يتابع هذا العدد اهتمامات (الكلمة) بقضايا العصر ومسائل التجدد الحضاري، وهي الاهتمامات التي تفرض وجوداً ملحاً وفاعلاً لكونها شديدة التفاعل والارتباط بمناخ العصر.
وطالما كنا حريصين على متابعة ومواكبة مثل هذه الاهتمامات التي هي من مداخل التواصل مع العالم والعصر. هذه الاهتمامات والقضايا لا تتحدد بمجال واحد معين، وإنما تتوزع وتتعدد على أبعاد ومجالات مختلفة.
كما أن هذه القضايا والاهتمامات من طبيعتها أنها لا تتقيد بقراءة واحدة، أو برؤية آحادية، وإنما تتعدد حولها القراءات واتجاهات النظر، لأنها أي تلك القضايا والاهتمامات هي في حالة تجدد وتغير، ولأنها تتشابك وتتفاعل مع عناصر وأبعاد مختلفة، ولأنها ترتبط بنظريات متعددة، ولأن المجتمعات والحضارات والثقافات تتعدد فيها منظورات الرؤية واتجاهات النظر.
ومن هذه الاهتمامات والقضايا التي يتابعها هذا العدد، هناك ما يتصل بالجانب الديني وفي هذا السياق تأتي دراسة رئيس التحرير حول الشيخ محمد مهدي شمس الدين وتجديد الفكر الديني، ودراسة الدكتور نصر محمد عارف حول البناء المؤسسي - الإداري لنظام الوقف. وهناك ما يتصل بحقل العولمة وفي هذا السياق تأتي دراسة الدكتور مصطفى محسن حول التربية ومهام التنمية والتحديث في عالم متغير، تحديات ورهانات في زمن العولمة، ودراسة الدكتور محسن خضر حول الهيمنة الاتصالية الفضائية وتحدياتها الثقافية والتربوية في المجتمع العربي المعاصر، ودراسة الدكتورة لاهاي الدعمي حول الإسلام والعولمة والشباب، ودراسة الأستاذ أحمد شهاب حول إعلام ما بعد العولمة. وهناك ما يتصل بأنماط العلاقات بين الحضارات وفي هذا السياق تأتي دراسة الأستاذ زرفاي عمر حول صراع الحضارات نظرية أم أيديولوجيا، ودراسة الأستاذ هشام المكي حول نظرات في حوار الحضارات، بالإضافة إلى مراجعة الأستاذ ذاكر آل حبيل من أجل حوار حضاري بين الثقافات. كما يحتوي العدد على دراسة للأستاذ إدريس هاني حول مسؤولية المفكر في زمن إلتباس المفاهيم، وفي باب رأي ونقاش هناك دراسة لمدير التحرير حول المشهد الثقافي في السعودية. وفي باب الندوات هناك متابعة لمؤتمر القاهرة حول مستقبل الأمة الإسلامية من إعداد الأستاذ محمد دكير.
نأمل أن يكون في هذا العدد ما يضيف جديداً. والله الموفق.