شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
دومًا وفِي كل الحقب التاريخية ثمّة ضرورة للعناية بالثقافة والمعرفة في تقدّم المجتمعات وَرُقِيِّها، بل نستطيع القول: إن المجتمعات التي لا تعتني بالمعرفة والثقافة هي مجتمعات متأخِّرة حتى وإن امتلكت وسائل الحضارة الأخرى؛ لأن تجذّر المعرفة في البيئة الاجتماعية هو أحد الشروط الضرورية لإبراز عناصر التقدُّم في أي تجربة مجتمعية وإنسانية.
ونحن خلال مسيرتنا في مجلة الكلمة، اعتنينا بالثقافة والمعرفة، ونسعى عبر أعداد المجلة المتنوعة لإبراز الثقافة ودورها في تقدُّم ورُقِي المجتمعات.
ودراسات هذا العدد، لا تخرج عن هذا السياق والاهتمام الثابت في كل مسيرتنا.
والكلمة الأولى التي كتبها السيد رئيس التحرير تأتي في سياق إبراز صورة وثقافة الشعب المصري في النظر إلى نهضة الإمام الحسين (عليه السلام).
والسيد مدير التحرير يكتب العرب الشيعة وأسئلة الشريك الوطني.
ويشاركنا في هذا العدد ثُلَّة من الباحثين من مختلف الدول العربية.. فالدكتور وائل كردي يشاركنا بدراسة عن نفي الترادف في القرآن الكريم والدكتور عبد الفضيل إدراوي عن نقد الكتابة السلطانية عند العلَّامة ابن خلدون، والدكتور غيضان السيد علي عن (ابن الطفيل والدلالات الفلسفية لقصة حي بن يقظان وأثرها في الفكر الإنساني).
والدكتور نصر الدين بن سراي عن (الرؤية الحداثية الى العالم ومظاهر أزمة القيم والتربية.. روجيه غارودي نموذجًا).
إضافة إلى الدراسات والأبحاث الأخرى التي توزَّعت على الأبواب الثابتة للمجلة.
ونرجو من العلي القدير أن نكون قد وُفِّقْنَا في تقديم إضافة نوعية على صعيد المعرفة وتجذير الثقافة في المحيط الاجتماعي.
والله الموفق..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.