شعار الموقع

الإنتاج الثقافي من التكرار إلى التراكم المعرفي .. مجلة الكلمة مثالاً

أحمد شهاب 2019-05-31
عدد القراءات « 612 »

الإنتاج الثقافي من التكرار إلى التراكم المعرفي

مـجــلــة الـكـلــمـــة مثالاً

أحمد شهاب

مدخل

المهتمون برصد التحوُّلات السياسية كثيراً ما يُنظِّرون لأسباب ومفاعيل التغيير في العالم العربي، بوصفها نتيجة إلى ما آلت إليه بعض التجارب العربية المتعثرة، ونظراً لإخفاق أنظمة الحكم فيها، وما استتبعه من ردَّة فعل شعبية انتهت إلى إحداث جملة من المتغيرات في الحياة السياسية العربية، ويعتقد هؤلاء أن العامل الحاسم في إجراء التحوُّلات على الأرض إنما هو نتيجة تراكم عمل ونضال التيارات والجماعات السياسية التي أحدثت شرخاً في المنظومة الرسمية للدولة، ممَّا سهل انهيارها أو تفكُّكها كما شهدنا ذلك خلال العامين المنصرمين.

لا شك في أن هذا التحليل يحفل بالكثير من المصداقية، لكنه لا يكشف كل أبعاد مشهد التغيير والتحوُّل في العالم العربي، إذ لا يمكن إغفال التأثيرات الثقافية والفكرية في إرفاد المجتمع العربي بمقومات النهوض والتحدِّي، كما لا يُمكن التقليل من شأنية الأفكار في تغيير نظرة الأفراد إلى أنفسهم ومساندتهم في مشروع بناء الذات الفردية المعتدة بنفسها وفكرها والمتمايزة عن سلطة الدولة، وكذلك دورها في تعزيز ثقافة النقد بما وضع كل المنظومات الفكرية السائدة التي اعتمدت عليها الأنظمة الحاكمة كمساند لقوتها وشرعيتها تحت المجهر، وتم تفكيكها وبالتالي تفكيك منظومة الاستبداد العربي.

الفعل الثوري في الثقافة

يجادل بعض الباحثين في أن دوافع الحروب التي تقع بين فينة وأخرى ليست بالضرورة اقتصادية وسياسية، وإنما يمكن أن يُنظر إليها باعتبارها نموًّا للمنافسة الفكرية، وتستهدف في هذا الإطار تغيير المدارك عند الشعوب، نُلاحظ في هذا السياق أن ما يسبق الحروب هو شنّ حملة فكرية وثقافية تنتهي بالفشل، فتبدأ الآلة الحربية بالتحرُّك لتغيير الظروف وتهيئة بيئة لها قابلية الاعتراف بالأفكار المراد تمريرها، وعادة ما تنجح الدول والتوجهات التي تمتلك أدوات تسويق فعالة.

إن استباحة المنطقة العربية والإسلامية لشتى أنواع الصراعات والنزاعات بالصورة التي نلحظها، لا يستهدف فقط وضع اليد على المقدرات المادية لهذه الدول والمجتمعات، وإن كانت هذه من ضمن الاستهدافات الكبرى، لكنها على القدر نفسه تستهدف تهيئة مناخ ملائم لفرض هيمنة ثقافية تفسح المجال لما أسماه المرحوم مالك بن نبي «بالقابلية للاستعمار»، لذا فإن فعل المقاومة الثقافية لا يقلُّ أهمية من المقاومة العسكرية والسياسية، بل الأول هو الحافز الرئيس لكل أنواع النضال الوطني.

هكذا يكون مفهوماً تحوّل الفعل الثقافي إلى «فعل ثوري» يستهدف اقتحام أبواب المعرفة، وإعادة الاعتبار إلى العقل الانساني، من خلال مقارعة ثقافة الاستبداد والاستعمار، ومعالجة جذور التخلُّف والتقهقر الحضاري، وتقويم العجز الفكري، وتنسيج مبادئ العدل وحقوق الانسان والديمقراطية، وترسيخ قيم التسامح الديني في قلب هذا العالم، بلحاظ أن ضعف المناعة أمام أي هجمة حضارية إنما مردَّه هزال الجسد الثقافي، وفق فرضية مفادها أن توطن الاستبداد في هذه المنطقة يُعدُّ عاملاً رئيساً في خوار القدرة المجتمعية على المقاومة وإثبات الذات.

من هذا المنطلق أجد أن دور المؤسسات الثقافية والمجلات الفكرية بالضرورة لا يقف عند تسويق أفكار محدَّدة، وإنما يمتدُّ إلى ميدان الفعل التغييري عن سبق إصرار وترصُّد، فالمؤسسات الثقافية هنا تمثل «منصات وعي» تتحمَّل مهام جسيمة وشاقَّة، في مقدمتها إعادة تأسيس المنظومة الفكرية لأفراد المجتمع، والتعامل مع الفكر بصور أكثر تجريدية. واستظهار تجليات الحقيقة للتفكر في كيفية استثمارها ووسائل توظيفها.

