شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
لعلنا لا نجانب الصواب حين القول: إن القوى السياسية والثقافية في الأمة ليست نبتاً شيطانيًّا، حتى تتوجَّه كل الجهود لاستئصالها والقضاء عليها، وإنما هي تعبيرات مجتمعية متعددة تُعبِّر عن واقع الحال، وهي جزء أساسي من حركة التاريخ والمجتمع.
والانحراف في ممارسة السلطة، وتغوُّل إجراءاتها الاستبدادية، واستمرار سياسة إقصاء وتهميش المجتمع عن الشؤون العامة، هو قاعدة للكثير من الآثار السيئة التي يعيشها المجال الإسلامي في المجالات كافة، وسيبقى هذا الانحراف مستمراً وبعيداً عن الحياة النوعية. وهذا بطبيعة الحال يقودنا إلى القول: إن الخطوة الأولى لتحجيم انحراف السلطة وتغوُّلها، هو انطلاق المجتمع في بناء نفسه وتقوية بنيته التحتية وسد الثغرات في جسمه، حتى يتسنى له أن يتساوى مع السلطة في الوزن والقوة والمبادرة.
وفي هذا السياق تأتي الكلمة الأولى لهذا العدد، التي كتبها الأستاذ حسن حمادة بعنوان: (ثقافة الكراهية)، وهي تستهدف تنقية الفضاء الاجتماعي والثقافي من ثقافة الكراهية ومتوالياتها المختلفة؛ لأن الكراهية بكل مستوياتها تُدمِّر الاستقرار الاجتماعي، وتُفكِّك أواصر العلاقة الإيجابية بين مختلف المكونات والتعبيرات.
أما دراسات العدد فجاءت متنوعة، وتناقش تجارب فكرية لبعض الإعلام.. فيشاركنا في هذا العدد الأستاذ علي صديقي بدراسة عن المفكر الراحل المسيري بعنوان: (مفهوم التحيُّز عند عبد الوهاب المسيري)، وتشاركنا الأستاذة زهراء عاشور بدراسة بعنوان: (الإعلام العربي في ظل العولمة.. تحديات التكنولوجيا والاستشراق الجديد)، والأستاذة سعدية بن دنيا بدراسة بعنوان: (الحداثة وما بعد الحداثة والقيم السياسية الأخلاقية الإسلامية)، وغيرها من الدراسات والأبحاث، التي توزَّعت على أبواب المجلة المختلفة.
ونأمل أن تساهم مواد هذا العدد بإضافة معرفية جديدة..
والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.