هذا العدد
هيئة التحرير
2010-11-12
من الضروري أن ندرك أن الأمم المتقدمة فقط، هي التي تتمكن من توظيف تراثها في راهنها.. أما الأمم الضعيفة والمتخلفة، والتي تعيش على هامش حركة التاريخ، فإنها تستغرق في تراثها وتغوص فيه كوسيلة للهروب من عصرها وواقعها الراهن.
فالتراث في زمن الهزيمة والانحطاط، يتحول إلى بديل عن الراهن. بمعنى أن الأمة المنهزمة التي لا تستطيع أن تواجه واقعها بشجاعة، تلجأ إلى تراثها، للعيش على أمجاده، ولكي تجبر النقص الحالي القائم في ساحتها. وحده بناء الحاضر والراهن هو الذي ينهي إشكالية التراث في واقعنا المعاصر؛ فالتراث في أي أمة يتحول إلى مؤثر حقيقي وفاعل، حينما تتحرك الأمة باتجاه صناعة حاضرها وفق نسقها الحضاري، أما السكون وتضخم عقلية «ليس بالإمكان أبدع مما كان» فإنه يحول التراث إلى عبء يزيد من عوامل الإحباط في جسم الأمة.
ونحن في مجلة الكلمة أخذنا على عاتقنا المساهمة في العمل الثقافي والفكري، الذي يتجه إلى بناء الإنسان المسلم وممارسة دوره في الشهود الحضاري؛ لأن الإنسان بما يشكل من طاقة وثقافة وجهد هو حجر الأساس في مشروعات البناء والتنمية والعمران.
ومواد هذا العدد لا تخرج عن هذا السياق؛ فالأستاذ رئيس التحرير أقترب في بحثه المعنون بـ«مصطفى عبد الرازق وتاريخ الفلسفة الإسلامية» من تجربة أحد أعلام الإصلاح في الحقل الفلسفي والمعرفي، وعمل على تظهير هذه التجربة في أبعادها المختلفة.
والأستاذ إدريس هاني، قرأ من موقع نقدي تجربة الدكتور محمد عابد الجابري في دراسة بعنوان «من نقد العقل العربي إلى عقلنة النقد العربي»، وتشاركنا في هذا العدد الأستاذة الزهراء عاشور بدراسة بعنوان «حوار الحضارات».
إضافة إلى دراسات وأبحاث أخرى، توزعت على أبواب المجلة المختلفة.
ومن الله نستمد العون والتوفيق.