لقد ساهمت مؤسسات عديدة في إحداث تحوُّل فكري يُناظر التحوُّل في الفكر السياسي، بل يرفده ويُعزِّزه ببناء قواعد فكرية صلبة، تنبض مفرداتها بالجِدَّة في قراءة النص الديني، وتُعزِّز النزعة العلمية في البحث والتنقيب، وترفع من قيمة النقد العلمي. ونُشير على سبيل المثال لا الحصر إلى الجهود الفكرية التي أسهمت بها مجلة الاجتهاد، ومجلة الفكر الجديد، ومجلة الفكر العربي، ومجلّة المنهاج، ومجلّة قضايا إسلامية، ومجلّة المحجّة، ومجلّة التوحيد، ومجلّة قضايا إسلامية معاصرة، ومجلة نصوص معاصرة، ومجلة الوعي المعاصر، ومجلة الاجتهاد والتجديد، وغيرها من دوريات ومجلات فكرية رصينة.

على وقع هذه الجهود الفكرية يمكن أن نصف مشروع «مجلة الكلمة للدراسات والأبحاث المتجدِّدة» الذي سعى منذ انطلاقته إلى تقديم إضافة نوعية للجمهور العربي والاسلامي عموماً، حاول من خلاله أن يتجاوز العقبات التي صادفت بعض التجارب الفكرية والثقافية الأخرى، التي على رأسها دخول بعض النماذج والمؤسسات الثقافية في الحلبة السياسية بقرار ذاتي أو لمبررات موضوعية، أو بقاء بعض تلك المشاريع في حيِّز مدرسة فكرية محددة تنافح عنها وتلتمس لها الأعذار على طول الخط، ممِّا أفقدها حياديتها المنتظرة وقراءتها النقدية المتوخاة من أمثالها.

مستويات الإنتاج الثقافي

يمكن التمييز بين عدة مستويات من الأنتاج الثقافي في العالم العربي والإسلامي عموماً، هناك مستوى «التعبئة الأيديولوجية والسياسية» التي اهتمت بتقديم خطاب تعبوي يُعزِّز من حالة الانتماء إلى جهة ما أو يُعاديها. ويعتني أصحاب خطاب التعبئة بتكريس جملة من الأفكار في المجتمع ممَّا يعتقدون أن له أثراً مباشراً في التسويق لفكر معين، أو دعم توجهات فكرية أو مشاريع سياسية محدّدة. وبإطلالة على مجمل الإنتاج الثقافي الإسلامي منذ نصف قرن تقريباً نلاحظ أن الكثير منه يكاد يصب في هذا المستوى، ويتمركز في خانة البحث عن الذات والدفاع عن الهوية. ويغلب عليه أنه خطاب تكراري، يعيش في ثوب الماضي، سواء كان الماضي العربي والإسلامي وما أنتج في قرون سابقة، أو الماضي القريب الذي أنتجته الإصلاحية الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وهو لا يزال خطاب له حضوره ومؤسساته ومنابره الثقافية والدينية.

والمستوى الثاني هو مستوى «الحداثة الفكرية والسياسية» ويبرز فيه التوجُّه العلماني الذي حاول أن يُقدَّم قراءة حديثة للواقع العربي والإسلامي من خلال ما اكتسبوه من ثقافة غربية، ورغم جدة هذا الفكر، إلَّا أن ما يعيب تجربة رواده من العرب انقطاعهم عن الفكر الإسلامي، وعجزهم عن قراءة الإسلام من الداخل، فطرحوا العلمانية كمقابل للدين، وأضحت العلمانية أيديولوجية تقف ضد كل ما هو إسلامي ومحافظ، ولم ينجحوا في تقديم الحداثة التي بشَّروا فيها بالصورة التي تسمح لها بالتحوُّل إلى أيقونة تغيير حقيقي في المجتمع، بل ظلت حالة من القلق تسود المجتمعات العربية والإسلامية تجاه أطروحات هذا التوجُّه على الرغم من قبول بعض مقولاتهم النقدية.

أما المستوى الثالث فهو توجُّه «الإبداع الفكري والثقافي والتجدُّد الحضاري» الذي يهتم بعملية التراكم المعرفي، ومحاولة إنتاج ثقافة إنسانية جديدة، والسعي لتقديم قراءة فكرية معاصرة للدين يتحرَّك من خلالها مشروع نقد التراث الاسلامي، ونقد التجربة الإصلاحية الإسلامية، والسعي نحو فهم أعمق للنصوص والمفردات الإسلامية وفقاً لمقتضيات التطوُّر، وشخص هذا الفريق العلة التي تعيق تقدُّم المجتمع العربي والإسلامي في التكرار السلبي للآراء والمقولات، والتوقُّف عند ما أنتجه السابقون، من دون القدرة على إعمال العقل، أو الغوص في المفاهيم بما يتناسب مع التطورات الفكرية المعاصرة.

وعلى وقع هذا الفهم انفتح هذا التوجُّه على مختلف الثقافات الإنسانية، مستفيداً من أداوت البحث التي أنتجتها العلوم المعاصرة، في قراءته النقدية للتاريخ الإسلامي، والثقافة الإسلامية، والفكر الديني، والمجتمع المحافظ، من أجل الخلوص إلى ثمرة فكرية ومعرفية تتسم بالجدة، وهذا الاتجاه تمثلته «مجلة الكلمة» إلى حدٍّ كبير.

ملامح الإبداع الثقافي في مجلة الكلمة

منذ الكلمة الأولى التي صدَّرت بها «الكلمة» عددها الأول، رسمت المجلة لنفسها خطًّا واضحاً في الانتصار لقيم التعايش السلمي والتعدُّدية والحوار، وتبنَّت مقاربة قضايا الإصلاح والمواطنة وحقوق الإنسان، وتقدَّمت خطوات في معالجة أزمة الحوار الداخلي الإسلامي - الإسلامي، كما طرقت أبواب التجديد في النظر الفقهي والشرعي، كما لم يتوانَ الكُتَّاب والبحَّاثة في «مجلة الكلمة» من وضع المفاهيم المتداولة في الحقل الإسلامي والحداثي على طاولة التشريح الهادئ، وكان الهدف المعرفي والعلمي هو الهاجس الوحيد الذي يُحرِّك الأسئلة ويبعث على البحث والتعمُّق في المعالجة.

ويمكن إجمال ملامح الإبداع في تجربة مجلة الكلمة بالآتي:

1- تشكيل رؤية مرجعية: بدا واضحاً أن «مجلة الكلمة» في كل عدد جديد تزداد تعمُّقاً في حقول البحث بكل ما يرتبط بالفكر والتراث والدين والحداثة والمجتمع، فلم يكتفِ كتَّابها بملامسة العناوين الثقافية العامة، بل ثمَّة مساعٍ دؤوبة بدت جلية في اتجاه تناول كل قضية من زوايا متعددة، في محاولة لإنجاز رؤية معرفية واضحة يمكن أن تُشكِّل إضافة جديدة لموضوع البحث، في هذا المجال يبرز موضوع التعايش والتعددية والحوار الإسلامي كمثال للقضايا التي تنوَّعت زوايا النظر اليها من قِبل الباحثين والمختصين في المجلة، ممَّا أمكن من تشكيل رؤية مرجعية في مجالها، لا يمكن لأي باحث منصف إغفالها أو تجاوزها.

2- التجديد الفكري: تركّز مشروع «مجلة الكلمة» على استئناف النظر الديني الإبداعي، عن طريق تحريره من أسوار البحوث التقليدية، وبُذلت جهود بحثية ملموسة في إعادة النظر بالمفاهيم والقضايا الدينية التقليدية وإعادة قراءتها من جديد برؤية تحليلية، على غير التأليف الديني السائد، ويُمكن أن نُشير في هذا السياق إلى قدرة المجلة على فتح البحث في قضايا مشاركة المرأة المسلمة في الحياة العامة، وتناول هذه القضية الشائكة والمعقدة بعقلية منفتحة تنوَّعت فيها أداوت البحث من تاريخي إلى سوسيولوجي، ومن فقهي إلى سياسي، ومن زوايا نظرية إلى معالجات تطبيقية.

3- النقد المعرفي: نجحت «مجلة الكلمة» إلى حدٍّ كبير في تفعيل أدوات النقد العلمي بكل حرفية ومُكنة من دون أن تدخل في صدامات مفتعلة مع توجهات فكرية أو دينية أو اجتماعية مغايرة، فتعاطت النقد بوصفه سعي لمعرفة الممكنات الموجودة في النص لتفعيل مساحات الوعي عند الفرد وتعرية الأوهام التي تستوطن العقل، وهو الأمر الذي أسهم في استكمال المجلة لمشروعها النقدي باعتباره أحد أداوت البناء والإسهام في الثقافة المعاصرة، وعلى الرغم من الحساسية الكبيرة التي كانت تصبغ الكثير من البحوث والدراسات التي كانت تتصدَّى لمعالجتها، إلَّا أنها استطاعت أن تُعيد موضعة التأويلات أو التفسيرات أو الشروحات للنصوص في حجمها الطبيعي، ومن أمثلة هذه البحوث المسألة الطائفية في الدولة العربية، والاتجاه المعنوي في الدين، وتجديد الفكر الديني، وقضايا الدولة الدينية.

4- التكامل المعرفي: اختطت «مجلة الكلمة» لنفسها مساراً معرفيًّا يتكامل مع بقية الجهود المعرفية والمشاريع الفكرية المؤثرة بغض النظر عن التصنيفات المذهبية والمدرسية، فراكمت وطورَّت قراءتها لما أنتجته المدراس الفكرية والثقافية المختلفة، في محاولة ناجحة للخروج من أسر القراءة الأحادية، فقدَّم كُتَّباها قراءة تتَّسم بالجِدَّة لمشاريع فكرية رائدة في مجالها، فكان المشروع الحضاري للسيد جمال الدين الأفغاني، والمشروع الثقافي للشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا، وقدَّمت تكثيفاً فكريًّا لمناهج الإصلاح عند كلٍّ من الميرزا محمد حسين النائيني والشيخ عبدالرحمن الكواكبي ومالك بن نبي ومحمد إقبال وعلي شريعتي والشيخ مرتضى مطهري، كما انفتحت على تجربة السيد محمد باقر الصدر والإمام الخميني والسيد محمد بن مهدي الشيرازي والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد الغزالي والشيخ عبدالهادي الفضلي وغيرهم.

5- الاتزان العلمي: لم تتوانَ «مجلة الكلمة» عن تقديم معالجات فكرية للقضايا الساخنة التي أثارت الكثير من الجدل في العالم الإسلامي، والتي كان مُلحًّا التقدُّم نحو تفكيكها وإعادة تركيبها بصورة لا تخلو من طابع علمي قوامه البحث والاستقصاء والمقارنة والاستنتاج بشكل منهجي، ومن أمثلة تلك القضايا مسألة العولمة التي شغلت الأوساط الثقافية والسياسية ردحاً من الزمن، وظاهرة العنف والإرهاب التي تفشَّت في العالم الإسلامي بصورة غير مسبوقة، ومسألة الإصلاح السياسي وشرعية الدولة التي مثَّلت مطلباً مُلحًّا في ظل التطوُّرات السياسية والاجتماعية في المنطقة العربية، وكان الهاجس الذي يُسيطر على جميع البحوث السابقة هو الخروج برؤية معرفية أكثر من السعي لتسجيل مواقف، الأمر الذي مكَّن المجلة من مقاربة هذه المواضيع وأمثالها بالكثير من الاتزان والنضج العلمي.

مجلة الكلمة ومهمة الكلمة

لم يكن الفعل الثقافي الذي لازمته «مجلة الكلمة» خلال مسيرة 20 عاماً متقوقعاً على الذات والهوية في أضيق معانيها، وإنما عبَّر عن مهمة إنسانية خلَّاقة في دائرة الحوار الحضاري، والتواصل المعرفي، وكان عنوان هذه المهمة هو تحويل الثقافة إلى أداة لتجسير قيم التصالح بين الأمم والشعوب، فالثقافة وفقاً لهذا المنهج تتوق دوماً لاقتحام الأفق العالمي عبر تمثُّل رسالة إنسانية أخلاقية، لا تضيق بالرأي الآخر، وتُثبِّت التعددية بوصفها قيمة أساسية في كل تفاصيل مشروعها الثقافي.

وعلى الرغم من كل الفتن المذهبية التي عبرت سماء المنطقة العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، ظلَّت «مجلة الكلمة» وفِيَّة لكلمتها الأولى في كونها تتعاطى مع الفعل الثقافي بوصفه مبدأ ثابتاً ومسؤولية فكرية، والرهان على وعي القارئ بأن وحدة الأمة ثابت لا مجال للتنازل عنه أو التراجع عن مساراته، وأن كل ما يجري خارج ذلك الثابت هو مرحلة طارئة لا يمكن الاشتراك في إثم تثبيتها داخل الجسد الإسلامي.

ومن الواضح أن مشروع الوحدة كما هو مشروع التعدُّدية والتعايش كبير ومتسع، فهو بمثابة المسؤولية التي تقع على عاتق جميع المؤسسات الفكرية والثقافية والاجتماعية، وهو أحد مهام الأجهزة الإعلامية والتربوية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، و«مجلة الكلمة» في هذا السياق تُعدُّ إحدى هذه التجارب التي ثبتت إلى جانب عدد من المؤسسات والمشاريع الفكرية الرائدة في المنطقة، والتي قد لا يجمعها عنوان طائفي أو فئوي أو مناطقي، ولكنها بالتأكيد تلتقي على أهمية تثوير الدور التنويري للكلمة.