شعار الموقع

أزمة الفكر الإسلامي المعاصر محاولة للفهم الصحيح

يسري عبدالغني عبدالله 2008-03-21
عدد القراءات « 763 »

 

[1]

بين الأزمة والفكر

يعني مصطلح الأزمة: وجود مرحلة خطيرة في تطور الأشياء والأحداث والأفكار.

أما الفكر الإسلامي الذي نعنيه فهو كل ما يُنتجه المسلمون من فكر وثقافة وعلم في صورة خطاب مباشر: مسموع أو مرئي أو مكتوب.

ولكي نبدأ من البداية أو من المنطلق المنطقي للموضوع الذي نناقشه يجب أن نعترف -دون أدنى حساسية- بأن الفكر الإسلامي المعاصر يعاني في وقتنا الراهن من أزمة، وهي أزمة حقيقية وليست مفتعلة كما يرى البعض، وتجاهل هذه الأزمة بغض الطرف عنها، أو محاولة إخفائها يعتبر مظهراً من أهم مظاهرها.

إن الفكر الإنساني في أي أمة هو الذي يعبر عن واقعها المعيش ويفحص اختياراتها، ويبلور طموحاتها وتطلعاتها، ويحدد الطريق إلى مستقبلها، أي أنه المعبر الحقيقي للقادم.

والمتأمل جيداً فيما ينتجه المسلمون في وقتنا الراهن يلاحظ عليه الكثير من مظاهر الضمور والضعف من ناحية أو أخرى، كما يلاحظ وجود معوقات عديدة تمنع هذا الفكر من الانطلاق إلى آفاق رحبة واسعة تنتظر أهل الإسلام، ونحن الآن في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، الذي دخلته شعوب الأرض كلها باستعداد كبير ملؤه القوة والتماسك، والأخذ بالأسباب الحقيقية للتقدم والنهضة.

والهدف من هذه السطور أن نحدد مجموعة من العوامل والأسباب -في رأينا المتواضع- تمثل لبّ أزمة الفكر الإسلامي المعاصر، وسنحاول أن نلخصها على الوجه التالي:

ثنائية منابر الفكر

ثنائية منابر الفكر الديني تعني أن الفكر الديني الذي يتم إنتاجه وبثه من خلال المؤسسات الدينية الرسمية المعترف بها مثال على ذلك في مصر: الأزهر الشريف، مجمع البحوث الإسلامية، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء المصرية. هذا الفكر الذي تنتجه هذه المؤسسات أصبح ينافسه فكر آخر، يستخدم المصادر الدينية نفسها، ولكنه يتجه وجهة أخرى مغايرة تماماً.

لقد حدث هذا الانقسام أو الشرخ منذ بداية سبعينات القرن الماضي (القرن العشرين)، واستمر حتى يومنا هذا، وأصبح يسيطر على جيل كامل من شبابنا، ويستقطب أعداداً كبيرة من المجتمع، وهذا الفكر الذي يعرف باسم (فكر الجماعات الدينية)، وقد كان من المتوقع أن يدعم الفكر الديني الرسمي أي المعترف به من المجتمع والدولة، نظراً لأنه يعود إلى المصادر الدينية نفسها، أي: القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وفقه العلماء المشهود لهم بالتقوى والاستقامة، إلا أنه اصطدم بالمجتمع والدولة، وكذلك بالفكر الديني الرسمي، ولم ينقطع التوتر بينه وبين الفكر الرسمي حتى هذه اللحظة.

غياب المفهوم السمح للإسلام

ونتيجة لثنائية منابر الفكر الديني، وفي حمى الصراع بين هذين اللونين من الفكر الديني: المعتدل والمتطرف، غاب المفهوم المتكامل والبسيط للإسلام الذي يتجه بالتي هي أحسن إلى العقول والقلوب، بمقوماته الأساسية المتمثلة في: العقيدة، والشعائر الأربع، والأخلاق الكريمة، والتشريعات، وما تتميز به هذه المقومات من توازن وتكامل بين جانبي المادة والروح، وتعادل بين حقوق الفرد والمجتمع، أضف إلى ذلك ما تتسم به من طابع إنساني وعالمي يتجه إلى البشرية جمعاء، ولا يركز على عادات وتقاليد وأعراف شعب بعينه، أو سلوك جماعة من الناس يعيشون في بيئة محلية خاصة.

