شعار الموقع

تقرير ثقافي عن المغرب / تقارير ومتابعات

قسم التحرير 2006-06-20
عدد القراءات « 842 »

تقارير ومتابعات

 

 

* الرباط – مندوب الكلمة :

          خلال الشهرين الماضيين وبالذات خلال شهر رمضان المبارك، شهد المغرب عدة أنشطة ثقافية ترمي إلى تفعيل الساحة الثقافية، والنهوض بالوضع المعرفي إلى فضاءات أوسع.

          في هذا التقرير الثقافي، سوف نشير إلى جملة الأنشطة الثقافية من ندوات واصدارات وفعاليات أخرى.

          * في عالم الكتب : وعن منشورات "الفينيك" بالدار البيضاء ، صدرت الرواية الجديدة للاستاذ "برادة" بعنوان "الضوء الهارب" وهي روايته الثانية بعد "لعبة النسيان" التي ينتظر أن تصدر خلال هذا الموسم طبعة ثانية من الترجمة الفرنسية لـ "لعبة النسيان" .

          * وعن منشورات "ديد اكتسكا" بالدار البيضاء صدر كتاب للأستاذ "محمد حمود" في قراءة النص الأدبي ، وقد جاء الكتاب في 188 صفحة من القطع الكبير.

          وقد تحدث مؤلف الكتاب في مقدمته عن الغرض من دراسته قائلاً بأنها تقد (في إطار الاهتمام المتزايد الذي اصبحت تحظى به نظرية النص، والنص الأدبي تحديداً ، من طرف النقاد والمبدعين أو من طرف الأساتذة والمدرسين، إذ لا أحد يجهل اليوم بأن الدراسات الأدبية في مجال مقاربة النص الأدبي، قد أخذت تشق لنفسها طرقاً متعددة ومتنوعة بهدف تلمس تصورات هذه النظرية وأدواتها التقنية بشكل علمي دقيق، يبعدها عن ضروب النقد الانطباعي الذي ظل مهيمناً على الممارسة والتحليل النصيين ردحاً طويلاً من الزمن )

          * صدرت جريدة جديدة باسم "المحجة" وهي جريدة جامعة تصدر مؤقتاً مرتين في الشهر. مديرها الاستاذ، المفضل فلواتي، وسيشارك في الكتابة فيها مجموعة من المثقفين والكتاب المغاربة.

          وعن أهدافها كما جاء في عددها الأول :

1- تعميق الفهم للواقع بكل توجهاته وأطراف الصراع على مختلف الأصعدة والمرامي البعيدة والقريبة.

2- تعميق روح الفهم والتفقه في الدين مع الحث المستمر على الالتزام بمبادئه وأخلاقه لتحقيق الفوز الحقيقي الذي من أجله بعث الله الرسل .

3- العمل على نشر الثقافة الأصيلة البانية في مختلف المجالات .

          أما فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية الأخرى، فنبدأ بأهم نشاطات "اتحاد كتاب المغرب" :

- نظم المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب بالرباط يومين دراسيين تكريماً لروح الباحث المؤرخ الراحل "محمد زنيبر"، وذلك بحضور عائلته. وكان قد ترأس الجلسة رئيس اتحاد كتاب المغرب، وكان عنوان الندوة "الابداع الثقافي والنضال الوطني" .

تطرق المشاركون إلى المحور الأول "محمد زنيبر" التاريخ للحركة والوعي الوطنيين " وهم إبراهيم بوطالب ، عثمان بناني، عمر بنصيرة، تحدثوا عن نشاطات الراحل كأحد أهم المؤسسين لمدرسة البحث التاريخي المعاصر. كما أسهب كل من الاستاذ محمد حجي وأحمد توفيق فيما يتعلق باسهامات الاستاد الراحل في التأليف المعلمي والموسوعي. واختتمت الندوة بالحديث عن التجربة القصصية والمسرحية في إبداع المرحوم محمد زنيبر . وكان د. نجيب العوفي قد تطرق إلى تجربة الأستاذ الراحل بخصوص القصة القصيرة من خلال مجموعته (الهواء الجديد)، كما تطرق د. أحمد زيادي إلى تجربته في الإبداع المسرحي من خلال تحليل مسرحيته : "كروس اغمات" .

- وقد نظم فرع أكادير لاتحاد كتاب المغرب ندوة حول موضوع : " التراث الأدبي الأمازيغي بين الشفوية والتدوين " ساهم في مداخلات الندوة كل من الأساتذة : أحمد صعيد، محمد الخطابي ، وعز الدين بونيت.

- نظم المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب بالرباط جلسة مخصصة لقراءة كتاب "دينامية النص الروائي " للاستاذ أحمد اليابوري، وهو الكتاب الصادر عن نفس الاتحاد، والذي تولى قراءة الكتاب هو أحمد أبو حسن بعنوان " حسن الاستماع إلى النص " حيث تعرض إلى أهمية الفهم وحسن الاستماع إلى النص الذي اعتبره سبباً للعلاقة المتوترة التي تقوم أحياناً بين الناقد والمبدع، وقد لاحظ أن الكتاب ينطوي على ثلاث مستويات :

أولها : مبدأ الملاءمة .

ثانيها : مبدأ التعقيد .

ثالثها : الاعتماد على مفاهيم وفرضيات أساسية توجه استراتيجيته في مقارباته .

وبعد ذلك تناول الكلمة المؤلف اليبوري نفسه، متحدثاً عن طريقته في قراءة الروايات، مشيراً أيضاً إلى أن المناهج التي اعتمدها تنتمي إلى الفكر الأوروبي ، وأن ذلك لا يعني الانقياد إلى سلطة المناهج، ومركزاً أيضاً على أهمية النص في ذاته رغم ما يمكن أن يسعفنا به المنهج قائلاً "ورغم توفر المحلل على مجموعة من المصطلحات والمفاهيم وكل ما يمكن أن يساعده على تحليل النص، رغم كل هذا، لا بد أن تكون له قدرة الانصات لنبضات النص. فالنص ككائن حي له نبضات ينبغي أن ننصت إليها وإلى دقائق تفاصيلها" ، وانتهت الجلسة بفتح باب المناقشة.

* تم حفل تسليم جائزة التواصل الحضاري بمقر إقامة د. مهدي المنجرة بالرباط، ولأن الفائز بها غاب عن المقر، وهو رجل السلام البوسني والمسرحي إبراهيم سباييتش، قام المنجرة بتسليمها إياه في باريس، حيث نظم حفلاً مماثلاً، وكان قد وجه رجل السلام البوسني دعوة للدكتور المنجرة لزيارة سراييفو، لكن تم تأجيل الزيارة بسبب الحصار المضروب على سيراييفو.

* حول قضية المرأة المغربية والتعديلات الجديدة التي طرأت على مدونة الأحوال الشخصية ، نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة ( فرع البرنوصي ) ندوة في يومين حضرها مجموعة من الفعاليات النسائية المغربية وذلك في 8 مارس 1994 .

* أعلن المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للتضامن الاسلامي، أن نتائج جائزة المرحوم الاستاذ عبدالله كنون لسنة 1994 سيعلن عنها بمناسبة الذكرى الخامسة لوفاة الفقيد، وذلك خلال شهر يوليو بمدينة طنجة. وقد كانت الجائزة للسنة الماضية من نصيب السيد "أحمد الشايب" استاذ بكلية الآداب، بأكادير عن كتاب "الدراسة الأدبية في المغرب، عبدالله كنون نموذجاً" .

* جرى يوم السبت 26 فبراير تحت إشراف المجلس البلدي لجماعة أكدال ومندوبية وزارة الشؤون الثقافية بفاس في إطار اللقاء الوطني للقصة القصيرة الذى نظمته جمعية "جماعة الفنانين الاحتفاليين بفاس" تكريم القاص المهدي حاضي الحمياني، الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب بفاس. وكانت آخر أعماله المجموعة القصصية "الضفة الآخرى" .

* الموسم الثقافي لكلية علوم التربية بالرباط / المغرب ، نظمت كلية علوم التربية بالرباط بالتعاون مع اتحاد كتاب المغرب والجمعية المغربية للدراسات النفسية والمكتب الوطني للجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثاني واتحاد اللسانيين المغاربة، موسماً ثقافياً يتم من خلاله قراءات تربوية لبعض الاصدارات. وذلك في سياق الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الكلية لسنة 93/94 .

القراءة الأولى في ذلك البرنامج كانت من نصيب كتاب "الطفل واللغة" للأستاذ الغالي أمرشاو (عن المركز الثقافي العربي سنة 1993) استهل جلسة الافتتاح عميد جامعة محمد الخامس الذي نوه بمساهمة الجمعيات المشاركة في هذا الموسم والمجدة في تأطير هكذا أنشطة علمية من شأنها إغناء الحقل العلمي. كما ساهم في الافتتاحية كل من الاستاذ حسن البحراوي عن اتحاد كتاب المغرب، والاستاذ ربيع مبارك عن الجمعية المغربية للدراسات النفسية. والاستاذ الدخيس باسم المكتب الوطني للجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثاني، وعن اتحاد اللسانيين المغاربة، تقدم بالكلمة أحمد العلوي كما ساهم بذلك قيدوم كلية علوم التربية محمد الزعيمي.

وكانت كلمة الافتتاح لكل المتدخلين تدور حول أهمية هذا النشاط العلمي، معربة عن مساندتها وتأييدها لهذا الموسم الذي يعنى بالحقل التربوي، ولقد تقدم عدد من المشاركين بمداخلاتهم، بخصوص قراءة الكتاب المذكور , كان جميعهم قد أشاروا إلى أهمية الكتاب من ناحية استثماره لبعض المفاهيم، ونظراً لاهتمامه بعلم النفس كإطار لفهم التربية ومعالجة قضاياها مع ما تميز به الكتاب من قدرة ونجاح على طرح الاشكاليات وإيجاد الحلول المناسبة لها. وكان المتدخلين هم :

1-              الاستاذ حبيبي ميلود ، نائب قيدوم كلية علوم التربية .

2-              أحمد زاهر ، من كلية الآداب بفاس .

3-              العربي بلفقيه ، من كلية علوم التربية .

كما نظمت كلية علوم التربية "الأيام الدولية السمعية والبصرية حول التربية ما قبل المدرسة" في 6 – 8 ابريل 1994م وبالتعاون مع مجموعة البحث التدخلي "أطفال" .

