شعار الموقع

هذا العدد

هيئة التحرير 2010-11-04
عدد القراءات « 824 »

هذا العدد
الله سبحانه وتعالى لم يخلق الإنسان خلقاً جامداً خاضعاً للقوانين الحتمية التي تتحكم به فتدبره وتصوغه بطريقة مستقرة ثابتة، لا يملك فيها لنفسه أية فرصة للتغيير وللتبديل، بل خلقه خلقاً متحركاً من موقع الإرادة المتحركة التي تتنوع فيها الأفكار والمواقف والأفعال، مما يجعل حركة مصيره تابعة لحركة إرادته، فهو الذي يصنع تاريخه من طبيعة قراره المنطلق من موقع إرادته الحرة، وهو الذي يملك تغيير واقعه من خلال تغييره للأفكار والمفاهيم والمشاعر التي تتحرك في واقعه الداخلي لتحرك الحياة من حوله. وهكذا أراد الله للإنسان أن يملك حريته، فيتحمل مسؤوليته من موقع الحرية، ويدفعه إلى أن يواجه عملية التغيير في الخارج بواسطة التغيير في الداخل، فهو الذي يستطيع أن يتحكم بالظروف المحيطة به، بقدر علاقتها به، وليس من الضروري أن تتحكم به. فالإنسان هو صانع الظروف، وليست الظروف هي التي تصنعه.
وفق هذه الرؤية نحن في المجلة نتحرك، إذ إننا نعتقد أن التغيير الثقافي هو البوابة الواسعة لكل التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأن بمقدار استثمارنا في مشروعات التغيير الثقافي نحصل على وقائع جديدة في مجالات الحياة الأخرى.
ومواد هذا العدد تأتي في سياق تعزيز خيار التغيير الثقافي في الأمة. فجاءت الكلمة الأولى للأستاذ رئيس التحرير بعنوان «الفكر الإسلامي المعاصر وتجدد النقاش حول الديمقراطية» وهي متابعة لمجموع الجهود الفكرية والثقافية المبذولة، لتظهير طبيعة العطاء الفكري الإسلامي لمقولة الديمقراطية في أبعادها المختلفة. ودراسة الأستاذ (حسين الشيخ) حول «الإسلام في تياراته الحديثة وقفة مع المفاهيم». أما الأستاذ (علي بن مبارك) فيشارك معنا في هذا العدد بدراسة تستحق من الباحثين والمهتمين مناقشتها ومحاورتها، وذلك من أجل إنضاج رؤية متكاملة حول مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية، فجاءت دراسته بعنوان «دور تجديد علم الكلام في التقريب بين المذاهب».
إضافة إلى الدراسات والأبحاث الأخرى، التي توزعت على أبواب المجلة. ونأمل أن نكون بمواد هذا العدد، قد ساهمنا بإضافة معارف وأفكار جديدة.
ومن الله نستمد العون والتوفيق..