شعار الموقع

هذا العدد

قسم التحرير 2004-10-15
عدد القراءات « 596 »

الظاهرة التي تقلق وتشغل اهتمام العاملين في الحقول الثقافية والتربوية والإعلامية، منذ عدة عقود من الزمن، وتصور عادة بصيغة المساءلة «لماذا نحن مجتمعات لانقرأ؟» الظاهرة التي تكشف بعمق عن مشكلتنا الثقافية والحضارية، لأن المجتمعات التي لاتقرأ هي مجتمعات لاتطور من نفسها ولا تدرك حاجتها للتقدم، وهي مجتمعات لاتعلم نفسها ولاتدرك حاجتها للعلم، وتغلق على نفسها نوافذ المعرفة، في الوقت الذي يشهد فيه العالم ما يطلق عليه بانفجار المعرفة. ولأول مرة في التاريخ الإنساني يحصل هذا الشياع للمعارف والعلوم وبأسرع الطرق، وبكيفية متاحة للمجتمعات الإنسانية كافة. لن نستطيع نحن في المجتمعات العربية والإسلامية أن نردم الفجوة أو نضيقها التي تفصلنا حضارياً‏عن المجتمعات العربية المتقدمة من غير أن نتحول إلى مجتمعات تقرأ، ولن نستطيع أن نرتقي بالتعليم والبناء العلمي من غير أن نتحول إلى مجتمعات تقرأ، ولن نستطيع أن نتقدم خطوات باتجاه الحضارة من غير أن نتحول إلى مجتمعات تقرأ. وهذا هو السر الذي انطلقت منه الحضارة الإسلامية التي بدأت من قاعدة «إقرأ» أول آية نزلت من القرآن الكريم وكانت إيذاناً بأكبر نهضة تربط الإنسان المسلم بالعلم. الحوافز والمحرضات والأرضيات كثيرة وعديدة وخطيرة التي تدعو إلى الإهتمام بهذه الظاهرة وتشريحها وتوصيفها وتحليلها واستشرافها. وفي هذا العدد نقدم استطلاعاً حول هذه الظاهرة بالتركيز على المجتمع السعودي الذي كان موضوعاً لهذه الظاهرة.. وفي سياق ما يعيشه العالم العربي والإسلامي وحتى العالمي من نشاطات فكرية وثقافية، واسعة بمناسبة الذكرى المئوية الثامنة للفيلسوف والفقيه ابن رشد، نقدم في هذا العدد مشاركتان إحداهما تناظر الداخل الإسلامي في السجال الفكري الذي حصل بين الغزالي وابن رشد، والثانية تناظر الخارج الإسلامي في السجال الفكري الذي حصل في الثقافة الأوروبية حول تأثيرات ابن رشد في العصر الوسيط. كما عالج هذا العدد أيضاً ظواهر وقضايا فكرية وثقافية أخرى، بالإضافة‎إلى أبواب المجلة الثابتة.