شعار الموقع

البعد التقريبي من خلال مقالات مجلة الكلمة

علي بن مبارك 2019-05-31
عدد القراءات « 435 »

البعد التقريبيّ من خلال مقالات مجلّة الكلمة..

التقريب من خلال الثقافة

الدكتور علي بن مبارك*

* أستاذ جامعي - تونس، البريد الإلكتروني: benmbarek.alii@yahoo.fr

 

 

مدخل

ترتبط احتفالات أعياد الميلاد بفوضى من المشاعر والأحاسيس قد تصل أحياناً حدَّ التناقض والاضطراب، فلحظة الولادة عند من أدرك كُنهها وخصّها بالتذكّر والاحتفاء لحظة وجود خالدة، وبحث مستمرّ عن المعنى، وكلّما تذكّر المرء ولادته الأولى تذكّر انتصاراته وهزائمه، واسترجع آماله وآلامه، وينسحب هذا التوصيف على تاريخ الأفكار، فلكلّ فكرة تاريخ ميلاد وسيرة حبلى بالأفراح والأتراح والأعداء والأنصار.

وربّما من السهل دراسة ولادة الأعلام والنخب، ولكن من الصّعب أن ترصد مخاض الأفكار وولادتها وكيفيّة انتشارها واشتغالها وتأثيرها في النّاس، وعلى هذا الأساس لم يكن من الهيّن علينا أن نُسهم بمقال يتعلّق بتجربة مجلّة «الكلمة» في ذكرى ولادتها العشرين. فهذا المحور المخصوص يتطلّب شهادة في تجربة ثقافيّة معرفيّة فرضت نفسها، وتركت بصمتها في عالم الفكر العربيّ المعاصر، رغم كثرة المصاعب التي ألمّت بها.

لن تكون هذه المقالة شهادة فحسب، بل كذلك سترصد مشروع مجلّة «الكلمة» التقريبيّ، وهو مشروع متعدِّد الوجوه ومتنوُّع المرجعيات والخلفيات، وكنّا قد أسهمنا بباقة من المقالات[1] في بناء صرح هذا المشروع الكبير الذي أكّده صاحب المجلّة ورئيس تحريرها الأستاذ زكي الميلاد في أغلب افتتاحيات المجلّة ومقالاته المنشورة فيها.

ولا نقصد بحديثنا عن مشروع فكري يتعلّق بالتقريب بين المذاهب الإسلامية، وجود نظرية دقيقة ومنظمة في هذا المجال، فالمشاريع المعرفيّة قد تتجاوز حدود الدقّة والتنظيم، ولذلك لا بدّ أن نميّز بين «التقريب» و«البعد التقريبيّ»، فالتقريب مشروع واضح المعالم، كشف عن نفسه (وما زال يكشف)، وصرّح بخطّه الفكريّ ونهجه الإصلاحيّ ومشروعه المنشود المزمع تحقيقه، ونستطيع أن نلمح هذا التقريب الصّريح المباشر في المجلَّات والدوريات الصّادرة عن مؤسسّات تُعنى أساساً بالتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، ويمكن أن نذكر على سبيل المثال مجلتَي «رسالة الإسلام»[2] التي صدرت عن دار التقريب بالقاهرة، و«رسالة التقريب» الصادرة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة بطهران.

ولكنّ الحديث عن التقريب والتواصل والحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ لم يكن حكراً على الدّوريات الصادرة عن مؤسسات التقريب، بل نجد حديثاً هنا وهناك بأشكال مختلفة ومضامين متعدِّدة ومصطلحات متباينة يرغّب في تقريب وجهات نظر المسلمين، والطريف أنّ هذا البعد التقريبيّ على ضمنيته أحياناً قد يصبح أكثر فاعليّة وأبلغ تأثيراً من النُّصوص التقريبيّة الرسمية الصريحة. واندرجت مقالات مجلّة «الكلمة» ضمن هذا الخيار القائم على ما نعتبره تقريباً صامتاً، يؤثّر في المتلقّي بطريقة ضمنية تهتمّ أساساً بالثقافة ومداخلها المتعدّدة.

يدرك القارئ هذا البعد التقريبيّ كلّما قرأ مقالاً من مقالات الكلمّة، مهما كان مجاله أو مؤلّفه أو المرجعيّة التي تؤطّره وتوجّهه، فالبعد التقريبيّ روح سارية في أجزاء الكلمة ومقالاتها المتنوّعة، ولئن اختلف كتّاب المقالات من حيث الانتماء الجغرافي والخلفيات الفكرية والمذهبية فإنّهم اتّفقوا ضمنيًّا على أهمية التواصل بين الجماعات الثقافية والإثنية والمذهبية وتحقيق السلم الأهليّ.

