تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

البعد التربوي والتعليمي في فكر ابن حزم الاندلسي

حفيظ العلوي

 

البعد التربوي والتعليمي في فكر ابن حزم الأندلسي

مقاربة تحليلية أولية

حفيظ العلوي*

* باحث في الآداب، مسلك الدكتوراه، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، المغرب، البريد الإلكتروني: elalaoui01@hotmail.fr

 

 

 

- 1 -

يعتبر ابن حزم الأندلسي (384-456) رائداً من رواد التربية والتعليم في عصره؛ بل إن أطروحاته في التلقين ومراتب العلوم وخصال العالم والمتعلم؛ والقول بجدية البحث العلمي وحداثته، كل ذلك يمكن أن نعده ثورة جذرية في مجال الديداكتيك. فلماذا يطلب العلم؟ وما العلوم التي يجب على المتعلم المبتدئ تعلمها؟ وما هي قواعد وﺁداب الجلوس لطلب علم ما؟ ثم أخيراً ما هي الشروط التي يجب توافرها في كل بحث علمي جديد؟

لقد عايش ابن حزم ثلاث محطات تاريخية سياسية مهمة: المحطة الأولى تبتدئ من موت الحاكم المستنصر بالله سنة 366هـ وتولية ابنه هشام الثاني، وتنتهي باستبداد المنصور بن أبي عامر بالسلطة. المحطة الثانية تبتدئ بموت المنصور بن أبي عامر سنة 392هـ وتنتهي بسقوط الدولة العامرية بالأندلس سنة(399هـ/ 1009م). أما المحطة الثالثة فتبتدئ بسقوط الدولة الأموية وقيام الفتنة البربرية (من سنة 399هـ إلى 422هـ/ 1030م) ونشوء دويلات ملوك الطوائف[1]، وما أعقب ذلك من رجات عنيفة هزَّت كيان الأندلس العربية الإسلامية.

إن عصر ابن حزم اتَّسم بقوة الملك على عهد الحاكم المستنصر بالله والمنصور بن أبي عامر وابنه عبد الملك المظفر، وبالاضطراب والفوضى والفتن زمن حكم عبدالرحمن الملقب بشنجول[2]، وبانقسام الدولة الإسلامية إلى دويلات متعددة ومتنافرة في عهد ملوك الطوائف،مما سهل مأمورية الدولة المسيحية في الشمال في الانقضاض على دولة الإسلام بالأندلس.

لقد تباينت مواقف القدماء بين معارض لابن حزم كالمؤرخ ابن حيان الذي تحامل عليه واتهمه بالغلط، وجرَّده من صفة العالم النزيه، واتَّهمه بخمول النسب[3]؛ وكذلك فعل مثله القاضي أبو بكر بن العربي الذي ذمَّه ومذهبه الظاهري[4]، وبين مؤيد له، إذ يقر تلميذه الحميدي بسعة ثقافة أستاذه وريادته وإعجابه الشديد به[5]، أما عبد الواحد المراكشي فركز على تفرُّده بالدعوة إلى المذهب الظاهري بالأندلس[6]، وركز القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد على سعة علمه ومعرفته بالبلاغة والسير والأخبار[7]، ورأى فيه شمس الدين الذهبي من الذكاء والزهد والورع ما لم يتوفر لأحد غيره بالأندلس[8]، وذهب ابن خاقان إلى أن ابن حزم تفرَّد بالقياس، وأنه تجرَّد للعلم وطلبه[9].

إن آراء القدماء ركَّزت بالدرجة الأولى على التعريف ببعض الجوانب المميزة لشخصية ابن حزم، وعلى شمولية ثقافته وتنوعها، وقدرته الفائقة على إفحام خصومه سواء المسلمين منهم أو اليهود والنصارى، ومشاركته الفعلية العملية في مختلف الفنون، والمثابرة في تحصيل العلوم.

أما المحدثون من العرب فأغلبهم يرى في ابن حزم نموذجاً للمثقف الأندلسي الموسوعي المتعدّد نواحي النبوغ[10]، والممهد لظهور المدرسة الفلسفية بالمغرب[11]، والذي حفلت حياته بمجموعة من الأنشطة العلمية التي كان نتيجتها التأليف في مختلف الفنون والآداب[12].

وقد اعتبره المستعربون قامة إنسانية شامخة ومتميزة على أكثر من مستوى، فهو الذي جعل المعايشة ممكنة بين العشق والتدين؛ هذه المعايشة التي كانت مستحيلة عند المسيحي الذي لا تسمح عقيدته للاستسلام لعذوبة الجسد[13]، وبالرغم مما تعرَّضت له مؤلفاته من إحراق وإهمال وتهميش فقد قاومت عوادي الزمن[14]، ثم إن فكره استطاع أن يحرره من كل تبعية للمشرق العربي[15].

من خلال مجموع الآراء حول القيمة العلمية لابن حزم الأندلسي عند قدماء العرب والمعاصرين منهم نستشف أنه علم من أعلام الفكر العربي الإسلامي، مؤلف في مختلف العلوم وجامع كبير للمصنفات، وفقيه محدث، ومجادل جرئ، وصاحب مذهب اختص به في الأندلس –المذهب الظاهري- يعارض التقليد معارضة شديدة، ويدعو إلى الاجتهاد والاستقلال في الفكر.

- 2 -

لو استعرضنا مجمل ما قيل حول ابن حزم لما وسعنا هذا المقال، وما يهمنا من فكره هو الجانب التربوي بالأساس. نجد «تنظير» ابن حزم لأفكاره التربوية في أربع رسائل من مجموع ما خلَّفه لنا من تراث متميز جاوز، كما يخبرنا بذلك ابنه رافع الفضل بن علي، الأربعمائة مجلد تشتمل على ما يقرب من ثمانين ألف ورقة[16]. هذه الرسائل هي «رسالة التلخيص لوجوه التخليص»[17]، و«رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل»[18]، و«رسالة مراتب العلوم»[19]، و«رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية»[20].

لم يكن ابن حزم أول من دعا إلى إعادة صياغة نموذج تربوي هادف لتصنيف العلوم وتمييز الصالح منها والطالح، لكنه كان صريحاً كل الصراحة في الوقوف ضد علوم لا بحسنها ينتفع وبشرها يستضر، وبمنطقه الجدلي الصارم «لعب دوراً هامًّا في تطوير الفكر الأندلسي، وزعزعة المسلمات الأساسية للثقافة السائدة، والرسمية في الوقت ذاته»[21]، فهو القائل «إن السالفين قبلنا كانت لهم علوم يواظبون على تعليمها ويُورِّثها الماضي منهم الآتي. ثم إن من تلك العلوم ما بقي وبقيت الحاجة إليه، ومنها ما درس رسمه، ودثرت أعلامه، وانبتَّ جملة فلم يبقَ إلَّا اسمه. فمن ذلك علم السحر، وعلم الطلسمات، فإن بقاياها ظاهرة لائحة، وقد طمس معرفة علمها»[22]، بسبب الموقف الديني الصريح منها، إذ كانت أسسها «تتنافى والمعتقدات الدينية (...) أو على الأقل تصدر عن تصور للكون ولعلاقة النفس بالجسد، مخالف لذلك الذي يقول به الدين»[23].

إن تعلم العلم لا يقصد لذاته، إنما لمعرفة الخالق جل جلاله، ذلك «أن أجل العلوم ما قرَّبك من خالقك تعالى، وما أعانك على الوصول إلى رضاه»[24]، وما أقر بصدق نبوة خير المرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وصحة القرﺁن الكريم[25]. ومن طلب العلم لغير الله تعالى رام حب الدنيا من الرئاسة والمال و«ترك الاشتغال بما يصلحه في دنياه، وبما يروح به عن نفسه من البطالة»[26].

وجاهل العلوم «متسكع أعمى»[27]، وهو أيضاً من اكتفى بتعلم علم واحد، لأن ذلك يُعرِّضه للاستخفاف من طرف العلماء والأقران، «ومن اقتصر على علم واحد لم يطالع غيره، أوشك أن يكون ضحكة، وكان ما خفي عليه من علمه الذي اقتصر عليه أكثر مما أدرك من تعلق العلوم بعضها ببعض»[28].

ولا يعتقد معتقد أنه بمكنته أن يتحكم ويعرف معرفة يقينية وعميقة كل العلوم، «ومن طلب الاحتواء على كل علم أوشك أن يتقطع وينحسر، ولا يحصل على شيء، وكان كالمحضر إلى غير غاية، إذ العمر يقصر عن ذلك»[29].

فما البديل الذي يقترحه ابن حزم في هذا الصدد؟ يجيبنا «وليأخذ من كلٍّ بنصيب ومقدار ذلك معرفته بأعراض ذلك العلم فقط، ثم يأخذ مما به ضرورة إلى ما لا بد له منه (...) ثم يعتمد العلم الذي يسبق فيه بطبعه، وبقلبه وبحيلته، فيستكثر منه ما أمكنه، فربما كان ذلك منه في علمين أو ثلاثة أو أكثر، على قدر ذكاء فهمه، وقوة طبعه، وحضور خاطره، وإكبابه على الطلب، وكل ذلك بتيسير الله تعالى»[30]. وهذا لا يتحقق بيسر، إنما بثلاث عناصر أساسية هي: الكد، والمثابرة، وصرف المال في اقتناء الكتب[31].

لكن كيف يتوصَّل طالب العلم إلى اكتساب العلوم؟ هناك ثلاث طرائق بيداغوجية في نظر ابن حزم، تؤدي بالطالب إلى تشييد الخلفية النظرية والتجريبية الملائمة لتعلم علم ما، وهي بالتدرج: السماع والقراءة والكتاب، «وباليقين يدري كل ذي لب سليم أنه لا يتوصل إلى العلوم إلَّا بطلب، ولا يكون الطلب إلَّا بسماع وقراءة وكتاب، لا بد من هذه الثلاثة خصال، وإلَّا فلا سبيل دونها إلى شيء من العلوم البتة»[32]، وهذه الطرق/ الخصال يمكن أن نطلق عليها مصطلحين تكررا في الأدبيات التربوية الحديثة هما: المهارة والكفاية.

ونعتقد أن ابن حزم، وإن لم يكن واعياً كل الوعي بهذين المصطلحين، فإنه على الأقل لامسهما بتشديده على أن وسم السماع والقراءة والكتاب بلفظة «الخصال». وكما يتبين من قول ابن حزم السابق فإن شرط التعلم هو ما أسماه «الطلب» أي ترجمة الرغبة (السماع) إلى فعل/ إنجاز سلوكي تعلمي (القراءة)؛ بمعنى ﺁخر قابلية كل طالب علم إتقان وتحويل مهارة (السماع)[33] إلى كفاية[34]/ إنتاج قرائي يمكننا من الحكم عليه -الطالب- وتقويم إنتاجاته.

