شعار الموقع

التقريب بين المذاهب الإسلامية

قسم التحرير 2004-10-14
عدد القراءات « 518 »

بدعوة من وزارة الشؤون الإسلامية في مملكة البحرين عُقد في العاصمة المنامة مؤتمر: (التقريب بين المذاهب الإسلامية) وقد حضره أكثر من 120 باحثاً ومفكراً وعالماً إسلامياً من العالمين العربي والإسلامي، كما شاركت الحوزة العلمية في النجف الأشرف بالعراق ولأول مرة بوفد ضمَّ عدداً من العلماء والفقهاء، وذلك بين 20-22 أيلول (سبتمبر) 2003م.

 

في الجلسة الافتتاحية تحدث في البداية وزير الشؤون الإسلامية البحريني الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة فدعا إلى الابتعاد عن كل ما يؤثر في وحدة المسلمين، وطالب بالاتحاد والعمل الجاد يداً واحدة من أجل التقدم وحماية الاستقرار. ثم تناول الكلمة بعده شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي فأشار إلى أن الأمة تعيش في زمن انتشرت فيه الفتن، لذلك على العلماء - في نظره - أن يجتمعوا ليقولوا كلمة الحق، ويرشدوا الناس إلى ما يجب فعله في هذا الزمن، أما الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران الشيخ محمد علي التسخيري، فقد أكد في كلمته على أهمية الوحدة والتقريب بين المذاهب، وقدم بعض الأمثلة التاريخية على ذلك، مؤكداً على أن المذهبية كانت غنى لهذه الأمة، وطالب بالاقتداء بأئمة المذاهب، كما انتقد بشدة الطائفية وقال: (بتحويلنا هذه المذهبية إلى طائفية بغيضة قتلنا هذا الغنى).

 

ثم ألقى الأمين العام بالوكالة لمؤسسة الإمام الخوئي الخيرية السيد عبد الصاحب الخوئي كلمة، دعا فيها إلى نبذ التفرقة والقطيعة والعمل على تقوية المشتركات بين المذاهب الإسلامية، كما اقترح أن يتم الاتفاق في المؤتمر على رفع شعار توحيد مشاعر المسلمين ومواقفهم في القضايا المصيرية.

كذلك تحدث في هذه الجلسة الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس، فأشار إلى المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى في ظل الاحتلال الصهيوني، وطالب بمتابعة التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر والعمل على تنفيذها.

وقد ألقى عدد من المشاركين كلمات في هذه الجلسة مثل الشيخ أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عمان. وعصام أحمد البشير وزير الإرشاد والأوقاف السوداني، وكذلك الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي، والسيد جواد الخوئي نيابة عن المرجع الديني الشيخ بشير النجفي.. وقد أكدوا في كلماتهم على أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية في الوقت الراهن والأمة تواجه تحديات كثيرة تهدد كيانها السياسي والثقافي والاجتماعي.

وقد انطلقت بعد ذلك أعمال المؤتمر فعقدت مجموعة من الجلسات قُدمت خلالها الأوراق التالية:

د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر قدم ورقة بعنوان: (ضرورة الوحدة الإسلامية ومتطلبات تحقيقها) تحدث فيها عن أهمية الوحدة وضرورتها وأساسها الشرعي، وأشار إلى كون العبادات تطبيقاً عملياً للوحدة، كما طالب المسلمين بضرورة توحيد موقفهم تجاه التحديات المعاصرة، وأكد أن حقائق التشريع توحد ولا تفرق، ولخّص متطلبات تحقيق الوحدة الإسلامية في تسعة نقاط.

الوحدة والاجتهاد هو عنوان الورقة التي قدمها، الشيخ عكرمة سعيد صبري المفتي العام للقدس، وقد تحدث فيها عن ملامح الاجتهاد وشرعيته، وأنه نتيجة لهذا الاجتهاد ظهرت المذاهب الفقهية المتعددة، مؤكداً على دور العلماء المعاصرين في شرح أهمية الاجتهاد للجماهير المسلمة، وضرورة احترام آراء المذاهب جميعها، كما استعرض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحث على الوحدة وتحذر من الفرقة.