وندرك من خلال قراءة نصوص الكلمة أهمية المدخل الثقافي في بناء مشروعها التقريبيّ، وسنتحدّث عن مشروع مجلّة الكلمة التقريبيّ الثقافيّ من خلال ثلاثة مداخل أساسيّة لم يكن الفصل بينها غير فصل منهجيّ، فالمباحث متداخلة والأفكار متعانقة، وجميعها يدعّم البعد التقريبيّ الذي نبحث عنه في المجلّة ومقالاتها، وتتعلّق هذه المداخل بمحورية الشأن الثقافيّ في مشروع الكلمة وأهمية حوار الحضارات في توجيه التقريب الوجهة المنشودة، وفهم الفكر الإسلامي المعاصر في علاقته بمطلب الحوار والتواصل.

أوّلاً: محورية الثقافيّ في مشروع مجلّة الكلمة التقريبيّ

يمكن التمييز بين بعدين تقريبيين، يهتمّ البعد الأوّل بالفقه وما حفّ به من معارف شرعية وأفكار دينيّة، ويُهيمن هذا البعد الدّينيّ الفقهيّ على تجارب التقريب بين المذاهب الإسلاميّة الرّاهنة وأدبيّاته، أمّا البعد الثاني فيتعلّق بالثقافة في تعدّدها من خلال كلّ أشكالها الإبداعيّة، ورغم تراجع التقريب الثقافي في العقدين الأخيرين، فإنّ المدخل الثقافيّ يظلّ المدخل التقريبيّ الأصيل، إذ راهنت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة بالقاهرة على هذا المدخل، واهتمّت تجربة الرّيادة بالثقافة وأعلامها، لأنّها كانت تدرك أنّ ما تحقّقه الثقافة قد يعجز عن تحقيقه الفقه ومتعلّقاته، وعلى هذا الأساس كانت تجربة جماعة التقريب[3] تجربة ثقافيّة بامتياز، ولا نبالغ إذا قلنا بأنّ مجلّة «الكلمة» حاولت بطريقة أو بأخرى إحياء هذا المشروع الثقافي الذي يجمع النّاس ولا يُفرّقهم، ويُقرّب الأفكار ولا يُثير القلق والمخاوف.

تتميّز المداخل الدّينيّة الفقهية بالصّرامة والثبات، فليس من السهل تعديلها، ولا تقبل بيسر المراجعة والنقد، فالفكر الديّني اتَّخذ له هالة من التقديس لا تُشجّع أحياناً على الحوار بين الجماعات الدّينيّة أو المذهبيّة، فالتعصّب إلى المذهب أو الرأي -على نسبيّته وبشريّته- أصبح أكثر حدّة من التعصّب للدين ومقاصده.

وعلى النقيض من ذلك تقوم الثقافة الإسلامية على التنوّع والمراجعة والنقد، وعن ذلك تحدّث الشيخ حسن موسى الصفّار في إحدى الكلمات الأولى للمجلّة عن «خطاب الوحدة.. نقد وتقويم»، فكيف يمكن للتواصل الإسلاميّ - الإسلاميّ أن يتحقّق والحال أنّ الثقافة ما زالت مشوّهة لا تقوم بوظيفتها الطبيعية: وظيفة النقد والبناء والتأسيس، فأغلب مؤسّسات الثقافة والتربية والإعلام تروّج لخطاب الصراع والتنافر والتطاحن والتباغض والتقاتل و«لا تكاد تجد سوى عدد محدود من المؤسّسات المهتمة بالخطاب والشأن الوحدويّ»[4].

فالثقافة ما زالت تنشط تحت وصاية الفقه ورجالاته، فتحافظ على السائد وتدافع عنه بعنف رغم احتوائه الصالح والطّالح، والنافع والفاسد، فالمفاهيم الثقافيّة التواصلية متجدّدة ومتغيّرة ويمكن تطوير المداخل المتعلّقة بها، و«قد أفرزت تطورات الحياة البشرية في هذا العصر مفاهيم جديدة يمكننا الاستفادة منها في تحقيق ذلك الهدف المنشود، حيث تختصر لنا طريق الوصول إليه»[5]، وهذا يعني أنّ المواطنة مفهوم ثقافي بامتياز وإن غلب عليه البعد السياسيّ الحقوقيّ.

ليست المواطنة مجرّد حقوق وواجبات وتشريعات متعلّقة بهما، بل هي قبل كلّ شيء سلوك ثقافيّ وشكل من أشكال الوعي بالذّات والمحيط، ولذلك نجد مجلة «الكلمة» تؤكّد على فكرة المواطنة في عدّة مقالات ومن خلال عدّة خلفيّات ومرجعيّات، فالمواطنة فضاء رحب يسع الجميع داخل الوطن وإن تباينت مذاهبهم وأفكارهم وأحزابهم.

ومن المؤلم أن تغيب المواطنة في أوطاننا، ويصنّف أفراد الشعب إلى طبقات وفئات، ويعكس هذا الطرح أهميّة المدخل الثقافي المدنيّ في التقريب بين المسلمين أفراداً وجماعات، وعلى هذا الأساس الفكريّ طرح محمد محفوظ «سؤال المواطنة والتعددية المذهبية» في إحدى الكلمات الأولى للمجلّة، وارتبط حديث محفوظ عن المواطنة بحديثه عن الإسلام بما هو «دين الحرية واحترام العقل ومنجزاته»[6].

