شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
غالبية المجتمعات الإنسانية تعيش حالة من التنوُّع والتعدُّد، والمجتمع المستقر بشكل عميق هو ذلك المجتمع الذي يحترم تنوُّعه وتعدُّده، ويعمل على توفير كل شروط مستلزمات مشاركته في الحياة العامة. بمعنى أننا نقرُّ ونعترف بكل تنوُّع يعيشه المجتمع، وفي الوقت ذاته نرفض كل أشكال التفتُّت والتمزُّق. وتُعلِّمنا تجارب العديد من الأمم والمجتمعات أن استقرارها العميق وصلابتها الداخلية هي وليدة الاعتراف بكل التنوُّع الذي يعيشه المجتمع، بحيث يُعَبِّر عبر الوسائل القانونية والإعلامية عن كل تنوُّعه، ولكن هذا التنوُّع لا يُؤسِّس للفوضى، وإنما يُؤسِّس للوحدة الداخلية الصلبة في كل مجتمع عربي وإسلامي.
ووحدة هذه المجتمعات هي وليد الاعتراف بالتنوُّع المفتوح على كل قيم الوحدة والائتلاف الداخلي.
والمجتمع القادر على نسج علاقات حيوية ونقدية بين تنوُّعه ووحدته، هو المجتمع الذي يتمكَّن من التغلُّب على كل عيوبه ومشاكله وأزماته الداخلية.
وتُعلِّمنا التجارب السياسية للعديد من الأمم والمجتمعات أن الاعتراف القانوني بكل التنوُّع والتعدُّد الذي يعيشه المجتمع، هو الذي يُخرج المجتمع وعلاقاته الداخلية من كل حالات الاحتراب التي تُدمِّر الجميع، ولا تُوصل إلى أي نتيجة إيجابية.
ومواد هذا العدد -عزيزي القارئ- تُؤكِّد هذه الحقيقة، وتعمل على إبرازها في كل مجالات الحياة الإنسانية.
نأمل أن يكون هذا العدد إضافة نوعية في مشروع الاستقرار العميق في كل مجتمعاتنا.
والله الموفق..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.