شعار الموقع

الخطاب الإسلامي المعاصر والألفية الثالثة مراجعات، أولويات، مستقبليات

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 527 »

وضعيات الخطاب الإسلامي المعاصر من المفترض أن تختلف وتتغير مع الألفية الثالثة، التي شهد فيها العالم واحدة من أعظم ثوراته في مجال المعلومات والاتصالات، ومع ظهور تيار العولمةالكاسح بكل تخوفاته وآماله، حيث أصبح العالم بلا حدود فاصلة، أو جدران عازلة، أو سقوف مانعة. فصورة العالم في تغير وتحول بشكل بات من الصعب أن نعزل أنفسنا عن إيقاع حركة العالم المتسارعة. الوضع الذي يفرض علينا تحديات جديدة، وإشكاليات نظرية حرجة، ومشكلات موضوعية صعبة، وتساؤلات كثيرة ومعقدة. فكيف نفهم وندرك هذه الحقائق وبأي منظور نتعامل معها..؟

وقبل ذلك ما هي رؤيتنا للألفية الثالثة، واستشرافاتنا لها، وماذا لدينا من استعدادات وتحضيرات لآفاقها ومكتسباتها وتحرياتها، وأي موقع نختاره لأنفسنا، وما مدى قدرتنا للوصول إلى ذلك الموقع في ظل مقولات «نهاية التاريخ» و«صدام الحضارات» و«البحث عن عدو جديد» و«النظام العالمي الجديد».

علاقة الإسلام بالعالم تتحدد اليوم بطريقة شديدة التشابك والتفاعل، وليس هناك رؤية للعالم إلا والإسلام حاضر فيها، فكيف نرسم صورة الإسلام في هذا العالم المتغير؟ وماذا يمكن أن يقدم الإسلام والخطاب الإسلامي إلى العالم من اجتهادات وابتكارات وتشريعات وقيم ونماذج! ولن يستطيع الخطاب الإسلامي أن ينهض بهذه الأدوار إلا بعد أن يتخلص من إرث ورثناه من عصور التخلف والجمود، والذي من أشدّ تداعياته تعطيل دور العقل وفاعلية الاجتهاد، وتوقف النشاط الدؤوب في البحث العلمي، ومن تداعياته أيضاً خطوط الانقسام وذهنية التصنيف التي كرست الكراهية والإحباط والتجزئة والصدام.

أمام الخطاب الإسلامي انتقالات فكيف يصل إليها ويتمثلها ويمارسها، انتقالات من السكون إلى الحركة، ومن الجمود إلى الاجتهاد، ومن الفردية إلى الشورى، ومن الاتباع إلى الابداع، ومن الانغلاق إلى الانفتاح، ومن التقليد إلى المعاصرة، ومن الماضوية إلى المستقبلية. وهذه الانتقالات لاتتحقق إلا بالدخول في مراجعات تجعل من هذا الخطاب يتجدد في مفاهيمه ومعارفه وطرائقه ومناهجه. وهناك أولويات أمام الخطاب الإسلامي في ظل ما يشهده العالم من تحولات وتغيرات متعاظمة التاثير. فما هي هذه الأولويات، وماهي تراتبها، وكيف نطور فقه الأولويات للخطاب الإسلامي منهجياً ومعرفياً؟

وهل من نظرة جديدة إلى المستقبل؟ وكيف نطور لنا حقلاً معرفياً بمستقبليات الإسلام والعالم الإسلامي والخطاب الإسلامي، تتحدد من خلاله البدائل والخيارات والاتجاهات. فالعالم اليوم يخوض معارك المستقبل، وهي المعارك الأشد تنافساً بين الأمم والشعوب المعاصرة.. فالمستقبل مازال مفتوحاً على كل الأمم والحضارات، وبإمكان كل أمّة أن تصنع مستقبلها بإرادتها فكيف نبتكر لنا مستقبلنا في عالم متغير؟

منهجيتنا في معالجة هذه القضايا هو أن نترك للكاتب والباحث حرية اختيار الرأي، والزاوية التي يراها في النظر إلى تلك القضايا.

نأمل من السادة الكتاب والباحثين أن يشاركونا بالرأي والنقاش حول هذا الموضوع، ونحن بدورنا نعد بنشر المداخلات التي تصلنا، بشرط اتصافها بالعلمية والموضوعية. علماً أن حجم المداخلة المقترحة هو بين 1000ـ1500 كلمة.