وهذا دفع حسان محمد حسان إلى القول: «وطبعاً وضع السماع له أهميته ليس فقط بحكم أن الطفل يسمع قبل أن يقرأ، بل أيضاً لأن الثقافة الإسلامية تعتمد في جانب كبير منها على السماع والتواتر»[35].

ويستتبع ذلك كفاية ما أسماه ابن حزم (الكتاب)، وهي الانتقال إلى فعل أكبر وهو مصاحبة الطالب للكتاب للتزود منه واتِّخاذه رفيقاً يؤنس وحشته، ويزيل كل عثرة أو فشل دراسي قد يحول دونه وتلقي صنوف العلم؛ بل إن هذه الكفاية الأخيرة تترجم، حقيقة، درجة تحكم الطالب وتمثُّله الأقصى للمهارات والكفاية/ الكفايات، ومؤشر دال على التمايز بين طالب وﺁخر. فالكتب «كالدواء القوي (...) إذا تناولها ذو العقل الذكي والفهم القوي لم يعدم أين تقلب وكيف تصرف منها نفعاً جليلاً وهدياً منيراً وبياناً لائحاً ونجحاً في كل علم تناوله وخيراً في دينه ودنياه، وإذا أخذها ذو العقل السخيف أبطلته، أو ذو الفهم الكليل بلدته وحيرته»[36].

- 3 -

لقد قدَّم ابن حزم الأندلسي ترتيباً سلميًّا لمهارات وكفايات التعلم والأساليب المعرفية الكفيلة بذلك، بدءاً من تعلم الخط في مرحلة مبكرة، حدَّدها في سن الخامسة من عمر الطفل، واشترط لذلك شرطين اثنين هما:

أ- فهم وتفاعل الطفل مع محيطه.

ب- ردود أفعاله وسلوكاته.

وفي غياب التفاعل وردود الفعل الإيجابية نحو ما يحيط به يتعذر اكتساب تعلم الخط. يقول: «فالواجب على من ساس صغار ولدانه وغيرهم أن يبدأ منذ اشتدادهم وفهمهم ما يخاطبون به، وقوتهم على رجع الجواب –وذلك يكون في خمس سنين أو نحوها من مولد الصبي–، فيسلمهم إلى مؤدب في تعليم الخط وتأليف الكلمات من الحروف»[37]. فالطفل في هذه المرحلة العمرية «يولد قليل المعرفة بذاته وبمحيطه وبعالمه الخارجي، لكنه كلما كبر وامتد به الزمن واتسع المكان وتنوع الحدث كلما تعلم وزادت معارفه ومعلوماته التي تؤثر في حياته إيجاباً أو سلباً أو معاً نتيجة ملكاته المعرفية»[38].

وهذا بالذات ما أكد عليه، لاحقاً، جان بياجه الذي توصَّل إلى النتيجة نفسها التي سبقه إليها ابن حزم بقرون، ومفادها أن «لدى الأطفال نفس القدرة على التكيف مع البيئة بعد اكتشافها واستطلاعها»[39].

كما اشترط ابن حزم على المدرس أن يجهد نفسه على تدريب الصبي و«ترويضه» إنجاز/ كتابة الخط بطريقة سليمة متقنة، قابل للقراءة بسهولة «والحد الأدنى الذي لا ينبغي أن يقتصر المعلم على أقل منه أن يكون الخط قائم الحروف بيِّناً صحيح التأليف الذي هو الهجاء، فإن الخط إن لم يكن هكذا لم يقرأ إلَّا بتعب شديد»[40].

ومعنى ذلك أن شرط الكفاية التربوية كما حددها Xavier Roegiers هي «العلاقة الواقعية بين شخصين مختلفين يتطلعان إلى نفس الحقيقة المتسترة وراء الكلمات»[41] من أجل تأسيس فعل بيداغوجي تكاملي في مرحلة تعليمية محددة[42].

وأما المرحلة الثانية التي تأتي بعد الخط هي مرحلة القراءة «فإذا درب الغلام في ذلك –الخط - درس وقرأ»[43]، ومعنى ذلك انتقال الطفل المتعلم إلى مرحلة جديدة هي الاستيعاب «ويحصل الاستيعاب عندما يخضع الفرد المواضيع والأشياء لخصوصية البنيات الذهنية التي يتوفر عليها»[44].

وبعد تمهير المتعلم في قراءة الكتب المتنوعة عليه بحفظ القرﺁن الكريم، فالقوة الحافظة «خزانة مدركات»[45] تتم من خلالها عملية استحضار المعلومات المخزنة. والاستحضار Evocation يعني «تمثيل ذهني لما تم إدراكه؛ ويتجسد في جعل موضوع التعلم متواجداً في الذهن»[46]، ولهذه المهارة الأخيرة منافع عظيمة؛ أولاهما التدرب على قراءة القرﺁن وغيره، وثانيهما تمرين اللسان على فعل القراءة/ التلاوة[47]، وثالثها التعليم للمعرفة، ومعناه «أن تكون –المعرفة- وظيفية، موجهة وهادفة، وليست معرفة للحشو والتحفيظ والتخزين وتعليب الذاكرة والفكر والوجدان، إنه إذن تعليم للتعلم المستديم»[48].

ونرتقي بعد ذلك سلم المعرفة بتعلم المتعلم علمي النحو واللغة؛ إذ القراءة مرتبطة أشد الارتباط بمعرفة قواعد النحو الأساسية، «فإن جهل -الطالب -هذا العلم عسر عليه علم ما يقرأ من العلم»[49]، وعسر عليه فهم واستيعاب كلام الله تعالى[50].

