شعار الموقع

هذا العدد

قسم التحرير 2007-12-07
عدد القراءات « 687 »

 

ثمة حقيقة أساسية ينبغي إدراكها باستمرار، وهي أن الحوار لا يمنع النقد، وإنما يؤسس للمعرفة المتبادلة العميقة، التي تجعل النقد بناءً وبعيداً عن التصفية والتحطيم. فالنقد هنا لا يتجه إلى الدحض والنقض، وإنما لتوليد رؤى وأفكار وصيغ جديدة، تحرك الراكد، وتستفز الساكن، وتدفع الجميع نحو المزيد من الحوار والتلاقي. وهكذا لا يتحول النقد إلى ممارسة عشوائية، قوامها النقض والاستفزاز، وإنما هو عملية قصدية وواعية، تتجه إلى اكتشاف مساحات جديدة للنظر والتفكير، وحقول مميزة للعمل والحركة، وآفاق راهنة للتطلع والتحشيد وبلورة الطموح.

وبهذا فإن الحوار والنقد يتكاملان، فلا نقد بناء دون حوارات مستديمة ومتواصلة، تتجه إلى تبديد الجهل المتبادل، وتعميق أسباب الفهم والمعرفة. كما أنه لا حوار جاد ومفضي إلى الحيوية والفعالية، دون عملية نقد، تُسائل السائد، وتُناقش الموروث، وتبدِّد الرين النفسي والفكري.

ودراسات هذا العدد تحاول أن تستجيب إلى هذه الحقيقة. فهناك أربع دراسات وأبحاث تحاول أن تقترب من قراءة ودراسة ونقد أربع تجارب أساسية، بعضها تاريخي، والآخر معاصر.

فالأستاذ سعود السرحان يناقش في دراسته رؤية وتجربة الشيخ ابن تيمية حول الفلسفة، وجاءت هذه الدراسة بعنوان «الحكمة المصلوبة – مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة».

والدكتور رسول محمد رسول يقترب من تجربة أحد أعلام الأمة، ويبحث في التجربة الإصلاحية للشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء.

والأستاذ زيد الفضيل يحاول في دراسته المعنونة بـ«الدور الثقافي لدولة الأئمة في اليمن في العصر الحديث» أن يُعرِّف القراء على تجربة تاريخية وثقافية مجهولة ومتميزة في آن.

والدكتور توفيق السيف يعمل في دراسته المعنونة بـ«نموذج الدولة الدينية عند الإصلاحيين المعاصرين في إيران» على بلورة رؤية ونموذج الإصلاحيين الإيرانيين لمفهوم الدولة الدينية، وهي دراسة جديرة بالقراءة وتأسيس السؤال والحوار حول مضمونها.

إضافة إلى أبحاث ودراسات ومشاركات أخرى، توزعت على أبواب المجلة الثابتة.

ونأمل أن يكون هذا العدد إضافة نوعية على صعيد الوعي والمعرفة.

والله الموفق.