإسلامية في جامعة برلين الحرة. ورد هذا الكتاب في عدّة أبواب وتحت عناوين: باب الكلام في الصفات، باب العدل، باب الكلام في التكليف، باب الوعد والوعيد، باب الكلام في النبوة، باب الإمامة، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، باب في الآجال والأرزاق.
13- Two Codices Containing Theological, Philosophical and Legal Writings by Ibn Abi Jumhur al-Ahsa›I (d. After 906/1501): MSS Marwi 855 and 874. Persian Introduction and Indices by Ahmad Reza Rahimi Riseh. English Introduction by Sabine Schmidtke. Tehran: Iranian Institute of Philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, 2008. (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; 9).
هذا الكتاب في الواقع يمثّل مجموعتين خطيتين من الأعمال الفلسفية والفقهية لابن أبي جمهور الاحسائي بمقدمة وفهرست أحمد رضا رحيمي ومقدمة لزابينه إشميتكه باللغة الإنجليزية، وتمّ طبعه من قِبل مؤسسة الحكمة والفلسفة في إيران، ومؤسسة الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة. إنّ هذا الكتاب في واقعه عبارة عن تصوير نسخة طبق الأصل (Facsimile) عن نسختين (مجموعة) من أعمال ابن أبي جمهور الأحسائي بأرقام «874» (تتضمن ست رسائل) و«855» (تتضمن 3 رسائل)، وكل من هذين المجموعتين يتمّ حفظهما في مكتبة المروي في طهران، والكتاب يتضمن قسمين: القسم الأول التعريف بالمجموعة رقم (874)، وهي ست رسائل (ضمن مقدّمة في 32 صفحة، ونصّ في 347 صفحة) والقسم الثاني برقم (855) ويتضمن 3 رسائل (ضمن مقدّمة في ثمانية صفحات، ونصّ في 101 صفحة) ورسائل ابن أبي الجمهور تقع في القسم الأول من هذا الكتاب وهي عبارة عن:
1- مسلك الأفهام في علم الكلام في باب التوحيد وأفعال الحق تعالى.
2- قبس الاقتداء في شرائط الافتاء والاستفتاء في تأييد الاجتهاد ونفي التقليد عن الماضين وشرائط الفتوى وطلب الفتوى.
3- كاشفة الحال عن أحوال الاستدلال في أصول الفقه مع صفحة مقدمة وبخمسة فصول.
4- البوارق المحسنية لتجلي الدرة الجمهورية في دراسة مباني فلسفة الإشراق وأصول الفقه.
5- ذكر مستحقي الزكاة في تفسير الآية 60 من سورة التوبة.
6- رسالة في النيّة وذم الوسواس فيها في بيان النيّة في الأعمال.
وأما عناوين رسائل القسم الثاني من هذه المجموعة، فهي عبارة عن:
1- الرسالة البرمكية في فقه الصلاة اليومية في أحكام الصلوات اليومية.
2- المشهدية في الأصول الدينية والاعتقادات الحقية بالدلائل اليقينية في أصول الدين.
3- عروة المستمسكين بأصول الدين، في أصول الدين .
14- «لغات موران، أي: لغة النمل» ملحق مع عدّة أعمال متناثرة من يحيى بن حبش السهروردي (المعروف بشيخ الإشراق)، بتصحيح نصر الله بور جوادي وبإشراف: ويلفرد مادلونغ، والسيد محمود يوسف الثاني، وزابينه إشميتكه، وغلام رضا أعواني، في 120 صفحة، نشرت من قبل مؤسسة التحقيق للحكمة والفلسفة في إيران عام 2007م - طهران.
15- Critical remarks on the Najm al-Din al-Katibi on the Kitab al-Ma› alim by Fakhr al-Din al-Razi, together with the commentaries by ‹Izz al-Dawla Ibn Kammuna, Edited with an Introduction by Sabine Schmidtke and Reza Pourjavady. Tehran: Iranian Institute of Philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, 1386/2007, 303p. (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; 6).
كتاب أسئلة نجم الدين الكاتبي عن المعالم لفخر الدين الرازي مع تعليقات عزّ الدولة ابن كمونة، عنوان كتاب لنجم الدين الكاتبي القزويني المعروف بـ(دبيران)، مع تعليقات لسعد الدين بن منصور البغدادي المعروف بـ(ابن كمونة)، وقد قام بتصحيحه كلّ من سابينه إشميتكه ورضا بور جوادي، مع مقدّمة باللغة الإنجليزية للسيدة إشميتكه، في 388 صفحة، وتمّ نشره من قبل: المؤسسة التحقيقية للحكمة والفلسفة الإيرانية في طهران، ومؤسسة الدراسات الإسلامية في الجامعة الحرّة ببرلين، عام 2007م.
ولا بد لنا من أن نضيف أنّ كتاب المعالم جزء من الأعمال القصيرة نسبيًّا لفخر الدين الرازي (ت. 606هـ)، ويبدو أنه كتبه في أخريات حياته. والنصّ المتوفّر حاليًّا عن المعالم يحتوي على قسمين؛ الأول: أصول الدين، والآخر: أصول الفقه. ولكن لا يعرف بدقة ما هو عدد الأقسام التي كان يشتمل عليها الكتاب في نسخته الأصلية. وقد ألّف الكاتبي القزويني (ت. 675هـ) رسالة تحت عنوان: الأسئلة، تحتوي على هوامش نقدية على كتاب المعالم للرازي.
وقد سعى الكاتبي في جميع مواطن تعليقته ألَّا يبتعد عن نصّ المعالم، وأن ينتقد جميع تفاصيل استدلال الرازي. ثمّ جاء ابن كمونة وكتب على هوامش الكاتبي النقدية تعليقاتٍ أخرى، ولم يغفل فيه عن نقد أصل كتاب المعالم للرازي. يقول ابن كمونة في مقدّمته: «إنّ كتاب المعالم من أكثر كتب الفخر الرازي المختصرة نفعاً ودقّة، وفي بعض الموارد تمكّن المؤلف من بيان آرائه بشكلٍ جيّد». ثمّ أضاف قائلاً: إنه كان يروم نقد مؤلف الرازي قبل الاطلاع على أسئلة الكاتبي. وعلى هذا الأساس يمكن القول بأنّ مؤلف ابن كمونة هو إجابة عن هوامش الكاتبي، ونقد على معالم الرازي.
16- A common rationality: Mutazilism in Islam and Judaism, Vol. 15 of Istanbuler Texte und Studien, Ergon Verlag in Kommission, 2007, 250p. (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; 4).