 

ندوة الشريعة الاسلامية والتحديات المعاصرة

الكويت : الكلمة

تحت شعار ( وإن أحكم بينهم بما أنزل الله ) انعقدت في الكويت في الفترة ما بين 21 – 23 / مارس / 1994 ندوة في سبيل تهيئة الأجواء لتطبيق الشريعة الاسلامية في الكويت ، نظمت جمعية المعلمين الكويتية، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، منتدى ثقافياً فاعلاً، فتعددت الأطروحات متخذة ثلاثة محاور رئيسية تحدث فيها ستة محاضرون استهلها في اليوم الأول الأستاذ: محمد البصيري .. رئيس تحرير مجلة المجتمع بمحاضرة تحت عنوان : هل تقبل الدول العظمى قيام كيانات اسلامية، استعرض فيها نصوص من تصريحات ومواقف الدول العظمى وممثلين عنها تجاه ما أسموه بالأصولية الإسلامية، وأبان أنهم يتخذون في ذلك مسلكين الأول أسلوب الوأد من المهد.. وعادة ما يتخذ هذا الأسلوب مع الفئات المتشددة اسلامياً ، أما الأسلوب الثاني : ففتح الحوار مع المعتدلين من التيارات الإسلامية وهو ما اتضح في تصريح نيكسون في كتابه " انتهزوا الفرصة " قائلاً : أنه يجب أن نتعامل مع الإسلام إن لم يكن بالصراع فعن طريق الاحتواء .

المحاضرة الثانية من اليوم الأول : تحدث الأستاذ فهمي هويدي حول.. مخاوف الغرب من نشوء دولة إسلامية. افتتحها بتوضيح أن الغرب ليس شيئاً واحداُ لا على الصعيد الجغرافي ولا على الصعيد التاريخي وأن الحديث عن مشروع غربي تجاه العالم الإسلامي ينقسم إلى ثلاث أقسام:

1)    المشروع الغربي الحضاري .

2)    المشروع السياسي .. المهيمن ، والمستبد – ويمثله الطبقات والنخب السياسية التي تكن العداء للإسلام .

3)    عن المشروع الصليبي .

ثم تحدث عن العالم الإسلامي ، معرفاً الدولة الاسلامية : بأنها الدولة المستقلة التي تتبنى منهجاً حضارياً وسياسياً ملتزماً بالإسلام. وأوضح الأستاذ فهمي. أن ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أن نسبة عالية من الأمريكيين لم يكتشفوا الإسلام إلا بعد الثورة الإيرانية، وربما تشكل الضمير الغربي تجاه الإسلام من وحي التجربة الإسلامية الايرانية، حتى بدا أن كل حالة إسلامية في المنطقة هي تكرار للثورة الإيرانية .

ثم لخص الأستاذ فهمي هويدي المخاوف الغربية في احد عشر بنداً كان من أهمها :-

·        أولاً : الحساسيات التاريخية ، فالخلفية التاريخية التي غرق فيها العقل الغربي تجاه الإسلام وتشكلت من خلالها نظرته، والثقافة الغربية والمناهج التدريسية المحملة بكل أنواع العداء والمرارة ، كل ذلك سبب حالة خوف مطلق تجاه كل ما هو اسلامي .

·        ثانياً : المصالح ، العقلية الغربية تتعامل مع العرب كبرميل نفط، وهي بذلك تتحرك وفق ما تمليه عليه مصالحها وهي تنظر إلى الإسلام كنموذج للحالة الإيرانية التي هددت مصالحها.

·        ثالثاً : جهل الغرب بالإسلام ، الإعلام آلة جدية لا ترد مشيئته. كما يعبر الغربيون ، وهو يصور الإسلام صورة منفرة للغاية ، وتلعب القوى الصهيونية دوراً فاعلاً في ذلك، وهذا سبب أمرين : أولاً أن 40% من الأمريكان على سبيل المثال لم يسمعوا بالإسلام إلا عبر البرامج التلفزيونية ، وبالطبع انطبع في الذهنية الأميريكية العداء تجاه الإسلام.

·        رابعاً : المشروع الحضاري الغربي هو مشروع أحادي استبدادي ، وخير شاهد على ذلك " نهاية التاريخ " لفوكوياما. فهم يرون أنفسهم الأوحدين على الساحة. فإن لم تكن متمثلاً بالحضارة الغربية فإنك في عرفهم متخلف.. ساذج .. فاشل ، فالبداية عندهم تنطلق بالدخول في الحضارة الغربية .

·        خامساً : إن المسلمين .. بعضهم على أقل تقدير يرتكب أخطاء فادحة وبعضهم يقع في حماقات، والإعلام الغربي يركز على تلك الأخطاء ويعمل على تضخيمها مما يجعل من المسلم شخصية غير مهيأة للقبول عند الآخرين .. لا سيما في الشارع الغربي .

·        سادساً : لم يتوفر للعقل الغربي المحايد النموذج الإسلامي الذي يتقبله ، فكل النماذج للدول الإسلامية ساقطة فنحن دائماً نتحدث عن نماذج تاريخية بينما هم يريدون نموذج حاضر .

·        سابعاً : بعض الحكومات. وهي التي تحرض الغرب على ضرب النماذج الإسلامية، فعبضهم يتحدث عن ديمقراطية الإستثناء أي استثناء الإسلاميين لأنهم بنظرهم ضد الديمقراطية ، فالنخب السياسية والثقافية تقول أكثر مما يقول الغرب ضد الإسلام .

وخلص الأستاذ فهمي هويدي. إلى أننا أمام تحديان الأول خارجي : يتمثل في الغرب ، أما الآخر وهو الأهم فداخلي : وفي الداخل " داخل العالم الإسلامي " يتم تشويه الإسلام ، فكل حادثة سلبية تربط بالإسلاميين أو يوصى بذلك. وفي النهاية أكد الأستاذ هويدي أنه بغير الإسلام لا يبقى شيء اسمه الأمة العربية .

في اليوم الثاني انطلق السيد عدنان عبدالصمد عضو مجلس الأمة الكويتي. في الحديث عن " الشريعة وكيفية التطبيق " .. أكد خلالها أن الدين حوصر في أحكام الصلاة والصيام وغيره من العبادات الفردية وفصل عن السياسة وشؤون الدنيا ، بحيث تغلغلت هذه المفاهيم الخاطئة في ذهنية بعض المثقفين وبعض رجال الدين فضلاً عن عامة الناس. وأن الاستعمار البغيض كان له دوراً بارزاً في تكريس هذا الاتجاه .

وربما كان سبب الصورة السيئة عن الدين مقارنة بالدين المسيحي وممارسات الكنيسة المسيحية ، ومن ذلك اعتبروا الإسلام بأنه أفيون الشعوب .

وعموماً تحول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حالة عبادية فردية ، وانحسر دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السياسي والذ هو أهم بكثير . وأكد السيد عدنان .. أن تحول العبادات من حالة جمعية إلى حالة فردية بحتة قد أضر بالدين ووضع حال المسلمين ، فالاجتهاد وعلى سبيل المثال لما اقتصر على المسائل الفردية ، بدأ يأخذ منحى أكثر انعزالاً عن حاجات المجتمع وضرب مثلاً لذلك في مسألة الضرائب .

بالنسبة إلى حاجة المجتمع لتطبيق الشريعة ، أكد السيد عدنان أن الهدف الأوحد والمطلق هو الله ، وهذا ما يجعل الدول في حركة دائمة لا تتوقف للوصول إلى ذلك الهدف . وأن اقامة حكم الله في الأرض ينبع من ضرورتين :

الأولى : الضرورة الشرعية ، وتتمثل في اقامة حكم الله في الأرض وتجسيد دور الخلافة، والدول عليها أن تضع صفات الله وأخلاقه كمعالم لذلك التجسيد فالله العادل ينبثق عنه العداله والأمن في الأرض وهكذا .

الثاني : الضرورة الحضارية ، فالإسلام هو المنهج الذي يتمكن من تفجير الإمكانات وبناء الكفاءات وإخراج الدولة الإسلامية من التخلف والتبعية ، ويخرج المسلم من الهموم الصغيرة الشخصية إلى هموم البناء الكبيرة .

وأكد في الختام : أن هناك اقتناع عام بإقامة حكم الله .. ولكن نظرياً ، أما على مستوى التطبيق فيترددون لأنهم لم يستوعبوا فكرة الدولة الإسلامية بسبب تلك الموروثات التي توارثناها من حقبة تشويه الإسلام من قبل الإستعمار ومن قبل الفراغ الحادث منذ زمن ليس بالقصير .

الدكتور خالد المذكور تحدث في محور آخر باليوم الثاني تحت عنوان " ضرورة تهيئة الأجواء قبل التطبيق " مؤكداً أن التطبيق وإرساء الشريعة فعلياً على الساحة يحتاج إلى تهيئة ، وأن هذه التهيئة على مستويين :-

·        الأول : على مستوى الفرد والأسرة .

·        الثاني : على مستوى المجتمع .

وربما أثار البعض أن مجتمعنا مسلماً ، فكل الأحكام منذ ولادة الإنسان بل وما قبل الولادة وحتى الوفاة وما بعد ذلك موجهة وله أحكام وهذا ما يسمى شمول الإسلام للإنسان في خضم هذه الحياة سواء كان فرداً معروفاً أو غير معروف ، ولكن الإسلام ليس دين آخرة فقط وإنما هو دين حياة ودين تعامل ، ولو كان الإسلام دين فرد لما جاهد الرسول (ص) ولما تعرض للتنكيل والهجرة ولما أسس دولة كبرى لها أحكامها ومستلزماتها. ولأبقى الفرد في عزلة منزوياً عن الحياة ، ولكنه لم يشأ له أن يكون بعيداً عن التوجية والانخراط الاجتماعي.

  فالعبادة في الإسلام " بعكس الديانات الأخرى " هي معاملة اجتماعية ، والصلاة لها ابعادها الأخلاقية والسلوكية ، ولها مفعولها في إرساء التوارد الاجتماعي ، ويكفي أن من هذه العبادات خرجت الجيوش التي طبقت الإسلام وقامت بعملية الفتوحات.

          ثم عرج على قضية تطبيق الشريعة موضحاً أن هناك فهم خاطىء لتطبيق الشريعة فهناك من يفهم من التطبيق هو اقامة الحدود مثل القصاص من جلد وقطع ليد السارق ورجم للزاني.. وبذلك هو يقفز إلى ذلك الفهم الذي لا يسوء العوام فقط بل وحتى المثقفين ، وينسون أن الشريعة فيها العمل الجاد المخلص والعدالة الاجتماعية والتراحم وغيره .

          وهناك فهم آخر .. يظن اصحابه أن التطبيق ملازم للتخويف والترهيب .. إذ أن التطبيق هو القضاء على مظاهر الإشراقة وظهور الوجوه المجهمة السوداوية .

          وهناك أيضاً مفهوماً ثالثاً .. يعتقد أصحابه أن فوضى عارمة سوف تقع في البلاد نتيجة لتباين أقوال الفقهاء وتعارضها ويبقى السؤال نأخذ برأي من وفتوى من ؟ وأن مجموعة من المصطلحات سادت في الوسط كالارهابيين والأصولية ، والتطرف وغيرها وكل ذلك شكل خلفية مخيفة وبائسة ضد الإسلام .

          ولذا رأى الدكتور أن القيام بتهيئة الأجواء أمر ضروري لا سيما التركيز على الطبقة المثقفة والواعية والإنطلاق منها لتحقيق الوجه الحضاري للإسلام .

         

تنامي عدد المسلمين في امريكا

          يجمع المراقبون في الولايات المتحدة على أن الإسلام هو الأسرع انتشاراً ونمواً بين سائر الأديان في البلاد . وترافق هذه الزيادة في عدد المسلمين في المجتمع الأمريكي زيادة مماثلة في عدد المساجد، وكذلك في حجم النفوذ الثقافي والسياسي للجالية المسلمة .

          ففي مانهاتن جامع ، افتتح أخيراً وكلف تشييده نحو 14 مليون دولار ، يؤمه كل يوم جمعة نحو ألف من المصلين. وفي فورت مونماوث في نيوجيرسي تدرب ضابط برتبة نقيب في الجيش الأمريكي وأصبح أول إمام في القوات المسلحة الأمريكية .

          وتسمع في مختلف المدن الأمريكية أصوات المؤذنين التي تتعالى من فوق المآذن داعية عباد الله إلى الصلوات الخمس .

          ولا يعرف على وجه التحديد عدد المسلمين في الولايات المتحدة، إلا أن عددهم يقدر بما لا يقل عن خمسة ملايين نسمة. أي أن عددهم قد يتجاوز بحلول مطلق القرن المقبل عدد اليهود الذي يبلغ الآن ستة ملايين نسمة ليصبحوا ثاني أكبر فئة دينية في البلاد .

          ورغم هذا النمو فإن المسلمين الأميريكيين يشكون من سوء فهم بقية شرائح المجتمع الأميركي للاسلام ولمبادئه السامية .

          والمسلمون في المجتمع الأميركي هم من فئتين رئيسيتين : الأولى فئة الذين دخلوا الاسلام حديثاً ، وهؤلاء من السود . أما الفئة الثانية فيؤلفها المهاجرون الذين يعتقد أنهم جاؤا إلى العالم الجديد مع كولومبس . وأكثر من نصف المسلمين في الولايات المتحدة هم مهاجرون ، وجاء معظمهم إلى البلاد بعد عام 1964 عندما غيرت قوانين الهجرة للسماح بقدوم أعداد إضافية من الطلبة وذوي المهن من رعايا الدول الاسلامية .

          وفي الوقت الحالي فإن ربع المسلمين في الولايات المتحدة هم من الهند وباكستان. أما بقية المهاجرين المسلمين فقد جاؤوا من دول الشرق الأوسط وافريقيا وإيران وتركيا وجنوب شرق آسيا واوروبا الشرقية .

          ويلتحم معظم المسلمين بسهولة بالمجتمع الأميريكي ويستقرون عادة في ضواحي المدن أو في المدن الصغيرة، حيث يحلون عادة محل السكان الأصليين الذين ينتقلون إلى مدن أكبر .

          ويعتمد الكثير من المدن الصغيرة على الأطباء المسلمين في ما تقدمه من خدمات الرعاية الطبية، في حين أن عدداً كبيراً من المسلمين يعملون في الميادين الهندسية والعلمية والتجارية .

          وأبرز مهندس مسلم في أميركا هو فازلور خان الذي كان أحد المهندسين المعماريين الذين صمموا برج سيرس الشهير في شيكاجو . والولايات التي فيها أكبر نسبة من المسلمين هي كاليفورنيا ( مليون مسلم ) ونيويورك ( 800 ألف ) وإلينوي ( 420 ألفاً ) ونيو جرسي ( 200 ألف ) وإنديانا ( 180 ألف ) وميتشيجان ( 170 ألف ) وفيرجينيا ( 150 ألف ) وتكساس ( 140 ألف ) وأوهايو ( 130 ألف ) ومريلاند ( 70 ألفاً ) .

          أما عدد المساجد حالياً فهو 1100 مقارنة بـ 481 مسجداً في عام 1980 و 211 مسجداً عام 1970 و104 مساجد في عام 1960 .

         

العالم العربي في التقرير العالمي الأول حول العلم

          بلغت نسبة أمية الكبار في البلدان العربية 42% من إجمالي السكان فيما تجاوزت نسبة الذين أتموا دراساتهم الثانوية والجامعية 52% و 13% على التوالي ، كما التحق 12% فقط من الذين اجتازوا مرحلة التعليم الثانوي بمعاهد علمية .

          وحسبما ورد في التقرير العالمي الأول حول العلم الصادر من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، فإن 68% من حملة الشهادات الجامعية في الوطن العربية تخصصوا في مجالات العلوم الاجتماعية والانسانية مقابل 32% في العلوم الأخرى، مشيراً إلى أن الاهتمام بأنشطة البحث والتنمية في المنطقة العربية محدود حيث يقدر عدد الباحثين بحوالي 318 باحثاً لكل مليون نسمة وأن نسبة الاستثمار في مجالي البحث والتنمية في عام 1990 لم تتجاوز 0.75% من إجمالي الناتج القومي العربي .

          واستعرض التقرير وضع العلم في إطار الثقافة العربية المعاصرة محذراً من أنه يحتاج إلى جيلين لكي يتمكن من احتلال موقع قوي وثابت داخل المجتمع العربي لا سيما في ضوء اعتبار بعض الشرائح الاجتماعية العربية العلم غزواً ثقافياً وهيمنة أجنبية، كما أن جوانب متعددة في العلم والتكنولوجيا ترتبط بالعمل اليدوي الذي لا تقبله حتى الآن شرائح لا بأس بها من المجتمع العربي .

          واعتبر التقرير أن النمو الاقتصادي يرتبط بتوافر نوعين رئيسيين من العوامل أولهما كمي كاليد العاملة ورأس المال والأرض، وثانيهما نوعي يتمثل في عناصر مادية وغير مادية مصدرها العلم والتكنولوجيا، موضحاً أنه في الوقت الذي تمثل فيه المعارف العلمية والتكنولوجية الحديثة حوالي 60% من النمو الاقتصادي الذي تحققه اقتصاديات السوق الصناعية، نجد أن النمو الاقتصادي في البلدان العربية خلال العقود الأربعة الأخيرة كان مصدره الرئيسي تصدير الثروات الطبيعية والاقتراض من مصادر تمويل خارجية.

          وانتقد التقرير إهمال الدول العربية لنقل التكنولوجيا الجديدة اللازمة لتنمية الطاقات العلمية والتكنولوجية الذاتية في المنطقة العربية والتي بدونها يتعذر تلبية احتياجات التنمية الفعلية. وتابع التقرير أن البلدان العربية تحتل موقعاً استراتيجياً متميزاً وتتجاوز مساحتها الكلية 13.67مليون كم 96.2% منها أراض قاحلة وشبه قاحلة مقابل 4% فقط قابلة للزراعة، موضحاً أنه يتعين على البلدان العربية إذا كانت راغبة في سد الاحتياجات الغذائية لسكانها والتي تتجاوز فجوتها 10.5 مليار دولار سنوياً أن تبذل جهوداً مستمرة لتنمية قدراتها الذاتية العلمية والتكنولوجية، وتستعين بالتكنولوجيات المناسبة لترشيد استخدام مواردها المائية .

          ودعا التقرير البلدان العربية إلى التركيز على الصناعات البتروكيماوية وتطوير القدرات العلمية والتكنولوجية في هذا المجال لا سيما في ضوء الثروة المعدنية المتوافرة لديها حيث تملك 60.6% من إجالي الاحتياطي العالمي للنفط و 22% من إجمالي الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي، موضحاً أنه في ضوء النمو المستمر لتعداد السكان تزداد حاجة البلدان العربية إلى القدرات العلمية والتكنولوجية إلحاحاً .

          ورصد التقرير موقف التعليم في المنطقة العربية مشيراً إلى أن عد الطلبة المسجلين في معاهد تقنية في البلدان أقلية ضئيلة لا تتجاوز 12% مقابل 37% في البلدان الصناعية وكذا فإن المنطقة العربية في حاجة إلى أخصائيين على مستوى رفيع في حقول الطب والصيدلة والهندسة والزراعة لتلبية متطلبات التنمية. واستعرض التقرير الوضع على مستوى الدراسات العليا والدكتوراة، موضحاً أن عدد الخريجين تجاوز 51400 خريج عام 1980 وارتفع إلى 78700 في عام 1985 بنسبة نمو 8.9% سنوياً، حيث تقدر نسبة حاملي الشهادات العليا والدكتوراة في مصر عام 1990 بحوالي 45.9% من إجمالي عددهم في المنطقة العربية، و 15.8% في الجزائر، و 12.8% في المغرب و 2.8% في السعودية و 4.8% في العراق و 3.6% في الأردن، بينما يتوزع حملة شهادات الدراسات العليا والدكتوراة بنسبة 27.1% في علوم الطب و 13.1% في العلوم الطبيعية والمرتبة الثالثة للعلوم الهندسية بنسبة 11.9% ثم العلوم الزراعية بنسبة 9.9% .

          ويشير التقرير إلى أن نسبة الخريجين (دراسات عليا ودكتوراة) في حقل الزراعة هي إلى حد بعيد دون احتياجات المنطقة العربية، فيما وصف التقرير طاقة الجامعات العربية – التي بلغت 93 جامعة في عام 1990 – على استيعاب طلاب الدراسات العليا بأنها معقولة إذ تبلغ 85% في حين أن الباقي، ويقدر بحوالي 15% يتلقون دراساتهم العليا في الخارج .

          وقدر التقرير نسبة الانفاق العام في التعليم في مختلف مستوياته بالبلدان العربية مقارنة بإجمالي الناتج القومي بحوالي 4.4% عام 1980 بأنه قفز إلى 6.2 عام 1985 ثم 7% عام 1990 حيث بلغ 42 مليار دولار عام 1985 و 30 مليار دولار عام 1990 ، في حين قدر الانفاق العام للتعليم العالي مقارنة بالانفاق العام على التعليم 25% بما يعادل 7.5 مليار دولار عام 1990 وحوالي 14% من نفقات التسليح خلال السنة نفسها.

          وحسبما ورد في التقرير فإن من بين 61 مليون طالب في العالم يوجد2% يدرسون في دول أجنبية، موضحاً أن 80% من طلبة الدكتوراة في الدول العربية يدرسون في الخارج، 32% منهم في أمريكا. واعتبر التقرير أن نموذج الدول الصناعية الجديدة في آسيا أفضل النماذج لاستخدام العلم، حيث استطاعت كوريا من خلاله رفع دخلها القومي من 2.2 مليار دولار عام 1962 إلى 169 مليار دولار عام 1988 .

 

أوضاع الطفولة في العالم العربي وسبل النهوض

          أكدت دراسة علمية أن وفيات الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة بسبب الأمراض المعدية ونقص التغذية والقصور في توافر البيئة الصحية ومياه الشرب النقية من أهم التحديات التي تواجه مجال رعاية الطفولة وحمايتها في العالم العربي. وأوضحت الدراسة التي أعدتها الادارة العامة للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية أن هناك تحديات كثيرة تواجه الطفولة العربية منها تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال وقلة الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة، إضافة إلى قصور خدمات الرعاية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية عن دعم مكانة الأسرة وقدراتها على الوفاء بالتزاماتها حيال أفرادها ومجتمعاتها وتزايد الفئات الخاصة من المعوقين والنازخين تحت وطأة الظروف الصعبة الناشئة عن الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة.

          وذكرت الدراسة أن هناك خطة عربية في إطار جامعة الدول العربية لرعاية الطفولة وحمايتها وتنميتها تهدف إلى التغلب على التحديات عن طريق وضع برامج عملية على المستويين الوطني والقومي. وتتضمن الخطة رعاية الطفولة في المجال الصحي عن طريق خفض نسبة وفيات الأطفال دون الخامسة بمقدار الثلث مع حلول عام 2000 ، وكذلك خفض معدلات وفيات الأمهات الناجمة عن مضاعفات الحمل والولادة بمقدار النصف.

          وفي المجال التربوي تهدف الخطة إلى توسيع نطاق رعاية الطفولة المبكرة وإعطاء أهمية خاصة للأطفال الفقراء والمعوقين وتعميم فرص الالتحاق بالتعليم الأساسي بحلول عام 2000 وتطوير المناهج الدراسية لتحتوي على موضوعات جديدة مثل "التربية البيئية" و "التربية السكانية" و "المعلوماتية" و "الثقافية" إلى جانب العناية بالموهوبين والمتفوقين. وفي المجال الاجتماعي تهدف الخطة إلى زيادة الاهتمام بالاسرة والحفاظ عليها من التفكك وتعزيز دورها لتصبح خلية اجتماعية مترابطة منتجة من أجل الارتقاء بأوضاع المرأة العربية وإتاحة الفرص المتكافئة للأطفال إناثاً وذكوراً في تلبية جميع الاحتياجات الأساسية، وكذلك حماية الأطفال من الآثار الاجتماعية الضارة الناجمة عن استخدامهم في تجارة المخدرات وجرائم الجنس والاتجار بهم إضافة إلى حمايتهم من آثار انتشار أفلام العنف والاعلانات المضللة.

          وفي المجال البيئي تهدف الخطة إلى المحافظة على البيئة الطبيعية واستثماراتها وضمان استخدام وصون الموارد البرية والبحرية وموارد المياه بشكل يحافظ على استمراريتها لصالح الأجيال القادمة. وبالنسبة إلى الاتصال والاعلان، تدعو الخطة إلى توجيه القدرات الهائلة للاعلام الحديث لتوفير المعلومات وتقديم البرامج الثقافية والتربوية والترفيهية التي تناسب حاجات الأطفال مع الحيلولة دون استخدامهم في الدعاية التجارية.

          وتدعو الخطة إلى منح الطفولة الأولوية المتقدمة في الميزانيات العامة وميزانيات التنمية بما يجعل من رعاية الطفولة جزءاً أصيلاً في خطط التنمية الشاملة وبرامجها إلى جانب السعي لانشاء مجلس وطني أعلى للطفولة في كل دولة عربية وتطالب الدراسة بتعزيز الموارد الصناعية والاجتماعية العربية وموارد المنظمات العربية المتخصصة ذات الاتصال برعاية الطفولة ودعم البرامج الثقافية المشتركة الموجهة للأطفال العرب مع إعطاء الاهتمام الخاص بالخطة الوطنية الفلسطينية لرعاية الطفل الفلسطيني الذي يعاني من ظروف خاصة بسبب الاحتلال وذلك بتوفير الدعم المادي والمعنوي له .

         

مشكلة الأمية في العالم

          الدراسات الخاصة بمشكلة الأمية وسبل القضاء عليها ما تزال تنمو مدققة في كل وجه من وجوه هذه المشكلة. آخر دراسة للأمم المتحدة تقول أن الجهود الحالية للقضاء على الأمية ستتطلب، إذا سارت على الوتيرة نفسها، 3000 عام أخرى لكي يكون كل إنسان قادراً على القراءة والكتابة.

          وتقول الدراسة إنه منذ عام 1970 تحسن الوضع قليلاً في الدول النامية، إذ ارتفعت نسبة غير الأميين من الراشدين (فوق سن 15) إلى 65 في المائة بعد أن كان 45 في المائة مقارنة بنسبة 94 في المائة في الدول الصناعية لكن هذا النمو يحمل فوارق كبيرة بين بلد وآخر، وبين الرجال والنساء. من طرائف ما توصلت إليه الدارسة أن تدني نسب المتعلمين يرجع إلى إنفاق الكثير من الأموال على الميادين العسكرية بالقياس إلى ما ينفق على التعليم، بحيث صار التناسب بين عدد الجنود وعدد المعلمين واحداً من مؤشرات ارتفاع نسبة المتعلمين في البلد المعني. واتضح أن العراق والصومال هما البلدان اللذان فيهما أعلى نسبة للجنود وأقل نسبة من المعلمين ، في إطار التناسب بين الفئتين.

          كما أن نمو السكان ، والاضطرابات السياسية تقف عوامل أكيدة تعيق تطور التعليم ، وتقف افريقيا في طليعة القارات التي تعاني ضعفاً كبيراً في نسبة التعليم .

 

دراسة عن القصة من وجهة نظر الأطفال

          في دراسة تحليلية عن القصص من وجهة نظر الأطفال أوضحت أن 46% من الأطفال يسمعون القصص من الأم والخالة و 29% من الاذاعتين المسموعة والمرئية و 7% من الأب و 5% من الجدة لمن هم من الصف الأول الابتدائي بينما تتغير النسب كلما تقدم الطفل في السن. فممن هم في الصف الثاني يسمع 39% القصص من التلفزيون والاذاعة و 25% من الأخت والأخ و 18% من الأم والخالة و 6% من المدرسة و 2% من الجدة .. وهكذا يكون لكل سن روايتها.

          وأوضحت الدراسة التي أعدها الدكتور حسن شحاته أن دور الأم والخالة والاذاعتين المسموعة والمرئية واضح في تزويد الأطفال بالقصص وأن دور الأب والجدة ضئيل على حين انخفض دور المدرسة وتأثيرها في تزويد الطفل بالقصص. وهذا يوضح مدى اهتمام الأمهات بأطفالهن في تزويدهم بالقصص لما لها من تأثير ثقافي وقيمي وخلقي على سلوك الأطفال. ويأتي هذا رغم خروج المرأة للعمل ولكنه يأتي أيضاً نتيجة لانفصال المتزوجين حديثاً عن بيت العائلة فساهم ذلك في تراجع دور الجدة. وعن أنواع القصص التي يسمعها الأطفال : في الصف الأول القصص الخيالية غالباً وفي الصف الثاني القصص الخيالية وبنسبة 65% والدينية 20% وفي الصف الثالث 80% خيالية و 12% الدينية و 8% الاجتماعية.

          واتضح أن 80% من أطفال الصف الأول و 91% من الثاني 96% من الثالث يضعون للقصة عنواناً ليعرفوا النهاية وان السرد وهو نقل الأحداث من صورتها الواقعية إلى صورة لغوية هو الغالب على القصص التي يحكيها الأطفال وان الحوار يأتي عرضاً في موقف واحد أو موقفين على الأكثر. وأنه لوحظ من النتائج أن القصص التي تترك انطباعاً غير سار أولا تترك انطباعاً في نفوس الأطفال هي قصص غير مرغوب في قصها على الأطفال لأن معايشة الطفل للقصة وتوحده مع البطل والاستماع لها يقتضي أن تكون القصة مثيرة لمشاعر الحب والتفاؤل والبهجة لدى الطفل. وفي نهاية الدارسة طالب الباحث بدعوة الآباء والأمهات والجدات إلى معرفة أبعاد القصة وعناصرها ومكوناتها وأنواعها وما يناسب الطفل منها وانتقائها في كل مرحلة عمرية لأنها تشكل وجدانهم وعقولهم وتؤثر في سلوكهم وتوسيع ميول الأطفال للقراءة والاستماع وتزويدهم مهارات الاستماع الاستيعابي والتذوقي وتدريبهم على كفاءات المستمع الجيد الذي يحدد الفكرة العامة للقصة واعادة ذكر الأحداث بتفاصيلها مرتبة والتمييز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة ويتم ترشيد ما يقدم للأطفال من قصص وحكايات مسموعة ترتبط بدور وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وتشجيعهم على القراءة وحسن الاستماع والتعامل مع الناجح من المكتبات.