ولا يدعونا ابن حزم إلى التعمق الكبير في هذا العلم لأننا لن نجني من ذلك منفعة كبرى، بل يشغلنا عن الأهم/ الأوكد[51]. أما اللغة عنده فهي «المستعمل الكثير التصرف»[52]، وكلما كانت أوسع يكون لكل معنى في العالم اسم مختص به لكان أبلغ للفهم وأجلى للشك وأقرب للبيان[53].

ويقترح ابن حزم على طالب العلم مجموعة من الكتب كوسائل ديداكتيكية مساعدة في تحصيل العلوم، وإتقانها. والوسيلة التعليمية/ التعلمية «تساعد المتعلم على ترسيخ المعلومات في ذاكرته، وربطها في مخيلته بأشكال وألوان وأصوات وغيرها فتبقى عالقة بالذهن سهلة عند محاولة استرجاعها»[54]

بعد أن يتقن الصبي/ طالب العلم النحو واللغة عليه تعلم «علم الشعر» في حدود معينة، لأن الإكثار منه بدوره كسب غير محمود، ولأنه يخلط فيه صاحبه الحق والفضائل بالباطل[55]. ثم ينتقل الطالب إلى معرفة علم العدد/ الحساب الذي عن طريقه يحكم الضرب والقسمة والجمع والطرح والمساحة، وهو علم «مفيد جدًّا يقف بالمرء على حقيقة تناهي جرم العالم وعلى ﺁثار صنعة الباري في العالم»[56].

والعلم الرابع الذي يُوصي به ابن حزم طالبي العلم هو علم الفلك به يتوصل إلى «معرفة نسبة الأرض ومساحتها وتركيب الأفلاك ودورانها ومراكزها وأبعادها»[57]، ويأتي في المرتبة الخامسة في مشروع ابن حزم التربوي علم المنطق، يعرف به المرء، عن طريق البرهان، الحقائق اليقينية ويميزها عن الأباطيل تمييزاً لا يبقى معه ريب[58].

ويقع علم الطبيعيات في الرتبة السادسة من السلم التربوي المقترح من طرف ابن حزم، يليه علم التاريخ الحديث والقديم، وهو علم «سهل جدًّا ومنشط ومنتزه ولذة»[59]، ثم الفلسفة[60]، وعلم مقارنة الأديان[61]، ثم أخيراً في المرتبة الحادية عشرة علم الشريعة «فإن اشتغل مغفل عن علم الشريعة بعلم غيره فقد أساء النظر وظلم نفسه؛ إذ ﺁثر الأدنى والأقل منفعة على الأعلى والأعظم منفعة»[62]؛ وعلم الشريعة يندرج تحته أربعة أنواع من العلوم وهي:

1- علم القرﺁن، معرفة قراءته/ قراءاته، ومعانيه.

2- علم الحديث، معرفة متونه ورواته.

3- علم السنة، معرفة أحكام القرﺁن وأحكام الحديث وما أجمع المسلمون عليه وما اختلفوا فيه، ومعرفة وجوه الدلالة، وما صح منها وما لا يصح.

4- علم الكلام، معرفة مقالات علماء الكلام، وحججهم وما يصح منها وما لا يصح.

وبهذا يكون ابن حزم قد تجاوز النظرة التقليدية في التعلم التي تعتمد على الحفظ والاستظهار فحسب إلى اعتبار «التعلم لا يقتصر على المادة التعليمية، لكن يخضع للائحة من الكفايات التي على المتعلم بلوغها في مرحلة تعليمية ما»[63]. والتي بموجبها -كما يؤكد ذلك علم النفس المعرفي- بمستطاعه أن يذخر مجموعة من المعارف والمهارات ذات صلة وأساسية لحل مشكل معقد أو طائفة من المشاكل[64].

ولتوضيح مشروعه التربوي الهادف، ونوع التعلمات المقترحة، وكذا الوسائل/ الكتب التي يقررها ابن حزم لكل مرحلة دراسية نسوق الجدول المفسر التالي[65]:

 

مراحل التعلم

المستوى المستهدف

نوع التعلمات

الكتب المقترحة

المرحلة الأولى (الصبي ذو الخمس سنوات)

التمهر في الخط وتلاوة القرﺁن الكريم

الخط + القراءة

القرﺁن الكريم

المرحلة الثانية

امتلاك الطالب رصيداً وافياً في: علم النحو – علم اللغة – وعلم الشعر.

إتقان إعراب الكلمات والجمل،

إتقان المستعمل الكثير الدوران،

نظم شعر الحكمة والخير،

تجنب شعر الغزل، والتصعلك، وذكر الحروب وأشعار التغرب، والهجاء. الشعر المباح المكروه مثل: المدح والرثاء،

- الواضح للزبيدي أو الموجز لابن سراج،

- شعر حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وصالح بن عبد القدوس،

- الغريب المصنف لأبي عبيد، ومختصر العين للزبيدي،

وللتعمق أكثر: «خلق الإنسان»، و«الفرق» لثابت، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري، والممدود والمقصور لأبي علي القالي، والنبات لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري.

المرحلة الثالثة

كتب إقليدس، والمجسطي.

علم العدد

الضرب والقسمة والجمع والطرح والتسمية،

المساحة الأرثماطيقي (طبيعة العدد)،

-دوران الكواكب، الكسوف، أوقات الليل،

-المد والجزر.

المرحلة الرابعة

 

المنطق والعلوم الطبيعية

الحدود وعلم الأجناس والأنواع،والقضايا، وعوارض الجو،

الحيوان، والنبات، والمعادن، والتشريح.