وهذا يعني أنّ الإسلام بمقاصده لا بأحكامه الظاهرة القائمة على فروع الدّين، فالممارسات الدينية والأحكام الفقهيّة المتعلّقة بها قد شوّهت أحياناً من معالم الدّين، وغيّرت وجهة التشريع، فمُورس الظلم والقهر والتمييز المذهبي والعنف والإرهاب باسم الدّين ومن خلال تأويل نصوصه، وهذا يعني أنّ الثقافة الإسلاميّة تشكو أزمة، من علاماتها وجود تضارب بين التنظير والممارسة، و«وجود مسافة بين الإسلام المعياريّ والإسلام التاريخيّ»[7].

وتطرح مجلّة «الكلمة» من خلال هذه المواضيع قضايا سجاليّة عويصة، تناولتها بجرأة وشجاعة وعمق في الطرح، إذ ما زال البعض يرفض المواطنة ويرى أنّها من المفاهيم الغربية الغازية، وأنها تتنافى مع شريعتنا وما أفتى به فقهاؤنا، وتطلّب هذا الفكر التصحيحيّ قراءة جديدة للفكر الدّيني تتجاوز ثقافة الفروع والنّصوص الحافة بنصّ التأسيس، وتجديد العهد مع القرآن الحنيف بعد طول هجر، ولذلك حاول محفوظ أن يتدبّر بعض معاني القرآن حتّى يقف عند مقاصده وروحه الخالدة، ونجد هذا المنهج يتكرّر في عدّة مقالات أخرى منشورة في مجلة الكلمة، إذ حاول قطب مصطفى سانو[8] أن يعتمده في ترسيخ مبدأ المواطنة عند المهاجرين المسلمين بالغرب.

ويُعطي هذا الوعي الثقافي المدنيّ أهميّة للمجتمع المدني باعتباره يتكوّن من المؤسسات الثقافية والاجتماعية المستقلّة من حيث نشاطها عن الحكومة، لقد أدركت مجلّة «الكلمة» من خلال عدّة مقالات أنّ سبب أزمة التواصل الإسلاميّ - الإسلاميّ تعود في أغلب الأحيان إلى الأنظمة السياسيّة، فرجال السياسة لا يهمّهم أمر المسلمين وتقاربهم بقدر ما تهمّهم مصالحهم الخاصة والمحافظة على سلطانهم، ولذلك نادراً ما يتعاطف السّاسة المسلمون مع فكرة التقريب ومدّ جسور التواصل بين أبناء الملّة الواحدة، بل حاربوا دعاة الوحدة والتقريب.

ولذلك لا بدّ من دعم المجتمع المدنيّ وتشجيعه على النشاط في المجال الثقافي التقريبيّ، فعساه يحقّق ما عجزت الأنظمة الحاكمة على تحقيقه، ويزداد الأمر سوءاً إذا تعلّق بأنظمة سياسيّة قديمة ترفض كلّ جديد وتخاف من كلّ تغيير، ولذلك نجد حديث عن «الإسلام والمدنيّة»[9] و«التعددية بين المجتمع المدني والكنيسة»[10]، وتساءل الدكتور عبدالهادي الفضليّ عن «إمكانية تفوّق المسلمين مدنيًّا»[11].

وفي هذا الإطار أيضاً تنزّل كتاب أحمد شهاب: «المجتمع المدني في الخليج بين الواقع والمأمول»، إذ عرّفت المجلّة بهذا المؤلّف كما عرّفت بكتب أخرى اندرجت ضمن هذا الطرح الحداثيّ من خلال ركن «كتب: مراجعة ونقد»، وتوصّل شهاب إلى نتيجة مفادها أنّ مفهوم المجتمع المدني ما زال هشًّا وغامضاً في المجتمعات العربيّة عموماً والمجتمع الخليجيّ بصفة أخصّ، «فالمجتمع أفراداً وجماعات وسلطة ونخب فكريّة وثقافيّة وسياسيّة لم تُتقن بعدُ مهارة أن تعرف ماذا تريد من المجتمع المدني»[12].

ونفهم ممّا سبق أنّ التقريب باعتباره ثقافة يعكس سلوكاً تواصليًّا حضاريًّا يشمل التربية والإعلام والإبداع ومؤسّسات المجتمع، فالتربية على الحوار والتواصل أساس كلّ تقارب بين الجماعات البشريّة، وتعتبر التربية مدخلاً ثقافيًّا مهمًّا من مداخل التقريب بين المذاهب الإسلاميّة، ولذلك نجد عدّة نصوص نشرت بمجلّة الكلمة اهتمّت بالتربيّة وقضاياها، وفي هذا السّياق تحدّثت الكلمة عن «الخطاب الفلسفي التربوي» و«مؤتمر التربية الجامعية على حقوق الإنسان»، كما درست تجارب تربويّة مخصوصة، وندرك من خلال هذا المدخل أنّ إصلاح التعليم يكون بتوجيهه الوجهة التواصلية المنشودة.

ثانياً: التقريب وحوار الحضارات

اهتمّت مجلّة «الكلمة» بقضايا الحوار عموماً ومشاغل «الحوار الإسلامي الإسلاميّ» بصفة أخصّ، ولا نبالغ إذا قلنا: إنّ مجلّة الكلمة كانت رائدة في الحديث عن هذا الضرب من الحوار، فقد اختارت مجلة «الكلمة» لكتابها السنوي «كتاب الكلمة» (2004)، عنوان «الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ: من أجل بناء مستقبلنا المشترك»[13] وانطلق كتاب الكلمة من سؤال خطير نصّه: «كيف نسمح لأنفسنا بأن نرى العالم يتقدّم بخطوات سريعة ونحن لا نستطيع أن نتحاور مع أنفسنا ونتضامن مع بعضنا ونتعايش مع تنوّعنا»[14].

ويتبنّى هذا التّصوّر مشروعاً مفاده أنّ «الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ» من أشدّ أنواع الحوار حاجة إليه»[15]، ولقد تعرّض السيد محمّد حسين فضل الله إلى حوار إبليس مع الله واستنتج أنّ الحوار يشمل الجميع دون استثناء، وأنّه «ليس هناك شخص مرفوض في الحوار»[16]، فالمسلمون كلّهم معنيّون اليوم بالحوار نظراً إلى وجود أزمة تواصل حقيقيّة لا يمكن تجاهلها، وهذا يعني وجود مشكلة «ليست في الحقّيقة مشكلة السنّة والشّيعة ولكنّها مشكلة السنّة أنفسهم ومشكلة الشّيعة أنفسهم، فنحن لا نجد حالة الحواريّة الموضوعيّة داخل السنّة أو داخل الشّيعة»[17].

ونفهم من كلام السيد فضل الله أنّ الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ يتجاوز الحوار بين المذاهب أو المجموعات الإسلاميّة المختلفة ليشمل الحوار مع الذّات، فالحوار يكاد يكون مغيّباً ثقافةً وسلوكاً، فرداً وجماعةً، فالأزمة بهذا المعنى أزمة نسقيّة جوهريّة لا تتعلّق فقط بعلاقة السنّة بالشّيعة وكيفيّة التفاهم بينهما، ولعلّ سبب أزمة التّواصل في السّياق الإسلاميّ تعود أساساً –حسب السيد فضل الله- إلى غياب الحرّية وشيوع «التخلّف الذّهنيّ الثقافيّ» باعتباره «سرّ المشكلة في انهيار الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ»[18]، فثقافة التخلّف حين تُهيمن على الفكر الدّينيّ السنّي والشّيعيّ لا تستطيع التحرّر من رواسب التقليد والاتّباع.

ولم يكن الحوار الإسلامي - الإسلاميّ معزولاً عن سياقه الكونيّ الإنسانيّ، فالحوار يندرج ضمن مشروع حضاريّ متعدّد الجوانب، ويعني هذا الكلام أنّ الحوار الثقافي يختزل كلّ أنواع الحوار.

ونشرت مجلة الكلمة عدة مقالات تحدثت عن المشروع الحضاري الإسلامي وأبعاد نظرية تعارف الحضارات التي بشّر بها رئيس تحرير المجلّة: زكي الميلاد في عدّة مواضع. ويعني المشروع الحضاري في أبعاده الكبرى «استشراف المستقبل المنشود للأمّة الإسلامية وسط متغيّرات عالميّة..»[19]، فالمشروع الحضاري الذي تبشّر به المجلّة يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويحقق «التفاعل بين الذات والآخر»[20]، وكما نلاحظ لا يمكن الفصل على مستوى مشروع مجلة الكلمة التقريبيّ بين الذات والآخر، فكلاهما مرتبط بالآخر يؤثّر فيه ويتأثّر به.

كان حديث «الأنا والآخر» في مجلة الكلمة حديثاً ذا شجون، يعترضك صداه في كلّ ركن من أركان المجلّة، وتلمس قضايا الذات في علاقتها بالآخر في أغلب مقالات المجلّة وافتتاحياتها ومختلف أركانها، وينطلق هذا المسار الفكريّ من فرضيّة مفادها أنّ معرفة الذّات مرتبطة نسقيًّا وتاريخيًّا بالآخر في تعدّده وتنوّعه، ولذلك تعدّدت المقالات المتعلّقة بالغرب والأديان والتيارات الفكرية الحداثيّة.

ولم يكن حديث الكلمة عن الآخر هدفاً في حدّ ذاته، بل كان واجهة لمراجعة الذّات وفهمها، وفي هذا السياق يندرج مقال الزهراء عاشور من الجزائر وغيرها ممّا يضيق المجال لدراسته، وتحدّثت الزهراء عن «حوار الثقافات وإشكاليّة الأنا والآخر في الفكر العربي والإسلامي المعاصر»[21]، ونفهم من خلال هذا المقال والنماذج الفكريّة التي اشتغلت عليها الباحثة، أنّ التقريب بين المذاهب الإسلاميّة مشغل تواصليّ ثقافي لا يمكن عزله عن سياقه الكوني.

