شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
آراء علماء المسلمين
في التيارات المتطرفة والتكفيرية
محمد تهامي ذكير
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
(البقرة/208)
بمشاركة أكثر من ألف عالم دين ومفكر إسلامي ومتخصص في الحركات التكفيرية، ومهتم بالحركات الإسلامية والمشروع الإسلامي المعاصر، من ثلاث وثمانين دولة من العالمين العربي والإسلامي.. وتحت إشراف المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، وتحت الإشراف العلمي للمرجع الشيخ جعفر السبحاني نظمت الحوزة العلمية في قم مؤتمراً دوليًّا حول: «آراء علماء الإسلام في التيارات المتطرفة والتكفيرية» بين 23-24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014م، الموافق لـ 29 محرم و1 صفر لعام 1436هـ، تحت شعار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[1].
وقد بحث المؤتمر خلال يومين قضایا التطرف والتكفیر حيث تم تشكيل أربع لجان لمناقشة ومعالجة القضايا التالية:
1- لجنة دراسة جذور الفکر التکفیري والجماعات المتطرفة.
2- لجنة التعرف علی الأسس العقائدیة لدی التكفیریین.
3- لجنة التيارات التكفيرية وتداعياتها السياسية.
4- لجنة دراسة سبل خروج العالم الإسلامي من أزمة التكفير.
شارك في هذا المؤتمر نخبة من علماء ومفكري العالم الإسلامي من بينهم بالإضافة إلى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: الشيخ جعفر السبحاني، الشيخ محمد مهدي الآصفي، السيد حسيني بوشهري، الشيخ محمد علي التسخيري، الشيخ جنتي، محمدی گلپایگاني، علي أکبر ولایتي، الشيخ الريشهري، السيد الجزائري، الشيخ الأعرافي، من إيران.. كل من الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي مفتي أهل السنة في العراق والشيخ التيجاني السماوي من تونس، والشيخ أبو العزائم، وتاج الدين الهلالي مفتي أستراليا (من مصر)، محمد صادق محمد يوسف مفتي أوزبكستان، والشيخ حجت عضو مجلس علماء الشيعة في أفغانستان، والشيخ عبدالرزاق قسوم رئيس جمعية علماء المسلمين في الجزائر، وعارف الدين أحمد عضو المجلس الوطني ورئيس مجلس العلماء في أندونيسيا، عبدالقادر كيسينغ رئيس جامعة مولاويس الإسلامية في أندونيسيا، وعباس ديبالما مسؤول مؤسسة الإمام المهدي (عج) الإسلامية في إيطاليا بالإضافة إلى: شكور باشازاده مفتي جمهورية أذربايجان، وفيصل مرهل مسؤول مركز الغدير في مدينة توكمان بالأرجنتين.
كما شارك في هذا المؤتمر عيسى غونش مسؤول مؤسسة نداء أهل البيت الإسلامية في ألمانيا، عبدالعليم موسي إمام جماعة واشنطن، السيد جعفر العلوي من البحرين، والشيخ محمد المغربي إمام جمعة من البرازيل، عبدالحي بكالي الأمين العام للحزب الإسلامي في بلجيكا، الدكتور كي بدر الدجي عضو المحكمة العليا في بنغلادش، ومدحت تشليتش رئيس الدراويش في البوسنة، والعلامة راجه ناصر عباس جعفري الأمين العام لمجلس الوحدة في باكستان، محب الدين كبيري رئيس حزب النهضة الإسلامية في طاجيكستان، الشيخ صالح رئيس أئمة الجماعة في تنزانيا، محمد تاسابورت أستاذ جامعة براتوم تاني في تايلند، حسن بيدمز مساعد رئيس حزب السعادة التركي، صلاح الدين أوزگوندوز رئيس علماء الجعفرية في أستانبول تركيا، والشيخ عبدالقادر قاها أستاذ جامعي ومن علماء أهل السنة البارزين في تونس، شهاب الدين كريم أوف مفتي أهل السنة في روسيا، والدكتور توميتا والدكتة شيمامت من اليابان، الشيخ محي الدين بهاء الدين عضو لجنة علماء كردستان ومرشد الطريقة النقشبندية... إلخ، والكثير من الأسماء والشخصيات العلمية والأكاديمية المسلمة من جميع أنحاء العالم.
افتتحت أعمال المؤتمر بكلمة المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي المشرف على المؤتمر، الذي أشار إلى الأهداف الرئيسة للمؤتمر، وهي أولاً فضح ما تقوم به الحركات التكفيرية اليوم في العالم، وأنه ليس من الإسلام في شيء ثم العمل على توعية الشباب المغرر بهم الذين التحقوا بهذه الجماعات التكفيرية، وتحذيرهم من أن هذا الأعمال ستؤدي بهم إلى الخسران المبين، وأخيراً التباحث بين كبار العلماء والتشاور بينهم لأجل إيجاد السبل الكفيلة لمواجهة هذه الظواهر المسيئة للإسلام والمسلمين على حد سواء.. كما نبه المشاركين إلى ضرورة الابتعاد عن القضايا السياسية، وأن يكون البحث بيننا بحثاً علميًّا، وعدم طرح أي نقاش حول المسائل الخلافية القديمة، بالإضافة إلى احترام جميع المقدسات والرموزالإسلامية المحترمة لدى المشاركين.
وفي الأخير دعا قائلاً: علينا ألَّا نكتفي بذكر المشاكل، وإنما من الضروري أن نزيد على ذلك التفكير في إيجاد الحلول ودراستها.
كذلك تحدث المشرف العلمي على المؤتمر الشيخ جعفر السبحاني الذي أشار إلى خطورة تحول التكفير من إطاره النظري بين المذاهب إلى عنف مباشر يترتب عنه القتل والاعتداء الجسدي المباشر والصراعات بين المسلمين، راجياً أن يكون هذا المؤتمر خطوة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة على الوحدة الدينية والسياسية والاجتماعية للأمة.
انطلقت أعمال المؤتمر، حيث ألقيت بعض الكلمات المختصرة ولم يتسنَّ للجميع عرض أو الحديث عن دراساتهم، التي طبعت جميعها وصدرت في ثمانية مجلدات.. فيما يلي عرض سريع لما ورد في بعض الكلمات التي ألقيت وكذلك بعض ما جاء في الأوراق المشاركة.
أهداف وإستراتيجية المؤتمر
يهدف المؤتمر -ومن خلال المحاور الكثيرة التي وضعت للمناقشة والمعالجة- إلى تحقيق الأهداف التالي:
- مواجهة فتنة التكفير في العالم الإسلامي
- الدعوة إلى السلم والصداقة والأخوة والتعامل بين المذاهب الإسلامية بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن.
- محاولة إيقاظ المسلمين وتعريفهم بحقيقة التيارات التكفيرية.
- تشكيل جبهة إسلامية موحدة لواجهة التكفير.
- تسليط الضوء وكشف المؤامرات الغربية والصهيونية، وكيفية دعمهم لهذه التيارات التكفيرية بغية تحقيق حلم الاستعمار في تفتتيت العالم الإسلامي وإعادة تقسيمه من جديد.
أما المحاور الرئيسة للقضايا التي ناقشتها مجمل الأوراق الكثيرة، التي طبعت في ثماني مجلدات، فقد تمحورت حول العناوين الأساسية التالية:
1- كشف الخلفية التاريخية الإجرامية للتیارات التکفیریة في العالم الإسلامي، وما ارتكبته في حق الإسلام والمسلمين ومعالم الحضارة الإسلامية منذ أن انطلقت من نجد قبل قرنين من الزمن.
2- دراسة ونقد ما تعتقده التيارات التكفيرية، وما تتبناه من آراء وأفكار في مجال الفقه والعقيدة والتاريخ.
3- نقد ودراسة الشبهات التي تنطلق منها هذه التيارات لتدمير العالم الإسلامي، وكيف تستفيد من وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، ومخاطر ذلك.
4- نقد ودراسة التداعيات السياسية والاجتماعية الخطيرة على وحدة الأمة، وما علاقة أعدء الأمة بهذه التيارات.
5- دراسة تداعيات فتنة التكفير، وما هي معالم المجتمع الأمثل.
أما العناوين العلمية التفصيلية في إطار المحاور التي احتضنت جميع المشاركات فقد جاءت على الشكل التالي:
المحور الأول: أثنولوجيا التيارات التكفيرية
- التيارات التكفيرية؛ کیف ولماذا؟
- دراسة مفهوم التيارات التكفيرية؟
- دراسة علل تكوين التيارات التكفيرية؟
- دراسة أفكارهم وتأثير القادة في تكون هذه الأفكار التكفيرية وإباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم.
- السجل التاريخي للتيارات التكفيرية.
- نمو التيارات التكفيرية وامتدادهم في ظل السيوف في كل من: العراق، الباكستان، سوريا، الأفغانستان، إيران، البحرين، وغيرها من المناطق الأخرى في العالم العربي والإسلامي.
- هدم المعالم الإسلامية في العراق.
- هدم المعالم الإسلامية في سائر البلاد الإسلامية.
- إراقة الدماء وجرائم التيارات التكفيرية وفقاً للإحصائيات المحلية والعالمية الرسمية.
- الدور الحضاري للمعالم الإسلامية والأماكن المقدسة في صناعة الهوية الإسلامية.
المحور الثاني: تأصيل الأفكار التكفيرية
- منهجية التيارات التكفيرية في فهم الدين وتطبيقه النقد ودراسة مکانة العقل في تفكر التيارات التكفيرية.
- منهجية التيارات التكفيرية في فهم الكتاب والسنة.
- المنهج الحسي في المعرفة الدينية من وجهة نظر التيارات التكفيرية.
- تقييم نظرية مرجعية السلف في فكرة التيارات التكفيرية.
- مكانة التقليد في فكرة التيارات التكفيرية.
- التيارات التكفيرية والإباحية (مثل: جهاد النكاح، والاغتصاب بعنوان الرق أو العبودية.. إلخ).
- المبادئ العقائدية.
- دراسة مقارنة للتوحيد والشرك من وجهة نظر المذاهب الإسلامية والتيارات التكفيرية.
- دراسة مقارنة لمسألة الإيمان والكفر من وجهة نظر المذاهب الإسلامية والتيارات التكفيرية.
- حرمة تكفير أهل القبلة في الكتاب والسنة.
- حرمة تكفير أهل القبلة في آراء ومواقف كبار علماء الإسلام.
- دراسة التشابهات الظاهرية والعقائدية والعملية بين التيارات التكفيرية والخوارج.
- دراسة مقارنة لمفهوم السنة والبدعة لدى المذاهب الإسلامية والتيارات التفكيرية.
- دراسة مقارنة للحياة البرزخية (سماع الموتي) بين المذاهب الإسلامية والتيارات التكفيرية.
- الإسلام دين السلم والصداقة والرأفة والرحمة.
المحور الثالث: التيارات التكفيرية والتداعيات السياسية للتكفير
- دراسة علاقة معاداة الإسلام والإسلاموفوبيا بما تقوم به التيارات التكفيرية اليوم.
- دعم الاستعمار للحركات التكفيرية والهدف من ذلك.
- التيارات التكفيرية وتنفيذ السياسات الحديثة للغرب في البلاد الإسلامية.
- الصحوة الإسلامية ومخاطر التيارات التكفيرية.
- تأثير التيارات التكفيرية السياسي والاجتماعي على تضعضع الوحدة الإسلامية.
- دراسة المناهج الدعوية والتبليغية للتيارات التكفيرية.
- العالم الافتراضي (عالم السايبر) والقنوات الفضائية للتيارات التكفيرية.
- التيارات التكفيرية وقضية الفلسطين.
- التيارات التكفيرية والحکومات العمیلة في العالمين العربي والإسلامي.
- التيارات التكفيرية وشن الحروب الداخلیة في: أفغانستان، العراق، سوریا، مصر، نيجيريا، الصومال.. إلخ.
المحور الرابع: دراسة آليات العالم الإسلامي في مواجهة ظاهرة التكفير
- دراسة وتعريف مناهج مواجهة التكفير في العالم الإسلامي وتأثيراتها.
