هذا العدد
تُعلِّمنا التجارب الإنسانية الراقية أن الإساءات لا تُعالج بتوتير الأجواء واتّهام الجميع، وإطلاق أحكام جائرة بحق من أدان الإساءة، ورفع الغطاء الديني عنها؛ إذ يقول تبارك وتعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر - ٩).
فوحدة المسلمين من الضرورات الشرعية والسياسية والحضارية، التي ينبغي الحفاظ عليها وعدم التضحية بها لأي سبب كان.. ومجلة الكلمة في كل أعدادها وملفاتها تؤكِّد على قيمة الوحدة بين المسلمين، وتعمل لإزالة كل العقبات التي تحول دون الوحدة بين المسلمين. والخطوة الأولى في مشروع الوحدة بين المسلمين هي وحدة المشاعر بين المسلمين، ومهمَّتنا جميعًا أن نعمل لتعزيز وحدة المشاعر بين المسلمين.
ومواد هذا العدد لا تخرج عن هذا السياق.. فالكلمة الأولى كتبها الدكتور الطاهر سعود بعنوان: «الكلمة بعد ربع قرن.. تأمُّلات في التجربة».
وفي قسم الدراسات كتب السيد رئيس التحرير دراسة بعنوان: «جورج جرداق.. لماذا الإمام علي صوت العدالة الإنسانية؟».
ودراسة السيد مدير التحرير جاءت بعنوان: «من التنوُّع إلى المشترك الإنساني من أجل تعزيز المشترك الإنساني».
ويشاركنا في هذا العدد عالم الاجتماع التنوسي الدكتور محمود الذوادي بدراسة بعنوان: «كشف الحجاب عن الإعجاز الثاني في الكتاب»، كما يشاركنا الشيخ الدكتور فيصل العوامي بدراسة بعنوان: «بين الحق والحكم في النص الفقهي».
إضافة إلى أبحاث ودراسات أخرى غطَّت كل أبواب المجلة الثابتة..
ونسأل الباري عزَّ وجلَّ أن نكون قد وُفِّقنا في تقديم المعرفة التي تغيِّر وتنفع المجتمع في كل مراحل تطورُّه..
ومن الله نستمدّ العون والتوفيق..