مؤتمران حول: العلم والبحث العلمي في الحضارة الإسلامية
للعلم والعلماء في الإسلام والحضارة الإسلامية مكانة متميزة, ظهر ذلك جلياً في حجم التراث العلمي المخطوط الذي تحتضنه مئات المكتبات في العالم, وإن كان ذلك لا يمثل إلا قسماً ضئيلاً مما حُفظ من عوامل الدهر التدميرية, ورغم ذلك فإن الاستشراق الإمبريالي حاول في الماضي أن يغض الطرف عن هذه الحقيقة في إطار سياسته للتقليل من أهمية ما أضافته الحضارة الإسلامية من تراكم علمي ومعرفي واكتشافات علمية مهمة. وبغية تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الذهن الغربي. لكن الحقيقة سرعان ما بدأت تتكشف عن طريق مجموعة من الكتابات الغربية الموضوعية التي كشفت عن حجم المساهمة الحقيقية للحضارة الإسلامية في مجال العلم والبحث العلمي. وأن الغرب قد استفاد كثيراًمن التراث العلمي العربي عبر الترجمة في القرون الوسطى, وهذه الحقائق والاعترافات توالت في أكثر من مؤتمر وندوة عقدت في العالمين العربي والإسلامي وفي الغرب, حيث تحدث عدد كبير من الباحثين الغربيين عن العلم في الحضارة الإسلامية وما قدمه العلماء المسلمون من مساهمات علمية لا تزال آثارها قائمة إلى حد الآن. كما كشفت عن مميزات البحث العلمي في الحضارة الإسلامية وخلفياته العقائدية والدينية والاجتماعية, للتمييز بين موقف الإسلام من العلم وموقف الكنيسة منه.
مكانة العلم وأهمية البحث العلمي في الحضارة الإسلامية وما يتفرع عن هذه المحاور والقضايا كانت هي الموضوعات التي تناولتها فعاليات مؤتمرين عُقدا مؤخراً, الأول في عمان بالأردن والثاني في لندن. المؤتمر الأول الذي عقد في عمان بين 27ـ29 آب (أغسطس) 2001م, نظمه المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع مؤسسة روكفلر الأمريكية, وشارك فيه عدد من العلماء وباحثون في التاريخ من العالمين العربي والإسلامي ومن أوروبا والولايات المتحدة وقد عقد تحت شعار: «العلم والإسلام». وحول هدف المؤتمر وأهميته أكد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة ستانفورد الأمريكية د. أحمد دلال بأن المؤتمر «يأتي في سياق اهتمام العالم بالعلاقة التاريخية والمعاصرة بين المعرفة العلمية والمعرفة الدينية, ومدخل لمعرفة موقف الإسلام من العلم لتصحيح الصورة الخاطئة عن علاقة المسلمين بالعلم. بالإضافة إلى مناقشة مجموعة من المواضيع العلمية والفلسفة والتاريخية التي تكشف عن الحجم والمجالات التي حقق فيها المسلمون انجازات متميزة.
قدمت خلال ثلاثة أيام من فعاليات المؤتمر مجموعة من الأوراق منها ورقة للبروفسور سيد نعمان الحق من جامعة روتجرز الأمريكية حول: «كتابات جابر بن حيان كوثيقة دينية». وورقة الباحث أنطوان زحلان من بريطانيا حول: «العلم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي», ودراسة عن: «المصطلحات الفنية العربية في التراث الاسكندراني القديم» للباحث إيلاش خيراندش من جامعة هارفرد. وقدم البروفسور روبرت موريسون من كلية وايتمن الأمريكية دراسة حول: «علم الفلك وعلاقته بعلم التفسير». كما تحدث البروفسور ريتشارد لورش من معهد ولفغانغ غوته عن: «أدوات الفكر في العصور الإسلامية». وتناول الباحث سامي حمارنة من الأردن «أفكار اليعقوبي والبيروني», أما البروفسور ديمتري جوتاس من جامعة يبال الأمريكية فقد قدم ورقة حول: «المفهوم الاجتماعي للعلوم في العالم الإسلامي في العصور الوسطى». وشارك البروفسور لورنس كونراد من جامعة هامبورج الألمانية ببحث حول: «صياغة الثقافة الأكاديمية الإسلامية في العصور الإسلامية الوسيطة». كما تحدث الباحث محمد آباتوي من معهد تاريخ العلوم في برلين حول: «الأثقال والموازين العربية في علم الأوزان والمقاييس» كما تناولت بقية البحوث والدراسات إنجازات المسلمين في مجالات الطب والرياضيات والعلوم الطبيعية, كما ناقشت بعض القضايا والمشكلات المعاصرة مثل قضية البيئة وكيف تعاطى العلماء المسلمون مع هذه المواضيع والإشكاليات العلمية.