- دراسة وتعريف الحقيقة والأهداف ودوافع العمليات الانتحارية وما تحدثه من مجازر في المسلمين وحرمة الانتحار.
- التيارات التكفيرية والحضارة الإسلامية.
- تعريف ودراسة مقارنة لمكانة المرأة بين الرؤية الإسلامية ورؤية التيارات التكفيرية.
- حقوق الإنسان والتيارات التكفيرية.
- دراسة مقارنة نمط الحکومة بین الرؤية الإسلامية والتيارات التكفيرية.
- التعرف على مواقف التيارات التكفيرية المتعلقة بالإنجازات والإبداعات العلمية والفكرية.
- دراسة الفتاوى الشاذة المتعلقة بالتيارات التكفيرية.
- الدور الحضاري للمعالم الإسلامية والأماكن المقدسة في صناعة الهوية الإسلامية.
بعض الكلمات والأوراق المشاركة
الشيخ محمد علي التسخيري أكد في كلمته أن ظاهرة التكفير من قبل بعض العناصر المحسوبة على المسلمين نمت بمساعدة (عناصر خارجية)، معتبراً أن بث الفرقة والاختلاف بين الشعوب الإسلامية هو أحد أهم الأهداف التي تسعى إليها الجماعات التكفيرية.
أما أمين مجلس صيانة الدستور في إيران الشيخ أحمد جنتي فقد طالب الدول الإسلامية جميعاً بالقيام (بعمل ثقافي) لمنع التكفيريين من ارتكاب جرائمهم، كما دعا إلى التصدي بكل الوسائل للتيارات التكفيرية والإرهابية لما تشكله من خطر على الإسلام والمسلمين.
من جانبه شدّد محمد شريف الصواف (رئيس وفد علماء الدين السوريين إلى المؤتمر) على أن التكفيريين يرتكبون جرائم كثيرة باسم الإسلام؛ ولذلك يجب اجتثاث جذور الفكر التكفيري الذي يستندون إليه ونقده وتفنيد شبهاته.. داعياً إلى ضرورة رفع المستوى الثقافي للعلماء وطلاب العلوم الدينية من أجل مواجهة هذا الفكر الهدام، موضحاً أن علماء الدين بحاجة الى دورات تدريبية لكي يقوموا بهذه المهمة بشكل علمي ومنطقي. كما نوه بجهود إيران في التقريب بين المذاهب الإسلامية.
من جهته أشار عضو مجلس خبراء القيادة في إيران واعظ موسوي إلى أن أهمية هذه المؤتمرات تأتي من ضرورة توضيح الصورة الصحيحة للإسلام، وتوعية الناس بخطورة الحركات التكفيرية كتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين مضيفاً أنه يجب أيضاً التركيز على أن أمريكا والصهيونية هي العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين.
وفي الأخير أكد الموسوي على أن كل حركة تنتهك المقدسات وتثير الحساسيات بين المسلمين هي عدو مشترك للجميع، موضحاً أن الدول الغربية والصهيونية العالمية تسعى لنشر الفتنة لأبعاد الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، وهو ما تساهم فيه أيضا العناصر التكفيرية.
أما مدير الحوزات العلمية في إيران هاشم حسيني بوشهري فقد أكد أن التكفيريين هم أداة بيد الأعداء، موضحاً أن نشر التخويف من الإسلام يعتبر من أهدافهم، إضافة إلى تأجيج الفتنة لتمهيد الطريق أمام الأعداء وإشغال المسلمين بهموم داخلية. داعياً إلى ضرورة القيام بعمل ثقافي كخطوة أولى من أجل تبديد الأجواء المظلمة السائدة اليوم، معتبراً أن ذلك من أولى مهام علماء العالم الإسلامي.
الشيخ مولوي عبد الحميد (خطيب الجمعة في محافظة زاهدان جنوب شرق إيران) قال: إن التخلص من ظاهرة الجماعات التكفيرية يتم من خلال التعريف بها وفهم واقعها للوصول إلى السبل الكفيلة بالخلاص منها.