دراسة وتحقيق عن المشتركات العقلانية: بين الاعتزال في الديانة الإسلامية والديانة اليهودية، والذي قامت بتأليفه زابينه إشميتكه بمساعدة: كاميلات أدانك وديويد إسكلر.
17- Kashf al-ma›aqid fi sharh qawa›id al-aqa›id, Li-Mahmud Ibn Ali Ibn Mahmud al-Himmasi al-Razi; Iranian Institute of Philosophy. 2007/1386, 168p. Facsimile Edition of MS Berlin, Wetzstein 1527. Introduction and Indices by Sabine Schmidtke. Tehran: Iranian Institute of Philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies; 4).
كتاب كشف المعاقد في شرح قواعد العقائد، تأليف محمود بن علي بن محمود الحمصي الرازي، الذي تمّ طبعه ونشره على النسخة الخطية الموجودة في مكتبة برلين الحكومية، مع مقدمة وفهارس زابينه إشميتكه من قبل مؤسسة التحقيق للحكمة والفلسفة في إيران ومؤسسة الدراسات الإسلامية في جامعة برلين الحرة في عام 2007م، وطبع على أساس الاستنساخ بطرية Facsimile: (فاكسيميلي) أي: صورة طبق الأصل.
ويمكن تقسيم الأعمال الكلامية للخواجة نصرالدين الطوسي (العالم والفيلسوف والمتكلّم المشهور في القرن السابع الهجري) إلى قسمين: أحدهما، مجموعة محدودة، وهي الأعمال المنسوبة له، وقد كتبها على أساس المباني الكلامية الإسماعيلية تقريباً، وتتعلق بعصر إقامته في سجن قلاع الإسماعيلية في قهستان، والقسم الآخر الأعمال والمؤلفات المجزوم بنسبتها إلى الخواجة نصير الدين الطوسي، وهي تلك التي انتصر فيها لأسس عقائد الإمامية. وهي عبارة عن: تجريد الاعتقاد، وقواعد العقائد.
وقد حظي هذان الكتابان بعد مدّة قصيرة من تأليفهما على شهرة وأهمية كبيرة، وتركا تأثيراً عميقاً في الأعمال الكلامية اللاحقة بين علماء الإمامية. وعلى الرغم من حيازة تجريد الاعتقاد الحظ الأوفى من الشروح والهوامش الكثيرة، ولكن هناك بعض الشروح على قواعد العقائد أيضاً، ومن أهمها شرح العلّامة الحلي (د. 726هـ) تحت عنوان: كشف الفوائد. ويشتمل كتاب قواعد العقائد على مقدمة وخمسة أبواب على الترتيب الآتي:
في إثبات وجود العالم، في ذكر صفات الله، في ذكر الأفعال الإلهية، في النبوة والإمامة، في الوعد والوعيد.
وقام الطوسي في تأليفه لهذا الكتاب بمنهجه المزجي المعروف بين الكلام و الفلسفة، بالبحث في المسائل الاعتقادية، وفي ذلك فإنّ قسماً من الباب الرابع يتطرق فيه الطوسي لشرح عقائد الفرق المختلفة في باب الإمامة.
ونضيف هنا أنّ كشف المعاقد في شرح القواعد، الذي طبع بشكل استنساخ، يعد أيضاً من جملة الشروح التي كتبها تاج الدين محمود بن علي الحمصي الرازي، على قواعد العقائد للخواجة نصير الدين الطوسي، والرازي في شرحه لم يذكر جميع متن كتاب القواعد، واكتفى بشرح الكلمات التي وردت في بداية هذا الكتاب، مع استخدام كلمة «قال» في بداية الكلام، وينتهي بكلمة «إلى آخره». واستخدم تاج الدين الرازي في شرحه منهج التأليف لكتاب القواعد، وصرح أنّ الغرض من تأليف هذا الكتاب: شرح عقائد الفرق فقط، ولا يتضمن بيان عقائده الشخصية. ولكن من خلال قراءة هذا الكتاب يتبيّن أنّ الرازي بقي وفيًّا لمتن القواعد وآراء الطوسي، وعلى حدّ قول إشميتكه (مقدمة، ص 18): إنّ شرح الرازي يمكن اعتباره بمثابة استنطاق للقواعد مع إضافة بعض الجزئيات التي يمكن مطالعتها بشكل مستقل عن المتن الأصل، إنّ كتاب كشف المعاقد يمثّل حلقة في قراءة عقائد الإمامية قبل ظهور الصفوية ويحظى بأهمية بالغة.
وفي هذا المجال فإنّ النسخة الموجودة في مكتب برلين الحكومية -مع الالتفات إلى اشتمالها بعض تصحيحات وإضافات الشارح نفسه- تحظى بأهمية فائقة، وفضلاً عن ذلك فإنّ المتن أيضاً يعتبر من الشروح القديمة لكتاب القواعد، ولم يقع لحدّ الآن بيد المحققين.
المسألة الأخيرة: إننا لا نعرف الكثير عن سيرة وأعمال تاج الدين الرازي. وبناءً على المعلومات القليلة التي ساقتها السيدة سابينة إشميتكه في الصفحة الحادية عشرة إلى الثالثة عشرة، قيل: إنّ تاج الدين الرازي كان من تلاميذ العلامة الحلي، وإنه بالإضافة إلى كشف المعاقد، قد كتب شرحاً على الرسالة الشمسية لنجم الدين الكاتبي (ت. 675هـ)، وشرح على الفصول الإيلاقية لمحمد بن يوسف الإيلاقي (ت. حوالي 460هـ) تحت عنوان: الأمالي العراقية.
وقد استطردت السيدة سابينة إشميتكه قائلة: هناك نسخ في المكتبة الحكومية ببرلين تحتوي على ملاحظات لتاج الدين الرازي، وهي تساعد كثيراً في التعرّف على مكان وزمان حياته وأسرته. وقد ذكرت بعض التقريرات عن تلك الملاحظات في الصفحة الثالثة عشرة إلى السابعة عشرة من مقدّمتها. إنّ إحدى تلك النُّسخ هي نسخة مخطوطة لكشف المعاقد، وإنها تشتمل على بعض الصفحات المكتوبة بخطّ يده، وقد ذكرت في خاتمتها أنها قابلت النسخة نفسها بالنص. وقد كتبت السيدة سابينة إشميتكه مقدّمة باللغة الإنجليزية تحدّثت فيها بإيجاز عن الأعمال الكلامية للخواجة نصير الدين الطوسي، وشرح قواعد العقائد، وتاج الدين الرازي وشرحه على القواعد، والنسخة المخطوطة المحفوظة في برلين. وإنّ هذه المقدمة وترجمتها الفارسية من قبل السيد أحمد رضا رحيمي ريسه قد أدرجت في بداية هذا الكتاب .
18- Ferdinand Karsch-Haack: Homoerotik im Arabertum. Gesammelte Aufsatze. Herausgegeben von Sabine Schmidtke. Hamburg: Manerschwarmskript, 2005. (Bibliothek rosa Winkel. Sonderreihe: Wissenchaft M 3).
19- A Mu›tazilite creed of Az-Zamakhshari fi Usul Addin, Stuttgar: Steiner, 1997, Vol. 51, Part 4 of Abhandlungen fur die Kunde des Morgenlandes: Im Auftrage der Deutschen morgenlandischen Gesellschaft, Deutsche Morgenlandischen. Jar Allah al-Zamakhshari: Kitab al-Minhaj fi usul al-din. Introduced and edited by Sabine Schmidtke. Beirut: Arab Scientific Publishers, 1428/2007. (2nd Edition).
كتاب المنهاج في أصول الدين، هو رسالة عقائدية في شرح عقائد المعتزلة للزمخشري (ت 538هـ/ 1144م)، وبالاستفادة من مضمون كتاب المنهاج.
عمدت السيدة سابينة إشميتكه إلى ترجمته من العربية إلى الإنجليزية بالإضافة إلى تصحيحه وتقويمه.
20- Badhl al-majhud fi ifham al-Yahud: Samaw›al al-Maghribi›s (d. 570/1175): the early recension, Wiesbaden: Harrassowitz, 2006, 71p; (facsims). (Abhandlungen fur die Kunde des Morgenlandes; LVII, 2).
هذا الكتاب: بذل المجهود في إفحام اليهود، تأليف صموئل بن يحيى المغربي (ت 570هـ/ 1175م)، الذي قامت السيدة إشميتكه بنشره بمساعدة رضا بور جوادي، وإبراهيم مرازكا ، بشكل استنساخ Facsimile (فاكسيميلي) أي:صورة مطابقة للأصل.
21- Muhammad b. Ali b. Abi Jumhur al-Ahsa›I (d. After 906/1501): Mujli mir›at al-munji fi I-Kalam wa-l-hikmatayn wa-l-tasawwuf. Lithograph edition by Ahmad al-Shirazi (Tehran 1329/1911). Reprinted with an Introduction, Table of Contents, and Indices by Sabine Schmidtke. Tehran: Iranian Institute of Philosophy & Institute of Islamic Studies, Free University of Berlin, 2008 (Series on Islamic Philosophy and Theology. Texts and Studies).
22- Contacts and Controversies between Muslims, Jews and Christians in the Ottoman Empire and Pre-Modern Iran. Eds. Camila Adang & S. Schmidtke. Wurzburg: Ergon (forthcoming), (Istanbuuler Texted und Sudies).
23- Handbook of Mutazilite Works and Manuscripts. General Editors: Gregor Schwarb, Sabine Schmidtke and David Sklare. Leiden: Brill (Handbuch der Orientalistik) (forthcoming).
ب- المقالات
1- «Al-Allama al-Hilli and Shi›ite Mu›tazilite Theology». Spekturm Iran, 7 iii. (1994) 10-35, 126-7.
2- «The Influence of Sams al-Din Sahrazuri (7th/13th century) on Abn Abi Jumhur al-Ahsa›I (d. After 904/1499)». Encounters of Words and Texts: Intercultural Studies in Honor of Stefan Wild on the Occasion of His 60th Birthday. Presented by Kis Puplish in Bonn. Wdd. Lutz Edzard & Christian. Szyska. Hildesheim: Olms, Olms, 1997: 23-32.
3- «Twelver-Shi›ite Ressources in Europe. The Sgh›ite Collection at the Oriental Department of the University at Cologne, The Fonds Henry Corbin and the Fonds Shaykhi at the Ecole Pratique des Hautes Etudes (EPHE). Paris, With a catalougue of the Fonds Shaykhi». 285 I (1997) 73-122. (With Mohammad Ali Amir-Moezzi).
4- «Neuere Forschungen zur Mu›tazila-Forschung unter besonderer Berucksichtigung der Spateren Mu›tazila ab dem 4./10. Jahrhundert». Arabica, 45(1998) 379-408.
5- «Homoeroticism and homosexuality in Islam: a review article». Bulletin of the School of Oriental and African Studies, 62 ii (1999) 260-66.
6- «The Doctrine of the Transmigration of Soul according to Shihab al-Din al-Suhrawardi (Killed 587/1191) and his Followers». Studia Iranica 28 (1999). 237-411.
7- «Die westliche Konstruktion Marokkos als Landschaft freier Homoerotik». Die Welt des Islams, 40.
8- «Theologie, Philosophie und Mystik. Ein Beispiel aus dem zwolferschiitischen Islam des 15, Jh». Edith Stein Jahrbuch. Jahrwszeitschrift fur Philosophie, Theologie, Padagogik, Andere Wissenschaften, Literatur, Kunst, 7(2001) 174-191.
9- «Schriftenverzeichnis Ferdinand Karsch (-Haack) (1853-1936)». Zeitschrift fur schwule Geschichte, Nr. 31 (Dezember 2001) 13-32.
10- «II Firk. Arab. 111- A copy of al-Sharif al-Murtaza›s Kitab al-Dhakhira completed in 427/1079-80 in the Firkovitch-Collection, St. Petersburg.» (Persian) Ma›arif, 20 ii (1382/2003) 68-84.
(نسخة قديمة عن كتاب الذخيرة للشريف المرتضى، يعود تاريخ كتابتها إلى: 472هـ)؛ ترجمة: رضا بور جوادي، مجلة: معارف، العدد: 59، عام 2003م، ص68 - 84.
11- «Recent Studies on the Philosophy of /illumination and Perspective for Further Research.» In: Daneshnamah. The Bilingual Quqrterly of the Shahid Beheshti University, 1 ii (Spring/Summer 2003) 101-119 (English Section), 69 (Persian Section).
12- «Studies on Sa›d b. Mansur Ibn Kammuna (d. 683/1284): Beginnings, Achievements, and Perspectives». Persica. Annual of the Dutch- Iranian Society, 29 (2003) 105 - 121 (Published in 2004).
13- «The ijaze from Abd Allah b. Salih al-Samahiji to Nasir al-Jarudi al-Qatifi: A Source for the Twelver Shi›I Scholary Tradition of Bahrayn». Culture and Wilferd Madelung. Edd. Farhad Daftary & Josef W. Meri. London: I. B. Tauris in association with The Institute of Ismaili Studies, 2003, 64 - 85.
14- «Re-Edition of al-Minhaj fi usul al-din by Jar Allah al-Zamakhshari». (Persian) Ma›arif, 20 iii (1382/ 2004) 107 - 148.
(تصحيح جديد لكتاب المنهاج في أصول الدين للزمخشري)، ترجمة: رضا بور جوادي، مجلة: معارف، العدد: 69، عام: 2003م، ص107 - 148.
15- «Der Brifwechsel Hans Kahnert (Janus)- Kurt Hiller.Eine Quelle zu Farsch (-Haack)». Capri. Zeitschrift fur schwule Geschichte Nr, 35. (Mai 2004) 24 - 31.
16- «Qutb al-Din al-Shirazi›s (d. 710/ 1311) Durrat al-Taj and Sources. (Studieson Qutb al-Din al-Shirazi I)». Journal Asiatique, 292 i-ii (2004) 309-328 (With Reza Pourjavady).
17- «A Bibliography of Ibn Jumhur al-Ahsai›s Works. Translated with additions and corrections by A. R. Rahimi Risseh». (Persian) Nushe Pazuhi. A Collection of Essays Articles on Manuscripts Studies and Related Subjects, 1 (2004) 291 - 309.
(دراسة المؤلفات والنسخ المخطوطة لابن أبي جمهور الأحسائي)، ترجمه إلى الفارسية: أحمد رضا رحيمي ريسه، مجلة: تحقيق النسخ (نسخه بجوهي)، الكتاب الأول، قم، 2004م، ص291 - 309.
18- «Heinrich Hossli›s Quellen zum Orient». Capri. Zeitschrift fur schwule Geschichte Nr, Nr. 36 (Januar 2005), pp. 39 - 46.
19- «The Karaites› Encounter with the Thought of Abu l-Husayn al-Basri (d. 436/ 1044). A Survey of the Relevant Materials in the Firkovitch- collection, St. Petersburg». Arabica, 53 I (2006), pp. 108 - 142.
20- «Some notes on a new edition of a medieval philosophical text in Turkey: Shams al-Din al-Shahrazuri›s Rasa›il al-Shajara al-ilahiyya». Die Welt des Islams, 46i )2006), pp. 76 - 85 (With Reza Pourjavady).
21- «Muslim Polemics against Jadaism and Christianity in 18th Century Iran. The Literary Sources of aqa Muhammad Ali Bihbahani›s (1144/ 1732 - 1216/ 1801) Radd-I Shubahat al-Kuffar». Studia Iranica, 35 (2006), pp. 69 - 94 (with Reza Pourjavady).
22- «Mu›tazili Manuscripts in the Abraham Firkovitch Collection, St. Petersburg. A Descriptive Catalouge». A Common Rationality. Mu›tazilism in Islam and Judaism. Wds. Camilla Adang, Sabine Schmidtke and David Sklare. Wurzburg: Ergon, 2007, pp. 377- 462.
23- «Forms and Functions of, Licences To Transmit› (Ijazas) in 18th Century, Iran Abd Allah al-Musawi al-Jaza›iri al-Tustari›s (1112- 73 / 1701- 59) Ijaza Kabira». In: Apeaking for islam. Religious Authorities in Muslim Societies. Eds. Gurdun Kramer & Sabine Schmidtke. Leiden: Brill, 2006, pp. 95 - 127.
14- «Ferdinand Karsch- Haack. Ein biobiliografischer Abriss». Capri. Zeitschrift fur schwule Geschichte, Nr. 38 (Januar 2006), pp. 24 - 36.
25- «TheJewish Reception of Samaw›al al-Maghribi›s (d. 570 / 1175) Ifhamm al-yahud. Some Evidence from the Abraham Firkovitch Collection)». In: Jeruslem Studies of Arabic and Islam, 31 (2006) pp. 327 - 349 (Studies in memory of Professor Franz Rosenthal) (with Bruno Chiesa).
26- «Yusuf al-Basri›s. Theology». A Common Rationality Mu›tazilism in Islam and Judaism. Eds. Camila Adang, Sabine Schmidtke and David Sklare. Wurzburg: Ergon, 2007, pp) 229 - 296 (with Wilferd Madelung).
27- «The Qutb al-Din al-Shirazi (d. 710 / 1311) Codex (Ms. Mar›ashi 128989) (Studies on Qutb al-Din al-Shirazi II)». Studia Iranica 36 (2007), pp. 279 - 301 (with Reza Pourjavady).
28- «Islamic Rational Theology in the Collections of Leiden University. The Supplements› of the Zaydi Imam al-Natiq bi-l-haqq (d. 1033) to the theological Summa of Abu. Ali Ibn Khalad (fi. Second half of the 10th century)».
Omslag. Bulletin van de Universiteitsbibliothek Leiden en het Scaliger Institute 3 - 2007, pp. 6 - 7 (with Camila Adang).
29- «Etude de la literature polemique contre le judaisem». Annuaire 114. Resume des conferences et travaux 2005 - 2006. Ecole Pratique des Hautes Etudese. Sections Religieuses. Paris 2007, pp. 183 - 186.
30- «Der Kategorienkommentar von Abu-Farag Abdallah Ibn al-ayyib. Texte und Untersuchungen. BY CLEOPHEA FERRARI»; in: Journal of Islamic studies 2007 18 (3) 413 - 414.
31- «Rationalism et theologie dans le monde musulman medieval. Bref etat des lieux». Revue de L›histoire des religions (forthcoming) (with Mohammad Ali Amir- Moezzi).
32- «Ahmad b. Mustfa Tashkopruzade›s (d. 968 / 1561) Polemical tract against Judaism». Al-Qantara Revista de Estudios Arabes 29 I (2008), pp. 79 - 113 (& Corrigendum i-ii) (with Camila Adang).
33- «Qadi Abd al-Jabbar al-Hamadani (d. 415/ 1025) on The Promise and Threat. An Edition of a Fragment of his kitab al-Mughni› fi abwab al-tawhid wa l-adl Preserved in the firkovitch- Collection, St. Petersburg (II Firk. Arab. 105, ff. 14 - 92). Melanges de I›Institut Dominican d›Etudes orientales, 27 (2008), pp. 37 - 117 (with Omar Hamdan).
34- «Ibn Kammuna, filusuf-I ta›thir gudhar,» Kitab-I mah-I falsafa 2 xiv (Aban 1387/ December 2008) (Special issue devoted to Ibn Kammuna), pp. 133 - 135.
35- «Abu al-Husayn al-Basri on the Torah and its Abrogation». Melanges de L›Universite saint Joseph, 61 (2008), pp. 559 - 580.
36- «Theological Rationalism in the Medieval World of Islam». Al-›Usur al Wusta: The Bulletin of Middle East Medievalists, 20 I, April, 2008, pp. 17 - 29.
37- «Rationale Theologie in der islamischen Welt des Mittelalters». Verkundigung und Forschung, 53 ii (2008), pp. 57 - 72.
38- «Qutb al-Din-Shirazi (d. 710/ 1311) as a Teacher: an analysis of his ijazat. (Studies on Qutb al-Din al-Shirazi III)». Journal Asiatique (forthcoming) (with Reza Pourjavady).
39- «Epistle Convincing the Jews regarding (the error of) what they claim about the Torah on the basis of theology (Risalat Ilzam al-yahud fima za›amu fi l-tawrat min qibal ilm al-Kalam) by Publications Sabine Schmidtke iii al-Salam. A critical edition», Contacts and Controversies between Muslims, Jews and Christians in the Ottoman Empire and Pre-Modern Iran. Eds. Camila Adang & Sabine Schmidtke. Wurzburg: Ergon (forthcoming) (lstanbuler Texte und Studien).
40- «Sayyid Muhammad Mahdi al-Burujirdi al-tabataba›I›s («Bahr al-Ulum», d. 1212/ 1797) Debate with the Jews of Dhu l-Kifl. A survery of its transmission, with critical editions of its Arabic and Persian versions», Contacts and Controversies between Muslims, Jews and Christians in the Ottoman Empire and Pre-Modern Iran. Camila Adang & Sabine Schmidtke. Wurzburg: Ergon (forthcoming) (lstanbuler Texte und Studien) (with Reza Pourjavady).
41- «MS Berlin, Wetzstein II 1527. A unique manuscript of Mahmud al-Himmasi al-Razi›s Kashf al-ma›aqid fi sharhi Qawa›id al-aqa›id.» Tribute to Michael. Studies in Jewish and Muslim Thought Presented to Professor Michael Schwartz, eds. Sara Klein- Braslavy, Binyamin Abrahamov, Josef Sadan, Tel Aviv: The Laster and Sally Entin Faculty of Humanities, The Chaim Rosenberg Schooll of Jewish Studies, 2009, pp. 67* - 78 * (in press).
42- «Abu al-Husayn al-Basri and his transmission of bibliocal Materials from Fakhr al-Din al-Razi›s Mafatih al-ghayb». Islam and Christian- Muslim Relations, 20 ii (2009), pp. 105 - 118.
43- «The Doctrinal views of the Banu I-Awd (early 8th/ 14th century): an analysis of ms Arab. F. 64 (Bodleian Library, Oxford)». Le shi›isme imamate quarante ans après. Hommage a Etan Kohlberg. Eds. Mohammad Ali Amir Moezzi, Meir Barasher, Simon Hopkins. Turnhout: Brepols, 2009, pp. 357 - 382.
44- «New sources for the Life and work of Ibn Abi Jumhur al-Ahsa›I». Studia Iranica 38 (2009) (in press).
45- «Mutazili Discussions of the Abrogation of the Torah. Ibn Khallad (4th/ 10th centuty) and his Commentatprs». Reason and Faith in Medieval Judaism and Islam. Eds. Maria Angeles Gallego and Judith Olszowy- Schlanger. Leiden: Brill (forthcoming) (with Camilla Adang).
46- «The Rightly Guiding Epistle (al-Risala al-Hadiya) by Abd al-Salam al-Muhtadi al-Muhammadi. A Critical Edition». Jerusalem Studies in Arabic and Islam, 35 (2009) (in Press).
47- «Moshe Perlmann (1905 - 2001): List of Writings and Publications». Jerusalem Studies in Arabic and Islam 35 (2009) (in Press).
48- «Moshe Perlmann (1905 - 2001): A Biographical: A Biographical Sketch» Jerusalem Studies in Arabic and Islam 35 (2009) (in Press).
49- «الجبائي، أبو علي محمد بن عبدالوهاب موسوعة عالم الإسلام، بإشراف: غلام علي حداد عادل، ج 9، ص 540 - 544.
50- «نظرية تناسخ النفس من منظار شهاب الدين السهروردي وأتباعه»، هذه مقالة قدمت في المؤتمر الدولي للحكيم الملا صدرا في طهران، في أوائل الشهر الخامس من عام 1999، وطبع في المجلد الثالث، من أعمال المؤتمر تحت عنوان: الملا صدرا والدراسات المقارنة، طهران، مؤسسة الحكمة الإسلامية الصدرائية 2010م.
51- «التستري، أبو الفضل)، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، بإشراف: كاظم الموسوي البجنوردي، ج 5، ص 295 - 296.
52- «مواجهة القرائيم مع فكر أبي الحسين البصري، على اساس مجموعة فركويتش في سن بطرسبورغ الروسية، ترجمة محمد كاظم رحمتي، مجلة هفت آسمان(السموات السبع)، العدد: 33، ربيع 2007م، ص171 - 192. وهذه المقالة طبعت للمرّة الثانية في كتاب: الفرق الإسلامية في إيران في العقود الوسطى للاستاذ محمد كاظم رحمتي عام 1998م.
53- «ابن أبي جمهور الاحسائي وعلاقته بالمدرسة الشيرازية»، هذه المقالة نوقشت للمرة الأولى في المؤتمر الدولي للمدرسة الشيرازية (مكتب شيراز) الفلسفية في السابع والعشرون والثامن والعشرون من شهر أبريل (نيسان) عام 2004، في قاعة العلَّامة الجعفري، كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة شيراز .
54- «ابن العودي من علماء الشيعة في الحلة، ومجموعته القيمة بخطه -ابن العودي- في مكتبة بادليان ». هو عنوان المقالة غير المدوّنة  التي عرضها السيد محسن الموسوي في موقعه الالكتروني، وقد دونتها السيدة إشميتكه وترجمها السيد موسى للكتاب التذكاري الذي سيصدر بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة السيد عبد العزيز الطباطبائي .
-3-
إطلالة على بعض آراء الدكتورة زابينه إشميتكه، في محاضراتها
أ- في شهر أيار (مايو) عام 2006، أُقيمت الجلسة التخصصية الثانية والأربعين من سلسلة الجلسات في مركز التحقيق للتراث المخطوط مع محاضرة البرفسورة زابينه إشميتكه، بحضور جماعة من العلماء والمحققين، وطلَّاب في العلوم الفلسفية والكلام والعلوم الإسلامية، في بناية المركز الواقع في شارع انقلاب، بين شارع أبوريحان والجامعة -جامعة طهران- في بناية فرودرين، في الطبقة الثانية، الشقة رقم: 9، تحت عنوان: تأثير الأفكار الفلسفية لابن كمونه على الفلاسفة من بعده، وطرحت إشميتكه بشكل مباشر وعن طريق الإنترنت بواسطة (Paltalk Messenger) من غرفة (miramaktoob)، وقالت: إنّ ابن كمونه يعتبر أحد أهم الفلاسفة في العالم الإسلامي بعد ابن سينا ومن جملة الفلاسفة الذين حازوا الشهرة في حياتهم، ومضافاً إلى الكثير من المحاورات العديدة التي أجراها في شرق العالم الإسلامي، فإنّه كتب كتابين: شرح التلويحات، والجديد في الحكمة، واستقبلت كتاباته واستنسخت في حياته في تبريز وبغداد وإصفهان وحتى في النجف.
وقد أشارت شميتكة إلى تأثير ابن كمونه على الفلاسفة من بعده، وقالت: «لقد تأثر كلّ من الشهرزوري وقطب الدين الشيرازي في أعمالهما بابن كمونة. بحيث يقول قطب الدين الشيرازي: لقد استفدت في شرحي لحكمة الإشراق من بعض شروح ابن كمونة. كما يكاد يكون قطب الدين الشيرازي في كتابه (درّة التاج) مجرّد مترجم لكتاب (الجديد في الحكمة) لابن كمونة، دون أن يشير قطب الدين الشيرازي إلى ذلك . كان قطب الدين الشيرازي يشجّع تلاميذه على قراءة أعمال ابن كمونة، كما عمد إلى استقاء أكثر أفكاره من ابن كمونة. إنّ الكثير من الفلاسفة الذين جاؤوا بعد ابن كمونة لم يستفيدوا من منطقه الفكري إلَّا نادراً. من باب المثال نجد غياث الدين الدواني ، الذي ولد بعد وفاة ابن كمونة بقرن ونصف من الزمن لم يلتفت من بين آراء ابن كمونة إلَّا إلى شبهته بشأن استحالة واجب الوجود. وحتى في عهد شمس الدين الخفري تتعرّض فلسفة ابن كمونة للتحريف، وإنّ الكثير من العلماء الآخرين لا يرجعون إلى مؤلفات ابن كمونة مباشرة، وإنما يتعرّفون إليها من خلال الردود التي كتبها الدواني عن شبهاته. فقد بحث شمس الدين الخفري في كتابه شرح تجريد الخواجة [نصير الدين الطوسي] مسألة واجب الوجود، واعترض عليه بشدّة. يبدو أنّ شمس الدين الخفري لم يكن يعرف ابن كمونة إلَّا من خلال مؤلفات الدواني، لذلك لم يكن يعلم أنّ ابن كمونة قد أجاب بنفسه عن الشبهة التي أثارها.
كما عمد عصمة الله بن كمال الدين البخاري إلى نسبة شبهتي الجذر الأصم وشبهة الاستلزام إلى ابن كمونة. يمكن القول: إنّ صدر المتألهين هو الوحيد الذي تابع شبهات ابن كمونة المذكورة في كتب شمس الدين الخفري، وأدرك أنّ ابن كمونة لم يذكرها. لم يكن كتاب ابن كمونة في متناول صدر المتألهين، وإلَّا لكان له موقف آخر. كما نجد المير داماد يتحدّث عن آراء ابن كمونة بتهكّم، وربما يعود ذلك إلى عدم امتلاكه نصّ ابن كمونة.
إنّ الفلاسفة المسلمين لا يعرفون ابن كمونة إلَّا من خلال شبهاته. وفي العهد الصفوي يتم تأليف العديد من الرسائل حول ثلاث شبهات تنسب إلى ابن كمونة، والذي يبقى مجهولاً في البين هو فلسفته.
ب- مؤتمر قطب الدين الشيرازي: عقد في عام 2006 من قبل مؤسسة الفنون الثقافية  في العاصمة الإيرانية طهران (فرهنگستان هنر)، تضمن المؤتمر خمس برامج فكرية وثقافية أُقيمت في مدن طهران، شيراز، كازرون، تبريز، وقم، وبعد إتمام المحاظرات كانت تقام جلسة سؤال وجواب بحضور كل من: الدكتورة زابينه إشميتكه، والدكتور رضا بور جوادي، والدكتور السيد حسين السيد الموسوي، والدكتور جودي فايفر والدكتور مصطفى نديم، حول محاور «قبول وحدة النفس» و«ضرورة إجراء تحقيقات أكثر حول حياة قطب الدين الشيرازي»، وتركزت محاظرة السيدة إشميتكه في هذا المؤتمر حول مجموعة من النسخ الخطية المكتوبة بخط قطب الدين الشيرازي، والتي تم العثور عليها مؤخراً في مكتبة آية الله السيد المرعشي النجفي في قم، وتحدّثت إشميتكه عن شخصية قطب الدين الفلسفية وقالت: «لقد كان تلميذاً لنصير الدين الطوسي ونجم الدين الكاتبي. ولكننا إذا راجعنا مؤلفاته لا نجد ذاك التأثر بالخواجة نصير الدين أو الكاتبي. أي إننا لو استثنينا بضعة مسائل في المنطق، وهي تلك التي نسج فيها قطب الدين على منوال الخواجة نصير الدين، لن نجد هناك أي وجه شبه آخر بينهما. كما تحكي الهوامش على (حكمة العين) أنه كان يختلف عن الكاتبي في الرأي».
وتعقيباً على محاظرة السيدة إشميتكه قال رضا بور جوادي: «إنّ قطب الدين الشيرازي منذ النصف الثاني من القرن السابع سار على نهج المدرسة الفلسفية التي أرست قواعدها على آراء السهروردي»، واستطرد قائلاً: «إنّ رسالة قطب الدين الأخرى في الفلسفة، إنما هي ترجمة حرفية لكتاب (الكاشف) لابن كمونة الموجود في (درّة التاج). وفي هذه الرسالة يقدّم لنا قطب الدين نظريات مختلفة في البحوث المنطقية، كما أضاف أموراً أخرى من عنده».
كما ذهب السيد بور جوادي إلى القول بأنّ من جملة ما يُميّز رسائل ابن كمونة هو افتقارها إلى عناوين محددة، وأضاف قائلاً: «إنّ الكثير من كتابات ابن كمونه لها عناوين مختلفة، والرسالة المهمة الأخرى له تدور حول الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية ، وتحدثت عن هذه الديانات بكل حيادية بعيداً عن الانحياز» .
-4-
إطلالة على المصادر والمراجع المشتملة على آراء ونظريات الدكتورة إشميتكه
أ- نرى الإرجاعات والإسناد في بعض المصادر، كدائرة المعارف الإسلامية الكبرى (بإشراف: كاظم الموسوي البجنوردي)، إلى بعض نظريات إشميتكه، وعلى سبيل المثال، في المدخل للباقلاني (ج11)، جاء كالتالي: «إنّ الباقلاني استفاد من نظرية الذرات والأعراض لضمان قيمومية وقدرة الله المطلقة، ولكن النقطة التي التفت إليها ولفسن أيضاً هي أنّ نظرية الباقلاني في هذا الخصوص تمثّل إحدى جوانب صياغة النظرية السنية في إنكار العلية التي تقع بالضبط في مقابل رأي الفلاسفة وبعض المعتزلة، كالنظام، وعلى أساس تحليل ولفسن فإنّ الباقلاني في ذات كونه يتفق مع أصحابه الأشاعرة في عدم بقاء الأعراض فإنّه يخالفهم في مسألة بقاء الأجسام، وذلك بأنّ عبارة «أحوال الوجود» «الأكوان» صارت بديلاً لعبارة «معنى البقاء» على رأيه، و بقي على رأيه في مجال البقاء وعلى أساس فناء الأجسام متفقاً مع أصحابه الأشاعرة» (إشميتكه، ص 514).
وعلى أساس رأي أبي القاسم الأنصاري في الغنية فإنّ إشميتكه ترى أنّ الباقلاني رغم كونه في البداية يوافق نظرية الأشاعرة في البقاء ولكن نقل عنه أنّه ردّها بعد ذلك، ودليلها أنّه كان يشك في مسألة قدم صفات الله، والسؤال الذي طرحته على النحو التالي: هل هذه الصفات تحتاج لبقائها إلى العرض؟ فإن كانت محتاجة للعرض في البقاء فإنّ ذلك مخالف للرأي الذي يقول: إنّه لا يوجد عرض في ذات الله وصفاته، ونقل أنّ أبا الحسن الأشعري كان يعتقد بأنّ صفات الله باقية بسبب بقائه، وبرأي الباقلاني فإنّ النتيجة من هذا الرأي أنّ كل شيء في أصله ممكن بذاته فهو باقٍ (الغزالي، ص 131). وتضيف إشميتكه: على أساس مقولة الأشاعرة من أنّ الأعراض لا تبقى، فقد استدل على أنّ الجواهر لا تحتاج في بقائها إلى العرض، بل مادامت تمتلك نوعاً واحداً من أنواع الأعراض فهي باقية، وعلى هذا الأساس يرى أن الفناء يمتنع على أي نوع من أنواع الأعراض، وعليه فإنّ الجوهر إنّما يفنى فيما إذا زال عنه «الكون»، وتقول إشميتكه على أساس رواية أخرى: إنّ الباقلاني قد توصل إلى هذه النتيجة أيضاً وهو عدم وجود أي دليل على عدم بقاء الأعراض بالذات، وعلى هذا الأساس فإنّه متأثر باستدلالات المخالفين حيث وجد نفسه مضطراً لأن يقول إنّ الله يمكن أن يعدم الأبدان بفعل مباشر (ص 214 - 215).
ب- وثمة اهتمام والتفات في بعض المواقع الإلكترونية العلمية التخصصية، لرؤى ونظريات إشميتكه، وكمثال على ذلك ما نجده في مقالة بعنوان «الأدب عند المعتزلة في التاريخ» ورد فيها: «من جملة الكتب الكثيرة التي تنسب إلى القاضي عبدالجبار المعتزلي، للأسف فإنّ عدد محدوداً منها وصل إلينا، وطبعاً ينبغي القول: إننا بالنسبة لمعرفة آراء القدماء أقرب من هذه الناحية وأحسن حظًّا، لأنّه تقريباً منذ القرن السابع الهجري فإنّ أغلب وأهم تراث المعتزلة ومنها تراث ومخطوطات القاضي عبدالجبار لم تكن متاحة بيد الكتاب والمحققين وعلماء الإسلام في المراكز والحواضر الإسلامية الكبرى وكانت موجودة فقط بيد الزيديين في اليمين، والزيديون في اليمن كانوا متصلين بالزيديين في إيران، ومنهم في الري وخراسان في القرن السادس والسابع، وبذلك تمّ اكتشاف أكثر التراث المعتزلي من هذا الطريق... وعدد كبير من كتابات المعتزلة بقيت في تراث القرائيم في مصر والشام، وتفصيل ذلك ما أوردته أخيراً السيدة زابينه إشميتكه باللغة الإنجليزية في مجلة (Arabica) وسمعت أنّها ترجمت إلى اللغة الفارسية (من قبل محمد كاظم رحمتي).
كان للمعتزلة حتى أواخر القرون التالية حضور ضعيف في خوارزم وبعض المناطق الأخرى من خراسان، ولكن لم يبق لنا الكثير من تراثهم المتأخر، وبطبيعة الحال لا زال باب التحقيق في هذا الشان مفتوحاً.
وربما أمكن العثور على تراث أحناف المعتزلة المتأخرين في مكتبات آسيا الوسطى أو المكتبات التركيّة. وقد كان للمعتزلة تراثاً أدبيًّا أو بعض المؤلفات الدينية الأخرى التي اختلف التعاطي معها وحضيت باهتمام أكبر دون سواها. من باب المثال نجد الأمر مختلفاً بالنسبة إلى كاتب مثل الزمخشري الذي هو متكلم ومفسّر معتزلي، فهو بوصفه أديباً ومفسراً سرعان ما وجد طريقه إلى الشهرة في العالم الإسلامي، حتى اخترقت أعماله ومؤلفاته الدائرة الاعتزالية، واستقبلت حتى من قبل الأشاعرة أنفسهم أيضاً.
وإنّ إطلالة على التراث التفسيري والتاريخي والرجالي في المرحلة اللاحقة تُشير إلى هذه الحقيقة بوضوح، بحيث لا نحتاج معه إلى ذكر الأدلة والشواهد. فمثلاً في كتاب (شد الإزار في تاريخ رجال شيراز) يمكن الوقوف على الحفاوة التي استقبل بها كتاب (تفسير الكشاف) في القرن الهجري الثامن، ونشاهد ذلك حتى في شعر حافظ الشيرازي أيضاً.
وبطبيعة الحال كانت هذه الحفاوة بين أهل السنة مصحوبة على الدوام بالنقد، وقد كتبت المؤلفات والهوامش في نقده، وقد ذكرت هذه النقود في (كشف الظنون)، و(إيضاح المكنون). بيد أنّ الملفت هو أنّ الإقبال الذي حظيت به المؤلفات الأدبية والتفسيرية للزمخشري المعتزلي والتي امتلأت بها المكاتب الشرقية والغربية، وهناك في بعضها العديد من النسخ للكتاب الواحد (ومنها تفسير الكشاف الذي توجد له نسخ قديمة جدًّاً وطبعاً هناك نسخ قديمة له في مكتبات اليمن أيضاً) لم تحظَ به مؤلفات الزمخشري الكلامية التي كتبت طبقاً للمذهب الاعتزالي. من باب المثال إنّ (رسالة المنهاج في أصول الدين للزمخشري) الصريحة في الاعتزال لم تلقَ رواجاً إلَّا في اليمن، وكانت نسخ هذه الرسالة متوفرة بكثرة في مكتبات هذا البلد طوال قرون.
