مؤتمر:
«تربية وحماية الطفل العربي»
لمناقشة واقع الطفولة في العالم العربي، وما يعانيه الطفل العربي من انتهاك لحقوقه في جميع المجالات وخصوصاً في المجال التربوي، ولتقديم المقترحات الكفيلة بالنهوض بواقع الطفولة؛ نظمت كلية الآداب والفنون في جامعة عمان الأهلية مؤتمر «تربية وحماية الطفل العربي» وذلك في عمان (الأردن) بين 23 - 25 آذار (مارس) 2008م.
شارك في المؤتمر بالإضافة إلى الباحثين الأردنيين مفكرون ومهتمون بميدان الطفولة وحقوق الطفل من العالم العربي، حيث قُدِّم ونُوقش خلال ثلاثة أيام من فعاليات المؤتمر 28 بحثاً ودراسةً.
في الجلسة الافتتاحية أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عزمي منصور أن «أطفالنا هم أملنا ومستقبلنا، وقد آثرنا أن يشاركوا أطفال العالم فرحتهم، فمن حقهم العيش الكريم والحياة الهانئة والرعاية المتكاملة».
أما عميدة كلية الآداب والفنون في جامعة عمان الأهلية د. وسام بريك علي فقد أشارت إلى الوضع المتردي للطفل في العالم العربي، وعدم تمتعه لا بحق الأمن النفسي والاجتماعي، ولا بحق الحياة الكريمة.
ثم ألقى العميد السابق لكليتي العلوم الاجتماعية والسياحة في الجامعة اللبنانية د. محمد شيا، كلمة المشاركين، أشار فيها إلى أهمية موضوع المؤتمر، وأن وقت تنظيمه يصادف عيدي الأم والطفل، متمنياً للمؤتمر النجاح وأن يخرج بتوصيات تساعد على النهوض بواقع الطفل والطفولة في العالم العربي.
بعد كلمة الأستاذ يحيى السعود باسم الداعمين للمؤتمر واستعراضه لما قامت به أمانة عمان الكبرى في مجال رعاية الطفولة، تحدَّث راعي المؤتمر ورئيس الجامعة ماهر سليم، فأكد أن المؤتمر سيشكل فرصة حقيقية لمناقشة قضية الطفولة باعتبارها مسؤولية مشتركة تستدعي تكامل الخطط والبرامج من أجل بناء جيل سليم قادر على تحمل التحديات ومواجهتها.
انطلقت بعدها فعاليات المؤتمر، حيث قُدَّمت ونُوقشت الأوراق المقررة في جلسات المؤتمر، من هذه الأوراق:
ورقة الباحث محمد شيا العميد السابق لكليتي العلوم الاجتماعية والسياحة في الجامعة اللبنانية بعنوان: «العولمة الراهنة والحقوق الثقافية للطفل»، أكد فيها أن العبرة ليست في النصوص وإنما في الوقائع، إذ إن العولمة تعمل على خلخلة توازن الطفل النفسي والشخصي وميوله وقيمه ومعاييره ولغته القومية، وتدمر هويته الثقافية والوطنية.
كذلك تحدثت أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية د. ناهدة السوقي عن: «حماية الأطفال المهمشين وأطفال النزاعات والحروب» فطالبت بضرورة حماية هؤلاء الأطفال عبر توفير المساكن الآمنة لهم والبرامج الطبية العلاجية، وتأمين المساعدات الغذائية والصحية، وتطبيق التعليم الإلزامي والحرص على الالتزام بتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل الدولية.
أما د. ماغي معلوف من الجامعة اللبنانية فقد قدَّمت ورقة بعنوان: «المدرسة وعملها النفسي الاجتماعي: الواقع الميداني في لبنان» أشارت فيها إلى محاسن التربية الحديثة التي تساعد الطفل على النمو العقلي وتمكنه من القدرة على التحليل والنقد والإبداع، بخلاف نظام التربية التقليدي الذي كان يعتمد على الحفظ والتلقين.
أما البحوث والأوراق الأخرى التي قُدِّمت ونُوقشت فقد ركز مجملها على استعراض واقع حقوق الطفل العربي: التربوية والقانونية والخدماتية.
مع تقديم المقترحات لتطوير هذا الواقع وتجاوز سلبياته.
المؤتمر والمعرض الدولي الأول حول:
«مجتمعات المعرفة»
من أجل زيادة الوعي بدور «مجتمعات المعرفة» وكيفية الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في التحول للاقتصاد المعرفي وتصدير المعرفة والمعلومات، نظَّمت مؤسسة قطر والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) المؤتمر والمعرض الدولي الأول حول: «مجتمعات المعرفة» وذلك في الدوحة بين 29 - 30 آذار (مارس) 2008م.
شارك في المؤتمر والمعرض باحثون ومؤسسات مهتمة بتقنية المعلومات وصناعة المعرفة، مثل: مكتبة الكونجرس، ومكتبة الإسكندرية، وشركة مايكروسوفت، وديجيتال أوبور تشونتي تراست، والبنك الدولي، وغلوبال نوليدج بارتنرشيب.
في اليوم الأول تحدثت الأوراق والمداخلات عن سبل المحافضة على المعارف ونشرها واستخدامها. ومن الكلمات حديث جون فون أودينارين من مكتبة الكونجرس، الذي أكد سلطة المعرفة في دعم التنمية، كذلك أكد رئيس البنك الدولي للمعلومات أن العالم يشهد ثورة قائمة على المعرفة والتكنولوجيا والمعلومات، فإذا ما أُحسن تناقل المعرفة وأصبحت متاحة للجميع فإنها تعطي الفرصة الأكبر للناس لتطوير معارفهم وإمكاناتهم بهدف مكافحة الفقر.
في الجلسة الثانية والثالثة، ناقش المشاركون: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمشاريع الاستثمارية وتمكين الإبداع والمشروعات الاستثمارية عبر الشراكات. كما تم استعراض تجارب مومباي وأصفهان.
رئيس قسم الاتصالات والمعلومات بمنظمة اليونسكو في باريس الأستاذ طارق شوقي، أشار إلى أن الهدف من المؤتمر هو تعريف الحضور بمجتمعات المعرفة ونماذج من دول مختلفة، فهناك جهود في البحرين لإنشاء مركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهو يعمل تحت رعاية اليونسكو، كما أشار إلى مراكز أخرى مشابهة في مصر وليبيا، وطالب بمناقشة محور الشراكة من أجل التنمية.
الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، اعتبر المؤتمر فرصة للتعامل باقتدار مع منظومة تكنولوجيا المعلومات باعتبارها مجالاً لا يمكن تجاوزه عندما نخطط لتطوير التعليم والتدريب، وذكر أن اقتصاد المعرفة بدأ يفرض أجندته على المفاهيم الدراسية وعلى الاقتصاد العالمي.
كما تحدث ويليام فاغان (المدير التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات بالمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) عن الدور المحوري لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. أما السيد تشان مين كونغ (المدير التنفيذي لإدارة نظم المعلومات الحكومية) فقد تحدث عن تجربته في إدارة المعرفة الرقمية، وأكد أن أي مجتمع إذا أراد أن يصبح مجتمعاً معرفيًّا فيجب عليه أن يمتلك المعرفة وينتجها لا أن يستوردها.
أما تيدو مايني (الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر) فقد تحدَّث عن أعمال وأنشطة واحة العلوم في قطر.
وقد ركَّزت أوراق ومداخلات اليوم الأول على دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تنمية قدرات رجال الأعمال والشباب من أصحاب المشاريع في إقامة مشاريع ومؤسسات تكنولوجيا معلومات مبتكرة.
وضمن فعاليات المؤتمر نُظِّمت طاولة مستديرة تحدث فيها السيد حسام المستريحي منسق تكنولوجيا المعلومات ومدير مركز icdl ومشروع التعليم الإلكتروني بمدرسة الكوة الثانوية المستقلة للبنين، عن تجربة المدرسة في استخدام شبكة المعرفة. كما تحدثت السيدة هيام إبراهيم (مديرة المشاريع التكنولوجية بمدرسة الوكرة الإعدادية للبنات) عن تجربة الحقيبة المدرسية التي توفر مجموعة من البرامج والأدوات الإلكترونية التي تتيح للمعلم إدارة الصف...
د. أحمد حسنة (نائب الرئيس المشارك للتعليم العالي لدى مؤسسة قطر) توقع أن تصبح دولة قطر مصدرة للمعرفة، مستشهداً بمؤسسة واحة المعرفة وجهودها في تسويق المعارف والمعلومات.
أما عبد الله وحيد خان (مساعد مدير اليونسكو العام للإعلان والاتصال) فقد أشار إلى الأهمية والدور الحيوي الذي ستلعبه تكنولوجيا المعلومات في حياة الفقراء، وهذا من أهداف الأمم المتحدة التنموية لصالح الدول النامية.
كذلك تحدثت د. غادة فقيه (مديرة إدارة التعليم الإلكتروني بالمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فأشارت إلى أنه مع أواخر العام الحالي ستتمكن 25 مدرسة داخل الدوحة من تطبيق نظام التعليم الإلكتروني، كما أشارت إلى المبادرة التي قام المجلس الأعلى للاتصالات بتطبيقها في قطر، ومنها الحقيبة المدرسية الإلكترونية ومشروع تزويد الطلاب بكمبيوتر يحتوي على جميع المناهج التعليمية التي يحتاجها التلميذ والطالب.
وبعد ثلاثة أيام من الأعمال المكثفة والأنشطة المتتالية، أنهى المؤتمر أعماله، مؤكداً على استثمار هذه الأنشطة في مصلحة تطوير تكنولوجيا التعليم والعمل على الانتقال إلى الاقتصاد المعرفي وتطوير مجالاته، والعمل على دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالمناهج الأساسية في كل مدرسة.
كما أعلن المؤتمر في ختام أعماله عن مشروع تدريب المدرسين من خلال شبكة الإنترنت في برنامج سيطلق عليه اسم (تي نت).
المؤتمر الدولي الأول:
«الوسطية مشروع الإنسانية الحضاري»
لمناقشة دور منهج الوسطية وتقديمه للعالم ليكون مشروع الإنسانية الحضاري في جميع مجالات الحياة، وبالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية، نظمت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية في طرابلس مؤتمراً دوليًّا تحت عنوان «الوسطية مشروع الإنسانية الحضاري»، وذلك بين 11 - 13 نيسان (أبريل) 2008م...
شارك في المؤتمر نخبة من المفكرين والمفتين وعلماء دين مسلمين ومسيحيين وسياسيين من لبنان والعالم العربي والإسلامي. وقد ناقشت الجلسات الخمس للمؤتمر خمسة محاور هي: الوسطية في الإسلام، الوسطية في الحياة السياسية، الوسطية في المعادلات السياسية، موقع الوسطية في القضايا المعاصرة، الوسطية في النظم الاقتصادية.
في الجلسة الافتتاحية ألقى د. عبدالإله ميقاتي كلمة جمعية العزم والسعادة أشار فيها إلى أن انعقاد المؤتمر دليل على أن التنمية الفكرية على أساس الاعتدال والوسطية هي المنهاج القويم على صراط الله المستقيم للوصول إلى بالمجتمع إلى العيش الكريم.
ثم تحدث رئيس المنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري فأكد على الحاجة إلى تكوين تيار وسطي يؤمن بتوابث الإسلام الكبرى ويطلق رسالة التجديد والتنوير على أساس المصالح العليا للأمة الإسلامية.
أما مفتي طرابس الشيخ مالك الشعار فقد أكد أن الكثير من المواقف المتشددة التي نراها من بعض المتدينين هي ردَّات فعل على مواقف مقابلة موغلة في التحلل والتفلت من أحكام الدين، فالأول إفراط والثاني تفريط، وكلا الأمرين مجانب للهدي النبوي الشريف.وأضاف: إن الإسلام يجعل التوسط فضيلة في شؤون الدين والدنيا جميعاً.
رئيس مؤسسة حوار الأديان السيد محمد علي أبطحي من إيران أشار إلى أن تسابقاً خطراً بدأ بين الغرب والإسلام، ما سيجعل المستقبل محفوفاً بالمخاطر أمام الإسلام والغرب على حد سواء، سباق أحد أوجهه إهانة المقدسات الدينية وعدم الاعتناء بأحاسيس أكثر من مليار مسلم، والوجه الآخر التظاهرات والاشتباكات والتهجم على السفارات الغربية. كما أشار إلى كون لبنان كان على مدى التاريخ البلد الذي جسَّد التسامح والعيش المشترك بين كل الأديان.
أما راعي المؤتمر الرئيس السابق نجيب ميقاتي فقد أشار في كلمته إلى أنه في زمن الانقسام السياسي الحاد الذي يعيشه لبنان وصخب المواقف المتناقضة، يبدو الكلام عن الوسطية والاعتدال أقرب ما يكون إلى التغريد خارج السرب. وما نشهده على الساحة السياسية اللبنانية هو النقيض المباشر للوسطية، إلا أننا على قناعة ثابتة أن الوسطية هي الناظم الحقيقي لمعادلات العيش الواحد وتوازنات الحكم في الدولة وهي الضامن الحقيقي للوحدة الوطنية ومقياساً لعلاقات لبنان بدول محيطه العربي بل بدول العالم أجمع.
بعد ذلك انطلقت أعمال الجلسة الأولى التي ترأسها مفتي طرابلس د. مالك الشعار، وتحدث فيها المهندس مروان فاعوري ود. محمد الخطيب ود. عبد الحليم عويس.
المفتي الشعار ذهب إلى أن من أهم معالم مسيرة الفكر الإنساني هو اجتماع الناس عند الوسطية، وأنه في عالمنا اليوم تشتد الحاجة إلى الوسطية خصوصاً وسط بوادر الخطر في العالم الإسلامي والعربي. مؤكداً أن العودة إلى الوسطية هي العودة إلى صمام الأمان، لأنها من الصفات الأساسية التي يتفاعل الإنسان معها من خلال سويته، والوسطية هي من أهم خصائص الإسلام.
المهندس مروان الفاعوري قدَّم ورقة تحت عنوان «منهاج الوسطية في القرآن والسنة» تحدَّث فيها عن جذور الوسطية في الدين الإسلامي فأكد أن تيار الوسطية هو أصل في القرآن والسنة وسلوكات الرسول K، وفي كل أوجه الحياة الإسلامية الصحيحة ثمة تأكيد على التوسط والوسطية والاعتدال والبعد عن الإفراط والتفريط. وأضاف: إن اتِّباع الوسطية يتيح للعالم الإسلامي مواكبة التطور وتحقيق التنمية والاستفادة من الثورات التكنولوجية. والحوار يفضي إلى حل المشاكل بين الأنظمة والناس في كل بلداننا العربية والإسلامية والوسطية تؤدي دوراً لا غنى عنه في تقريب وجهات النظر. وحول سبب عدم انتشار تيار الوسطية قال الفاعوري: التطرف يحظى بالاهتمام لأنه يثير الناس وينال التركيز في الإعلام، وخطابات التطرف تحظى بالتغطية لأنها عاطفية ومستفزة.
إلا أننا نشهد حاليًّا حركات وسطية في بلدان عدة مثل الأردن ومصر والجزائر وسواها من الدول العربية.
الدكتور محمد الخطيب تحدث عن: «الوسطية بين الإفراط والتفريط» فتساءل: هل تتضمن الوسطية إفراطاً وتفريطاً؟ وأجاب: إن الأمة الإسلامية هي أمة وسط، ويجب أن تكون شهيدة على الناس وشاهدة على الحق، ولا بد أن تكون قائمة بالحق والعدل. وإن ظاهرة التعصب والعنف التي تعصف في العالم كله لا في العالم الإسلامي فحسب، تحتم علينا العودة إلى الوسطية، وهنا تبرز ضرورة توضيح الوسطية للمسلمين وغير المسلمين.
ورأى أن الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية قد يكون من أهم بواعث التعصب. وفي الأخير حذَّر الخطيب من التفريط الذي يأتي في مجال التقصير والتضييع في حق الله، فالإسلام يعلِّم المسلم كيف يحذر من تطرف الفريقين، والحل هو اتِّباع الوسطية والطريق المستقيم.
وتحت عنوان: «الوسطية والسلام الفكري» أكد د. عبد الحليم عويس أن الإسلام قضية عادلة إلا أنه للأسف بين يدي محامين فاشلين، وأضاف: إن الوسطية ولئن كانت هي المنهجية المعتمدة في مراحل عدة فإن الحصاد المتمثل في السلام الفكري سيكون إفرازاً طبيعيًّا لكل مرحلة سابقة وبالتالي يعمل عمله في المرحلة التالية. أما المنهج اللاوسطي القائم على رفض الحياة وإغفال حق الطاقات المختلفة والضرورية وتكثيف العبادة في جانب على حساب الجوانب الأخرى، فحسبه أن الرسول K رفضه وأظهر شيئاً من الغضب عندما سمع به.
أما رئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص فقد وجَّه رسالة إلى المؤتمر جاء فيها: «كثيراً ما تكون الوسطية فضيلة، والمقصود بالوسطية في الفكر والعمل، في النهج والسلوك والتوجه، في المضمار السياسي كما في الميادين الاقتصادية وخلافها، ولكن الوسطية لا تعني بالضرورة الوقوف في منتصف الطريق بين عقيدة وخلافها، بين فكرة ونقيضها، بين توجه وعكسه، وإنما تعني في كل الحالات التعقل والتروي والانفتاح على الرأي الآخر، واعتماد الحوار والنقاش، والبناء سبيلاً للوصول الى تسوية تعود بالخير على المجتمع والوطن.
في اليوم الثاني تابع المؤتمر أعماله بجلسة تحت عنوان «الوسطية في الحياة السياسية» ترأسها نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الوزير السابق د. عمر مسقاوي وتحدَّث فيها كل من النقيب المحامي جورج موراني والأستاذ محمد طلابي والدكتور عبد الغني عماد.
في البداية اعتبر د. مسقاوي أن الوسطية ليست نزعة أخلاقية بل معياراً لحسن الخلق، كما هي معيار لفعالية العزم وسعادة النتائج، وهذا يعني أن الوسطية منهج وأسلوب يتناول المشكلات في مفهوم العقيدة الدينية. وأضاف: إن الساسية هي أسلوب العمل المشترك دائماً لأن رفاق الطريق الذين تتباين نظرتهم للأمور لابد أن يتلاقوا في الوسائل التي تفضي إلى حل المشكلات.
أما المحامي جورج موراني فقد اعتبر الوسطية كنظرة إلى الحياة وكنظام قيم، تؤثر في سلوك الأفراد والجماعات وخاصة في علاقتهم ببعضهم، وكل فضيلة هي وسط بين حدين متطرفين. وباختصار شديد الوسطية هي رفض التطرف والغلو ورفض الثقافة المؤسسة لهذا الاتجاه. إن ثقافة التكفير والإلغاء وثقافة الاستعلاء، هي ثقافة التطرف والغلو وهي متناقضة كليًّا مع الوسطية والاعتدال.
أما محمد طلابي (المغرب) فقد قدَّم ورقة بعنوان: «الوسطية وعلاقة الحاكم بالمحكوم» أكد فيها أن المصالحة عهد بالتطبيع الكامل والتاريخي بين أطراف الفعل الأساسيين في كل وطن إسلامي، عهد على التعاون لمداواة بعضنا بعضاً من كل الأمراض والمخاوف السياسية عند كل الأطراف السياسية. والمصالحة المطلوبة يجب أن تشمل جميع الأطراف: العلمانيين والإسلاميين وكل الوطنيين، والطرف الثالث في هذه المصالحة الحكام. أما قواعد المصالحة فالأخذ بمبدأ الحوار والوحدة في الاختلاف، واعتماد الديموقراطية للتناوب على ممارسة الحكم، ثم العمل على إعادة الاعتبار للأخلاق في العمل السياسي وتفادي المكيافيلية المنحطة...
من جهته تحدث د. عبد الغني عماد عن: «الوسطية منهج موحد للأمة»، فعرَّف الوسطية في الفقه والعقيدة، ثم أكد أن الوسطية هي التي تقدم الإسلام دون إفراط أو تفريط، وهي منهج في التفكير ومنظومة للتحليل وأداة عقلية تزوِّد صاحبها بآليات للاستقراء والاستنباط ضمن منطق العدل والاعتدال والتوازن الذي هو المثلث المعرفي للوسطية.
أما نقيض الوسطية فهو الفتنة والانقسام والاحتراب الأهلي، لذلك فإن الوسطية هي منهج حياة وهي المدخل الموضوعي الموحد للأمة...
وفي ختام فعاليات المؤتمر في اليوم الثالث، عقدت الهيئات المنظمة للمؤتمر جلسة ختامية أعلنت خلالها توصيات المؤتمرين، نذكر منها:
دعوة المؤتمر الى غرس روح التسامح والمحبة والتعاون واحترام الحرية الدينية والفكرية والسياسية باعتبار أن هذه المفاهيم الأساس في مرتكزات فكر الوسطية، وضرورة ترسيخ فكر ومنهج الوسطية، والإصلاح السياسي واعتماد مبادئ الحرية والعدالة والمشاركة والمساءلة وحكم القانون، لأن ذلك يعزز منهج الوسطية...