شعار الموقع

انعكاسات العولمة الثقافية على القيم الأسرية

زقاوة أحمد 2019-06-02
عدد القراءات « 2964 »

انعكاسات العولمة الثقافية على القيم الأسرية

 

الدكتور زقـاوة أحمد*

* معهد العلوم الاجتماعية والإنسانية المركز الجامعي، غليزان - الجزائر. البريد الإلكتروني:

a_zegaoua@yahoo.fr

 

 

 

 

مقدمة

تعتبر الأسرة هي نواة التنظيم الاجتماعي، وقد ساهمت منذ الفترة الاستعمارية في الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التفكك والضياع. ورغم المحاولات الاستعمارية لتمزيق الروابط الاجتماعية ضمن خطته «فرق تسد»، إلَّا أن الأسرة الجزائرية بقيت طيلة الحقبة الاستعمارية وفيَّة لموروثها الثقافي، ومصدراً أساسيًّا للقيم الثقافية، ورمزاً للهوية الجزائرية. واستمرت بعد الاستقلال متماسكة، وتقوم بأدوارها الاجتماعية والنفسية، من تحقيق رغبات الفرد والتنشئة الاجتماعية والبناء الروحي والأخلاقي للفرد، ضمن منظومة من القيم التي كانت بمثابة الحصن الذي حماها من الانهيار.

ومع نهاية القطبية الثنائية وهبوب رياح الليبرالية التي كانت بمثابة إعلان عن نهاية الأيديولوجية الاشتراكية وسيادة قيم جديدة تحت مسمى العولمة، وهي قيم تختلف كليًّا عن الخصوصيات الثقافية لمجتمعاتنا، باتت الأسرة هي كذلك في مهب الريح نتيجة ما تفرضه العولمة من شروط وقناعات مغايرة للهوية وللانتماء الذاتي ولكل ما هو خصوصي.

فما هي العولمة الثقافية؟ وما هي أبعادها وتأثيراتها على القيم الأسرية حاضراً ومستقبلاً؟

1- مفهوم العولمة

إن المتفحص لأدبيات العولمة يتوقف على مجموعة هائلة من التعاريف المتباينة والمختلفة تبعاً لتوجهات كل باحث والمدخل الذي يعتمده في تحديد المفهوم. فمنهم من يعتمد المدخل الاقتصادي حيث تعبر العولمة عن التحولات الاقتصادية الكبرى وحركة رؤوس المال والمنتجات، ويحددها البعض في جانبها الإعلامي من خلال ثورة الاتصالات والتدفق الهائل للمعلومات، بينما يركز البعض الآخر على بعدها الثقافي الاجتماعي من حيث النموذج الحداثي الذي تبشر به العولمة على الثقافات العاجزة عن المنافسة والتطور.

يعرفها صادق جلال العظم بأنها «حقبة التحول الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول مركز وبقيادتها وتحت سيطرتها، وفي ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافئ» (يسين، 1998). وعلى هذا الأساس فهي تعبر عن تطورين هامين هما: التحديث (Modernity) والاعتماد المتبادل (Inter-dependence) (الرقب، 2008).

أما الجابري (1998) فيعرّفها على أنها نظام أو نسق ذو أبعاد تتجاوز دائرة الاقتصاد، العولمة الآن نظام عالمي أو يراد لها أن تكون كذلك يشمل مجال المال والتسويق والمبادلات والاتصال... إلخ، كما يشمل أيضاً مجال السياسة والفكر.

بينما يرى طلال عتريسي «أن مفهوم العولمة يوجد في مستويات ثلاثة متداخلة هي: الاقتصاد والسياسة والثقافة، أما في الاقتصاد فالعولمة هي الاقتصادات العالمية المفتوحة على بعضها وهي أيديولوجيا ومفاهيم الليبرالية الجديدة التي تدعو إلى تعميم الاقتصاد والتبادل الحر كنموذج مرجعي، وإلى قيم المنافسة والإنتاجية، وفي السياسة هي الدعوة إلى اعتماد الديمقراطية والليبرالية السياسية وحقوق الإنسان والحريات الفردية، وهي إعلان لنهاية الحدود ولتكامل حقل الجغرافية السياسية».

2- العولمة الثقافية

تعتبر العولمة الثقافية الوجه الأكثر بروزاً وحساسية في الوقت نفسه ضمن العولمة الشاملة، نظراً لارتباطها بخصوصيات الفرد من هوية وثقافة وقيم ومعتقدات. وبالرغم من كثرة الكتابات والدراسات حول موضوع العولمة ذات الطابع الاقتصادي والتجاري إلَّا أن العولمة الثقافية لم تنل القسط الوافر من الدراسة والتحليل على مستوى المضامين والاستراتيجيات التي تسلكها، وحسب توربون (2001) فإن الخطاب الثقافي للعولمة يركز على «التدفقات العالمية أو على الأقل الانتقالية، والاتصالات والتبادلات، وأثرها على الأشكال الرمزية، والصور الاجتماعية، والممارسات الثقافية، وأنماط الحياة ونقضها للطابع الإقليمي للثقافة».

إن تقصي تاريخ حركة العولمة يجد أنها انطلقت اقتصاديًّا - تجاريًّا وانتهت ثقافيًّا – قيميًّا، حيث انتشر «النموذج الثقافي العولمي واستفراده بالفضاءات الثقافية العالمية، واحتكاره لمصادر تأويل القيم ومعايير المشروعية والحق والقانون» (الدواي: 2007). وبالتالي فهي عولمة تنزع نحو اختراق الآخر وتمييع خصوصياته القيمية وإشعاره بالدونية والهامشية.