المؤتمر الثاني عقد في لندن بين 30ـ31 آب (أغسطس) 2001م تحت عنوان: «أخلاقيات البحث العلمي عند العلماء المسلمين والغربيين: الماضي والحاضر», ونظمته أكاديمية أوكسفورد للدراسات العليا, في جلسة الافتتاح تحدث في البداية رئيس الأكاديمية أحمد بسام الساعي حول أسباب اختيار الأكاديمية لهذا الموضوع وأهميته انطلاقاً من اهتمام الإسلام بالعلم النافع. أما مدير مركز البحث العلمي في الأكاديمية خالد العطية تحت عنوان «دعوة إلى الحوار» فقد تحدث هو كذلك عن أهداف المؤتمر والأسباب التي جعلت الأكاديمية تهتم بمناهج البحث العلمي خصوصاًوأن مؤتمر السنة الماضية هو أيضاًعالج موضوع المناهج. «أدب الخطاب في لغة البحث العلمي» الجلسة الأولى ترأسها رضا عبيد الرئيس السابق لجامعة الملك عبد العزيز, وقدمت فيها مجموعة من الأوراق, الورقة الأولى قدمها مصطفى محقق داماد من جامعة طهران تحت عنوان: «تأثير العلم والتكنولوجيا الحديثة في مستقبل الإنسانية», الورقة الثانية جاءت تحت عنوان: «رؤية عالم بيولوجي مسيحي في أخلاقيات التقدم العلمي المعاصر» وقدمها أندرو لاك من جامعة أوكسفورد. وتحدث أمين كشميري من مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض حول: «الأخلاقيات وضوابطها في علم الاستنساخ من المنظور الإسلامي والغربي».
الجلسة الثانية ترأسها مدير مراقبة النوعية في الأكاديمية مطهر شهاب, وتحدث فيها كل من أدموند بوزرو ورث عضو الأكاديمية الملكية البريطانية ورئيس تحرير «موسوعة الإسلام», حول: «مسائل سلوكية وأخلاقية في تاريخ العالم الفارسي أبي الفضل البيهقي», وبول راستل من كلية اللغات في جامعة بورتسموث حول: «تحقيق القواعد الأخلاقية المفترضة التي تتحكم في الانتحال العلمي».
الجلسة الثالثة ترأسها رئيس الأكاديمية بسام الساعي وقدم فيها د. محمد سعيد رمضان البوطي من جامعة دمشق ورقة بعنوان: «أخلاقيات وأدب الحوار في القرآن الكريم», ثم تحدث بعده محمد شفيق من جامعة عين شمس عن: «أخلاقية البحث العلمي في الفكر الإسلامي».
الجلسة الرابعة ترأسها مصطفى محقق داماد وتحدث فيها مايكل استريس من كلية الاقتصاد في جامعة بورتسموث عن: «صدمة الأديان في حياتنا الاقتصادية», ثم تحدث بعده خالد العطية حول: «البحث العلمي وأخلاقيات التعليم والتعلم في التعاليم الإسلامية», أما الجلسة الأخيرة فترأسها أمين تشميري رئيس قسم أخلاقيات العلوم الطبية في الأكاديمية, وتحدث فيها د. حسن حنفي من جامعة القاهرة حول: «التحليل اللغوي لكلة «علم» في القرآن الكريم», وقرأت فيها كلمة تقدير متأخرة للشاعر جلال عمر جوربا والباحث إبراهيم حميد عبد الكريم, كما قرأت فيها ورقة المفكر المصري جمال البنا حول: «أخلاقيات البحث العلمي عند العلماء المسلمين».
لقاء حول «حوار الثقافات في التربية من أجل مدرسة ديمقراطية»
نظمت نقابة المعلمين في لبنان ورابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي وروابط التعليم المتوسط والابتدائي بالتعاون مع الهيئة النقابية الفرنكفونية للتربية والإعداد اللقاء الثامن للمعلمين الفرنكفونيين, في بيروت وذلك بين 10ـ13 أيلول (سبتمبر) 2001م.
شارك في اللقاء ممثلون لأكثر من سبعين دولة, وانقسمت أعمال اللقاء إلى قسمين, اليومين الأول والثاني خُصصا للأساتذة الفرنكفونيين وممثلي النقابات المنتسبة لاتحاد المعلمين العرب, حيث تمت مناقشة محورين الأول حول: «حوار الثقافات والعولمة», والثاني حول: «حوار الثقافات والمدرسة الديمقراطية». أما القسم الثاني من أعمال هذا اللقاء, فقد خصصت لمناقشة أمور داخلية تتعلق بالهيئة النقابية الفرنكفونية, ثم مناقشة دراسة أعدتها هذه النقابة الفرنكفونية تحت عنوان: «حوار الثقافات والمدرسة الديمقراطية» والتي هي عبارة عن استقصاء لرأي هذه الهيئات حول مجموعة من المواضيع مثل: حوار الثقافات, علاقة اللغة الوطنية باللغات الأخرى, كيف يمكن جعل العولمة أكثر ديمقراطية? بالإضافة إلى مناقشة التوصيات التي رفعت من طرف الوزراء ورؤساء الوفود للدول المشاركة في قمة باماتو (عاصمة مالي) الفرنكفونية في السنة الماضية.
في الجلسة الافتتاحية تساءل روجيه فراري أمين عام اللجنة النقابية الفرنكفونية للتربية والتدريب حول «كيف تطرح جدلية الحوار بين الحضارات نفسها بالنسبة للعاملين في الحقل التربوي والنقابي? وإذا كانت شرعة حقوق الإنسان قد نصت على التعليم المجاني والإلزامي للجميع, فأقل مايمكن قوله أن هذه الشرعة لا تُحترم عموماً وبالأخص فيما يتعلق بالإناث اللواتي غالباً ما يستثنين من المدرسة وبالتالي من جزء من الثقافة الوطنية...».
أما رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان د. أحمد سنجقدار فتساءل بدوره حول مفهوم المدرسة الديمقراطية مشيراًإلى غياب هذه المدرسة في الأراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحواجزالتي يقيمها. وتحدث جورج سعادة نقيب المعلمين في لبنان عن أهمية المشاركة اللبنانية في حقول العلم المختلفة, مؤكداً على كون «العولمة من صلب تراثنا ولنا فيها مساهمات جمة». كما تحدثت رئيسة لجنة التربة في البرلمان اللبناني السيدة بهية الحريري عن أهمية الفرنكفونية لأنها في نظرنا «تمنع هيمنة ثقافة على أخرى خصوصاً في زمن العولمة ومحاولة اجتياح ثقافات الشعوب» أما بخصوص العولمة فقد أكدت الحريري «بأن العولمة التي نؤمن بها ونرى من خلالها سبيلاًلخير الإنسان, هي التي تقوم على أساس وحدة الإنسان وتنوعه وسلامته في آن..».
وأخيراً تناول الكلمة وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة, فتحدث عن الأنشطة التي نظمتها الحكومة على هامش القمة الفرنكفونية المرتقبة, والتي تمثلت في نحو سبعين نشاطاً صحياًوتربوياً وثقافياً, كما أكد على عدم وجود أي تناقض بين الوجه العربي للبنان والانفتاح على باقي الثقافات والحضارات في العالم.
خلال الجلسة الأولى من هذا اللقاء وتحت عنوان: «حوار الثقافات والعولمة» قدمت ورقتان الأولى لممثل اللجنة النقابية الفرنكفونية والثانية لممثل اتحاد المعلمين الدكتور صبري الهيتي, ثم تلت ذلك طاولة مستديرة لمناقشة بعض القضايا المطروحة للنقاش. الجلسة الثانية عقدت تحت عنوان: «حوار الثقافات والمدرسة الديمقراطية» وقدمت خلالها ثلاثة أوراق, لكل من النائب بهية الحريري, والدكتور أفرام بعلبكي, ممثل اتحاد المعلمين العرب, وممثلة اللجنة النقابية الفرنكفونية وخلال الجلستين معاً تم نقاش ومعالجة مجموعة من القضايا والمواضيع المندرجة ضمن هذه المحاور الرئيسة, مثل أهمية الحوار مع الآخر, وضرورة الوصول إلى تحقيق ديمقراطية التعليم,واعتماد حوار الثقافات ونشر قيم التنوع والتسامح والعدالة, كما نوقشت قضايا العولمة وإيجابياتها وسلبياتها وكيفية الاستفادة منها, وعولجت مجموعة من المشاكل المتعلقة بنظام التعليم في الدول المشاركة, مثل الأطفال المحرومين من التعليم في أفريقيا, وانتشار الأمية بين الفتيات, ومشاكل خصخصة التعليم وتحويله من المجانية إلى سلعة في السوق التجاري, والعمل على تشجيع الحوار بين السلطات والمعلمين لتمكين المعلمين من حقوقهم, كما نوقشت أهمية تأكيد دور المدرسة في نشر وترسيخ ثقافة الحوار والسلام والوطنية.
وقد أقر اللقاء في نهاية أعماله بياناً ختامياً, ضمن مجموعة من المطالب أهمها اعتبار المدرسة مسؤولية الدولة, وطالب بإعطاء الطلبة حق حرية التعبير وتنظيم أنفسهم في هيئات وجمعيات, كما حث على تشجيع الحوار والعلاقات بين الثقافات والشعوب,انطلاقاًمن القواعد الحقوقية الأساسية المعتمدة في شرعة حقوق الإنسان العالمية, بالإضافة إلى ضرورة تعاون المنظمات النقابية للمعلمين من أجل الضغط على الحكومات لإزالة العوائق التي تحول دون تأمين التربية والتعليم للجميع, مثل الفقر والتخلف والاستعمار. والاهتمام كذلك بتعليم الفتيات وتعزيز تعلم اللغات الوطنية واللغة الفرنسية, واشراك نقابات المعلمين في وضع المناهج التربوية. ومن المقرر أن ترفع هذه التوصيات وغيرها من المطالب التي نوقشت إلى القمة الفرنكفونية المرتقبة.
ندوة: «إشكالية السلطة في الفكر العربي الإسلامي»
الحديث عن الفكر السياسي العربي الإسلامي يثير الكثير من الإشكاليات المنهجية والموضوعية, وذلك لعدة أسباب تاريخية ودينية وواقعية معاصرة: فبالرجوع إلى التاريخ نجد أن الصراع على السلطة قد انفجر مباشرة بعد وفاة رسول الإسلام (ص), ومن انتظام المسلمين الأوائل في إطار نظام الخلافة, إلا أن معالم هذا النظام السياسي ظلت محل أخذ ورد, وذلك لوجود تيارات معارضة ترى أن نظام الخلافة يفتقد للشرعية الدينية. وهذا ما يفسر لنا كثرة الصراعات المسلحة حول السلطة ومن أجلها. من هنا بدأت أزمة الشرعية في الفكر السياسي العربي الإسلامي, والتي لم يتمكن علماء الكلام والفقهاء من إيجاد حل لها أو رسم المعالم الأساسية والتفصيلية لطبيعة النظام السياسي الإسلامي, والسبب في ذلك يرجع حسب الكثير من المفكرين إلى الضغوطات السياسية والاجتماعية والفئوية التي حالت دون علاج هذه القضية بموضوعية وعلمية وعمق, وهذا ما جعل حصيلة التفكير في هذا المجال تبدو هزيلة وهامشية بالمقارنة مع ما أنجزه العقل الإسلامي في باقي حقول المعرفة العلمية والدينية.
وقد انعكس هذا القصور التنظيري في المجال السياسي سلباً على محاولات التأصيل والتفكير المعاصرة حول الموضوع, بعدما دفعت الصحوة الإسلامية الحديث حول النظام السياسي الإسلامي إلى واجهة البحث والتداول والمعالجة النظرية. بالإضافة إلى استمرار التأثيرات السلبية التاريخية والنظرية على الواقع السياسي العربي والإسلامي المعاصر. أزمة التفكير السياسي العربي الإسلامي هذه وتداعياتها الفكرية والواقعية كانت هي محور النقاش والبحث الذي دارت حوله مجمل البحوث والدراسات التي قدمت في الدورة السادسة لندوة جمعية الثقافة العربية التي نظمت في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن «ساوس» وذلك بين 28ـ29 تموز (يوليو) 2001م.
في اليوم الأول عقدت جلستان الأولى كان محورها: الأسس النظرية والمفهومية للسلطة, وأدارتها السيدة هيفاء زنكنة وتحدث فيها كل من: علي الربيعي وكامل شياع حول: «النص, السلطة والأيديولوجيا» ومنذر جلوب يونس حول: «نظام الحكم والميتافيزيقا: مدينة الفارابي نموذجاً». وأخيراً تحدث د. أبو يعرب المرزوقي حول: «نسق حلول الفكر العربي الإسلامي للمسألة السياسية».
الجلسة الثانية تمحورت حول: المعرفة, العقل, السلطة, وترأسها علي الربيعي,وقدم فيها حسين الهنداوي ورقة تحت عنوان: «نقد نظريات الاستبداد الشرقي», وتحدث بعده رفيق عبد السلام حول: «جذور الاستبداد السياسي في الدولة العربية». أما كريم عبد فتحدث عن: «السلطة وتأثيرات النسق الثقافي الاجتماعي», كما قدم حسام الدين الألوسي ورقة بعنوان: «تاريخية السلطة والجذور الأسطورية للوعي الاجتماعي».