المرحلة الخامسة

 

علم الأخبار والأنساب

أخبار الأمم السالفة والخالفة، وقراءة التواريخ القديمة والحديثة وأصحها تاريخ الملة الإسلامية، يتلوه تاريخ بني إسرائيل، يتلوه تاريخ الروم، يتلوه تاريخ الفرس.

المرحلة السادسة

 

القضايا الفكرية من قبيل:

- هل العالم محدث أو لم يزل؟

- هل النبوة ممكنة أو واجبة أو ممتنعة؟

 

المرحلة السابعة

 

علم الشريعة

علم القرآن الكريم،

علم الحديث،

علم الفقه،

علم الكلام.

 

 

- 4 -

لقد رسم ابن حزم من خلال ما سبق برنامجاً تربويًّا واضح المعالم ينطلق من تعلم الخط كمرحلة أولى وينتهي بتعلم الشريعة الإسلامية وإتقانها. وهو بذلك يجعل عملية الاكتساب متدرجة من السهولة إلى الصعوبة، ومن البسيط إلى المعقد؛ بحيث لا يمكن لأي متعلم الخوض في شؤون الشريعة ما لم يكن متسلحاً بمجموعة من المهارات والكفايات التي تمكنه من تفسير وتأويل القرﺁن والحديث النبوي الشريف.

والملاحظة التي تستوقفنا ونحن نتمعن في هذه المراحل التعليمية/ التدريسية هي أن ابن حزم لم يُحدِّد بدقة عمر المتلقي مصحوباً بمراحل التعلم الستة الأخيرة، مما يفتح الباب مشرعاً أمام عدة أسئلة من قبيل: هل هذه المراحل متداخلة فيما بينها؟ أم هل توجد قطيعة بينها؟

يقدّم ابن حزم مجموعة من النصائح والوصايا لكل طالب علم، منها التخلُّق بأخلاق العلماء، ومصاحبتهم، والتأدب بأدبهم، وتوقيرهم، وتعظيمهم، وأن يتجنب بعض الرذائل التي لا تليق بطالب العلم كالحسد والاغترار بما بلغه من مراتب العلم، يقول ابن حزم: «ونحن نوصي طالب العلم بألَّا يذم ما جهل منها -العلوم- فهو دليل على نقصه وقوله بغير معرفة، وألَّا يعجب بما علم فتطمس فضيلته، ويستحق المقت من الواهب له ما وهب، وألَّا يحسد من فوقه حسداً يؤديه إلى تنقيصه، فهذه رذيلتان. وأما إن حسده ولم ينتقصه، وكان ذلك رغبة في الوصول إلى ما وصل إليه محسوده فحسن، وهو رغبة في الخير. وألَّا يحقر من دونه فقد كان في مثل حاله قبل أن يعلم»[66].

وينهي طالب العلم عن كتمان ما تعلمه، واحتقار أقرانه أو من هم دونه في مراتب العلم، ويوصيه بعدم التكلّم في علم قبل أن يُتقنه ويتحقق منه، ويحكم صنعته، وألَّا تكون غايته في ذلك عرض الدنيا لا غير[67]، كما أكد ضرورة مصاحبة الكتب والإنفاق في سبيل الحصول عليها، والاستكثار منها، لأنها «نعم الخازنة له -العلم- إذا طلب، ولولا الكتب لضاعت العلوم ولم تُوجد»[68].

وقد وضع ابن حزم قواعد صارمة لأدب الجلوس للعلم، حددها في التالي:

- حضور مجلس العلم من أجل الاستزادة، وحصول الثواب والأجر.

- الابتعاد عن البحث عن عثرات مدرس العلم.

- الالتزام بالسكوت، وقلة الفضول أثناء الإنصات للدرس.

- على المتعلم أن يسأل عمَّا لا يدري،لا عمَّا يدري.

- على المتعلم معارضة جواب المدرس/ العالم بما ينقضه نقضاً بيِّناً.

- وعليه الابتعاد عن مراجعة كلام المدرس مراجعة متكبر[69].

وقد نبَّه ابن حزم إلى ضرورة حسن التواصل بين العالم وطالب العلم، بتنشيط وتوجيه الممارسة الديداكتيكية التي يكون فيها العالم في موقع الباث هو عصب العملية التعليمية/ التعلمية ومدارها، يقول: «فإن الحظ لمن ﺁثر العلم وعرف فضله، أن يسهله جهده، ويقربه بقدر طاعته، ويخفضه ما أمكنه. بل لو أمكنه أن يهتف به على قوارع طرق المارة، ويدعو إليه في الشوارع السابلة، وينادي عليه في مجامع السيارة، بل لو تيسر له أن يهب المال لطالبه، ويجري الأجور لمقتنيه، ويعظم الأجعال عليه للباحثين عنه، ويني مراتب أهله، صابراً في ذلك على المشقة والأذى»[70].

والبحث العلمي الرصين، عند ابن حزم، لا بد أن تتوافر فيه شروط الجدية، والإبداع، والابتكار، والتحديث، والبعد عن التقليد الأعمى، لأن «التقليد مذموم»[71]، ولأن كل من لم يقرأ الإنتاجان السابقة عليه ويتمثلها خير تمثُّل هو شبيه أو قريب النسبة من البهائم[72].

