شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
من أجل مدّ الجسور بين المفكر والمنظّر وبين صانع القرار السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، ولمناقشة مشاكل الأمة العربية واستشراف مستقبلها، نظمت مؤسسة الفكر العربي مؤتمرها الثاني تحت عنوان: (استشراف المستقبل العربي) وذلك في بيروت بين 4-6 كانون الأول (ديسمبر) 2003م.
شارك في المؤتمر عدد كبير من السياسيين والإداريين وأهل الاختصاص في مجالات متعدّدة ورجال أعمال من العالم العربي، بالإضافة إلى شخصيات علمية وسياسية من أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا، وعدد من المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني.
عقدت خلال فعاليات المؤتمر عشر جلسات، حيث خصصت الأولى لمراجعة الوضع العربي الراهن، ثم أربع جلسات لاستشراف المستقبل السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي العربي، وأربع أخر عن مستقبل العلاقات العربية مع كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وإفريقيا، أما الجلسة الأخيرة فخصّصت للشباب العربي للحديث عن رؤيتهم للقضايا العربية المعاصرة.
بعد استعراضِ الوضع العربي الراهن في الجلسة الأولى، ناقشت الجلسة الثانية محور: المستقبل السياسي العربي، وقد قدمت في هذه الجلسة ثلاثة أوراق؛ الأولى للدكتور جورج كتورة (عميد كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية) الذي تحدث عن دور الجامعة العربية وضرورتها وسبل إصلاحها، وقدم بعض المقترحات مثل: إطلاق الإرادة السياسية، المؤسسية، نحو مفهوم جديد للأمن العربي القومي، اعتماد التخطيط. ثم التفاعل مع المجتمع الدولي.
الورقة الثانية كانت للدكتور رضوان السيد (أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية) تحت عنوان: (الدولة والسياسة والإصلاح) أكد فيها أن القيام باستشراف للمستقبل السياسي للوطن العربي صعب الآن بسبب الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العرب، كما أشار إلى الأزمة الثقافية الشاملة وحمَّل وزرها النظام العربي.
الورقة الثالثة قدمها الدكتور عثمان ياسين الرواف (عضو مجلس الشورى السعودي) بعنوان: (المساهمة في صنع المستقبل السياسي العربي) ومما جاء فيها قوله: >لا يمكننا أن نحقق المستقبل الذي نريد من دون أن نسعى للوصول إليه، فالتنمية لن تأتي إلينا طوعاً، ومعالجة المصادمات العربية، والحرص على زيادة التضامن العربي لن يحدث تلقائياً، ومواجهة تحديات الإقليمي والدولي في المنطقة العربية لن تحدث لا ببركة الصوفية ولا بمنهج العنف الذي تتبعه الحركات المتطرفة، ولا بديل لنا عن التدخل العلمي العقلاني الواعي الممكن لمواجهة مشاكل وتحديات الحاضر السياسي العربي.. وأضاف: إن كثيراً من الأسباب التي أدت إلى الفشل في تحقيق قدر أكبر من التعاون والتضامن العربي هي التي أدت إلى وقوع المصادمات العربية، ولقد ارتبطت هذه المصادمات بمنازعات الحدود والمياه واختلاف الأيديولوجيات السياسية القطرية<.
وفي الجلسة المخصصة لمناقشة محور المستقبل الثقافي العربي، شارك فيها الدكتور أهيف سنو (نائب رئيس الجامعة اليسوعية للدراسات العربية والإسلامية) بورقة تحت عنوان: (الثقافة العربية في عالم متغير). تحدث فيها عن ضرورة الاهتمام بالثقافة العربية، وأسباب القصور الثقافي العربي، والحاجة إلى استراتيجية ثقافية عربية، كما أشار إلى أن: ثقافة العولمة آخذة في السيطرة على أرجاء المعمورة، ولكن لا يعني ذلك أن الثقافات الأخرى ستندثر لا محالة، فلن تقوى هذه الثقافة الجديدة وإن كان طابعها غربياً أو أمريكياً على القضاء على الثقافة العربية، وأضاف الدكتور سنو: تبدو الثقافة العربية في أيامنا هذه منفتحة على العالم، فهي تتكيف وتتطور، وإن كان تكيفها وتطوّرها غير بارزين تماماً، وهذا مؤشر على أن الحلم العربي قابل للتحقيق..
الورقة الثانية في هذا المحور قدمها الدكتور محمد غانم الرميحي (جامعة الكويت) وجاءت تحت عنوان (استشراف المستقبل العربي والتطور الثقافي) تساءل فيها عن الأخطاء التي ارتكبها الواقع الثقافي العربي وما هي الوسائل التي تساعد على تصحيح هذه الأخطاء، أما بخصوص العلاقة مع الغرب فرأى أن بعض العرب قد خلط بين الغرب المستعمر وبين الثقافة الغربية الحديثة التي اعتمدت عليها النهضة الإنسانية خلطاً كبيراً، لا زالت تحليلات وتبعات هذا الخلط تعيش معنا إلى اليوم، فقد مال العرب بشكل عام إلى قبول بعض المنتج الحضاري الغربي، ورفضوا البعض الآخر..
في جلسة: المستقبل الاجتماعي العربي، تحدث الدكتور أحمد صدقي الدجاني (مفكر فلسطيني) فأكد ضرورة أن تحكم الرؤية المؤمنة للكون والحياة والإنسان الفكر والفعل خصوصاً في سعينا لعالمية عادلة يستتب معها السلام والأمن. أما بخصوص استشراف المستقبل فقال د. الدجاني: يجب قيام النظام العربي -ممثلاً بجامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة- بدوره في الإحاطة بالعمل الاجتماعي العربي العام وفي تعامله الدولي.. إن لنا أن نراهن على قدرة أمتنا بمفكريها ومثقفيها ومجتمعها المدني وفعالياتها وجماهير شعوبها أن تصنع مستقبلها وتحقق مشروعها النهوضي..
الورقة الثانية في هذا الحوار كانت للدكتور حليم بركات (باحث في جامعة جورج تاون) الذي تحدث عن عمق الأزمة التي يعيشها المجتمع العربي، مؤكداً أن ما حلّ بالعرب مسؤولية عربية، ولكن لابدّ من الاعتراف بالصلة الوثيقة والعضوية بين العوامل الخارجية والداخلية التي لا يمكن فهمها بمعزل عن بعضها البعض حيث نرغب في تشريح الوضع العربي.
بعده قدم الدكتور محمد علي البدوي ورقة بعنوان: (استراتيجية العمل الاجتماعي في الوطن العربي).
أما الجلسة التي نوقش فيها محور: استشراف المستقبل الاقتصادي العربي، فقد شارك فيها الأمين التنفيذي للأسكوا ميرفت تلاوي، ومستشار صندوق النقد العربي الدكتور حازم الببلاوي، وكبير الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي الدكتور مصطفى النابلسي، ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار الأمير عبد الله بن فيصل، ورئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور طاهر حمدي كنعان، ووزير المالية والخصخصة المغربي د. فتح الله ولعلو، ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات يوسف أحمد كانو في السعودية عبد العزيز نجيب ساويريس، ورئيس مجلس إدارة أوراسكوم تليكوم القابضة في مصر نجيب ساويريس، ورئيس مجموعة دلة البركة صالح كامل.
في اليوم الأخير من أعمال المؤتمر وفي الجلسة المخصّصة لمناقشة محور: مستقبل العلاقات العربية الأوروبية، شارك الرئيس الفرنسي جاك شيراك بمداخلة مسجلة عبر الشاشة، جاء فيها: إني على يقين أن علينا أن ننتقل بهذا الحوار إلى مراحل جديدة، علينا أن نتحلى بالطموح وإرادة المضي قُدماً في تقاربنا.. وأضاف: مصدر إلهامنا في الحقيقة هو روح السلام.. السلام دائماً، تلك المعركة الكبيرة من أجل التنوّع الثقافي واحترام الحضارات والشعوب والتي علينا أن نخوضها معاً..
تناول الكلمة بعده الدكتور ناصيف حتي (رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس) الذي تحدث عن دروس الماضي ومفارقات الحاضر في العلاقة بين أوروبا والعالم العربي، والعوامل المؤثرة في هذه العلاقة، وخصوصاً الأحداث التاريخية، كما أشار إلى مصير الحوار العربي الأوروبي وأسباب توقفه وفشله، مؤكداً على أن حالة التبعثر والتفكك وغياب أجندة عربية مشتركة تؤدي إلى التهميش الذاتي للعرب على الصعيد الدولي، مقترحاً إنشاء منتدى عربي أوروبي للتفكير المشترك يكون مثلث الأضلاع، يضم الرسمي وغير الحكومي والقطاع الخاص لبلورة أجندة مشتركة للحوار والتعاون والتشاور.
ثم قدّم الأمير تركي الفيصل مداخلة علّق فيها على ما جاء في ورقة د.?حتي وخصوصاً موضوع صراع الحضارات وفكرة إقامة المنتدى العربي الأوروبي، فأكد استعداد مؤسسة الفكر العربي للعمل على تحقيق هذه المقترحات.
أما بخصوص محور مستقبل العلاقات العربية الإفريقية فقد تحدث حوله الدكتور حيدر إبراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية، الذي استعرض تاريخ العلاقات العربية الإفريقية والتي هي في نظره متأزمة من خلال المؤشرات التالية: هناك فجوة بين إمكانات التعاون العربي - الإفريقي، ومستوى العلاقات الحالي، غياب رؤية استراتيجية عربية للشراكة العربية الإفريقية، وكذلك غياب عقيدة عامة للتعاون العربي الإفريقي. وختم الدكتور إبراهيم كلمته بقوله: ما زال المجال مفتوحاً لتحقيق الشراكة بين العرب والأفارقة قائلاً: فليترك العرب هذا الحب لشمالي المتوسط من الجانب الواحد، وليبدؤوا بدراسة وتغيير الواقع الإفريقي من أجل مستقبل أفضل للعلاقات العربية الإفريقية.
وقد عقب على هذه الورقة كل من الدكتور سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات العربية والخارجية في مجلس الشعب السوري، ومرتضى بن علي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة في سلطنة عمان.
وفي الجلسة التي تناولت محور استشراف العلاقات العربية الأمريكية، شارك فيها الدكتور بول سالم مدير عام مؤسسة فارس في لبنان، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة سارا، لورنس فواز جرجس، وكريستوفر روس مستشار وزارة الخارجية الأمريكية للعلاقات العامة بالعالم العربي، والسفيران الأمريكيان في الرياض روبرت جوردن وفي بيروت فنسنت باتل، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ميرلاند الدكتور شبلي تلحمي، وعدد من الصحفيين والمهتمين بالعلاقات العربية الأمريكية.
وعلى هامش المؤتمر قامت مؤسسة الفكر العربي بتكريم عدد من الروّاد والمبدعين والموهوبين، من السعودية ومصر ولبنان وسورية.
مؤتمر:
(دور العلماء في نهضة الأمة)
بمشاركة أكثر من مائة من علماء الشرع والمفكرين الإسلاميين من الأردن وسوريا ولبنان، نظّم المركز الأردني للدراسات والمعلومات مؤتمراً تحت شعار (دور العلماء في نهضة الأمة) وذلك في العاصمة الأردنية بين 3-4 كانون الأول (ديسمبر) 2003م.
أما المحاور التي ناقشها المؤتمرون والمشاركون في فعالية هذا المؤتمر فجاءت على الشكل التالي:
1ـ العلماء ودورهم في مسيرة الأمة: الماضي، الحاضر، المستقبل.
2ـ الفتوى والاجتهاد: أركانهما وشروطهما ومجالاتهما.
3ـ نشوء الفرق والمذاهب في الإسلام.
4ـ التعصب المذهبي والتطرف الديني وآثاره على الأمة.
5ـ العلماء ودورهم في بناء الرأي العام.
6ـ دور العلماء في مواجهة الأزمات التي تواجه الأمة في العصر الحديث.
7ـ العلماء والدور المطلوب: رؤية مستقبلية.
فبخصوص المحور الأول تحدثت الأوراق المقدمة عن مكانة العلماء في الحضارة الإسلامية والأدوار التي قاموا بها ومساهمتهم في شتى المجالات وقدرتهم على إحداث التغيير والمساهمة فيه، وهذا ما يؤهلهم للمشاركة في صناعة المستقبل. وفي المحور الثاني تحدث المشاركون عن أهمية الفتوى وخطورتها، والشروط الواجب توفرها فيمن يتصدّى للإفتاء، كما ناقشوا كيفية التصدي للفوضى في هذا المجال والسبل التي تمنع من استغلال مقام الإفتاء لتبرير التطرّف والتعصّب أو الدعوة إليه.
في محور آخر تحدثت بعض الأوراق عن الأسباب والخلفيات التاريخية والسياسية والعلمية لنشوء الفرق والمذاهب الإسلامية، وإيجابيات هذا التنوع والتعدد في الرؤى والأفكار، وكذلك سلبياته المتمثلة في التعصب المذهبي والتطرف وتأثيرهما على وحدة الأمة وتقدمها وازدهارها.
من جهة أخرى عالجت المحاور الأخرى الأدوار المطلوبة من العلماء لمعالجة الظواهر السلبية التي تعاني منها المجتمعات العربية، وأهمية مشاركتهم في توجيه الناس وإيضاح الأمور المتشابهة لهم، كما تمت مناقشة الأسباب التي تحول بين العلماء وقيامهم بواجبهم الشرعي تجاه أمتهم وضعف تأثيرهم في الساحة واقتصار أنشطتهم على إصدار البيانات الفكرية التي تنتقد الواقع دون المساهمة المباشرة في تغييره.
ملتقى دولي حول
فكر مالك بن نبي
يعتبر مالك بن نبي من أبرز وأهم المفكرين الجزائريين الذين عاشوا في القرن الماضي وساهموا في إثراء الثقافة الإسلامية بكتابات وبحوث اهتمّت بالبحث في أسباب تخلّف المسلمين وتقدم غيرهم، كما انشغلت بمعالجة كيفية التوفيق بين الأصالة وضرورة التحديث أو المعاصرة.
بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاة هذا المفكر (توفي في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1973م)، نظم المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الملتقى الدولي الأول حول فكر مالك بن نبي، وذلك بين 18-20 تشرين الأول (أكتوبر) 2003م. حيث شارك في هذا الملتقى لفيف من المفكرين والباحثين وشخصيات علمية كانت مقربة من ابن نبي أو مهتمة بفكره من الجزائر ومصر وليبيا والمغرب ولبنان وفرنسا وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية. وقد قدمت خلال فعاليات الملتقى 16 ورقة ناقشت مجمل القضايا الفكرية التي عالجها مالك بن نبي أو تحدث عنها في كتبه، كما نظم معرض للكتب والوثائق الخاصة به.
في الجلسة الافتتاحية أكدت الكلمات الملقاة أن الهدف من هذا الملتقى هو تصحيح الصورة المشوّهة للإسلام عن طريق إعادة الاعتبار لواحد من كبار مفكريه المتنورين والعمل على نشر ثقافته وأفكاره. وقد بعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الملتقى جاء فيها: إن فكر مالك بن نبي يحظى بشهرة وإشعاع دوليين، وإنه بعد ثلاثين سنة من وفاته لا يزال يغذي النقاشات الفكرية في العالم الإسلامي والبلدان الغربية على السواء.. وأضاف: إن هذا اللقاء سيدفع الجميع إلى التفكير في مقارنة جديدة لعلاقة الإسلام والدول الإسلامية بالحضارات الأخرى وبالنظام العالمي الجديد.
انطلقت أعمال اليوم الأول بورقة الأستاذ نور الدين بوكروح وزير التجارة وأحد المقربين من مالك بن نبي، الذي تحدث عن (الفكر والسياسة عند مالك بن نبي) فأشار إلى النشاطات السياسية لابن نبي ومشاركته في الحركة الوطنية والعمل الصحفي، كما أشار إلى العوامل المؤثرة في توجهاته السياسية. تحدث بعده الدكتور عبد السلام الهراس (من جامعة فاس - المغرب) عن: (أثر الدين في فكر مالك بن نبي) فأكد أن تأثير الدين في فكر مالك بن نبي كان عميقاً وهذا ما جعله يؤمن بأن الفكرة الدينية كانت محركة للتاريخ ومؤثرة في كل تغيير. من جهته تحدث الدكتور محمد طاهر الميساوي (من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا) عن: (النظرية القرآنية لمالك بن نبي: رد علمي على الحداثة الغربية) انطلق فيها من كتابه الشهير (الظاهرة القرآنية) ليؤكد أن ابن نبي قد قدم إضافات مهمة من خلال المقارنات التي قام بها بين ما جاء في القرآن والأناجيل، والنتائج التي توصل إليها.
أعمال اليوم الثاني انطلقت بورقة المفكر اللبناني الأستاذ عمر كامل مسقاوي وهو صديق كذلك لابن نبي. وقد تحدث عن: (عالمية الثقافة في فكر مالك بن نبي) وأشار إلى الأهمية التي أولاها مالك للثقافة في كتابه (مشكلة الثقافة) الذي أكد فيه تأثير الثقافة على الرؤية الحضارية.
تحدث بعده الأستاذ صادق سلام (باحث في التاريخ المعاصر - من فرنسا) فتتبع مواقف الكتاب والباحثين الفرنسيين من فكر ابن نبي وخصوصاً كتابيه: (وجهة العالم الإسلامي) و(فكرة الأفروآسيوية).
ولمناقشة مساهمة ابن نبي في التنظير في المجال الاقتصادي، قدمت ثلاثة أوراق، الأولى للدكتور محمد منوطي (مدير مركز البحوث للدراسة عن الحداثة والمجتمع المدني بكوالا لومبور) بعنوان: (الكومنولث الإسلامي عند مالك بن نبي). الثانية للدكتورة فتيحة تلاحيت (باحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا) تحت عنوان: (راهنية أفكار مالك بن نبي الاقتصادية). والثالثة للدكتور زيدان خوليف (باحث في علم الاجتماع السياسي - فرنسا) بعنوان: (التكتلات الجهوية بين الاختيار والضرورة).
من الأوراق التي قُدمت في هذا اليوم كذلك ورقة الدكتور حسن حنفي (أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة) تحت عنوان: (من القصد إلى الفعل.. محاولة لإعادة بناء مشكلات الحضارة عند مالك بن نبي) تحدث فيها عن الاهتمامات الكبرى التي شغلت فكر ابن نبي والتي يمكن تحديدها في قضايا ثلاث:
1ـ دراسة التراث.
2ـ معرفة الغرب.
3ـ تأصيل العلوم الاجتماعية.
كذلك تحدث الدكتور عمار الطالبي (أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر) عن: (مالك?بن نبي ومكانة الفكر في المجتمع الإسلامي). وقدم الدكتور أسعد السحمراني (أستاذ العقائد والأديان المقارنة بجامعة الأوزاعي في لبنان) ورقة تحت عنوان: (مالك بن نبي ومعاييره للتنوع الثقافي ومشكلات الحضارة).
في اليوم الثالث قدمت مجموعة من الأوراق، فقد تحدثت الدكتورة أسماء رشيد (أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الباكستانية ومترجمة كتب مالك بن نبي) عن: (الثقافة والحضارة عند محمد إقبال ومالك بن نبي). وقدم الدكتور مولود عويمر (باحث بمركز الدراسات الحضارية بباريس) ورقة بعنوان: (فكرة الغرب عند مالك بن نبي وعلي شريعتي).
وتحدث الدكتور عثمان شهاب (من جامعة ماليزيا) عن: (فكر مالك بن نبي والمجتمع الملايوي الإسلامي المعاصر). كما تحدث الدكتور العربي بوجلال (أستاذ بجامعة سطيف - الجزائر) عن: (مالك بن نبي فيلسوف القرن العشرين). وقدم الدكتور مصطفى شريف (أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر) ورقة بعنوان: (علاقة الإسلام والغرب عند مالك بن نبي).
وقد شارك في التعقيب على هذه الأوراق عدد من المفكرين والباحثين المشاركين منهم: د. أبو عمران ود. محفوظ سماتي ود. عبد اللطيف عبادة ود. محمد البشير مغلي، ود. سعيد شيبان ود. عمار جيدل، والأستاذ عبد الرحمن بن عمارة وغيرهم..
وقد أصدر المشاركون مجموعة من التوصيات بعد إنهاء فعالية الملتقى من أهمها:
1ـ جمع الأعمال الكاملة لمالك بن نبي ونشرها باللغتين العربية والفرنسية وكذلك ترجمتها إلى اللغات العالمية الأخرى.
2ـ إنشاء بنك معلومات يضم كل ما كتب عن مالك بن نبي من دراسات ورسائل جامعية.
3ـ إنشاء مركز أو أكاديمية للبحث العلمي باسمه.
4ـ إحداث جائزة سنوية تعنى بالدراسات الحضارية يطلق عليها اسم: (جائزة مالك?بن نبي).
5ـ إطلاق اسم مالك بن نبي على الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة.
6ـ إنشاء مؤسسة مالك بن نبي لنشر فكره.
7ـ إصدار مجلة تعنى بدراسة مشكلات الحضارة تسمى (البناء الجديد).
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.