يعرفها عتريسي بأنها توحيد القيم حول المرأة والأسرة وحول الرغبة والحاجة وأنماط الاستهلاك في الذوق والمأكل والملبس، إنها توحيد طريقة التفكير والنظر إلى الذات وإلى الآخر وإلى كل ما يعبر عنه السلوك، هذه الثقافة التي تدعو العولمة إلى توحيدها (عباس، 2008). أما بلقزيز (1998) فيعتبرها فعل اغتصاب ثقافي وعدوان رمزي على سائر الثقافات.

فالعولمة الثقافية هي عولمة للقيم وللتمثلات والمعتقدات الغربية الثاوية وراء الماركات التجارية والمنتوجات الاستهلاكية والتكنولوجية. وطبيعي أن تتلاشى كل القيم الثقافية للآخر أمام الزحف الكاسح للعولمة الثقافية، ولذلك اعتبر فوكوياما انتصار الليبرالية هو انتصار للقيم الغربية وهو إعلان عن نهاية التاريخ والإنسان الأخير.

وراح هنتنغتون يحضر لمقولة صدام الحضارات على أساس استحالة التعايش بين القيم الغربية الليبرالية التي تنشد الاكتساح والعبور إلى ما وراء البحار وبين قيم الشعوب والثقافات الأخرى التي تنزع نحو المحافظة والهوية.

3- مفهوم القيم

تعتبر القيم كاتجاهات وسلوكات (أفعال) تظهر عند الفرد والجماعة، وبعبارة أخرى ما هي إلَّا مجموعة اتجاهات تراكمت عبر حياة الأفراد ثم اتسمت بالثبات والترابط (عشوي: 1992، 129).

ويرى توماس (Thomas: 1997) أن القيم هي البناء المركزي الذي يربط المفهوم الذهني والاتجاهات الخاصة كعناصر مفضلة.

بينما يقسم روكش (Rokeach) المعتقدات إلى ثلاثة أنواع: المعتقدات الوصفية والمعتقدات التقويمية والمعتقدات الآمرة أو الناهية، والقيم في نظر روكش هي من النوع الثالث (مقداد: 2005، 190).

ويذهب نوبس (Nobbs) إلى تعريف القيم بقوله «إنها مجموعة مبادئ وضوابط سلوكية أخلاقية تحدد تصرفات الأفراد والجماعات ضمن مسارات معينة، إذ تصبها قي قالب منسجم مع عادات وتقاليد وأعراف المجتمع» (غياث: 2003، 14).

فالقيم بهذا المفهوم هي معايير سلوكية وأخلاقية يحددها الإطار العام للمجتمع والمرحلة الحضارية التاريخية التي يمر بها (الحسن: 1990، 89). وبهذا المعنى فمهمتها هي توجيه الفعل الاجتماعي (علي محمد: 1974، 246).

وعلى ضوء هذه التعريفات المختلفة يمكن أن نخلص إلى أن القيم هي كل ما هو مرغوب فيه ومرغوب عنه، كما أنها تتضمن المبادئ، الاهتمامات، المعايير، الحاجات والأهداف إلى جانب الاتجاهات والسلوكات والتفضيلات التي تتجسد في أنشطة الأفراد والجماعات وتوجه سلوكهم وتوجهاتهم ضمن سياق ثقافي وحضاري معين، وهي تقوم بدور الحفاظ على النظام الاجتماعي وتعزيز تماسكه.

4- أهمية القيم الأسرية

تحتل القيم أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع، فهي تلعب دوراً هامًّا في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد أهدافها، كما تساعد الفرد على فهم العالم المحيط به، وتساهم في الحفاظ على المجتمع واستقراره وكيانه في إطار موجه (الداودي: 2004).

أما على المستوى الاجتماعي فإن القيم تساهم في الحفاظ على الوحدة الثقافية للمجتمع وتعزز الروابط الاجتماعية لأفراده. لذلك نرى الكثير من الباحثين والملاحظين خصوصاً في المجتمعات الغربية، يحذرون من تفكك المجتمع والأسرة بسبب ضياع القيم وانسحاقها، حيث تشير دراسات إلى أن انهيار القيم وانحلال الشخصية أدى إلى خلق «مجتمع سبرنيتيكي» Cybernetics Society حر من العمل حيث لم يصبح للأب دور في المجتمع ولم يبقَ إلَّا اسمه، لذلك فإن «الشخصية البلاستيكية» (Plastic personality) و«اللاقيم» عند الشباب تمثل مشكلة عويصة تواجه المجتمع الغربي مستقبلاً ويكمن الحل في ضرورة تغيير المحيط بتوظيف القيم (Dator: 1997).

وتمثل الأسرة المحضن الطبيعي لتشكيل وإعادة تشكيل القيم للأبناء، وهي الخلية الاجتماعية التي تضع أولى بصماتها على الطفل، وبذلك تكون مرجعاً ومصدراً لأنماط تفكيره في المستقبل وتمثلاته ورؤيته للعالم.

كما تعمل القيم الأسرية على إضفاء المعنى على سلوكياتنا، وتساهم في تشكيل هويتنا ووعينا الاجتماعي من خلال غرس قيم الحب والتسامح والتماسك الأسري وتعزيز الروابط بين الأفراد والأرحام، وعلى مستوى آخر تساهم القيم الأسرية في تكوين الشخصية الفعالة التي تتفاعل مع محيطها بإيجابية، وتنتج أفراداً يعززون قيم النجاح والثقة بالنفس والاستقلالية والانضباط وحب المعرفة.

من جهة أخرى تعمل الأسرة على تلقين الأبناء المبادئ الأولى لعقيدته وثقافته المشكلة لهويته، وهي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي تهدف إلى تلقين الطفل المبادئ المؤسسة للشعور بالأنا الجمعي أي هوية الجماعة الوطنية التي ينتمي إليها (بلقزيز، 1998).

ويؤكد بلقزيز (1998) أن الشاب قد يتعرض إلى لحظة انفصال في مرحلة من حياته نتيجة شك في اعتقاده الديني أو موقف يشعر فيه بالحنق على النظام السياسي والاجتماعي القائم، ويختار على أثره الهجرة كحل سحري، غير أن السلطة الأسرية تظل تتمتع بالاستقرار والرسوخ في وجدانه ووعيه طيلة حياته.

5- الأسرة كرافد للقيم

تتعدد مصادر اكتساب القيم عند الفرد نتيجة لمراحل النمو التي يمر بها، ونتيجة للأطر الاجتماعية التي ينتسب إليها منذ طفولته. كما تلعب الانتماءات الثقافية والحضارية للفرد دوراً حاسماً في اكتساب القيم وغرسها في شخصيته.

ورغم هذا التباين في تحديد مصادر القيم عند الباحثين، إلَّا أن معظمهم يعتبرون أن الأسرة، والمدرسة، والتراث الاجتماعي والدين والإعلام مصادر لها تأثير كبير في اكتساب القيم لدى الفرد والجماعة. غير أن هذه المصادر عرفت عبر تاريخ المجتمعات تطوراً في الشكل والمضمون، حيث يزداد ظهور مصادر جديدة مع كل مرحلة من التقدم البشري، وتلعب التكنولوجيا دوراً كبيراً في هذا الشأن، إذ نرى اليوم تطور وسائل الإعلام بشكل مذهل وما شبكة الإنترنت إلَّا دليل على ذلك، حيث أصبحت مصدراً مزاحماً للأسرة في إمداد الأفراد بالقيم.

والمجتمع العربي كغيره من المجتمعات العالمية عرف تطوراً ملحوظاً في مصادر قيمه عبر فترات زمنية معينة، والجدول التالي يلخص تطور مصادر إنتاج القيم وآفاق هذا التطور (Rachik: 2004).

تطور القيم عبر الزمن

الفترة الأولى

الفترة الثانية

الفترة الثالثة

آفاق التطور

- الدين السماوي والشعبي.

- العادات، القانون العرفي، التقاليد والممارسات الاجتماعية.

- الدين.

- الأعراف، التقاليد والممارسات الاجتماعية.

- القوانين.

- الدين.

- المدرسة.

- العلمانية والمساواة اللتين أسستا لبعض القيم.

- الاتفاقيات العالمية والدولية لبعض القيم.

- العولمة وتجنيد الأشخاص.

- الشبكات الدولية.

- وسائل الإعلام الفضائي.

تطور القيم نحو:

- مؤسسة وعلمنة بعض القيم.

- توسيع سوق القيم.

- التفاوض حول القيم.

 

ففي كل المراحل التاريخية كانت الأسرة الخلية الأكثر تأثيراً على أنماط حياة الأفراد، فتكسبهم القيم المرغوب فيها (الإيجابية)، وتعمل على تعزيزها وتنميتها كما تتصرف الأسرة بشكل جدي ومستمر على إقناع الفرد للتخلي عن القيم السلبية غير المرغوب فيها.

وقد رأى فولكس (Foulks) أن آثار الجماعة العائلية تتسرب في أعماق النفس مكونة نواة الأنا والأنا الأعلى (أبو النيل: 1985، 165). كما أوضحت الدراسات أن تبني الطفل لقيم ومعايير الوالدين يعتمد على مقدار الدفء والحب اللذين يحاط بهما الطفل في علاقاته بوالديه (خليفة وعبد الله: 2001، 378)، ويدعم هذا ما أورده (عشوي: 2006) في دراسته حيث توصل إلى أن (19.4%) من الطلاب يرون أن أهم الشخصيات المعاصرة في حياتهم إنما هم الآباء والأمهات.

وتلعب الأسرة دوراً مهمًّا في الحفاظ على التراث الاجتماعي للفرد ونقله بأمانة إلى الأفراد، حيث يعتبر التراث أحد الروافد المهمة في نقل وتمرير القيم لدى الأجيال وهو مجموعة القيم التي يعتمدها الأفراد عن الأسلاف في توجيه وضبط سلوكهم، والاستفادة منها في سد حاجياتهم الاجتماعية والروحية (الحسن: 1990، 92).

والمجتمع الجزائري كباقي المجتمعات العربية غني بتراثه وقيمه المتوارثة جيلاً عن جيل، وتعمل هذه القيم بتوجيه السلوك الاجتماعي، والتأثير على تفكير الفرد في مختلف المواقف الحياتية، ولا تكمن وظيفة التراث في المحافظة على الهوية فقط، بل تتعدى إلى إضفاء القيم وترسيخ المفاهيم الاجتماعية القديمة والصحيحة للمجتمع في إطار هوية أفرادها (الكندري: 2006).

وتتضمن قيم التراث الشعبي الأسري عدة مظاهر وأشكال تعبيرية كالثقافة الشعبية التي تضم الإنتاج الشعبي المتراكم عبر فترات زمنية، والتي حافظت على أصولها وجذورها وتكيفت مع مختلف التغيرات والتحولات الاجتماعية.