الجلسة الأولى في اليوم الثاني من أعمال هذه الندوة, ترأسها د. مصطفى صواف, وكان محورها السلطة والدولة في مسار الاجتماع التاريخي العربي والإسلامي, وشارك فيها: عبد النور من جامعة مارن لافاليه (فرنسا) بدراسة تحت عنوان: «التسلطية السياسية العربية: محنة الشرعية, الإقصاء المتبادل وتأجيل الديمقراطية», والباحث أزراج عمر الذي تحدث حول: «توظيف التحليل النفسي لعلاقة المثقف العربي بالسلطة: قراءة في أعمال جورج طرابيشي», ثم تحدث بعده موسى الحسيني حول: «سلطة الأخلاق وأخلاقيات السلطة في المجتمع العربي: دراسة سيكولوجية».
الجلسة الثانية تمحورت حول موضوع: مشروعية تأسيس السلطة ترأسها د. مصطفى عبد العال, وتحدث فيها في البداية عامر النفاخ حول: «الخطاب النضهوي وإشكالية مفهوم السلطة: الكواكبي نموذجاً», ثم قدم عبد الحسين شعبان ورقة بعنوان: «المثقف العربي وسلطة الأيديولوجيا», وأخيراً تحدث د. حسن حنفي حول موضوع: «من ثقافة السلطة إلى سلطة الثقافة».
مؤتمر: «التعليم عن بعد»
بالتعاون مع الوكالة الفرنكفونية الجامعية نظمت الجامعة الأنطونية في لبنان المؤتمر الدولي الأول حول: «التعليم عن بعد» وذلك في 27 أيلول (سبتمبر) 2001م, وكما جاء في كلمة ألقاها أمين عام الجامعة الأنطونية الأب فادي فاضل أثناء مؤتمر صحفي, فإن المشاركين في هذا المؤتمر سيناقشون «جدلية التعليم عن بعد في إطار التحديات التي تواجهها الجامعة في مفهومها الحديث» خصوصاً أن إحصائيات الشركة العالمية لدراسة السوق (IDC) قد أكدت أن عدد طلاب هذا النوع من التعليم «سيبلغ سنة 2002م نحو 2.2 مليون طالب, بعدما كان سنة 1998 في حدود 700 ألف طالب.» كما قال بيار جدعون عميد كلية هندسة المعلوماتية والاتصالات في الجامعة الأنطونية خلال هذا المؤتمر الصحفي, وأضاف بأن «عدد المؤسسات التعليمية يزداد, وإن ما يزيد عن 80% من الجامعات الأمريكية أفرغت مكاناً لهذا النوع الجديد من التعليم» كما أشار إلى أن هناك مجموعة من المواضيع سيناقشها المشاركون في هذا المؤتمر تندرج ضمن الإشكاليات التربوية والتقنية والثقافية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية التي يثيرها التعليم عن بعد, وهل ستحل المؤسسة الإلكترو ـ تعليمية محل المدرسة التقليدية?
شارك في المؤتمر بالإضافة إلى مسؤولي الجامعة الأنطونية ميشال بيناسار المدير الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط التابع للوكالة الجامعية الفرنكفونية وفعاليات سياسية لبنانية وأكاديمية وتربوية واجتماعية, في جلسة الافتتاح تحدث رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عن أهمية هذا النوع من التعليم باعتباره تطوراً نوعياً «في وسائل اكتساب المعارف العصرية كما يظهر في مؤتمر التعليم عن بُعد, وما يعنيه ذلك من إمكانات وآفاق للتعليم والتدريب في لبنان والبلاد العربية الأخرى.. وأكد الحريري بأن لبنان «قد شهد في السنوات العشر الأخيرة تطوراً هائلاً في مجال التعليم العالي والتعليم العام, والتعليم الفني والتكنولوجي, وتجلى ذلك في استثمارات كبيرة لدى جهات خاصة ورسمية. وكذلك في تجديد البرامج وتحديثها, وبفتح كليات ومعاهد وفروع وأقسام جديدة في مجالات وتخصصات علمية وعصرية». وأضاف الحريري: «لسنا دعاة صراع الحضارات والثقافات.. وحضارتنا حضارة ذات نزوع عالمي, لا تعرف الانعزال ولا الانكماش, وتريد أن تكون من هذا العالم ومعه». ودعا الحريري في ختام كلمته إلى «أن لا يكون التعليم عن بُعد على حساب التواصل الإنساني, وأن يتم تأكيد وتعميق دور المدرسة والجامعة في هذا التواصل».
أما وزير التربية عبد الرحيم مراد فقد تحدث في كلمته عن «حصول فجوة واضحة بين الإيقاع السريع والمتسارع لمجتمع المعلومات, مقارنة بالإيقاع البطيء الذي تتسم به عمليات التجديد التربوي, المحكومة بالقاعدة الزمنية لقوانين التغيير الاجتماعي».. وأكد الوزير بأن التعليم عن بُعد يساعد في سد هذه الفجوة «من خلال تعامله المباشر مع مطالب سوق العمل, والتعلم من خلال العمل نفسه, وكذلك من خلال الخدمات التعليمية في حقل الأعمال التجارية, إضافة إلى إشهار شعار التعليم المستمر كإحدى السمات الأساسية في عصر المعلومات وتدريب التلامذة على التعامل مع مصادر المعلومات المتعددة, لأن هدف التربية لم يعد تحصيل المعرفة بل القدرة على الوصول إلى مصادرها الأصلية وتوظيفها, وتنمية المهارات الأساسية وإكساب الطالب القدرة علىأن يتعلم ذاتياً» وأضاف: بأن توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم سوف يفقد المدرسة احتكار هذه المهمة, متوقعاً أن يتحول التعليم إلى نماذج متعددة لكيفية التلقي الذاتي, عبر وسائط كثيرة كوسائل الإعلام والتعليم غير المبرمج في مراكز العمل والاحتكاك بواقع الحياة خارج المدرسة. وأكد الوزير بأن: «شبكة المعلومات سوف تتيح ما يعرف بطريق التعليم السريع, الذي سيتيح للطلاب غير المنتظمين الاستفادة القصوى, بالحصول على أفضل الدورات الدراسية التي يقوم بها ويشرف عليها مشاهير التربويين, وسيجعل تعليم كبار السن أمراً سهلاً, كما سيصبح التدريب أكثر فاعلية..».
ثم تناول الكلمة رئيس الجامعة الأب لويس الرهبان فدعا إلى «ضرورة إعادة تعريف استراتيجية ووسائل التعليم الجامعي, بعدما اتسعت شريحة من يطلق عليهم اسم «طلاب» وبعدما صار هناك علاقة مترابطة بين التعليم والحياة». وتحدث الأب الرهبان عن مساوئ التعليم عن بعد مثل تعزيز عزلة الفرد ووحدته, خصوصاً أنه لا يتيح أبرز ما توفره الحياة الجامعية من لقاءات وعلاقات إنسانية بين الأشخاص.
أما نائب رئيس جامعة بول ساباتييه في تولوز ـ فرنسا, غابريال سوم فأشار في كلمته إلى أن تحدي التعليم عن بُعد «أصبح ممكناً بسبب التطورات الملحوظة في التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات التي اختصرت المسافات بين المعلم والمتلقي». وأضاف بأن التقنية الحديثة للإعلام تخدم حالياً التعليم بواسطة التلفزيون لأنها تسمح بتشكيل نوعية تعليم تجمع بين الصورة والكلمة ويكون خلالها التلميذ وأستاذه أكثر قرباً. كما ألقيت كلمة مديرة الوكالة الجامعية الفرنكفونية ميشال جاندو, والتي تحدثت عن أسباب وضع الوكالة موضوع التعليم عن بُعد ضمن أولوياتها, مثل «إيجاد نوع من إعادة التوازن للمعلومات المتدفقة بين الشمال والجنوب, ودفع التطور العلمي في الجنوب, إلى جانب إفادة الطلاب الفرنكفونيين المنفتحين إلى مناطق غير متوفر فيها تعليم نوعي, ونشر منتجات الثقافة الفرنكفونية بشكل واسع».
أعمال المؤتمر انطلقت بجلسة تحدث فيها في البداية وزير الإصلاح الإداري فؤاج السعد الذي تحدث عن أهمية التعليم عن بُعد ودور الانترنت في تسهيل عملية نقل المعلومات عبر العالم وتعميم الاستفادة من المعلومات المتدفقة من مصادرها الأصلية, كما تحدث الوزير باسل فليحان عن أهمية وضع استراتيجية وطنية للتعليم عن بُعد. معتبراًهذا النوع من التعليم «وجهاً جديد من وجوه العولمة, ويشكل فرصة غير متاحة لعدد من الدول النامية», كما أكد على كون هذا التعليم يساعد على تخريج وإعداد وتدريب الطلاب والموظفين بكلفة منخفضة, ويمكن المؤسسات الإفادة منها في تطوير عملها, كما يضع حداً لاحتكار المعلومات ويسهل فرص الحصول عليها, كما طالب بإيلاء المؤسسات المهتمة بالتعليم عن بُعد العناية الكافية والاعتراف بالشهادات العلمية التي تمنحها, وتشجيع الاستثمار في هذا المجال, وقد تتالت المداخلات حول الموضوع, واختتم المؤتمر أعماله برفع توصيات إلى الحكومة والجهات المعنية, تطالب بتعديل القوانين بما يتلاءم مع هذه التقنية الجديدة في التعليم, والاهتمام بالبنية التحتية المتعلقة بالاتصالات على غرار (ADSL) وغيرها.
متابعات لفعاليات سنة حوار الحضارات [3]
نبدأ متابعاتنا لأنشطة وفعاليات هذه السنة من الندوة الدولية التي نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» في الرباط بين 10ـ12 تموز (يوليو) 2001م, تحث عنوان: «الحوار بين الحضارات في عالم متغير». شارك في الندوة ممثلون عن ثمانية منظمات إسلامية وعربية ودولية هي, منظمة المؤتمر الإسلامي, المنظمة العالمية للفرنكفونية, جامعة الدول العربية, منظمة الصحة العالمية, برنامج الأمم المتحدة للبيئة, جمعية الدعوة الإسلامية العالمية, رابطة العالم الإسلامي والمعهد العالمي للفكر الإسلامي. بالإضافةإلى شخصيات علمية وسياسية مغربية.
وقد دعا ملك المغرب في كلمة ألقاها مستشاره عباس الجراري في حفل افتتاح الندوة إلى «أن توقف هذه الندوة إلى صياغة مبادئ عامة وخلاصات موجهة, لتركيز دعائم الحوار والتسامح بغية نشر التآلف بين الشعوب. وأول شرط لقيام هذا التقارب والتعارف أن يكون نابعاًمن اقتناع نفسي وعقلي بضرورة الانفتاح على الاخر وقبول التعاون معه, في نطاق احترام ماله من خصوصيات ثقافية وحضارية, وهذه الغايات هي في عمقها من صميم العمل الإسلامي المشترك في قنواته المتعددة وعبر مجالاته المتنوعة, ومنها المجال التربوي والعلمي والثقافي الذي لا يقل عن غيره من حيث فعاليته وجدواه وتأثيره في تشييد صرح التنمية الكامل».
الأوراق التي قدمت تمحورت حول ثلاثة محاور رئيسة هي: 1ـ الإسلام والحوار بين الحضارات, 2ـ الحوار بين الحضارات وقضايا العصر, 3ـ دور المؤسسات الدولية المختصة في نشر ثقافة السلام والحوار بين الحضارات. كما عالجت الأوراق المقدمة مجموعة من المواضيع لها علاقة بالحوار الثقافي بين الشعوب والحضارات مثل, دعوة الإسلام للتعايش ومفهومه لحقوق الإنسان, ونظرته للتعصب الديني والعرقي, وكذلك تأثير العولمة على الخصوصيات الثقافية, ودور السياحة الثقافية في تعزيز الحوار وحقوق الأقليات. وبشكل عام فالندوة تهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار والتواصل بين الحضارات, والتصدي لدعوات الصراع والمواجهة بين الثقافات والحضارات مع الدعوة إلى احترام الخصوصيات الثقافية للشعب والحضارات, وتشجيع الحوار والانفتاح والتفاعل مع الآخر.
من جهة أخرى نظمت جامعة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو في كيوتو (اليابان) بين 31 تموز (يوليو) و3 آب (أغسطس) 2001م ندوة دولية حول الحوار بين الحضارات, شارك فيها عدد من المنظمات الدولية مثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ومنظمة الوحدة الإفريقية, وحضرها الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمدير العام لمنظمة اليونسكو كويشيرو ماتسورا, والأمين العام للمنظمة الفرنكفونية العالمية الدكتور بطرس غالي والمدير العام للإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري الذي قدم ورقة بعنوان: «الجوانب السياسية للحوار بين الحضارات من منظور إسلامي». كما تحدث المدير العام للإلسكو المنجي بوسنينة عن الموقف العربي من حوار الحضارات.
وفي مدينة سالزبورغ بالنمسا عقدت ندوة دولية حول حوار الحضارات وذلك خلال شهر آب (أغسطس) 2001, شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وولفغانغ شوسل المستشار النمساوي, الذي أكد في مؤتمر صحافي عقد على هامش الندوة بأن «العالم بحاجة إلى منظومة تقوم على أساس القيم والمبادئ الإنسانية, مشيراً إلى أن مشروع حوار الحضارات بإمكانه أن يؤدي دوراً مهماً في قيام مثل هذه المنظومة..».
كما شاركت وزيرة خارجية النمسا بنيتا فررو والدز ود. عطا الله مهاجراني رئيس مركز حوار الحضارات في إيران,وجان دومينكو بيكو المندوب الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حوار الحضارات. وقد أعلن عطاء الله مهاجراني بأن الندوة قد خرجت بتوصيات على شكل بيان أكد فيه المشاركون أن العولمة لا تعني توحيد العالم, وأشاروا إلى إمكانية الثقافات في الحفاظ على هويات الشعوب, وهذا البيان سيرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي بكين (الصين) وخلال النصف الأول من شهر أيلول (سبتمبر) 2001م. نظمت لجنة العلاقات الخارجية في المؤتمر الاستشاري السياسي للصين الشعبية ملتقى لحوار الحضارات وذلك بمناسبة إعلان سنة 2001م عاماًللحوار بين الحضارات. حضر الملتقى فعاليات علمية وسياسية صينية وعالمية, وتمحورت الكلمات والأوراق المقدمة فيه حول ثلاثة محاور: 1ـ دور حوار الحضارات في تنمية التاريخ الإنساني, 2ـ تأثير حوار الحضارات على تطوير العلاقات الدولية, 3ـ دور منظمة الأمم المتحدة في تطوير حوار الحضارات.
أما في طهران فقد أكد السيد محمد خاتمي أثناء استقباله لممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد بيكو بأن مشروع حوار الحضارات «حاجة إنسانية وضرورة تاريخية». وأضاف السيد خاتمي: إن حوار الحضارات وعلى الرغم من كونه يتمتع بروحية مطمئنة لا ينفك عنها السلام والاستقرار المشفوع بالأمل, فهو في ذات الوقت يمثل كفاحاً أيضاً, وينبغي إزاحة كافة العوائق التي تقف في مواجهة هذه الأطروحة بشكل تدريجي.. كما أكد بأن تكون الدعامة لهذه الحركة هي الإيمان المتين بحق حرمة الإنسان وأهلية جميع الناس في التمتع بالحياة المعنوية والمادية الملائمة. كما وأشار إلى أن «طريق تحقيق أطروحة حوار الحضارات ليس سالكاً, لكن من خلال السعي والأمل والمثابرة, التحرك صوب الأطروحات الكبيرة, مع أن التقدير الإلهي والظروف القائمة والعوامل التاريخية تلعب هي الأخرى دوراً مؤثراً في تحقيقها». أما السيد بيكو فقد أشاد بالإقبال على مشروع الحوار مؤكداً بأن «تحقيق هذا المشروع يجب أن لا يستند إلى شخص واحد أو حكومة واحدة, بل لابد من الاعتماد على الرأي العام العالمي والمجتمعات المدنية».
كما أشار السيد بيكو إلى قُرب صدور كتاب «حوار الحضارات» الذي شارك في تأليفه مجموعة من الشخصيات العامة.
وفي إيران كذلك افتتح ملتقى اليوم العالمي للسياحة تحت شعار: «السلام وعام حوار الحضارات» الذي نظمته المنظمة العالمية للسياحة, وذلك في 27 أيلول (سبتمبر) 2001م. وجاء في رسالة السيد محمد خاتمي الموجهة إلى الملتقى ضرورة «التأكيد على كون السياحة عنصراً هاماً في التعامل والتبادل الفكري والثقافي, وتلبية حاجات البشر للرؤية والإطلاع والكشف عن الحقائق», وأكد السيد خاتمي أن اختيار الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية شعار «السياحة أداة للسلام وحوار الحضارات», تأكيد جديد على أهمية دور هذه الصناعة في تشكيل العالم الحديث. كما أكد السيد خاتمي بأن إيران رمز ومعلم يتجلى فيه التعايش السلمي للثقافات, كما يحتضن معالم سياحية مهمة يمكنها أن تساهم في تشجيع التواصل السياحي والثقافي.
أما مدير اليونسكو ماتسورا فقد أكد في رسالته إلى الملتقى بأن «عام 2001م هو عام بدء عقد السلام ورفض العنف بحق أطفال العالم», موضحاً أن اليونسكو مسؤولة عن ترويج ثقافة السلام في كافة مجالات أنشطتها.
وأشار السيد مسجد جامعي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي إلى أهمية إيران وتمتعها بتجربة ثقافية غنية وتعايش للثقافات ما يجعلها «مشعلاً يضيء مسيرة الحوار بين الحضارات». أما السيد مرتضى طالع ماسولة أمين ملتقى السياحة الدولي فقد أكد أن من أهداف الملتقى «تحقيق التعاون الدولي المشترك لتنمية السياحة وإيجاد الوئام الوطني والعالمي للسلام والصداقة, ودعم تحقيق مشروع حوار الحضارات عن طريق السياحة»..
كما أقيم في الفترة نفسها معرض سياحي في مدينة أصفهان تحت شعار: «حوار الحضارات وزيارة إيران» نظمته مؤسسة السياحة في إيران. وعلى هامش المعرض عقدت ندوتان دوليتان الأولى تحت عنوان: «السياحة وحوار الحضارات» والثانية تحت عنوان: «الموسيقى وحوار الحضارات».