هذا العدد
لا يوجد على الصعيد الإنساني، هوية بسيطة أو خالصة، وإنما جميع الهويات الإنسانية مركبة ومتداخلة. بمعني أن هوية الإنسان أو المجتمع المعاصر اليوم، هي هوية مركبة، أي تداخلت عوامل وروافد عديدة في صنعها وبلورتها وتجليتها.
ولا يمكن إزاء هذه الحقيقة إلا القبول بضرورة الانفتاح والتواصل مع الآخر. فالهويات المركبة ليست نتاج العزلة والانكفاء، بل هي وليدة التواصل والتفاعل الثقافي والحضاري والإنساني. ولا يمكن أن نفهم الهوية خارج العلاقة بالوجود الإنساني وتجلياته التواصلية المتعددة.
وعليه فإن حقيقة الهويات المركبة التي يعيشها ويحياها الإنسان المعاصر، هي التي تحدد إلى حد بعيد معنى الآخر. وإن الآخر بكل مستوياته ودوائره، ليس بعيداً عن الذات وتجلياتها الاجتماعية والثقافية والحضارية.
فالهويات المركبة هي وليدة التعدد الثقافي والاجتماعي والحضاري والإنساني، بحيث تشترك جميع هذه الروافد في إغناء الهوية الإنسانية.
ومواد هذا العدد، هي إضافة فكرية متنوعة في سياق تعزيز خيار التواصل والانفتاح بين الثقافات والأطياف المتعددة.. فجاءت الكلمة الأولى بعنوان «الشباب والتحديات المعاصرة» إذ حاول كاتبها الأستاذ حسن حمادة، الاقتراب من هموم الشباب وفق رؤية قرآنية رصينة.
والأستاذ رئيس التحرير كتب دراسته المعنونة بـ«التكامل المعرفي بين العلوم في رؤية علماء الطبيعيات المسلمين المعاصرين».
والأستاذ الهاني إدريس كتب دراسة متميزة بعنوان «في الحاجة إلى مقاومة معرفية».
ولأول مرة يشاركنا الكاتب العراقي (عماد الهلالي) بدراسة متميزة بعنوان «الحداثة والاتجاة المعنوي في الدين عند ملكيان».
إضافة إلى مشاركات أخرى، توزعت على أبواب المجلة المختلفة.
ونأمل أن يساهم هذا العدد في تعزيز خيار التواصل والانفتاح بين أطياف ومكونات الأمة.
ونسأل الباري عر وجل أن يلهمنا دوماً التوفيق والسداد، والله والموفق.