 

أما الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب فقد تحدث عن (التقريب أسسه وقيمه ودور العلماء فيه) فاعتبر من الأسس الإيمان بأصول الإسلام العقائدية الكبرى وهي التوحيد والنبوة والمعاد. والالتزام الكامل بكل ضروريات الإسلام وأركانه، الاعتراف بشرعية الاجتهاد والالتزام بمبدأي الوحدة والأخوة الإسلاميين، كما تحدث عن القيم التي ينبغي أن يلتزم بها التقريبيون، وهي التعاون فيما اتفقنا عليه والتقدير عند الاختلاف وتجنب التكفير والتفسيق، تجنب الإساءة لمقدسات الآخرين، وتشجيع الحوار وحرية اختيار المذهب وغيرها من القيم.

 

وقدم د. إدريس الفاسي الفهري ورقة بعنوان: (معالجة الآثار السلبية للفرقة والخلاف: تحديد مفهوم الإجماع وتفعيل دوره في حسم النزاع)، تحدث فيها في البداية عن مفهوم الإجماع وعناصره الظاهرة والخفية في تعريفه، ثم تحدث عن أنواع الإجماع ومراتبه، ليصل إلى أهمية تفعيل دور الإجماع لحسم النزاع، كما ناقش العوائق النظرية التي تحول دون تفعيل دور الإجماع.

 

الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي، تحدث عن سبل (معالجة الآثار السلبية للفرقة والخلاف) فأكد في البداية أن الكل متفق على أهمية الوحدة وضرورتها وآثارها الإيجابية لصالح المجتمع والأمة، أما الوحدة المطلوبة فيجب أن تكون - في نظره - وحدة تنسيق وتكامل، توفر الجو المناسب للاختلاف والتنوع، وتعدد الاجتهادات، وهي عوامل حيوية بالنسبة للإبداع والتجديد اللذين يمثلان أساس أي نهضة..

 

أما د. عبد الله بن صالح العبيد عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية فتحدث عن (ضرورة الحوار ونشر ثقافة التجديد) وهو الموضوع نفسه الذي تحدث عنه د. محمد الشيخ بالحاج عضو المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، وقد عرضا معاً أسباب اختلاف المسلمين وأكدا أهمية الحوار وضرورة نشر ثقافة جديدة لتجاوز واقع الصراع والعمل من أجل ترسيخ قيم الوحدة الإسلامية. وكذلك تحدث د. عصام أحمد البشير وزير الإرشاد والأوقاف السوداني عن: (ثقافة التجديد وأدب الحوار) فشرح معنى التجديد وحدوده ومفهوم الحوار، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن موجهات ثقافة التجديد وأدب الحوار وآفاقه.

 

من جهته تحدث د. فاروق حمادة (أستاذ السنة وعلومها بجامعة محمد الخامس في الرباط - المغرب) عن: (الحوار والتواصل بين المذاهب الإسلامية: ضوابطه وتطبيقاته عند المحدثين)، فأكد أن السنة النبوية كانت ميداناً لتلاقي جميع الفرق الإسلامية، وأن منهج علماء الحديث يمكن أن يكون سبيلاً وطريقاً لتلاقي مختلف الفرق الإسلامية.

 

ومن الأوراق التي قدمت كذلك نذكر: ورقة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب المفتي العام (سلطنة عمان) بعنوان: (دور الحوار في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة)، وورقة د. المرتضى بن زيد المحطوري رئيس مركز بدر العلمي والثقافي (صنعاء - اليمن) بعنوان (الحوار ودوره في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة)، و(نقاط أربع لعلها تشكل نسيج الأمة الإسلامية الواحدة) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من الجامعة السورية. وورقة د. أحمد صدقني الدجاني بعنوان: (دور المؤسسات العلمية والتربوية والإعلامية في إشاعة ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية). وورقة السيدة رباب الصدر (لبنان) عن (الاجتهاد في خدمة قضايا المسلمين المعاصرة)، و(الاجتهاد وتحديات الأمة الإسلامية) للدكتور حامد بن أحمد الرفاعي رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار، وورقة د. عبد الحميد العلمي أستاذ الأصول والمقاصد الشرعية، عن (مسألة التقريب بين ضوابط الاجتهاد وشروط المجتهد) وورقة د. فاضل الحسيني الميلاني عميد كلية الشريعة بالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية - لندن، عن (ضوابط الاجتهاد وشروط المجتهد)، وورقة د. رقية طه جابر العلواني (من جامعة البحرين) حول (آليات الحوار الناجح في القرآن الكريم). وورقة المرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين بعنوان (مادة أولية لصياغة ميثاق تأسيسي لهيئة قضايا الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب).