شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
من المؤكد أنّ المجتمعات المتقدمة تُولي عناية خاصة الى السلع والمواد التي تشكّل بمجموعها الإنتاج الفكري والعلمي لهذا المجتمع. وأمام هذه المجتمعات المتقدّمة التي تعتني وتُبدي اهتمامًا نوعيًّا بالإنتاج الفكري، هناك المجتمعات المُتخلِّفة التي لا تعتني بمواد الإنتاج الفكري ولا تُشجِّع على العلم والمعرفة.
ونتطلَّع ونطمح أن تكون دول العالم العربي والإسلامي، ممَّا يعتني بالإنتاج الفكري والمعرفي، وتعتبر أن زيادة الاهتمام والرعاية بالإنتاج الفكري، من مؤشرات التقدُّم في أي مجتمع من مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
ومجلة الكلمة عبر أعدادها المُتنوِّعة ممَّا يعتني ويُشجِّع على إبراز الاهتمام بمواد الإنتاج الفكري والمعرفي.
ومواد هذا العدد لا تخرج عن هذا الاهتمام..
فالكلمة الأولى كتبها السيد رئيس التحرير وجاءت بعنوان: «فكرة الحضارة في أولى الكتابات العربية المعاصرة».
أما الدراسات والأبحاث فتضمّنت الأبحاث التالية:
«أطروحة تعارف الحضارات» للأستاذ قويدري الأخضر.. و(القلق في الحداثة) للأستاذ عبد الرزاق بلعقروز.
و«نقد العقل الفلسفي المحض» للأستاذ وائل الكردي، وغيرها من الأبحاث والدراسات التي غطّت أبواب المجلة الثابتة.
نرجو أن تُعبِّر دراسات وأبحاث هذا العدد عن هموم الأمة وتطلُّعاتها الأساسية ..
ونسأل الله التوفيق والسداد..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.