وتعمل الثقافة الشعبية الأسرية على تدعيم قيم التماسك الاجتماعي والتعاون ومكابدة الحياة وعدم الفشل أمام الشدائد كقيمة الصبر والاحترام وتقدير الكبير، كل ذلك يتم من خلال سرديات القصص والحكايات والمقولات والأمثال الشعبية.

ونظراً لأهمية الأسرة كرافد ومُشَكِّل للقيم الفردية قامت عدة محاولات أنثروبولوجية وسوسيو-ثقافية بدراسة وجرد القيم التقليدية المنبثقة عن الثقافة الشعبية للمجتمعات العربية منذ الفترة الاستعمارية وما بعد الاستقلال، وتعتبر دراسة رحمة وزملائها (Rachik: 2004) رائدة في هذا الميدان، حيث قادهم البحث إلى وضع ما أسموه بـ: «سجل القيم التقليدية (le registre traditionnel des valeurs) ويضم مجموعة من القيم التقليدية رأى الباحثون أنها تمثل أهم القيم الفاعلة في توجيه السلوك، والمتدخلة على أكثر من صعيد في الحياة اليومية للفرد والجماعة وتتمثل في: قيمة البركة، الصبر، طاعة/ رْضا، المعقول/ نِية، الكلْمة، الحق، الخير، القناعة، المكتوب.

وعلى المستوى العالمي قام رونالد انجلهارت (Ronald Inglehart) بدراسة التحولات القيمية المعاصرة من خلال مسح عالمي للاتجاهات والقيم سمي بـ«مسح القيم العالمي» (The World Values Surveys) وخلص إلى وجود نوعين من القيم السائدة في العالم المعاصر (إنجلهارت وبيكر: 2002، 64):

1- القيم التقليدية: وتتضمن قيم التعبير عن الذات والمتأثرة بالدين واحترام السلطة مثل (مثل التسامح، الاعتراف بالتنوع البشري، احترام آراء الآخرين، التأكيد على طموحات التحرر، تأكيد حق المعارضة، الرضا عن الحياة، التدين).

2- القيم العقلانية - الدنيوية: وهي تتضمن قيم البقاء في مواجهة قيم التعبير عن الذات كالأمن الاقتصادي والمادي.

وفي كل المجتمعات البشرية يكتسب الفرد قيمه التقليدية كالاتجاهات الدينية ونمط الحياة والاحترام والأخلاق من محيطه الأسري، ويتمثلها الفرد في كل مراحل حياته بمشاعر من الاعتزاز والتقدير. غير أن تطور المجتمع وظهور مؤسسات اجتماعية أخرى تعمل على مزاحمة الأسرة في تلقين القيم، جعل القيم التقليدية المكونة للهوية والذات تتعرض إلى التغير والتحول.

وقد خلصت الكثير من الدراسات في حقل العلوم الاجتماعية الى بروز عدد من النظريات التي تفسر عملية تغيير القيم، يصنفها فرانكلاند وزملاؤه (Frankland & Other) إلى ثلاثة نظريات أساسية نوجزها فيما يلي:

1- نظرية دورة الحياة: (Life Cycle) التي ترى أن قيم الأفراد تختلف باختلاف أعمارهم فكلما تقدم السن بالفرد فإن قيمه تصبح متطابقة مع قيم الكبار.

2- نظريات التفاعل: (Interaction theory) وترى أن كل جيل يحاول إن يعتنق قيما معاكسة للجيل الذي سبقه.

3- النظريات التجريبية: (Expérientiel theory) حيث تلعب الأحداث والتجارب التي مرت بالفرد أثناء نموه دوراً في تحديد قيمه.

4- نظرية الثورة الصامتة: (Silent révolution) وهي النظرية التي أطلقها إنجلهارت (Inglehart) ليفسر بها التغيير في قيم أوروبا الغربية من قيم مادية (Material Values) تعطي الأولوية لإشباع الاحتياجات الأساسية من الغداء والمسكن والأمن إلى القيم ما بعد المادية (Postmaterial Values) تعطي الأولوية للانتماء وتحقيق الذات (العتيبي: 2003، 97).

إن استقراء التاريخ والواقع يظهر أن ما تقوم به العولمة الثقافية هو أشبه بالثورة الصامتة، حيث التسارع الكبير في تحول بنية القيم وتغير موقعها في سلم الأهمية، والتفضيل وتحول بعض القيم من السلبية إلى الإيجابية والبعض الآخر من الإيجابية إلى النظرة السلبية.

وفي المقابل فإن الكثير من القيم التي تزخر بها الأسرة الجزائرية تحولت وأخذت تأويلات سلبية مع الزمن، وفقدت مفعولها التحفيزي لتتحول إلى قيم تعبر عن الرضوخ لأمر الواقع وسلب المبادرة من الفرد وعدم تحمل المسؤولية.

6- آثار العولمة الثقافية على القيم الأسرية

من خلال العرض السابق يتبين لنا أن العولمة الثقافية هي حركة اكتساحية توسعية، تنشد التغيير في العالم على حساب الهويات الثقافية الأخرى، ومن مظاهر تأثيراتها على مستوى الفرد والأسرة:

- الإعلاء من شأن النزعة الفردية.

- البحث عن الكسب السريع بغض النظر عن مشروعية الوسائل.

- تراجع الاهتمام بالعلاقات الأسرية والأقارب.

- الاستهانة بقدرات الذات.

- العولمة الثقافية تأخذ توجهاً يكرس منظومة جديدة من المعايير التي ترفع من قيمة النفعية، والفردانية الأنانية، والمنزع المادي - الغرائزي المجرد من أي محتوى إنساني (بلقزيز، 1998).

- تكريس معايير البضاعة التبادلية ومعايير الشيئية الأدائية (دحماني، 2006).

والمتابع المدقق لهذه الحركة يدرك أنها تعتمد إستراتيجية تتصرف بديناميكية فعالة يمكن استجماع عناصرها لتشكل منظومة تتكون من مدخلات تضم التوجهات الكبرى للعولمة الثقافية، والعمليات التي تضم عناصر التفاعل، وأخيراً المخرجات وهي نتائج وآثار العولمة الثقافية على القيم الأسرية من حيث تغيير بنيتها ووظيفتها التاريخية والحضارية.

والمخطط التالي يبزر ديناميكية العولمة الثقافية وأثرها على القيم الأسرية:

 

ديناميكية العولمة الثقافية وأثرها على القيم الأسرية

1- مدخلات العولمة الثقافية Input:

وهي جملة التوجهات التي تسعى إليها العولمة لفرض رؤية ثقافية تتضمن هويات هجينة تتعارض والقيم المحلية للمجتمعات، وهي تتجلى في أربعة توجهات أساسية:

أ- التوجه نحو الميكيافلية*: ويعرفها معوض بأنها «مجموعة من أشكال السلوك غير الأخلاقي يقوم على الغش والخداع والتضليل والكذب والسخرية من الآخرين والسيطرة عليهم، وذلك من أجل الوصول إلى غاية أو تحقيق مصلحة ذاتية للفرد» (جمل الليل، 2005).

وحلول القيم الميكيافلية داخل الأسر والمجتمعات ساهم في انحسار قيم الفضيلة والأخلاق والإيثار، وطور بشكل رهيب الأنانية داخل الأسر دون التزامات. وتشير دراسات إلى أن الأشخاص الميكيافليين يتسمون بالانتهازية والدوغمائية وارتفاع القلق لديهم، كما يرتفع لديهم تضخم في الأنا والتوجه نحو الهيمنة وتراجع الود والمسؤولية (Ojha، 2007).

وما نراه من توترات وصراعات داخل الأسر الجزائرية بين الآباء والأبناء أو بين الأبناء فيما بينهم وبين الأقارب أحياناً إلَّا دليل على سيادة القيم الميكيافلية التي تغذيها العولمة الثقافية تحت مسميات عدة، والأخطر من ذلك أنها تشعر الفرد أن ما يقوم به هو أمر حتمي يفرضه الوقت والظروف.

ب- التوجه نحو الاستهلاك: تقوم فلسفة العولمة على تمجيد ثقافة الاستهلاك التي تشوه التقاليد والأعراف السائدة بين الأسر. وتتعرض الأسر اليوم إلى «تراجع القيم الأخلاقية وتنامي قيم عادية مبتذلة كقيم الاستهلاك واللذة، وأخيراً انحلال البنى العائلية والأسرية وتفكك الأسرة بوصفها مؤسسة تربوية» (وطفة والراشد، 2004).

ويبدو أن الثقافة الاستهلاكية أصبحت تسيطر على الفرد بقوة وجاذبية يصبح أحياناً من الصعب التخلص منها والابتعاد عنها. وقد ساهمت هذه الثقافة في تكريس صفات سلبية في الفرد كالتبذير والاعتمادية وتقليد الآخرين، وبالتالي فالثقافة الاستهلاكية هي ثقافة قهرية «تدفع الناس دفعاً إلى الاستهلاك والجري وراء طموحاتهم، بصرف النظر عن الفوائد الفعلية المتحققة من ذلك، وهي قهرية لأنها تعتمد على عنصرين قهريين في انتشارها، الأول: هو التقليد الذي يدفع الناس إلى تكريس كل حياتهم لأن يحصلوا على كل ما حصل عليه أقرانهم الآخرون، والثاني: يأتي من التقاليد التي تنجح الثقافة الاستهلاكية في استخدامها وتوظيفها، ويظهر ذلك في حالة الاحتفال بالمناسبات التقليدية، دينية كانت أم غير دينية، حيث يتحوّل الاحتفال بالمناسبة إلى حفل استهلاكي من الطراز الأول» (الساعاتي، 2009).

كما توصل كريستوفر لاش C. Lash إلى أن اقتصاد السوق -القائم على الاستهلاك الجماهيري- قد أدى إلى ظهور نمط الذات المعتمدة أو الموجهة بالآخرين Other Oriented، ولا تعتمد في تقدير نفسها على محددات داخلية، بقدر ما تعتمد على أحكام الآخرين، وقبولهم لها. وهكذا تحوّلت إلى ذات خاضعة لا تملك من أمر نفسها شيئاً (الساعاتي، 2009).

وقد تحولت بعض احتفالات الأسر الجزائرية كطقوس الزواج إلى حالة من البذخ والتبذير والإسراف المبالغ فيه تحت قوة التقليد ومجاراة الآخرين، والواقع يكشف أن العائق الأكبر لدى الشاب المقبل على الزواج هو جانب التكلفة فيه، والتكلفة في ذهن وتمثلات هذا الشاب هو ما يراه الآخرون الواقعون تحت تأثير وسحر الثقافة الاستهلاكية.

ج- التوجه نحو المادية: وهو توجه يهدف إلى إعطاء القيمة المطلقة للربح بالمفهوم الذي تروج له العولمة على حساب الأبعاد الأخلاقية للفرد والأسرة، وفي مقابل هذا الاكتساح يلاحظ اختفاء تدريجي للقيم الروحية والمعنوية بين الناس.

د- التوجه نحو الخصوصية: وهي نزعة التمركز نحو الذات وانشغال الفرد بكل ماهو شخصي. وقد أثبتت بعض الدراسات أن العولمة تكرس الفردية والتنافس (Tamimi، 2005). وهذا يعني انحسار قيم التعاون والتكافل بين الأفراد وضمور قيم التطوع وفعل الخير ومساعدة الآخرين.

ويذهب شيلر إلى أن «التوجه نحو الخصوصي Privatism في كل مجالات الحياة يعكس أسلوب الحياة الأمريكية، بدءاً من أدق تفاصيلها حتى أعمق معتقداتها وممارساتها الشعورية» (شيلر، 1999).

ومن جهة أخرى فإن النزعة الأنانية الخصوصية تعمل على طمس قيمة الروح الجماعية، وهذا الأسلوب دفع الفرد إلى السقوط فيما يسميه الجابري بـ«وهم الحياد» حيث يكرس التحلل من كل التزام أو ارتباط بأي قضية ( الجابري، 1998).

2- عمليات وصيرورة العولمة الثقافية Process:

وهي التفاعلات التي تتم بين عناصر توجهات العولمة (المدخلات) وتهدف إلى ثلاثة خيارات: إلى تحويل القيم أو تعديلها والمحافظة.

وتتركز هذه العمليات على أربع مستويات هي:

أ- تغيير المفاهيم: وهي من أكثر العمليات التي تعتمدها العولمة الثقافية في اختراقاتها للشعوب، فأسلوب تغيير المفاهيم هو أحد الاستراتيجيات الأساسية للعولمة الثقافية. والقوى الكبرى في العالم لا تتردد من حين لآخر في مطالبة دول الهامش (العربية والإسلامية خصوصاً) بضرورة تغيير مناهجها التعليمية بما يتوافق مع توجهات العصر، وما تسميه بالقيم العالمية وجعلت ذلك شرطاً للاستفادة من المساعدات أو السماح لها بالاندماج والانضمام في فضائها كما هو الحال بالنسبة إلى تركيا.

وتتحرك المنظمات العالمية من خلال مؤتمراتها حول المرأة والطفل خصوصاً لتسريب المفاهيم الجديدة التي تمهد للتحرر من الرابطة الأسرية، كمؤتمر الطفل سنة (1990)، والمؤتمر العالمي للمرأة - بكين سنة (1995)، إلى جانب الندوات التي تنظمها الأمم المتحدة تحت مسميات لطيفة، والتي تهدف إلى تغيير وتحوير وتمييع الكثير من المفاهيم ذات التوجهات القيمية الأصيلة في المجتمع، من بينها تغيير مفهوم الجنس Sex ليصبح الجندر Gender، واستخدام تعبير الشريك partner بدلاً من الزوج، تمهيداً للتحرر من الرابطة الأسرية (حافظ، 1996).

ومما جاء في وثيقة مؤتمر الأمم المتحدة للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة من 3 - 5 سبتمبر 1994 (الرشودي، 2008):

- الفرد هو الأساس، ومصالحه ورغباته هي المعيار، لا الدين ولا الأمة، ولا العائلة، ولا التقاليد، ولا العرف، ومن حق الفرد التخلص من القيود التي تُفرض من جانب تلك الجهات.

- تتحدث عن ممارسة الجنس دون أن تفترض وجود زواج.

- تستهجن الوثيقة الزواج المبكر لأنه يؤدي في نظرها إلى زيادة معدل المواليد.

- الإجهاض: لا تدين الوثيقة الإجهاض، حتى ولو لم يكن ثمة خطر على صحة الأم، المهم أن يكون الإجهاض آمنًا لا يهدد حياة الأم.

- استهجنت الوثيقة الأمومة المبكرة لأنها في نظرها تزيد من معدلات النمو، وتقيد المرأة من العمل والمساهمة في الإنتاج.

ب- بناء التمثلات: وهي عملية تكون نتيجة أو سيرورة لنشاط ذهني حول الواقع المعيشي والافتراضي. وتنتج عملية التمثل عن المعلومات التي يتلقاها الفرد عن طريق التفاعلات مع المحيط، ويلعب الإعلام والصورة القوية دوراً كبيراً في تمثلات الشاب والطفل. فالكثير من التصورات حول الأفكار والقيم والاتجاهات هي نتيجة لهذه العملية.

ويمكن أن نرى الكثير من الأزياء والملابس التي يكتب عليها عبارات باللغة الإنجليزية، تحتوي على ألفاظ وجمل مثيرة ومحركة للغرائز، كما أنها لا تتلاءم مع الأخلاق والذوق العام للأسرة والمجتمع فضلاً على أنها تروج للثقافة المعولمة، ومن تلك الكلمات والعبارات المكتوبة على ملابس الأطفال والشباب: قبلني (Kiss me)، خذني (Take me).

ج- التنميط الثقافي: Uniformisation culturelle تنزع هذه العملية إلى تكوين سلوك نمطي واحد بين الأفراد سواء في اللباس أو الأكل أو طريقة العيش، وهو يعني كذلك «أن أسلوباً في الحياة وفي السلوك والتفكير، في الرغبات وفي التحكم في الأذواق وفي الاستهلاك وفي اللباس، وفي تكوين الاتجاهات الفنية والقيم الأخلاقية يتجه الآن إلى أن يصبح معمماً أو إلى أن يفرض نفسه على جميع المجتمعات... وهو يساهم في صناعة متخيل متجانس ومنمط في مجالات الاستهلاك والسلوك والتفكير والأذواق» ( الدواي، 2007). والتنميط الثقافي يقوم بتذويب الفوارق الثقافية والحضارية بين الشعوب ويهدد التعددية والاختلاف بين المجتمعات.

3- مخرجات العولمة الثقافية Output:

تظهر مخرجات ونتائج العولمة الثقافية في سياق تأثيرها على القيم كالتالي:

أ- تغير بنية الأسرة: من أسرة ممتدة تجمع الآباء بالأبناء والأحفاد إلى أسر نووية تقتصر على الأب والأم.

ب- تفكك الروابط الأسرية: إن انحلال القيم ينتج عنها فقدان النسيج الذي يربط بين أفراد الأسرة الواحدة ويجعلها ضعيفة أمام التحولات والتحديات التي تواجهها. لذلك فإن رباط الزواج سرعان ما ينفك لأبسط وأتفه الأسباب.

وبذلك تتحول القيم القائمة على مفهوم الميثاق الغليظ كما سماها القرآن الكريم إلى قيم تتهاوى أمام إفرازات العولمة وضعف الحصانة النفسية والفكرية للأفراد. وما ارتفاع معدلات الطلاق إلَّا دليل على التنافر داخل الأسرة.

كما تشير إحصائيات كثيرة عن ارتفاع معدلات رمي الآباء المسنين في مراكز العجزة، فقد صرح مسؤول الاتصال بوزارة التضامن الوطني الجزائري أن عدد المسنين في الوطن بلغ سنة 2006 قرابة 3.5 مليون مسن بعدما كان 2.4 مليون سنة 2002. (جريدة الشروق اليومي بتاريخ 02/10/2007).

إن استمرار الأسرة في التفكك والتنافر بين أعضائها وضمور القيم الأسرية الأصيلة مثل الاحترام والطاعة والتقدير والحياء «الحشمة»، من شأنه أن يمهد لبروز ما يمكن تسميته بالأسر الرخوة التي تتغلب فيها المصالح الخاصة على المصالح العامة، ويكثر فيها الصراعات والعنف.

ج- تغير وظيفة الأسرة: تمثل هذه النتيجة انعطافاً في تاريخ الأسرة، حيث استطاعت العولمة الثقافية والمفاهيم الجديدة المتعلقة بدور الأب ودور الأم أن يغير من أدوارهما الاجتماعية، مما باعد بينهما وبين الأبناء، وخصوصاً مع دخول المرأة للعمل وإتاحة الفرصة لمؤسسات وأفراد آخرين ليقوموا بدور التنشئة وتربية الابن.

كما ساهم التوجه الاستهلاكي للعولمة في تحوير وظيفة الأب وحصرها في جلب المتع والقوت للأبناء، فيصبح مع الزمن الاستهلاك هو الشغل الشاغل للأب ومركز اهتماماته.

د- سيادة اللامعيارية: إنها المرحلة الأكثر خطورة، أي يصبح فيها الفرد فاقداً للمعايير وتتميع هويته بحيث يفتقد إلى مرجعية توجه سلوكه. وهي تنتج عن وضعية الصراع بين النسق القيمي – الثقافي للفرد ونسق العولمة الثقافية.

وحسب ميرتون فإن الأنوميا تحدث عندما يكون هناك تميز حاد بين الأهداف والقيم الاجتماعية وبين قدرات الأفراد لمراعاة هذه القيم والأهداف (الشيخي، 2003).

ويرى أمين «أن من نتائج ومظاهر تغير القيم سيادة اللامعيارية أوالأنوميا (Anomie)، وهي حالة فقدان المعايير الاجتماعية التي تحكم السلوك وينتشر بموجبها الاضطراب، الشك، وفقدان القواعد، وتشجيع الفرد على تحقيق النجاح المادي أو العلمي بأي طريقة كانت» (أمين: 1994).

خاتمة

إن البحث عن إستراتيجيات أكثر عقلانية تعتمد القدرة على التكيف والتصرف بات أكثر من ضروري للحفاظ على القيم الأسرية، واسمرار البناء الاجتماعي بكل خصائصه القيمية والثقافية. غير أن العولمة الثقافية تتطلب الثقة في النفس والاعتماد على القدرات الإبداعية لمواجهتها أو الدخول في التفاوض الذي تفرضه على المستضعفين غير القادرين على الوقوف طويلاً أمام إعصارها.

من جهة أخرى ينبغي على النخبة المثقفة أن تضطلع بمهمة حراسة الفضيلة وإحياء القيم التي تزخر بها الأسرة الجزائرية والتي ميزتها عبر أزمنة بعيدة. ومن جهة أخرى تلعب المدرسة والمنظومة التربوية دوراً لا يستهان به في نقل القيم الإيجابية وغرسها في الأبناء بغية إحداث التواصل بين المدرسة والأسرة.

 

 

مراجع الدراسة

1- الدواي،عبد الرزاق (2007). في الخطاب عن المثاقفة والهوية الثقافية، أيس، العدد02، ص.12-20.

2- الساعاتي، سامية حسن (2009). الثقافة الاستهلاكية ظاهرة عالمية، منتدى المصدر السعودي، http://www.almsdar.net/vb/forum.php تاريخ الزيارة (20/4/2010).

3- بلقزيز، عبد الإله (1998). العولمة والهوية الثقافية: عولمة الثقافة أم ثقافة العولمة، المستقبل العربي، العدد 229، ص91-99.

4- الجابري، عابد (يناير، 1998). العولمة والهوية الثقافية: عشر أطروحات، المستقبل العربي، العدد 228،ص.14-22- الشيخي، حسن بن علي بن عبد الله (2003) اللامعيارية (الانومي) ومفهوم الذات والسلوك الانحرافي لدى المنحرفين وغير المنحرفين في مدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف للعلوم الأمني.

5- توربون، جوران (مايو، 2006). العولمات: الأبعاد والموجات التاريخية والمؤثرات الإقليمية وتوجيه الحكم المعياري، الرفاعي، بدر (مترجم)، الثقافة العالمية، العدد 106، ص 6-30.

6- جمل الليل، محمد جعفر (2005). الترتيب القيمي والميكيافلية لدى طلاب وطالبات جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل(العلوم الإنسانية والإدارية)، 6 (1) ص.1-53.

7- جابر، فراس (2006)، صورة العولمة في الثقافة الشعبية الأغنية العربية نموذجاً، مجلة التراث والمجتمع، جمعية إنعاش الأسرة.

8- فادن، كوثر، مناهج التعليم في ظل العولمة ومتغيرات أخرى، منتدى الأستاذ، دورية متخصصة.

9- دحماني، سليمان (2006). ظاهرة التغير في الأسرة الجزائرية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان.

10- غياث بوفلجة (2003)، القيم الثقافية والتسيير، دار الغرب للنشر والتوزيع.

11- الرشودي، وليد (2008)، التماسك الأسري في ظل العولمة، ورقة مقدمة إلى ندوة الأسرة المسلمة والتحديات المعاصرة –مجلة البيان- http://www.albayan-magazine.com/files/osrah/3.htm

12- مقداد محمد( 2005)، القيم الثقافية و دورها في نقل التكنولوجيا، مجلة ثقافات، جامعة البحرين، صص (188-200).

13- الداودي الطيب (2004)، أثر الإدارة بالقيم في التنمية البشرية المستدامة، ورقة بحث قدمت إلى الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الاندماج في اقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09- 10مارس 2004، جامعة ورقلة، كلية الحقوق و العلوم الإدارية.

14- انجل هارت،وين، بيكر (2002)، تحدي العصرنة للقيم التقليدية من يخشى دونالد ماكدونالد، ترجمة عدنان جرجس، مجلة الثقافية العالمية،،السنة 21، العدد 110- يناير، فبراير، صص (62-73).

15- العتيبي سعود بن محمد (2003)، تأثير القيم الاقتصادية على تغيير قيم الأفراد: دراسة ميدانية، مجلة جامعة الملك عبد العزيز:الاقتصاد والإدارة،م 17، ع1،صص (95-114).

16- أمين عثمان علي(1999)، الغش في الامتحانات كمظهر من مظاهر انتشار اللامعيارية في المجتمع، مجلة الفكر العربي، العدد 76.

17- شيلر، هربرت (1999).المتلاعبون بالعقول، رضوان، عبد السلام (مترجم)، سلسلة عالم المعرفة، العدد 243، الكويت.

18- خليفة عبد اللطيف محمد (2004) التغير في نسق القيم لدى الشباب الجامعي:مظاهره وأسبابه، بحث مقدم إلى مؤتمر كلية العلوم التربوية الثاني: «الشباب الجامعي: ثقافته و قيمه في عالم متغير» جامعة الزرقاء، الأردن 27-29يوليو 2004.

19- حافظ، صلاح الدين (فيفري، 1996).ندوة المرأة في بكين: خلفياتها وأهدافها، المستقبل العربي، العدد 204. ص92-120.

20- أبو النيل محمود السيّد (1985)، علم النفس الاجتماعي، دار النهضة العربية، لبنان.

21- عشوي مصطفى (2006)، الاتجاهات نحو جنس المدرس في المرحلة الابتدائية الأولى، مجلة الثقافة النفسية المتخصصة، العدد 16،المجلد 17، أفريل 2006، صص (43-73).

22- خليفة عبد اللطيف محمد وسيد عبد الله معتز (2001) علم النفس الاجتماعي، دار غريب، مصر.

23- الكندري يعقوب يوسف (2006)، التفاعل بين الجامعة و المجتمع: التراث الشعبي في إطار تنموي، ورقة مقدمة إلى الدورة شبه إقليمية حول استجابة التعليم العالي لمتطلبات التنمية الاجتماعية 17-18/12/2006 سلطنة عمان.

24- وطفة، اسعد و الراشد، صالح (200). التربية العربية إزاء تحديات العولمة: آراء عينة من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الكويت، مجلة رسالة الخليج، مكتب التربية العربي لدول الخليج، العدد 90، 2004.

25- Dator, J. (1997). Valuelessness and the plastic personality. The Futurist, Futures, 29(7), 667-669.

26- Ojha,H (2007) Parent-Child Interaction and Machiavellian Orientation, Journal of the Indian Academy of Applied Psychology, Vol. 33, No.2, 285-289

27- Poquet,G ; Facon-Soret,L (1998) Les enfants du baby-boom face à leur futur, Centre de Recherche pour l’Étude et l’Observation des Conditions de Vie,CRéREDOC,Paris, Rapport N° S1080 - Juillet , (Tirée du site internet le 20/05/2007). http://www.ilc- france.org/realisations/docs/enfants_baby_boom_face_futur.pdf

28- Rachik, H (2005) Rapport de synthèse de l’enquête nationale sur les valeurs, (Tirée de l’Internet le 17/05/2007) www.rdh50.ma/fr/pdf/rapports_transversaux/valeura474pages.pdf

29- Timimi,S (2005), Effect of globalisation on children’s mental health, British Medical Journal.331: 37-39

30- Thomas, E, (1997), researching values in cross cultural contexts, paper given at a conference on values education and the curriculum conference, 10-11 April, institute of education university of London.