تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

مجلة الكلمة .. رغم تبدل الزمن

علي سعيد

مجلة الكلمة..

رغم تبدل الزمن

علي سعيد*

* صحفي من السعودية.

 

 

لا أعرف إذا كانت صدفة أم ماذا، لكن صادف أن أكون طالب إعلام في جامعة دمشق، وأن تتوفر بالقرب مني كل نسخ أعداد مجلة الكلمة الفصلية. والتي بلا شك، كانت تضم العديد من البحوث الفكرية والثقافية الهامة. ولأني كنت معني بالبحث الإعلامي، فقد وجدت في مجلة الكلمة مادة دسمة لتقديم بحث جامعي، ضمن أحد مواد الصحافة في العام 2002. بعد أن توفرت لي مساعدة كريمة من رئيس تحرير المجلة الكاتب زكي ميلاد ومدير تحريرها الكاتب محمد المحفوظ والكاتب المغربي أدريس هاني. وهو ما أُنجز، ولقي أثراً طيِّباً داخل الكلية وخارجها. والحقيقة، كانت مجلة الكلمة لا تُعبِّر عن ذاتها وحسب آنذاك، وإنما عن التطلُّع الذي شغل النخب الثقافية في المجتمعات العربية والإسلامية، نحو المزيد من القربة الحسنة بين مكونات المجتمع العربي والمسلم. إنها إذاً مرحلة التسعينات الميلادية، وصولاً إلى الحدث الزلزالي الأكبر، في أمريكاً بتفجير البرجين في سبتمر (2001) حتى حدث غزو العراق. أي ذلك الزمن الذي شهد ربيعاً تسامحيًّا بين المسلمين، وكانت ولادة مجلات وخطابات إسلامية معتدلة تدعو ليس للحوار الحضاري بين الثقافات داخل العالم العربي والسلامي؛ بل تجتازه إلى حوار كوني يكون للمسلمين دور مرموق فيه. ما يحسب لمجلة الكلمة، بعد مرور عشرين عاماً، أنها لا تزال تصر على النشر بالسياسة الاتصالية والثقافية ذاتها، الداعية نحو التسامح وأهمية التواصل الحضاري.. إلخ، رغم تبدُّل الزمن والمشهد الاجتماعي والثقافي منذ التسعينات وحتى غزو العراق، فضلاً عن دخولنا زمن «الثورات العربية» وما لحق هذا الزمن من مشكلات وأحقاد وتعصبات وانقسامات طائفية وسياسية. الزمن تبدل، حتى إن كثيراً من المجلات الثقافية التي رفعت شعار التسامح والمحبة بين المسلمين، اختفت، في حين بقيت مجلة الكلمة تعمل ضمن النهج التأسيسي لهذا الخطاب، مؤمنة بأن ثمة أملاً كبيراً في الغد، لذا لا بد من الرهان عليه.

 

 

 

 

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة