شعار الموقع

هذا العدد

هيئة التحرير 2019-05-19
عدد القراءات « 475 »

هذا العدد

 

 

غالبية المجتمعات الإنسانية تعيش حالة من التنوُّع والتعدُّد، والمجتمع المستقر بشكل عميق هو ذلك المجتمع الذي يحترم تنوُّعه وتعدُّده، ويعمل على توفير كل شروط مستلزمات مشاركته في الحياة العامة. بمعنى أننا نقرُّ ونعترف بكل تنوُّع يعيشه المجتمع، وفي الوقت ذاته نرفض كل أشكال التفتُّت والتمزُّق. وتُعلِّمنا تجارب العديد من الأمم والمجتمعات أن استقرارها العميق وصلابتها الداخلية هي وليدة الاعتراف بكل التنوُّع الذي يعيشه المجتمع، بحيث يُعَبِّر عبر الوسائل القانونية والإعلامية عن كل تنوُّعه، ولكن هذا التنوُّع لا يُؤسِّس للفوضى، وإنما يُؤسِّس للوحدة الداخلية الصلبة في كل مجتمع عربي وإسلامي.

ووحدة هذه المجتمعات هي وليد الاعتراف بالتنوُّع المفتوح على كل قيم الوحدة والائتلاف الداخلي.

والمجتمع القادر على نسج علاقات حيوية ونقدية بين تنوُّعه ووحدته، هو المجتمع الذي يتمكَّن من التغلُّب على كل عيوبه ومشاكله وأزماته الداخلية.

وتُعلِّمنا التجارب السياسية للعديد من الأمم والمجتمعات أن الاعتراف القانوني بكل التنوُّع والتعدُّد الذي يعيشه المجتمع، هو الذي يُخرج المجتمع وعلاقاته الداخلية من كل حالات الاحتراب التي تُدمِّر الجميع، ولا تُوصل إلى أي نتيجة إيجابية.

ومواد هذا العدد -عزيزي القارئ- تُؤكِّد هذه الحقيقة، وتعمل على إبرازها في كل مجالات الحياة الإنسانية.

نأمل أن يكون هذا العدد إضافة نوعية في مشروع الاستقرار العميق في كل مجتمعاتنا.

والله الموفق..