سبعة أنواع/ شروط حددها ابن حزم لكل بحث جديد لها ما يقابلها من أضداد، يوضحها الجدول التالي:[73]

مراتب الشرف في التأليف

أضدادها

شيء لم يسبق إليه -الباحث- فيستخرجه،

أخذ تأليف الغير وإعادته على وجهه،

شيء ناقص فيتممه،

التقديم والتأخير دون تحسين رتبه،

شيء مخطئ فيصححه،

تبديل الألفاظ دوت الإتيان بالأبسط منها،

شيء مستغلق فيشرحه،

حذف ما يحتاج إليه،

شيء طويل فيختصره دون أن يحذف منه شيئاً،

الإتيان بما لا يحتاج إليه

شيء مفترق فيجمعه،

نقض صواب خطأ،

شيء منثور فيرتبه.

الإقرار بما لا فائدة فيه.

 

إننا نعتقد أن ابن حزم من أوائل من نبهوا إلى ما أضحى يعرف اليوم بقضية التناص[74] intertextualité، أو ما عرف قديماً بالسرقات أو الانتحال، والنحل؛ فهو يصر على الجودة والسبق في تناول الموضوع العلمي، والتأليف فيما يفيد البشرية والابتعاد عن استنساخ ونسخ أقوال وبحوث العلماء السابقين، لأن ذلك يعيق التطور العلمي ويضر به، ويوقف مساره، وبالتالي يغيب التمايز والتفاضل بين جيد التأليف من فاسده.

- 5 -

لقد أسقط ابن حزم تجاربه الذاتية، وهو ينظر لطرق وأدوات وأساليب تكوين طالب العلم، ونستشف من رسائله عمق التناول وجديته وموسوعيته، واستشرافه ﺁفاق جديدة في ميدان البحث العلمي تنبذ كل تقليد أعمى، وتدعو إلى الاجتهاد، ثم الاجتهاد، وتطوير ملكات المتعلمين باستمرار من خلال إثارة الدافعية لديهم نحو المزيد من التعلم، وتقويم مسار التعلمات بدمج الطابع الحركي/ الخط بالطابع الفكري/ الحفظ، والوجداني/ القراءة.

لقد قدم لنا ابن حزم «نظرية تربوية» جدُّ متكاملة، أسسها واضحة المعالم، متكاملة العناصر؛ ربط فيها بين النمو الجسمي للمتعلم والنمو العقلي الإدراكي، اللذين يمكنانه في ﺁخر مشواره التعليمي من النجاح في دنياه والفوز بآخرته.

 

 

 

 



[1] للتوسع أكثر في هذه المرحلة يمكن الرجوع إلى: علي بن بسام الشنتريني، الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2000، ق4، ج7. ابن حيان القرطبي، المقتبس من أنباء أهل الأندلس، تقديم وتحقيق وتعليق محمود علي مكي، مصر: منشورات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي،مصر، دون تاريخ النشر ودون طبعة. أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن أي العيش بن محمد التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ج3، المقري، بيروت: دار صادر، ط 1997. ابن سعيد المغربي، المغرب في حلى المغرب، حققه وعلق عليه: شوقي ضيف، مصر: دار المعارف، م3، ط 1983. لسان الدين ابن الخطيب، تاريخ إسبانيا الإسلامية أو كتاب أعمال الأعمال في من بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، تحقيق وتعليق إ. ليڤي بروفنسال، بيروت: دار المكشوف، ط 2، 1956. ابن خاقان، مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس، دراسة وتحقيق: محمد علي شوابكة، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1983. ابن دحية، المطرب من أشعار أهل المغرب، تحقيق: إبراهيم الأبياري وحامد عبد المجيد، مراجعة طه حسين، بيروت - لبنان: دار العلم للجميع، طبعة 1955. عبد الرحمن بن خلدون، تاريخ ابن خلدون، بيروت: دار الكتاب اللبناني، ط3، 1967. قاسم الحسيني، الشعر الأندلسي في القرن التاسع الهجري موضوعاته وخصائصه، الدار العالمية للكتاب، الدار البيضاء المغرب، والدار العالمية، بيروت – لبنان، ط1، 1987. عبدالله عنان، دولة الإسلام في الأندلس، العصر الثاني (دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي)، القاهرة: منشورات الخانجي، ط4، 1997. حسين مؤنس، معالم تاريخ المغرب والأندلس، منشورات مكتبة الأسرة، ط 2004. إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف والمرابطين، بيروت: دار الثقافة، ط 1971. عبدالكريم التواتي، مأساة انهيار الوجود العربي بالأندلس، الدار البيضاء: مكتبة الرشاد، ط1، 1967. امحمد بن عبود، التاريخ السياسي والاجتماعي لأشبيلية في عهد دول الطوائف، بيروت: دار النهضة العربية، ط 1972. إبراهيم بيضون، الدولة العربية في إسبانيا من الفتح حتى سقوط الخلافة، بيروت: دار النهضة العربية، ط3، 1986. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، عصر الدول والإمارات (الأندلس)، مصر: دار المعارف، 2009. عبدالقادر قلاتي، الدولة الإسلامية في الأندلس من الميلاد إلى السقوط، دار وحي القلم، ط 1، 2010. انخل جنثالث بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة: حسين مؤنس، القاهرة، ط1، 1955. رينهارت دوزي، ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام، ترجمة: كامل كيلاني، القاهرة، ط1، 1933. أغناطيوس كراتشكوفسكي، دراسات في تاريخ الأدب العربي، منتخبات، ترجمه عن الروسية: ك.ع. فاسيليفا، ومحمد المعصراني، موسكو: دار النشر علم، ط 1965، ط 1965.

[2] «شنجول اسم غلب عليه من قبل أمه عبدة بنت شنجة الملك النصراني الناڤاري تذكراً منها لاسم أبيها. من المسلم به تاريخيًّا أن أمه أُهديت للمنصور بن أبي عامر في إحدى غزواته للممالك المسيحية، فكانت تدعوه في صغره بشنجول، وكان أشبه بجده شانجة Sancho»، ابن عذارى المراكشي، البيان المغرب، في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق: ج.س.كولان، وإ. ليڤي بروفنسال، دار الثقافة، بيروت، لبنان، ط 3، 1983، ج.3، ق.1، ص28. وقد تلقب عبد الرحمن هذا «بالناصر ثم بالمأمون فكان يدعى بالحاجب الأعلى المأمون ناصر الدولة»، ابن عذارى، نفسه، ص 28. «ناصر الدين» تسمية لا تليق إلَّا بالخلفاء، وفي هذا الصدد يقول ابن عذارى المراكشي: « فأنكر الناس على عبد الرحمن وخليفته تسميته بهذا الاسم الخلافي وهو معرى من علائق النجابة في الدولة، وكرهوا للخليفة السماح به واعتدُّوا ذلك من حامله جهلاً وجرأة، وذمُّوا مع ذلك عجلة عبد الرحمن في سرعة ارتقائه إلى أعلى هذه المنزلة». نفسه، ج3، ق1، ص 42. و«المعروف أن الخلافة كانت، حتى ذلك الحين، عرفاً مسلماً به للقرشيين»، محمد سهيل طقوش، دار النفائس، بيروت – لبنان، ط1، 2005، ص 376.

[3] الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، ق.1، ج.1، ص (136-137).

[4] العواصم من القواسم، تحقيق: عمار طالبي، دار التراث، ط1، 1997، ص (225-253).

[5] جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، ص (308-309).

[6] عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب من لدن الفتح إلى آخر عصر الموحدين مع ما يتصل بتاريخ هذه الفترة من أخبار الشعراء وأعيان الكتاب، ضبطه وصححه وعلق حواشيه وأنشأ مقدمته: العريان محمد سعيد، والعلمي محمد العربي، الدار البيضاء: دار الكتاب، ط 7، 1978، ص (76-77).

[7] ابن بشكوال، أبو القاسم خلف بن عبد الملك، كتاب الصلة في تاريخ علماء الأندلس، اعتنى به ووضع فهارسه: الهواري صلاح الدين، صيدا – بيروت: المكتبة العصرية، ط1، 2003، ، ج.1، ص333.

[8] الذهبي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، تذكرة الحفاظ، وضع حواشيه: الشيخ زكريا عميرات، بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية، ط1، 1998، ج.3، ص227.

[9] مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس، ق.2، ص (279-280).

[10] أحمد أمين، ظهر الإسلام، مكتبة النهضة المصرية، ط 1953، ج3، ص53.

[11] سالم يفوت، ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس، دار الثقافة، ط 1، 2009، ص12.

[12] محمد رضوان الداية، تاريخ النقد الأدبي بالأندلس، مؤسسة الرسالة، ط2، 1993، ص308.

[13] أميريكو كاسترو،حضارة الإسلام في إسبانيا، ترجمة: سليمان العطار، القاهرة: الدار الثقافية للنشر، ط1، 2002، ص 83.

[14] سانتشث البرنس، ابن حزم قمة إسبانية،، ضمن «دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة»، ترجمة: الطاهر أحمد مكي، دار المعارف، ط4، 1993، ص129.

[15] هنري بيريس، الشعر الأندلسي في عصر ملوك الطوائف، ملامحه العامة وموضوعاته الرئيسية وقيمته التوثيقية، ترجمة: الطاهر أحمد مكي، دار المعارف، ط1، 1988، ص54.

[16] الصلة، م.2، ج.7، تر895، ص333. عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ص72. ياقوت الحموي، معجم الأدباء إلى معرفة إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ص 480.

[17] تحقيق إحسان عباس، رسائل ابن حزم، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط2، 1987، ج3.

[18] تحقيق إحسان عباس، رسائل ابن حزم، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 1980، ج1.

[19] تحقيق إحسان عباس، رسائل ابن حزم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1983، ج4.

[20] نفسه.

[21] م. جذور، ع 16، مارس، 2004، مقال: ابن حزم ومنهج الجدل والمناظرة، بركات محمد الرحوتي، ص338.

[22] رسالة مراتب العلوم، ص (61-62).

[23] سالم يفوت، ابن حزم والفكر الفلسفي بالمغرب والأندلس، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، ط1، 2009، ص 282.

[24] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص 344.

[25] نفسه، ص 74.

[26] رسالة التلخيص لوجوه التخليص، ص 170.

[27] رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، ص94.

[28] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص 77. وقد أنشد ابن حزم أبياتاً له يتحدث فيها عن طلب العلم، يقول:

من ظل يبغي فروع علم

بدءا ولم يدر منه أصلا

فكلما ازداد فيه سعيا

زاد لعمري بذاك جهلا

ديوان ابن حزم الأندلسي، تحقيق: عبد العزيز إبراهيم، بيروت: دار صادر، ط1، 2010، ص 115.

[29] نفسه، ص (77-78).

[30] نفسه، 78.

[31] نفسه، 77.

[32] نفسه، ص 65.

[33] يعرف عبد الكريم غريب المهارة Habilete بالقول: «مجموعة محصورة ضمن كفايات معينة، تحين من خلال سلوكات ناجعة، وتنتج عموماً، عن حالة من التعلم، وهي عادة ما تهيَّأ من خلال استعدادات وراثية»، بيداغوجية الكفايات، منشورات عالم التربية، ع 5، 2004، ص 71.

[34] الكفاية Compétence «بنيات مندمجة يبنيها المتعلم بواسطة تفاعله وجهده، فتمكنه من توظيف تعلماته كي يقوم بالمهام التي تتطلبها وضعيات/ مشاكل مطروحة عليه»، م. علوم التربية، ع.25، مقال: المقاربة بالكفايات وبيداغوجية الإدماج أي علاقة؟ أحمد أوزي، ص 11.

[35] حسان محمد حسان، ابن حزم الأندلسي عصره ومنهجه وفكره التربوي، مصر: دار الفكر العربي، ط 1964، ص 120.

[36] رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، ص 101.

[37] نفسه، ص 65. تعلم ابن حزم الخط والقرﺁن الكريم على يد الجواري اللائي كن في قصر أبيه، يقول: «هن علمنني القرﺁن وروينني كثيراً من الأشعار ودربنني في الخط»، أبو محمد، علي بن سعيد بن حزم بن غالب، طوق الحمامة في الألفة والألاف، تحقيق إحسان عباس، تونس: دار المعارف، ط 2001، ص 155.

[38] م. علوم التربية، ع. 49، أكتوبر 2011، مقال: الاشتغال المدرسي على تنمية الطفل (من أجل اندماج اجتماعي منذ الصغر)، عبد العزيز قريش، ص58.

[39] م. الدراسات النفسية والتربوية، ع. 3، 1983، مقال: مجابهة بين بياجه وشومسكي، ترجمة أحمد أوزي، ص71.

[40] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص65.

[41] Roegiers Xavier, Une pédagogie de l’intégration. Compétences et intégration des acquis dans l’enseignement, 2édition 2001, p133.

[42] Abdelkrim Gherib, Compétences et Pédagogie d’intégration, Édition Alam Attarbia, 1 édition 2010, p27.

[43] رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، ص65.

[44] سلسلة التكوين التربوي، ع. 6، ط 1999، ص 96.

[45] محمد الأوراغي، اكتساب اللغة في الفكر العربي القديم، الرباط: دار الكلام، ط 1990، ص 57.

[46] دومنيك شالڤان، طرق وأدوات التدريس والتكوين، ترجمة وتعريب: عبد الكريم غريب، منشورات عالم التربية، ط 1، 2011، ص 182.

[47] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص 66.

[48] مصطفى محسن، مدرسة المستقبل رهان الإصلاح التربوي في عالم متغير، منشورات الزمن، ط 2009، ص 52. انظر للتوسع أكثر:

- مصطفى محسن، أسئلة التحديث في الخطاب التربوي بالمغرب: الأصول والامتدادات، الدار البيضاء – بيروت: المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 2001، ص ص (20-50).

- مصطفى محسن، في المسألة التربوية، نحو منظور سوسيولوجي منفتح، الرباط: شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1992، الطبعة الثانية: الدار البيضاء – بيروت، المركز الثقافي العربي، 2002 ص 73.

- مصطفى محسن، المعرفة والمؤسسة، مساهمة في التحليل السوسيولوجي للخطاب الفلسفي المدرسي في المغرب، بيروت: دار الطليعة، الطبعة الأولى، 1993، ص 85.

[49] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص 66.

[50] رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، 95.

[51] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص 66.

[52] نفسه، ص 66.

[53] رسالة مراتب العلوم، ص67.

[54] محمد الدريج، تحليل العملية التعليمية، الرباط: منشورات الدراسات النفسية والتربوية، 1988، ص81.

[55] رسالة مراتب العلوم، ص69.

[56] نفسه، ص69.

[57] نفسه، ص 69.

[58] نفسه، ص 72.

[59] نفسه، ص 72.

[60] نفسه، ص73.

[61] لم يصرح ابن حزم بهذا الاسم «علم مقارنة الأديان»، لكن منطوق كلامه يبين أنه بصدد المقارنة بين الديانة الإسلامية والديانتين المسيحية واليهودية.

[62] رسالة مراتب العلوم، ص75.

[63] Abderrahim Harouchi, La Pédagogie des Compétences, Édition Le Fennec, Casablanca 2000, p31.

[64] Abderrahim Harouchi, Pour un enseignement efficace, L’approche par compétences, Édition Le Fennec, Casablanca 2010, p97.

[65] استفدنا في تصميم هذا الجدول من مجهودات إحسان عباس في تقديمه لرسالة مراتب العلوم، ص (27-29).

[66] رسالة مراتب العلوم، ص81.

[67] نفسه، ص 81.

[68] نفسه، ص 77.

[69] رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل، ص (411-412).

[70] رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، ص 101.

[71] نفسه، ص95.

[72] نفسه، ص 96.

[73] ينظر حديث ابن حزم عن جدية البحث العلمي: رسالة التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية (103-104).

[74] جوليا كريستيفا هي أول من أبدع وبلور مصطلح التناص Intertextualité في النقد الغربي الحديث،ينظر:Julia Kristeva ,Le langage ,cet inconnu, édition Point/seuil ,Paris , 1981.

Julia Kristeva, La révolution du langage poétique, Collection Tel quel ,Édition du Seuil, Paris, 1974.Palimpsestes, La littérature au second degré, Collection Poétique, aux éditions du seuil, Paris, 1982. Gérard Genette,

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة