شعار الموقع

هذا العدد

كلمة.نت 2004-09-21
عدد القراءات « 553 »

 
بصدور هذا العدد تكون (الكلمة) قد دخلت عامها الخامس، وهي تشق طريقها في عالم الفكر والثقافة والمعرفة، بعطاء إسلامي منفتح، وبخطاب يحاول أن يتلمس مشكلات الأمة الحضارية، وبرؤية متجاوزين فيها اختناقات الساحة واشتغالاتها بدوامة من الاشكاليات والمشكلات الجزئية والهامشية والعصبية والفئوية والطائفية، وبمنهجية تتعالى عن التصدامات والمنازعات والخلافات الحادة والجارحة، وبنظرة متوجهة نحو المستقبل تبحث عن حلول لأزمات مستعصية، وعن التقدم الذي بحاجة إلى بناء، وعن الآفاق التي بحاجة إلى اكتشاف، وعن التحديات التي هي بحاجة إلى اعداد، وعن الانماء الذي بحاجة إلى تخطيط، وعن النجاح الذي بحاجة إلى سعي ومثابرة، وعن الأمل الذي هو بحاجة إلى روح واجتهاد.
مع كل عام جديد نختار لنا قضية حيوية للتداول وعرض وجهات النظر حولها، وفتح باب التنوع في مناقشتها، واختيارنا لهذه القضايا ينبع من صميم الرؤية والخطاب الذي نحاول أن نعبر عنه في (الكلمة). وقضيتنا في هذا العام هي (مستقبل الثقافة الاسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة) القضية التي تكتسب أهمية بالغة في هذا الوقت بالذات، والتي هي بحاجة إلى حوارات موسعة ومعمقة، وإلى تشخيص ومعرفة، والتفات واهتمام، لجعلها من القضايا المهمة في العمل الفكري الاسلامي المعاصر، ويتعامل معها بوضوح وإدراك، يستجيب لمتطلباتها، ويستفيد من مكتسباتها، ويعرف ماذا يأخذ وماذا يرفض؟ ما هو نسبي وما هو مطلق، ما هو متغير وما هو ثابت؟
لقد بات المستقبل مفتوحاً على الثقافة الاسلامية فكيف تعبر طريق الوصول إليه! ولم تعد المشكلة لنا في العالم العربي والاسلامي هي نقص المعلومات، التي يضخها العالم كشلاّل لا ينقطع، وإنما المشكلة هي كيف نستفيد من هذه المعلومات، ونأخذ جوهرها ونصل إلى لبها وننظم ما نحن بحاجة أكثر إليه ونخزنها بطريقة يتاح الوصول إليها بسهولة. وأما العولمة فهي من أكثر المقولات تداولاً وسجالاً في العالم، بين من يبشر بها، وبين من يحذر منها، بين متطرف تجاهها، وبين معتدل إلى جانب هذه القضية التي نخصصها للنقاش وتداول الرأي، هناك الموضوعات والدراسات الجادة، والأبواب المتنوعة الثابتة والمتحركة، والتي نحرص على دوامها وتقديم الجديد والمهم فيها، إلى جانب الأبواب التي هي من نشاط المجلة كباب التوثيق التي تنفرد (الكلمة) به من بين الدوريات الأخرى نأمل أن يعبر هذا العدد والأعداد القادمة عن نمو وتطور خلال هذه السنة الجديدة.
والله الموفق