وبدلاً من أن يتم تقديم الإسلام على أنه دين الحب والعدل والحق والجمال والتسامح والبناء والتحضر والسلام والخير، دين يهدي الناس جميعاً إلى الأفضل والأحسن فيكون الكل في واحد، بدلاً من هذا كله انحصر مفهومه على إقامة دولة، أي على الجانب السياسي فقط لا غير، دون أدنى اعتبار إلى ما يسبق مسألة الدولة من تكوين عقائدي، وأخلاقي، وذلك يمثل جانباً كبيراً من الأهمية.

ضعف مستوى الثقافة الدينية

من أبرز عوامل أزمة الفكر الإسلامي المعاصر: ضعف مستوى الإعداد الديني أو ضعف الثقافة الدينية بمعناها الواسع، لدى أصحاب الفكر الديني الرسمي والفكر الديني المتطرف، وعدم مسايرته لحركة العصر الحديث ومستجداته، هذا العصر المتسارع الخطى، المتعدد المشكلات.

إن الجرعة الثقافية التي يتم تزويد الداعية الإسلامي بها -بكل أسف- هزيلة للغاية، ومسألة تدريبه أو صقله متروكة للصدفة والظروف الخاصة، والنتيجة المنطقية هي قيام أشخاص غير أكفاء بالمرة لتولي مهمة من أدق المهام، ألا وهي قيادة الناس قيادة روحية، وتبصيرهم بأمور دينهم الحقيقي، وتقديم القدوة الحسنة الضرورية لإحداث عملية التأثير المطلوب.

ومن الملاحظ لنا أن هذا كله غائب في مجال الدعوة، مما أحدث نوعاً من الانفصال الحقيقي بين الدعاة والمتلقين، ولم يعد المتلقي يسمع على الساحة إلا كلاماً مكرراً فارغاً من المحتوى الذي من المفترض أن يمس شغاف القلوب، وأن يحرك العقول والأفكار.

وإذا كانت هذه هي السمة العامة للفكر الديني الرسمي، فقد قابلها نوع من الصراخ المتشنج في فكر الجماعات المتطرفة، التي تحاول بكل وسيلة الاستيلاء على قلوب الجماهير البسيطة، ولعلنا نلاحظ ذلك بوضوح في سوق الأشرطة الدينية التي ترتفع بها مكبرات الصوت في كل مكان، وكذلك المساجد والزوايا غير الخاضعة لرقابة وإشراف الدولة، ناهيك عن الفضائيات التي تخلق بلبلة بين الناس بما تبثه من آراء وفتاوى متعارضة متناقضة، وهذا موضوع خطير يستحق الدرس والتحليل من أهل الرأي والفكر، والحسم والحزم من أهل الحل والعقد، فالفتوى لها أسسها وشروطها وضوابطها، وهي ليست مباحة لكل من هبّ ودبّ.

غياب روح العصر

مما لاشك فيه أنه من أهم مظاهر الأزمة التي يحياها الفكر الديني الرسمي، والفكر الديني المتطرف عدم استيعاب روح العصر الذي نعيشه، في لغته وأساليبه، في طرائق تفكيره، في الوسائل الجديدة للحياة فيه.

علينا أن ندرك جيداً أن التجديد هو سنة الحياة، وأن الحياة تتطور بصورة دائمة ومستمرة، في الوقت نفسه الذي يجب فيه أن نتنبه إلى أن أحكام الإسلام تحتوي على أكبر قدر من المرونة التي تمكنها من الاستجابة لهذا التطور المستمر، والفكر الإسلامي في جانبيه الرسمي والمتطرف لا يعبر تماماً عن هذه الاستجابة، بل على العكس هناك من يرفض تطور الحياة، ويريد إيقاف عجلة الزمن عند لحظة بذاتها.

لقد غاب عن معظم الدعاة من كلا الفريقين أن الإسلام لم يأتِ لشعب بعينه، ولا لبيئة محلية خاصة، وإنما جاء للبشرية كلها، جاء رحمة وخيراً للعالمين، ومن هنا فإن الطابع المحلي الضيق ينبغي ألَّا يفرض نفسه على الإسلام، وهذه هي النقطة المحورية التي تسبب كثيراً من سوء الفهم لدى غير المسلمين، والعجيب أن المسلمين أنفسهم غير قادرين على تمييزها أو حسن عرضها، وكم نحن في أمس الحاجة إلى ذلك في الآونة الراهنة.

ثقافة الرصيف

وفي هذا السياق أفرز الفكر الإسلامي المعاصر كمًّا هائلاً من الثقافة الدينية غير الموثقة، والتي يمكن لنا أن نطلق عليها (الثقافة العشوائية)، أو ثقافة الرصيف الصحفي الديني، ونقصد بها تلك المؤلفات الرائجة، البعيدة عن المراجعة من أهل الاختصاص، البعيدة عن التدقيق والتحقيق، والتي تتعلق بحجاب المرأة، ولحية الرجل، والسواك، والتداوي بالأعشاب والرقى، والختان، والأشباح والجان والعفاريت، وعذاب القبر... إلخ.

نرى ذلك الفكر المسطح في الوقت الذي يكاد يغيب تماماً الحديث فيه عن أسباب تخلف المسلمين، وتحديد وسائل تقدمهم الحقيقي في العصر الحديث من أجل أن يحتلوا المكانة اللائقة بهم تحت شمس النهضة والتقدم.

وخلاصة ما نريد قوله في هذه النقطة: أن المسألة التي يجب الاهتمام بها والتنبه إليها هي ضرورة التفرقة بين ما هو أساسي وجوهري، وما هو فرعي هامشي، وبين ما هو حقيقي وما هو زائف.. لقد آن الأوان لأن نفعل ذلك على وجه السرعة، إذا كنا نريد الخير والارتقاء الفعلي لهذه الأمة.

بين الفكر الإسلامي والفكر الديني

من العوامل المهمة في تشخيص أزمة الفكر الإسلامي المعاصر عدم التمييز الكافي بين الفكر الإسلامي نفسه، والفكر الديني.

الفكر الإسلامي أوسع مجالاً من الفكر الديني، وبالتالي يشمل آراء وأفكار الخبراء والعلماء وأهل الاختصاص في شتى الميادين التي تهم المسلمين، وهذا الفكر ينبغي ألَّا ينفصل بأي حال من الأحوال عن العلم وقوانينه، ولا عن التجارب الناجحة لدى الأمم الأخرى والتي يجب أن ندرسها ونستفيد منها، لكن الذي نشاهده حاليًّا هو أن الفكر الإسلامي يكاد ينحصر فقط لا غير في دائرة الفكر الفقهي وحده، مع أن هذا الفكر ليس إلا جانباً واحداً من الفكر الإسلامي الشامل.

أقول لكم: إنه يكفي في هذا الصدد أن نلقي نظرة فاحصة أو عامة على أوجه النشاط في الحضارة الإسلامية لنرى بوضوح مدى التنوع والغنى، والاتساع والانفتاح في العلوم والآداب والصنائع والعمارة... إلخ.

السعي إلى الرأي الواحد وفرضه

من العوامل المهمة المسببة لأزمة الفكر الإسلامي المعاصر سعي أصحابه إلى الوصول إلى الرأي الواحد، ثم فرضه على الآخرين، وهذا ضد طبيعة الأمور، وحركة العقول والأذهان، وقد أشار الشاعر والمفكر الكبير محمد إقبال إلى أن المسلمين كان لديهم في القرن الثالث الهجري تسع عشرة مدرسة فقهية، وليس هذا أمراً سيِّئاً بل على العكس تماماً فهو ناتج عن الدعوة إلى الاجتهاد، والمهم هنا هو احترام الرأي الآخر وعدم تسفيهه أو تجاهله، والسعي إلى مناقشته بهدوء وعقلانية.

وقد وضع المسلمون أنفسهم الضوابط لذلك فيما أسموه (آداب البحث والمناظرة)، ولكن العديد من مفكري المسلمين في عصرنا الراهن لا يريدون الاعتراف بذلك، ويكاد يزعم كل منهم أنه أمة وحده، كما يحاول بعض المنتسبين إلى جهة معينة، أو بعض من لهم مصلحة مع نظام من الأنظمة أن يكون لهم رأيهم الخاص، وكل هذا كفيل بأن يبعدنا عن الحيدة والمنهجية العلمية السليمة التي هي أفضل الطرق للإصلاح والنهوض والتقدم.

ليس في حرية الرأي والفكر ضرر ولا ضرار، فكل واحد حر في رأيه، وكلنا أحرار أبناء أحرار شريطة ألَّا نضرَّ أحداً من الناس، الضرر يأتي من محاولة اعتبار البعض أن رأيهم هو الرأي الوحيد الصحيح الذي ينبغي على الجميع الأخذ به والخضوع له، دون أدنى اعتراض أو مناقشة، ولسان حاله يقول: إن لم تكن معنا فأنت علينا، وبالطبع هذا مرفوض من كل صاحب فطرة سويَّة، وعقل سليم.

العلاقة بالغرب

وفي مجال علاقة المسلمين بالغرب ما زال الغرب يتهم المسلمين بالتخلف ومعاداة العلم والتقدم، وذلك نتيجة تمسكهم بدينهم، وقد نهض من علماء المسلمين من فندوا هذه الدعاوى التي لا تستند إلى براهين صحيحة، كما أثبت المسلمون بسلوكهم أنهم على العكس إنما تخلَّفوا بسبب ابتعادهم عن دينهم.

وما زال الغرب أيضاً يتهم أهل الإسلام بالتعصب والإرهاب، وقد نجح في تجنيد وسائل الإعلام الغربية وهي قوية وقادرة، من أجل تأكيد هذا الاتهام الذي يجابهنا كل يوم من كتَّابهم ومفكريهم، بل ومن بعض كبار قادتهم.

وعلى المسلمين مسؤولية كبرى من أجل دحض هذه الافتراءات الباطلة، وتفنيدها بالبراهين والحجج المقنعة بما يناسب تفكير أهل الغرب.

وتقع على المفكرين المسلمين في الوقت الحاضر ضرورة التصدي لذلك بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وليس المطلوب هنا فقط أن نثبت خطأ هذه الاتهامات الظالمة لأهل الإسلام أنفسهم، وإنما للغرب الذي يصدِّقها، ولابد لذلك من لغة وإسلوب ومنهج، وهي عناصر غائبة تماماً عن الفكر الإسلامي المعاصر.

الانفصال عن الحياة اليومية المعاشة

من مظاهر أزمة الفكر الإسلامي المعاصر انفصاله الواضح عن حركة الحياة اليومية المعيشة واهتمامات الناس البسطاء العاديين ومصالحهم القريبة، وكذلك مشكلاتهم الحقيقية التي تؤرقهم، فمثلاً أين الاهتمام بمشكلات: البطالة، والإسكان، والتعليم، والأسرة، وقضايا العمل، وأوقات الفراغ، ومقاومة شيوع المخدرات، والعنف، والتطرف، والجريمة.

كل ما سبق مع ما يظهر كل يوم من منجزات علمية لها علاقة بجوانب الحياة الأخلاقية كالهندسة الوراثية، والاستنساخ، وتأثير الدعاية والإعلان، ووسائل الإعلام، ناهيك عن الآثار التي ترتبت على ثورة الاتصالات، والانفجار المعرفي والمعلوماتي، والسماوات المفتوحة.

البحث عن نموذج المسلم المعاصر

بكل أسف لا يوجد حتى يومنا هذا في الفكر الإسلامي الحديث نموذج المسلم المعاصر، أي المسلم الذي يتمسك بدينه الداعي إلى التحضر والتقدم والمشاركة، ويعش حاضره، ويتطلع لبناء مستقبله، ولا يوجد لدينا سوى نماذج متفاوتة من العصور السابقة.

ونحن نشير بذلك إلى سمة عامة للفكر الإسلامي الحديث، وهي انكبابه فقط على الماضي، وعدم قدرته على مواجهة الحاضر، أو استشراف المستقبل، ولا شك أن هذا يتطلب الكثير من الجهد والاجتهاد، وكلاهما شبه مفقود لدى العاملين في مجال الفكر الإسلامي.

خطوة أولى

فيما سبق ذكرنا أهم العوامل التي تقف وراء أزمة الفكر الإسلامي المعاصر، وقد قمنا بعرضها في صورة مختصرة، لتكون دليلاً إلى المزيد من التفصيل والاستقصاء من كل مهتم بهذه القضية الحيوية المصيرية، ومما لا شك فيه أنها تمثل الخطوة الأولى في مسيرة إصلاح هذا الفكر، الذي ينبغي أن ينهض بدوره الكبير في توجيه المسلمين إلى النهوض والارتقاء وتحديث حياتهم، حتى يتاح له بعد ذلك أن يقوم بدوره الأكبر على المستوى العالمي في خدمة البشرية جمعاء.

بعيداً عن الانفصال

إن الفكر الديني لا ينفصل عن أصحابه، وهو يرتقي برقيهم، ويهبط بهبوطهم، ولعل هذا هو السبب في ضرورة دمج عوامل أزمة الفكر الإسلامي المعاصر بالعوامل التي ترجع إلى منتجيه ومروجيه.

ولعل القارئ قد لاحظ معنا في العوامل التي أسلفناها أن بعضها يرجع إلى قصور ذاتي، وبعضها الآخر يرجع أو يعود إلى غلبة الظروف، أو سوء استخدام المناهج، والمهم هنا أن نضع أيدينا على المقدمات حتى نصل منها إلى النتائج المرجوة.

إن إصلاح الفكر الإسلامي المعاصر، والنهوض به قضية غير قابلة للتقادم،  لا ينبغي أن نتركها للصدفة أو الحظ أو المنافسة، فلابد لها من فحص دقيق، ودرس عميق، وتخطيط جيد، وإعداد دائم مستمر.

وعليه فإن مسألة إصلاح الفكر الإسلامي الحديث قضية أمة بأكملها، وليست قضية فرد أو أفراد، لذلك فإنها تتطلب من أهل الإسلام بوجه عام، وأهل الفكر والرأي بوجه خاص، تتطلب من الجميع الجهد الفعّال والتعاون المثمر، في ظل إرادات متفقة، وإمكانات واسعة.

خاتمة

وأخيراً: فإننا جميعاً ندرك جيداً أن الفكر الإسلامي المعاصر يعاني من أزمة حقيقية، فكأنما نُفاجأ بأن الخلل أو الأزمة وليدة اللحظة، ولسان حال البعض يقول: علينا البحث عن وسيلة للإصلاح، أو اللجوء إلى الآخرين لنستورد منهم فكرهم لعلنا نصلح به فكرنا، أو نتخذه بديلاً.

وبالطبع فإننا لو عرفنا أسباب العلة أو بمعنى آخر نجحنا في تشخيص العلة، سيكون الدواء سهلاً ميسوراً موجوداً بين أيدينا دون الحاجة إلى استيراده، وقد عرضنا للعوامل التي نرى أنها أهم أسباب أزمة الفكر الإسلامي المعاصر، ومع ذكرها لم نتجاهل العلاج أو المواجهة، فلعلنا نتنبه إلى ذلك حتى لا نستورد فكر الآخرين، أو نحتاج إلى قطع غيار نصلح بها فكرنا.

 

 



[1] باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية.