شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
تجليات العقلانية..
الدين والأخلاق والتربية
الكاتب: عامر عبد زيد الوائلي.
الناشر: ابن النديم للنشر والتوزيع - الجزائر، دار الروافد الثقافية - ناشرون - بيروت.
الصفحات: 267 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2016م.
إنّ الرهان الفلسفي بحاجة إلى فضاء تتوفّر فيه حرية التعبير بمثل هذا الواقع من أجل قيام فكر فلسفيّ قابل للحياة ويمتلك قدرةّ على أن يرتبط بالراهن الفكريّ والاجتماعيّ الذي يمثل فضاءً للتفكير والنقد، بمعنى أن غياب الاجتماع السياسيّ والدينيّ ويعاني من صدع سياسي مبني على أُسس طائفية أصبحت تُقدس المقولات الدينية وتتخذها أساسًا مما يعني غياب القدرة على المراجعة والنقد؛ لهذا تجد في هكذا فضاء انشدادًا قويًّا إلى الهوية من أجل تماسك الجماعة. في حين الفضاء الفلسفي يقوم على التعددية الثقافية والدينية وحرية الحوار، بالإضافة إلى وجود مؤسسات حقيقة تحقق إمكانية التواصل الحر وأُفق رحب يمنح المثقفين والباحثين في الشأن الفكري حرية في النقد وتقديم بدائل، دون أن تكون هناك نتائج قد تودي بوجودهم، كالصدع الإثني الذي ولّد غياب أفق للتعايش.
نحن -بتعبير المؤلف- في حاجة إلى ثقافة تعددية تقوم على استراتيجيات ثقافية واجتماعية وسياسية قوامها حرية الاختلاف، ورفض الاحتلال بكل أشكاله، والإيمان بالانتخاب بوصفه الخيار الأفضل وخير معبّر عن حرية الفرد ودوره في اختيار السلطة التي يريدها، بعيدًا عن منطق الرعية وخطاب التكليف، قريبًا من منطق المواطنة والمشاركة السياسية المنبثقة عن صيرورة الخطاب السياسي والثقافي.
فالتسامح هو كينونة الإنسان يتجلّى في ترك الحرية لكل أحد من أجل التعبير عن آرائه حتى وإن لم نشاطره الرأي فيها، فهو موقف فعّال مدعوم بالاعتراف بالحقوق العالمية للإنسان وحريات الآخرين الأساسية.
جدير بالذكر أن محتويات الكتاب جاءت في ثلاثة أقسام -وعدة فصول- هي:
القسم الأول: مقاربات في فلسفة الدين.
القسم الثاني: مقاربات في التربية والأخلاق.
القسم الثالث: حوارات فكرية.
الحجاب
بين الحشمة والخصوصية والمقاومة
الكاتب: فدوى الجندي.
ترجمة: سهام عبدالسلام.
الناشر: المركز القومي للترجمة - القاهرة.
الصفحات: 437 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2016م.
كثيرًا ما ارتدت نساء عربيات تقدّميات الحجاب في سبعينات القرن العشرين خوفًا من أهلهن وأشقائهن، أو احترامًا لهم. وسرعان ما اتّسعت هذه الحركة واكتسبت قوّة دفع، وأشعلت شرارة جدل خلافي في الثقافة الإسلامية، كما أثارت ردود فعل لمن هم خارجها، تراوحت ما بيت الحيرة والغضب. وارتفع صوت معلّقي ومعلّقات النسوية الغربية على وجه الخصوص بشجب الحجاب، الذي فسّروه وفسرنه ارتجالًا على أنه مظهر ملموس للقهر الأبوي للنساء.
لكن معظم المراقبين والمراقبات الغربيين والغربيات فشلوا في إدراك أن الكثير من النساء العربيات أخذن بالتحجّب تأكيدًا للهوية الثقافية، وتصريحًا ببيان نسوي عاصف، علمًا بأن الحجاب له تاريخ طويل ومركّب. والحجاب لا يقتصر أمره على إزالة التهميش عن النساء في المجتمع، بل هو يمثّل أيضًا تعبيرًا عن التحرّر من إرث الاستعمار الكولونيالي. فالتحجّب المعاصر باختصار كثيرًا ما يدور حول المقاومة.
وهذا الكتاب المثير للجدل يعتمد على عمل ميداني أصلي واسع النطاق، وعلى مصادر من الكتابات الأنثروبولوجية، والتاريخية، علاوة على مصادر إسلامية أصلية، وذلك ليتحدى الافتراض التبسيطي القائل: إن الحجاب يعني -في معظم الأحوال- الاحتشام، وعزل النساء، والشرف والعار.
تم تقسيم الكتاب ضمن ثلاثة أجزاء، وهي:
الجزء الأول: أبعاد التحجب.
الجزء الثاني: الملابس، واللباس، والحجاب.
الجزء الثالث: الحجاب والمقاومة.
هاجس الإبداع في التُّراث..
دراسة في مقدِّمات الكتاب الإسلاميّ
الكاتب: عباس أحمد أرحيلة.
الناشر: المؤسسة العربية للفكر والإبداع - بيروت.
الصفحات: 454 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2017م.
هذا الكتاب هو عبارة عن دراسة لـ«مقدمة الكتاب في التراث الإسلامي»، من بداية التأليف في تاريخ الإسلام إلى بداية النهضة العربية الحديثة، ومحاولة لتحديد مفهومها وإبراز مكوِّناتها، مع التركيز على جزئية واحدة من هذه المكوِّنات؛ وهي التي تتعلّق بحديث المؤلّف عن طبيعة ما قدّمه إلى قُرّائه؛ أهو جديد لم يسبق إليه، أم هو ممّا تعارف عليه أهل التأليف قبله؟ وحديث المؤلّف عن مدى جِدّة ما يُقدمه؛ هو ما أراه جوهريًّا في كل مقدّمة علمية؛ أكان ذلك في القديم أم في الحديث؛ وهو المشار إليه بـ«هاجس الإبداع» في عنوان هذا الكتاب.
وغاية المؤلّف في هذا الكتاب كما يقول: هو الكشف عمَّا تمايز به خطاب المقدمات في كتب التراث الإسلامي، وما يطرحه ذلك الخطاب من قضايا، وما تعرب عنه تلك المقدمات من تصورات منهجية تخصّ التأليف في حضارة الإسلام، وتبيّن منحنيات الإبداع فيه؛ وذلك بالتركيز على هاجس الإبداع في مقاصد المؤلّفين.
وفي هذا الكتاب أيضًا، يلفت نظر قارئه إلى ما في مقدمة الكتاب عن تراث الإسلام، من إحساس صاحبه بقيمة التأليف الذي أتى به، من حيث جِدّته وما حقّق فيه من سبق في مجاله المعرفي الخاص.
يُذكر أن فصول الكتاب توزّعت في خمسة فصول هي:
الفصل الأول: مقدمة الكتاب في الثقافة الإسلامية.
الفصل الثاني: مكوّنات المقدمة؛ خطاب موضوعي بين ثوابت ومتغيّرات.
الفصل الثالث: مكوّنات المقدمة: امتزاج الموضوعي بالذاتي وإشراك القارئ.
الفصل الرابع: هاجس الإبداع في المقدمة من انطلاقة حركة التأليف إلى نهاية القرن الهجري السابع.
الفصل الخامس: المقدمة وهاجس الإبداع من القرن الهجري الثامن إلى مطالع النهضة العربية.
ركائز الحكمة..
حلقات تربوية بشواهد قرآنية
الكاتب: حلمي العلق.
الناشر: دار المرتضى – بيروت، أطياف للنشر والتوزيع - القطيف.
الصفحات: 129 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 – 2017م.
يدور هذا الكتاب في أربعة فصول: ركائز الحكمة، مكوّنات الإنسان، تهذيب النفس وأخيرًا الأمان. يبدأ الحديث عن البحث في أسباب حركة الإنسان، وما يحوّل تلك الأسباب إلى أهداف، ومنها يتفرّع الحديث عن ركائز الحكمة ويتشعّب بنزر يسير في تفصيل عناوينها، الأمر الذي يجعل من فهم حقيقة الإنسان ومكوّناته ضرورة لاستكمال تلك الركائز.
ومن فهم مكونات الإنسان كان لزامًا أن يسعى السالك في تحصيل الحكمة إلى الالتفات إلى ضرورة تربية النفس وتهذيبها، فمن دونها لا يمكن تحصيل الحقائق التي هي ركيزة أساسية من ركائز الحكمة.
ينتهي بنا المطاف إلى الحديث عن الأمان كونه أحد مسببات حركة الإنسان، وأحد العناوين الرئيسة التي يسعى لتحقيقها في حياته، ومن الأمان نعرّف الإيمان لنستكمل دائرة معارف الحكمة وليحط بنا الركاب في نهاية مسعانا إلى الإله؛ لأنه أفضل وسيلة لتحقيق الهدف.
نحو منهجية علمية إسلامية..
توطين العلم في ثقافتنا
الكاتب: يُمنى طريف الخولي.
الناشر: المؤسسة العربية للفكر والإبداع - بيروت.
الصفحات: 263 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2017م.
يروم هذا الكتاب الذي جاء في أربعة فصول وخاتمة، اقتحام العقدة المنهجية، بتنضيد آليات المنهج العلمي من أجل تفعيلها في إطار ما يعرف -في أدبيات فلسفة العلوم- بالنموذج القياسي الإرشادي أو البراديم. وهو هنا نموذج إسلامي، ليبدو كفيلًا بتوطين الظاهرة العلمية في بيئتنا ومُلبيًا لاحتياجاتها، عاكسًا لحضارتنا بنموذجها المعرفي ورؤيتها للعالم، بمخزونها العقائدي ونسيجها الشعوري ومنظومتها القيمية ومنظورها الأنطولوجي؛ فيكون تجسيرًا للهوة بين الواقع الراهن والواقع المأمول.. بين الماضي والمستقبل.. بين الأصالة والمعاصرة.. يتدفق في ثقافتنا نهرًا صانعًا توطين العلم وخصوبته ونماءه، مستغلًّا طاقة الأبعاد العقائدية المتولّدة في النفوس والجيّاشة في الصدور استغلالًا رشيدًا... من أجل منح النشاط العلمي والمعرفي في حضارتنا وقودًا يزيده حميّة وحماسًا يدفعانه إلى توهج وتألق.
وبحسب الخولي، يقوم الأصوليون في ثقافتنا بدور مشابه في التأصيل لمنهجية علم ومنهجية حضارة معًا. إنه تأصيل لا يأتي أبدًا عن طريق نقل أو ترديد أو استيراد الدرس البيكوني ليظل العلم غريبًا مغتربًا. لا توطين للحركة العلمية ولا تأصيل لها في ثقافتنا إلَّا إذا كان لدينا أصول للمنهجية العلمية كامنة في خصوصيتنا الثقافية، لنقوم بتطويرها في طريقنا لاستيعاب الآليات المنهجية المعاصرة، في إطار نموذج علمي إرشادي إسلامي متجه صوب المستقبل.
المفكرون العرب مشاريع وتطلعات
سؤال الفلسفة والدين والسياسة في العالم العربي
الكاتب: (إشراف وتحرير) علي عبود المحمداوي.
الناشر: الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت.
الصفحات: 982 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2017م.
في تقديمه للكتاب يقول الأستاذ الدكتور على عبدالهادي المهرج: إن واحدة من أهم مشاكل الفكر العربي أنه يعاني من ضغط الأيديولوجيا، أيديولوجيا السلطة من جهة والأيديولوجيا الدينية من جهة أخرى، وأيديولوجيا الطبقات المعارضة بكل تمظهراتها وتنوّعاتها، وهناك أيديولوجيا المفكّرين العرب التي ربما تعبّر بتنوّعها هي أيضًا عن تنوّعات أيديولوجيا المجتمع العربي بكل فئاته وطبقاته وإن كانت هذه الأيديولوجيا تستخدم مفاهيم الفلسفة التي عادة ما تكون مستنسخة على غرار نموذج سبق من ماضي الفكر (التراث) أو حاضره (الغرب).
ويضيف المهرج قائلًا: نعتقد أن أسئلة الفكر العربي الحديث والمعاصر إنما جاءت للإجابة عن سؤال أيديولوجي محض هو «لماذا تقدّم الغرب وتأخّر العرب»؟ وكأننا جعلنا من الآخر علّة التخلّف، أو كأن نهضتنا وتقدّمنا مرتبط بتأخّر الغرب، والعكس صحيح، أن تقدّم الغرب مرتبط بتأخّرنا، وفي كل هذا وذاك وإن تسلّح مفكرونا العرب النهضويون بعدة وسلاح مستعارين من الفلسفة، إلَّا أننا نعتقد أن طرح سؤال النهضة والجواب عليه لم يستطع التخلّص من هيمنة الأيديولوجيا.
علمًا أن السعي إلى تحقيق هذه النهضة لا يتم إلَّا بالتشكيك بمعارفنا السابقة، ذلك المنهج الذي اختطه ديكارت ليس لرفض السابقة، وإنما لفحص مدى قدرتها على البقاء، والتحقق من صلاحيتها في ضوء تحوّلات العصر.
معالم المجتمع المدني
في الفكر الإسلامي
الكاتب: السيد مرتضى الحسيني الشيرازي.
المقرر: هيثم الحلي.
الناشر: مؤسسة التُّقى الثقافية - النجف الأشرف.
الصفحات: 344 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط2 – 2018م.
يشتمل الكتاب على عشرين فصلًا مع الخاتمة، وهو في الأصل مجموعة من المحاضرات التي ألقاها السيد مرتضي الحسني الشيرازي بشكل حلقات متسلسلة في بعض القنوات الفضائية، وقام بتقريرها وصياغتها الدكتور هيثم الحلي.
والمباحث المتضمنة في هذا الكتاب تقدّم إضاءات عن الرؤية الإسلامية والإنسانية حول مؤسسات المجتمع المدني، وفي إطار معرفي ينبع من نظرة الإسلام إلى المجتمع، وموقفه من المدارس المجتمعية المتنوّعة، سواء تلك التي تنظر للمجتمع على أنه عبارة عن الأفراد والآحاد، وفق رؤيتها الخاصة في (محورية الفرد)، أم التي تنظر إليه وفق الصفة الجمعية، وما بينهما من المدراس التي قد تتوسّط الرؤيتين.
ويشمل نطاق البحث الجوانب الوظيفية للمجموعات المجتمعية الأربع، وهي الفرد، والجماعة، والمجموع، والدولة، بضمنها المهام الكمية والنوعية والاتجاهية، وكما سيكون الاتجاه الوظيفي المنطلق من الجماعات المؤسسية، بصيغتها الفردية والجمعية، والتي تشكّل منظومة المجتمع المدني، وكذا مسؤوليتها ومهامّها، هو النطاق البنائي الهيكلي للبحث، حيث إن مخرجات هذا الاتجاه هي المعبّرة عن موضوع البحث وأهدافه، وتحقيق الغاية البحثية فيه.
إن الجماعة في صيغتها المفردة والجمعية، تشكّل البناء الأساس لمؤسسات المجتمع المدني، التي يرى المؤلّف تسميته بالإيماني أو الإنساني، ويسلك الباحث منهج الاستضاءة بالنص القرآني المقدّس، في وحدة آية: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} التي تمثّل الأساس الحقوقي لمؤسسات المجتمع المدني، ويستكمل منهجه النقلي التحليلي، في استقصاء الروايات المعتبرة في السنة الشريفة.
في الحُبِّ بالحُب
الكاتب: بدر شبيب الشبيب.
الناشر: بسطة حسن - القطيف.
الصفحات: 404 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 – 2018م.
الطريق إلى الله تعالى يبدأ -في نظر أهل العرفان- بالحب، سواء كان عن طريق المجذوب السالك، وهو الذي يسمّى عندهم بالطريق المحبوبي، أو طريق السالك المجذوب، أي الطريق المُحِبّي كما يسمّونه. وعلاقة الإنسان بالإنسان لا تبلغ ذروة قوس الصعود إلَّا إذا سمت بالحب الخالص الخالي من شوائب المصالح العابرة لتبقى خالدة حتى في العالم الآخر، والأسرة، أي أسرة، تحتاج أول ما تحتاج عند تأسيسها للحب، وكذلك لبقائها ونمائها، فبدونه تتفكّك الأواصر ويتشتت الشمل، وتغدو الحياة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. والمجتمع الذي تغيب فيه لغة الحب مجتمع يعلن نبأ وفاته قبل أن يحين أجله.
لكل ذلك كان الكتاب ينتقل من حب لآخر: حب الله، حب النفس، حب الوالدين، حب الآخر، الحب بين الزوجين، حب الأبناء والبنات، لغات الحب بمختلف تنويعاتها، للصغار وللمراهقين والكبار، والأموات، جرعات الحب للمرضى، قياس الحب، و...إلخ.
الكتاب توزّعت صفحاته بشكل مقالات، تجاوزت المئة لتناقش موضوع الحب، ولإدخال مفردة الحب في كل خلية من خلايانا، وكل شأن من شؤوننا.
باختصار هو تأكيد وتفعيل للمقولة السامية: «وهل الدين إلّا الحب»؟
فلسفة الأخلاق في الفكر الشيعي..
مسكويه أنموذجًا
الكاتب: حسن جمال البلوشي.
الناشر: الرافدين - بيروت.
الصفحات: 266 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 – 2018م.
يدور هذا الكتاب في إحدى مدن الأخلاق الكبرى في الحضارة الإسلامية؛ مدينة الفكر الشيعي. وفي إحدى ضواحيها المثيرة للانتباه كان يقبع هناك أحد أهم فلاسفة الأخلاق المسلمين؛ يتأمّل الإنسان في أخصّ إنسانيته، في تلك الروح التي بين جنبيه، ذاك السرّ الذي انحدر من الملكوت وعجن بطينة الدنيا. تُرى لماذا يتسابق في الخيرات؟ ولماذا يركب الأهوال بحثًا عن الإيثار؟ ولماذا أيضًا يقتل أخاه الإنسان؟ وما الذي يدعوه إلى خوض اللد وسفك المهج سعيًا إلى الكبرياء؟
يقف مسكويه منظّرًا متفلسفًا حول حال الإنسان، باحثًا عن الأسباب والعلل، وساعيًا لبناء الغايات والنظم. وهو بذلك لا يعبّر عن قلق فردي أو مسعًى شخصي بل عن امتداد حضاري كان فيه سؤال الأخلاق هو السؤال، والإجابات عنه كانت هي المعنى.
السطور السالفة كانت فاتحة حديث المؤلف البلوشي لكتابه الذي قسَّمه في خمسة فصول تلت المدخل العام للدراسة، وجاءت على النحو التالي:
الفصل الأول: التراث الأخلاقي في الفكر الشيعي.. مقاربة أولية.
الفص الثاني: التعرّف على مسكويه.
الفصل الثالث: أصول التفكير الأخلاقي عند مسكويه.
الفصل الرابع: مجالات تطبيقية للأصول الأخلاقية.. دراسة تحليلية.
الفصل الخامس: آليات الممارسة الأخلاقية وأدواتها عند مسكويه.
الاختلاف الجنسي والسلطة..
دراسات في الفلسفة النسوية السياسية
الكاتب: سهاد حميد ذياب.
الناشر: دار قناديل للنشر والتوزيع - بغداد.
الصفحات: 168 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 – 2018م.
تنطلق فكرة الكتاب الذي جاء في خمسة فصول ومباحث من إشكاليّة أساس هي: هل يمكن للمرأة أن تحضر على مستوى الخطاب العموميّ – السّياسيّ، مشاركةً ومنتجةً؟ وهل يمكنها أن تنتج خطابًا متميزًا بنخبويته وذكوريته سابقًا كالقول الفلسفيّ، ومن ثم الإفادة من في السّياسة؟ وكيف ذلك؟ مفترضين ذلك الإمكان، وتلك القدرة، وأنَّ كليهما كانا موضوعًا لقمع أبويّ وذكوريّ يجدر بنا أن نعمل على كشفه، وفضحه لتبيان خطورته، والعمل على إزالته واستهجانه وازدرائه. وكيف يمكن للمرأة أن تنتج خطابًا نسويًّا تكسر به حواجز الصمت وتدافع عن إمكانات النساء الإيجابية وضمان حقوقهنّ داخل المجال السياسي؟
إن الحقيقة التي تجنّبتها السلطة الذكوريّة -حسب المؤلّفة- برغم كل دلائلها وهي الندية الجنسيّة والنوعيّة بين الرجل والمرأة، هي التي جعلت دراستها تسعى إلى ديمومة زخم نضالها لترسيخها من جهة، ولتنميتها من جهة أخرى. لذا عملت باتجاه الخطاب النسويّ تارة، والبرهنة بوساطة المرأة الفيلسوفة تارة أخرى، لإثبات إمكان التفوّق النسويّ والمزامنة للرجل – الذكر، في كل امتيازاته التي لا نتصوّرها خارجًا عن الممكن البشري.
ولا تقتصر حلول المشكلة المطروحة، في احتقار المرأة وتصوّرات تجريمها وتحريم الفكر عليها بعد إنكار حقها الوجودي في التأثير، على ما يمكن التنظير له أو ما أنجز كتجريد يوسم بالمثاليّة، والخيالية في بعض الأحيان، بل وفي تجسيدات واقعيّة، يكسب التنظير مسوغاته، اعتمادًا على السرد المؤرشف أو المخبّأ في التاريخ بحق المرأة المفكّرة والموجودة – المؤثّرة، ما قد يُسهم في خلق رؤية موضوعيّة جماعيّة إلى حدٍّ ما بوحدة الفكر والعمل أو الوعي والوجود.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.