إنّ الحوار مطلب إنسانيّ يقوم على احترام الآخر مهما كان مختلفاً عنّا ومبايناً لأفكارنا، وأحياناً نحتاج إلى دراسة الآخر حتّى نتمثّل ذواتنا ونتواصل مع أنفسنا ونفهم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، ولذلك تحدَّثت مقالات مجلة «الكلمة» عن الاستشراق والمستشرقين من منظور علميّ نقديّ، وفي إطار هذه الوجهة الثقافيّة التقريبيّة تحدّث حيدر حبّ الله عن «الحديث والمستشرقون» من خلال «جولة نقديّة في المواقف والنظريات».

وندرك من خلال دراسة مواقف بعض المستشرقين من السيرة النبوية أنّ الثقافة الإسلاميّة كانت في صلب اهتمامات الغربيين، وأكّد حيدر حبّ الله عند حديثه عن موقف المستشرقين من نقد المتن عند المسلمين أنّ «المستشرقين على حقّ بقدر في هذه النقطة، وجانبوا الصواب بقدر آخر، ووقعوا في تناقضات من جانب ثالث»[22].

وندرك أهميّة الطرح العلميّ الموضوعيّ في تحقيق التواصل والتقارب، فأغلب مقالات مجلة الكلمة تنحى هذا المنحى العلميّ البحثيّ، فلا تعارف بين الحضارات دون معرفة، فالمعرفة أسّ التواصل وركيزة كلّ حوار بنّاء، فكيف يمكن لنا التواصل مع طرف لا نعرفه ونجهل حقيقته؟

إنّ مشروع الحوار الحضاري الذي تبنّته الكلمة بما هو «تكتّل من أجل التعايش»[23] لا يمكن أن يقوم دون معرفة حقيقية وتعارف مسؤول، ولذلك أكّد القرآن على آلية التعارف باعتبارها أساس كلّ فعل تواصليّ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}[24].

ولا نبالغ إذا اعتبرنا مفهوم التعارف في بُعده القرآنيّ يمثّل الركيزة التي تتمحور حولها إشكالية الذات في علاقتها بالآخر، ومن ثمّة إشكاليّة الذات في علاقتها بمكوّناتها وأنساقها وجماعاتها، فكيف تتواصل الجماعات الثقافيّة والدّينيّة فيما بينها دون تعرّف وتعريف واعتراف: تعرّف على الآخر المخالف والمغاير على حقيقته دون تشويه أو تخييل، وتعريف بالذّات تيسّر الفهم والتمثّل، واعتراف بالخطأ والسهو والتقصير، فهذه اللحظات الثقافية المعرفيّة الكبرى تُسهّل الحوار وتُيسّر التقارب والتقريب.

ولا يعني مشروع الحوار الحضاريّ كما رسمت معالمه مجلّة «الكلمة» جلد الذّات وتقديس الآخر، فهذه مواقف انفعاليّة لا تُسهم في تحقيق التواصل الواقعيّ بين المنظومات الحضارية والعقديّة، ولذلك انتقد الباحث المغربيّ علي صديقي «تحيّز النقد العربيّ الحديث إلى النقد الغربيّ»، وآية ذلك أنّ «روّاد النهضة العربيّة يتهافتون على الفكر الغربيّ ويدعون إليه، وبالمقابل «يحتقرون» التراث النقديّ العربيّ»[25].

ولئن بالغ صاحب المقال في إطلاق الأحكام المتعلّقة بروّاد النهضة العربيّة، فإنّه نبّهنا إلى أمر خطير مفاده أنّ الحوار الحضاريّ لا يقوم على الانفعالات المتناقضة والمواقف المتحمّسة، بل يخضع أساساً إلى منهج معرفيّ لا يُجامل ولا يُعادي، ويُحقّق التواصل الناجع البنّاء، ولذلك كان هاجس التواصل هاجساً أساسيًّا في مشروع مجلة الكلمة الحضاري، وفي هذا الإطار تحدّث عبد الرزاق بلعقروز من الجزائر عن «نظريّة الفعل التواصلي وحدودها: من العقل التواصليّ إلى الإنسان التعارفيّ»، واعتبر صاحب المقال التعارف «أداة نراهن بها من أجل تدبير الاختلاف في عالم اليوم»[26].

مثّلت المسألة الحضارية عماد مشروع مجلّة الكلمة التواصلي والثقافيّ، ولذلك نشرت المجلّة عدّة مقالات تتناول الحوار الحضاري والتعارف بين الحضارات، كما دأبت المجلّة على التعريف بجديد الكتب والأطروحات الجامعية المتعلّقة بهذا المجال الثقافيّ الحيويّ، فتحدّث يحيى اليحياوي من المغرب عن «في القابلية على التعارف على هامش أطروحة تعارف الحضارات»، وانتقد الباحث نظرية صراع الحضارات، وتحدّث عن أطروحة تعارف الحضارات من خلال بعض رموزها وعلى رأسها زكي الميلاد الذي تحدّث في عدّة كتب ومقالات عن التعارف، وهو «كما يحدّده الإسلام مفهوم شامل بدايته التواصل ثم الحوار ثم التعايش بين الأمم والشعوب والأقوام»[27]، وندرك من خلال هذه الطرح أنّ المجلّة عملت طوال مسيرتها الفكرية على ترسيخ ثقافة الحوار والعيش المشترك. ولن يتحقّق هذا البعد التواصلي دون مراجعة الفكر الدينيّ وتقريبه من الواقع.

ثالثاً: الحوار ورهانات الفكر الإسلاميّ المعاصر

اهتمت مجلة الكلمة بتجديد الفكر الدّينيّ من خلال عرض أهمّ المشاريع الفكرية والإصلاحيّة الحديثة المعاصرة والرّاهنة، وطرحت المسائل الحرجة التي تُؤرّق الفكر الإسلاميّ، وتستطيع أن تتعرّف على أهمّ التجارب الفكرية المعاصرة الفردية والجماعية من خلال مقالات «الكلمة»، ونلاحظ من خلال فاتحات المجلّة هذا الهاجس التجديدي المتعلّق بـ «المجتمع الإسلاميّ وإكراهات الواقع»[28].

وجدير بالذكر أنّ رئيس تحرير المجلّة: زكي الميلاد اهتمّ اهتماماً خاصًّا في مقالاته المنشورة في مجلة الكلمة بإحياء الفكر الإسلامي التنويري وأعلامه، فتحدّث عن مصطفى عبد الرازق ومنهجه في دراسة الفلسفة إذ «اكتسبت هذه التجربة أهمية بحيث لا يمكن تخطّيها وتجاوزها»[29]، واستطاع زكي الميلاد من خلال هذه المقالات أن يُعرّف القرّاء بأهمّ التيارات الفكرية الفلسفيّة العربية المعاصرة وأعلامها.

وفي السياق ذاته تحدّث إدريس الهاني عن محمّد عابد الجابري ومشروعه الفكري وقام بـ«تقييم لآثاره الفكرية تمسكاً باستمرارية الحياة الفكرية»[30]، وهذا الكلام مفيد، فالمشاريع الفكرية متواصلة فيما بينها يُكمّل بعضها بعضاً.

ويبدو أنّ مجلّة الكلمة أخذت على عاتقها مهمّة التعريف بهذه المشاريع الفكرية العربية والإسلاميّة ونقدها وبيان وجوه الاستفادة منها في بناء المشروع التواصليّ الحضاري المنشود، ونلحظ هذا المنزع التعريفيّ النقدي في الركن المخصّص للتعريف بالكتب المنشورة، فكلّما ظهر كتاب جديد يتعلّق بنقد الفكر الإسلاميّ سارعت المجلّة في التعريف به. فتحدثت عن مؤلفات عبد الكريم سروش وعبد الله العروي وعبد الإله بلقزيز وحسين نصر وغيرهم من المفكرين ممّا يضيق المجال بذكرهم.

ونفهم من هذا التنويع في المشاريع الفكرية أنّ مجلّة الكلمة تنأى بنفسها عن المشاريع الفكرية الضيقة ذات الخلفيات الأيديولوجية أو العقدية أو المذهبية، وتحاول دراسة الإسلام في تعدّده وتنوّعه وانفتاحه على بقية المنظومات الدينية والثقافية.

ولا يمكن أن نتمثّل المشاريع الفكرية الإسلامية المعاصرة دون الوقوف عند الفكر الإصلاحي وروّاده في العالمين العربي والإسلاميّ[31]، ويستطيع القارئ أن يتعرّف من خلال مقالات مجلة الكلمة إلى رواد النهضة العربية وأعلام الجامعة الإسلامية في المشرق والمغرب ومختلف منارات التنوير الفكري بتركيا وتونس ومصر ولبنان وإيران والجزائر والمغرب وغيرها من الأقطار العربيّة والإسلاميّة، ويجد نفسه في جولة فكريّة طريفة ومفيدة يلتقي خلالها رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد إقبال والنائيني وسعيد النورسي وعبد العزيز الثعالبي ومالك بن نبيّ ومحمّد الطاهر بن عاشور ومرتضى مطهري وعلي شريعتي وغيرهم من المصلحين والمفكرين ممّا يضيق المجال بذكرهم.

استطاعت مجلّة الكلمة أن تُدقّق بعض المصطلحات والمفاهيم الإسلامية في زمن تداخلت فيه المفاهيم واضطربت، فمشكلة الفكر الإسلامي في جانب منه مشكلة اصطلاحية مفهوميّة، إذ ما زال المسلمون نخبة وعامّة يستعملون مصطلحات في غير معناها الحقيقيّ ويُوظِّفون مفاهيم تتناقض أحياناً مع هويتها الدلاليّة، وينتج عن هذا الوضع الاصطلاحيّ المضطرب اضطراب في الأطروحات الفكرية في مبانيها ومعانيها، ويمكن أن نذكر على سبيل المثال مراجعة مفهوم «الدعوة» السّائد في عصرنا كما هو حال بقية العصور، فهذا المصطلح يفهم بطريقة خاطئة ويُستعمل في سياقات مُريبة تناقض الدّين في بعض الأحيان.

وعلى هذا الأساس تحدّث بلال التليدي من المغرب عن «الدعويّ والسياسيّ: رؤية تأصيليّة»، فـ«كثير من الدعاة والمفكرين لا يميّزون بين الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»[32]، بل نجد عدداً كبيراً منهم لا يُميّزون بين الدّعوة إلى الدّين والدعوة إلى المذهب فيتحمّسون إلى مذاهبهم وطوائفهم أكثر من حماسهم إلى دينهم، بل نجد من المسلمين اليوم أفراداً وجماعات وأحزاباً لا يفرّقون بين الدعوة إلى مقاصد الشريعة وروح الدين والاضطلاع بمهمّة القضاء والمحاسبة، فيصنّفون النّاس بحسب درجة إيمانهم، وينعتون المخالف بالفاسق والضال والكافر، ويصدرون الأحكام فيقتلون ويفجّرون المساجد ويُرهبون النّاس باسم الدعوة إلى الله، ويتطلّب منّا هذا الكابوس المزعج مراجعة مفهوم الدعوة وغيرها من المفاهيم الإسلامية التأسيسيّة.

لا ندّعي في هذا العمل المقتضب أنّنا تحدّثنا عن مجلّة «الكلمة» بما يليق بمسيرتها الممتدّة على عقدين من الزمن، نشرت خلالها مئات من المقالات المتنوّعة في خلفياتها وأساليبها والمتقاربة في مشروعها التواصليّ الحضاري، فأغلب المقالات تنحى منحىً تحليليًّا نقديًّا يقوم على المراجعة والاستشراف، ولا يُمكن للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن ينجح ويتحقّق دون رؤية نقدية جريئة تتجنّب المجاملات والتزيينات.

استطاعت مجلة «الكلمة» أن ترسم مسالك حوار حضاريّ ما زلنا ننتظره في زمن هيمن عليه التشدّد والتعصّب والصراع القاتل. وأملنا أن تواصل مجلّة الكلمة على هذا الدرب بالنّسق نفسه دون أن تهتزّ أو تتردّد. ولا نبالغ إذا قلنا: إنّ المشهد السياسيّ والثقافيّ الرّاهن وما شهده من تغيّرات بعد اندلاع ما عُرف حقيقة أو مجازاً بثورات الربيع العربيّ، يحتاج إلى خطّ مجلة الكلمة التحريريّ وإسهاماتها الفكرية والمعرفية علّها تذلّل صعوبات أرّقت النّخب المثقّفة، وتُنير درباُ هيمنت عليه ظلمات الجهل والتجهيل والتجاهل.

 

 

 



[1] انظر:

* علي بن مبارك

-       أهميّة التضامن الإسلاميّ وصعوباته عند عبد العزيز الثعالبي، مجلة الكلمة، عدد62، سنة 16، شتاء 2009، 1430هـ، ص ص 62 - 74.

-       قراءات في أصول التفسير: محمد الطّاهر بن عاشور ومحمد حسين الطباطبائي نموذجين، مجلّة الكلمة، عدد 63، السنة 16، ربيع 2009، 1430 هـ، ص ص 21 - 39.

-       دور تجديد علم الكلام في التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة من خلال مجلّتيْ «رسالة الإسلام» و«رسالة التّقريب»: تجديد الكلام في «الإمامة» نموذجاً، مجلة الكلمة، بيروت، عدد66، سنة 17، شتاء 2010، ص ص 119 - 140.

[2] أصدرت دار التقريب بالقاهرة مجلة «رسالة الإسلام» في عددها الأوّل سنة 1949، وتوقَّفت المجلة عن الصدور سنة 1972 (العدد 60).

[3] تأسست «جماعة التقريب» بالقاهرة سنة 1946، وقادها مجموعة من العلماء من قبيل عبد المجيد سليم (تـ 1374هـ، 1955)، ومحمد مصطفى المراغي (1364هـ، 1945م)، ومصطفى عبد الرازق (تـ 1366هـ، 1946م)، ومحمود شلتوت (تـ 1383هـ، 1963م)، ومحمد المدني (تـ 1388هـ، 1968م)، وعلي الخفيف (تـ 1398هـ، 1891 – 1978م)، وعبد العزيز عيسى (تـ 1415هـ، 1994م)، وآية الله آغا حسين البروجردي، ومحمد تقي الدين القمي، ومحمد حسين آل كاشف الغطاء، وعبد الحسين شرف الدين الموسوي، ومحمد جواد مغنية، وصدر الدين شرف الدين.... وتولّى محمد تقي القمّي الأمانة العامة للجماعة، وتوقّفت دار التقريب عن النشاط سنة 1979.

[4] حسن موسى الصفّار، خطاب الوحدة.. نقد وتقويم، مجلّة الكلمة، عدد 67، السنة 17، ربيع 2010/ 1431 هـ، ص 7.

[5] الصفّار، المرجع نفسه، ص 17.

[6] محمد محفوظ، سؤال المواطنة والتعددية المذهبية، مجلة الكلمة عدد 58، السنة 15، شتاء 2008/1429، ص 5.

[7] محمد محفوظ، المرجع نفسه، ص 5.

[8] قطب مصطفى سانو، في منهجية التوفيق بين التقيد بالثوابت ومقتضيات المواطنة للمسلمين خارج الديار الإسلاميّة، مجلة الكلمة، عدد 58، السنة 15، شتاء 2008/ 1429، ص ص 17-44.

[9] زكي الميلاد، الإسلام والمدنيّة: تقدُّم وتراجع فكرة المدنية في مرحلتي الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، مجلة الكلمة، عدد 62، السنة 16، شتاء 2009مـ/1430هـ، ص ص 15-36.

[10] ماك إينيرني، مجلة الكلمة، التعددية بين المجتمع المدني والكنيسة،مجلة الكلمة، عدد 62، السنة 16، شتاء 2009مـ/1430هـ، ص ص 118-124.

[11] عبد الهادي الفضليّ، إمكانية تفوّق المسلمين مدنيًّا، مجلة الكلمة، 62، السنة 16، شتاء 2009مـ/1430هـ، ص ص 5-14.

[12] عبد الإله التاروتي، المجتمع المدني في الخليج بين الواقع والمأمول، مجلة الكلمة، عدد 58، السنة 15، شتاء 2008/1429، ص 150.

[13] صدر هذا الكتاب عن منتدى الكلمة، سنة، 2004 في إطار سلسلة (كتاب الكلمة) وقام بتأليفه مجموعة من الكتاب.

[14] مجموعة مؤلّفين، الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ: من أجل بناء مستقبلنا المشترك، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، بيروت، 2004، سلسلة: كتاب الكلمة، ص 5.

[15] المرجع نفسه، ص 7.

[16] محمّد حسين فضل الله، مستقبل الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ، الحوار الإسلاميّ - الإسلاميّ: من أجل بناء مستقبلنا المشترك، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، بيروت، 2004، سلسلة: كتاب الكلمة، ص 10.

[17] محمّد حسين فضل الله،المرجع نفسه، ص 19.

[18] محمّد حسين فضل الله،المرجع نفسه، ص 20.

[19] حسّان عبد الله حسّان، في المشروع الحضاري الإسلامي، مجلة الكلمة، عدد 67، السنة 17، ربيع 2010/1431هـ، ص 20.

[20] حسّان عبد الله حسّان، المرجع نفسه، ص 45.

[21] الزهراء عاشور، حوار الثقافات وإشكاليّة الأنا والآخر في الفكر العربي والإسلامي المعاصر، مجلة الكلمة، عدد 68، السنة 17، 2010م/1431هـ، ص ص 61-88.

[22] حيدر حبّ الله، الحديث والمستشرقون: جولة نقديّة في المواقف والنظريات، مجلّة الكلمة، عدد 67، السنة 17، ربيع2010م/1431هـ، ص 63

[23] صلاح سالم، تكتل من أجل التعايش لا الصدام الحضاريّ، مجلة الكلمة، عدد 63، السنة 16، ربيع 2009مـ/1430هـ، ص ص 105-117.

[24] الحجرات: 13.

[25] علي صديقي، تحيُّز النقد العربي الحديث إلى النقد الغربي، مجلة الكلمة، عدد 68، السنة 17، صيف 2010م/1431هـ، ص 117.

[26] عبد الرزاق بلعقروز، نظريّة الفعل التواصلي وحدودها: من العقل التواصليّ إلى الإنسان التعارفيّ، مجلّة الكلمة، عدد 67، السنة 17، ربيع2010م/1431هـ، ص 73.

[27] يحيى اليحياوي، في القابلية على التعارف: على هامش أطروحة تعارف الحضارات، مجلة الكلمة، عدد 58، السنة15، ص 76.

[28] التحرير، هذا العدد، عدد67، السنة 17، ربيع2010م/1431هـ، ص 4.

[29] زكي الميلاد، مصطفى عبد الرازق ودراسة تاريخ الفلسفة الإسلامية، مجلة الكلمة عدد 68، سنة 17، ص 5.

[30] إدريس هاني، من نقد العقل العربي إلى عقلنة النقد العربي، مجلة الكلمة، عدد 68، ص 39.

[31] انظر في هذا الإطار مقال:

- إدريس هاني، الإصلاح السياسي من الفكر إلى السياسات، مجلة الكلمة، عدد 58، ص ص 100- 142.

[32] بلال التليدي، الدعويّ والسياسيّ: رؤية تأصيليّة، مجلة الكلمة، عدد 58، ص 62.