وقد نشر هذا الكتاب مؤخراً من قبل السيدة سابينة إشميتكه (على ثلاث مراحل، بشكل مستقل، أو في مجلة المعارف بطهران)، ويمكن الوقوف في مقدمته على أفكار الزمخشري وآرائه الكلامية. كما توجد هناك مقالة للبروفيسور مادلونغ حول هذا الموضوع استفادت منها السيدة إشميتكه.
إنّ آخر ممثل بارز للمذهب الاعتزالي في مراكز الخلافة الرئيسة هو ابن أبي الحديد المعتزلي، ويتضح من خلال شرحه على نهج البلاغة أنه كان بحوزته الكثير من كتب المعتزلة. وقبل عدة سنوات تم نشر فهرسة بالكتب الموجودة في مكتبة ابن أبي الحديد المعتزلي، وقد تمّ التعريف بهذه المصادر فيها.
إنّ ما قيل إنما هو مقدمة للقول بأننا إذا كنا اليوم تقريباً نستفيد من أكثر من نصف كتاب (المغني) للقاضي عبد الجبار بفضل طباعته في مصر (بإشراف طه حسين) طبقاً لنسخ هذا الكتاب اليمنية، فهذا لا يعني أنّ المتقدّمين علينا كانوا يستفيدون من هذا الكتاب على نحو استفادتنا منه.
إنّ كتاب المغني كان مفقوداً لقرون طويلة من مكتبات الحواضر الإسلامية الرئيسة، ولم يكن موجوداً إلَّا في مكتبات اليمن أو جانبٍ منه في مكتبات الفرقة القرّائية.
من هنا فإنّ آراء المعتزلة لقرون متوالية لم تعرّف إلَّا من خلال تراث الآخرين بما في ذلك تراث خصومهم، من هنا لم يتمّ إدراك الكثير من الخلفيات الفكرية للمعتزلة بشكل واضح وصحيح.
وحاليًّا بسب ضياع المؤلفات الكلامية للمتقدّمين من المعتزلة من أمثال: أبي الهذيل، وإبراهيم النظام، والجبائيين وغيرهم، لم يعد بإمكاننا التعرّف على جانبٍ من أفكار وآراء المعتزلة، إلَّا عن طريق مصادر من قبيل: مؤلفات القاضي عبد الجبار المعتزلي. وهكذا كان الأمر بالنسبة إلى القرون الأولى حيث ضاع الكثير من تراث الأجيال الثلاثة الأولى من المعتزلة، ولم يصل منه شيء إلى أسلافهم.
في الكثير من الموارد كانت المصادر التي تعرّف بالفرق من قبيل كتاب (مقالات الإسلاميين) لأبي الحسن الأشعري، أو الكتب الجدلية أو الردود على أفكار وآراء المعتزلة من قبل المؤلفات الكلامية للأشاعرة، هي مرجع المؤلفين والعلماء في التعريف بآراء المتقدّمين من المعتزلة.
وفي المراحل التالية ومن خلال هجرة المعتزلة، وانتقال تراثهم وكتبهم إلى اليمن، لم يكن حتى كتاب (المغني) للقاضي عبد الجبار متوفّراً؛ لنتمكن في الحدّ الأدنى من الوصول إلى آراء المعتزلة من خلاله.
ومن ناحية أخرى فإنّ تراث الزيدية المعتزلة في إيران واليمن لم يكن متوفراً عند المؤلفين والعلماء من غير الزيدية، من هنا كانت الأفكار والآراء المتبلورة حول المعتزلة في القرون المتأخرة، تستند في غالبها إلى مؤلفات خصومهم أو الدائرين في فلكهم. وفي هذا الإطار كان لتراث الفخر الرازي الكلامي سهم كبير في التعريف بالتراث الفكري للمعتزلة بين الأشاعرة، ونحن نعلم أنّ الفخر الرازي قد تأثر بآراء أبي الحسن البصري ومحمود الملاحمي الخوارزمي، واستفاد من تراثهما  .
-5-
الـنـتـيـجـــة
من خلال دراسة أعمال شخصيات محققة بارزة ومشهورة من أمثال: مادلونغ وكلبرك وإشميتكه، لنا أن نستنتج أنّ الدراسات الإسلامية ذات التوجّه الشيعي اتخذت حاليًّا بين المستشرقين والأوساط العلمية والجامعات الغربية منحىً متسارعاً. وبغض النظر عن مختلف الملاحظات السياسية والدينية يجب على أولياء الأمور وأصحاب التأثير على مسار التحقيق في الحوزة العلمية (المعاهد الدينية والشرعية) والجامعة أن يعمدوا إلى تطوير الوعي والاهتمام، وتوجيه الجامعيين نحو التحقيق العصري في المجالات الحديثة، من خلال توفير الأرضية المناسبة للدراسات الحديثة عن التشيع، وتوفير الأدوات الضرورية والمناسبة، وإحياء الثقة بالنفس فيهم بغية إشراكهم في دراسة التشيّع على المستوى العالمي، والعمل خاصّة على نقد أعمال المستشرقين والدراسات الشيعية بشكل عام.
ومن ناحية أخرى يجب على الباحثين الشباب مضافاً إلى الاهتمام بماهية ونوع توجّهات الدراسات الاستشراقية أن يولوا اهتماماً كبيراً تجاه الأساليب البحثية والمواد التحقيقية وتنظيم نوع الأبحاث، وكذلك الاهتمام بالأولويات التحقيقية، وألَّا يغفلوا الاهتمام بالنصوص الشيعية القديمة التي هي عبارة عن التراث الشيعي المدوّن (المخطوطات). وعليهم من خلال الالتفات إلى المستلزمات العالمية الراهنة أن يعدّوا أنفسهم للدخول في حلبة التنافس في الميادين التحقيقية، وأن يوفروا الأرضية والمناخ المناسب والعصري على الخصوص بشأن دراسة ونقد نصوص الباحثين الغربيين وأساليبهم التحقيقية، كي يتمكنوا من الإسهام في إعلاء شأن التشيع المتمثّل بـ(التشيّع الأثني عشري) بوصفه (الإسلام النموذجي) من خلال مواكبة التحقيقات حول التشيّع في العالم المعاصر.