فيما أشار عضو مجلس مدارس أهل السنة في إيران عبد الصمد ساداتي إلى أن ما نشهده من ظهور لجماعات متطرفة تسير في طريق التكفير ليس سوى دسيسة يقف وراءها أعداء الإسلام، ولهذا ينبغي لعلماء الدين توعية أبناء المجتمع الإسلامي حيال ما يحوكه الأعداء.
عضو مجمع مدرسي الحوزة العلمية في قم الشيخ محمود رجبي رأى أنه يجب علينا أن نحارب ونواجه بكل ما لدينا من قوة (عسكرية وسياسية وثقافية) ظاهرة التكفير.
وأضاف: إن معضلة العالم الاسلامي الأولى في الوقت الحاضر هي هذه التنظيمات التكفيرية، ولا سيما تنظيم داعش الذي صنعته أمريكا والصهيونية ليعمل لصالح تحقيق أجندتهم.
أما مولانا صلاح الدين من علماء بنغلادش فأكد أن الإسلام لا يقبل التطرف والتكفير والإرهاب والظلم، بل هو دين يحض على الرأفة والتعامل الحسن.
وبدوره أوضح عالم الدين الأذربيجاني شاهين حسن لي، أن ظاهرة التكفير لا تتعلق بدين أو مذهب، مؤكداً أن أهم العوامل التي تستطيع أن تستأصل جذور هذا الظاهرة هي الوحدة بين المسلمين.
أما الأوارق المقدمة فهي كثيرة جدًّا وقد طبعت في ثمانية مجلدات، نذكر منها:
«تأثير الفكر الجهادي لعبدالله عزام في تصاعد وتيرة العنف لدى تنظيم القاعدة» للباحث محمد طاهر رفيعي، وفيها أكد الباحث على أهمية الإطلاع على فكر عبدالله عزام الفلسطيني الذي قاد الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، فهذا الفكر وأدبياته تعتبر الخلفية التي تتغذى منها حركات العنف والتطرف.
«أحمد بن حنبل وآراؤه في باب التكفير»، للباحث حسن إسكندري، وفيها أكد الباحث أن أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي وإن كان شديداً في مواقفه من مخالفيه في الاعتقادات إلَّا أنه لم يدعُ إلى قتلهم أو استخدام العنف ضدهم، وبالتالي فالجماعات السلفية ذات الخلفية الحنبلية تتمايز معه في هذا الجانب.
«الهوية الجديدة للإرهابيين التكفيريين في الشرق الوسط: دراسة وتحليل (معه التركيز على بعض مؤشرات التنمية)» للباحثين عبد الوهاب فراتي وولي محمد أحمدوند ومهدي بخشي، وفيها أكد الباحثون علة وجود علاقة بين غياب الدمقراطية والتنمية الاقتصادية وبين إيجاد البيئة المناسبة لنمو التطرف والعنف.
«مستقبل تنظيم القاعدة التكفيري في ضوء الصحوة الإسلامية» للباحث محمد حسيني فائق.
«منهج القرآن في علاج التكفير» للباحث وحيد خورشيدي، حيث استعرض الآيات التي تحث على عدم الشك في إيمان الآخرين ولزوم صيانة دم المسلم وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام على الآخرين دون بينة، وكذلك النهي عن التنازع والاختلاف، والرجوع إلى القرآن والسنة عند التنازع.
«أسباب نشوء التيارات التكفيرية في أفغانستان وشبه القارة الهندية» للباحث محمد طاهر رفيعي.
«الإتجاه السلفي في تونس وآفاقه المستقبلية» للباحثين عناية الله اليزداني ومصطفى القاسمي.. وفيها تحدثا عن تقسيم هذه الحركات وكيف أن المجتمع التونسي يختلف مع توجهاتها المتشددة والعنيفة.
«ذرائع جيش الصحابة حول تكفير وإباحة دماء الشيعة: نقد وتحليل» للباحث علي ملا موسى المبيدي.
«دور القوى الدولية في نمو التيارات التكفيرية وانتشارها وانعكاسات ذلك على العالم الإسلامي» للباحثين مختار شيخ حسيني ومحمد جواد خليلي، وقد أكَّدا فيها استغلال الغرب للحركات التكفيرية للتمهيد لغزو البلدان الإسلامية.
«آراء علماء الإسلام وحرمة تكفير أهل القبلة» للباحث مولوي نذير أحمد سلامي، أكد فيها أن إجماع كبار علماء الأمة على بطلان آراء التكفيريين وشبهاتهم وفتاويهم المنحرفة.
«التوسل في المذاهب الإسلامية: دراسة مقارنة مع نقد لرؤية الوهابية» للباحث ماموستا سيد عبد القادر حسيني، الذي أكد أن المسلمين ومن زمن الصحابة كانوا يتوسلون بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وببعض الأصحاب، إلى أن ظهر ابن تيمية فحرم التوسل واعتبره شركاً.
«الفرق بين النهضات الثورية والتيارات التكفيرية والإرهابية» للباحثين أحمد مصطفى وعلا حسن مصطفى.
«العلاقة بين مناهضة الإسلام والتيارات التكفيرية» للدكتور محمد خليل من تونس، «في سياق التكفير الفكري والتكفير المجرم» للسيد جعفر محمد حسين فضل الله، و«خطر التكفير على المجتمعات الإسلامية» لصرح الدين سنوسي، «الحضارة الإسلامية والتيارات التكفيرية» لنازيه علي صالح، «السلفية والتكفير في تونس بين خطاب النهضة وسائر الخطابات المحلية» للباحث بيترو لانغو، «القرآن الكريم والتعايش السلمي في المجتمع البشري» للباحث وجدان فريق عناد، «العقل الحسي وثقافة التكفير» للدكتور عبد المحسن العمري، «الجماعات التكفيرية والقضية الفلسطينية» للباحثة راغدة محمد المصري، «الطرق الإسلامية للتغلب على التكفير» للباحث إبراهيم كروماه، «الإسلام السياسي واختلافه عن التيار السلفي في العصر الحالي: الخلفيات، الفرص والتحديات» للباحث محمود فلاح... والقائمة طويلة جدًّا من الدراسات والبحوث المهمة التي تشكل فعلاً ثروة معرفية رصدت وبحثت بعمق عن جذور الفكر التكفيري وتداعياته السلبية على الإسلام والأمة، وكيف يمكن مواجهته وخصوصاً على الصعيد الفكري، ونقد آرائه وتفنيدها والتحذير من انحرافاتها وتأثير ذلك على الشباب، ما يضع بين يدي الباحثين استراتيجية معرفية لمواجهة الفكر والحركات التكفيرية الإرهابية المجرمة.
الختام والتوصيات
في اليوم الثاني اختتم المؤتمر أعماله بجلسة ترأسها علي أكبر ولايتي، وألقى فيها المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني كلمة، كما ألقى الشيخ نبيل الحلباوي من سورية قصيدة في مدح النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتحها بهذا البيت:
كلما جئت موطن الإلهام
يوم ذكراك خانني إقدامي
بعدها تمت قراءة ما توصلت إليه اللجان الأربع، ونوقشت من قبل العلماء والمفكرين:
لجنة دراسة جذور الفکر التکفیري والجماعات المتطرفة، حيث قام بقراءة التقرير الشيخ عبدالقادر من الصومال. ولجنة أسباب ظهور التكفير، حيث قام بقراءة التقرير الشيخ محمد شريف صواف من سورية. ولجنة التيارات التكفيرية وتداعياتها السياسية حيث قام بقراءة التقرير عبدالحميد الحوثي من اليمن. ولجنة دراسة سبل خروج العالم الإسلامي من معضلة التكفير، حيث قام بقراءة التقرير محمد باقر خرمشهري من إيران.
أما أهم التوصيات التي أشير لها من قبل العلماء والمفكرين فنذكر منها:
1- تشكيل أمانة عامة للمؤتمر.
2- دراسة فكر الجماعات التكفيرية دراسة تحليلية.
3- وضع إستراتيجيات فاعلة ومستمرة.
4- ضرورة إصدار فتاوى تجرم التطرف والتكفير.
5- السعي الجاد للعمل على تحقيق الوحدة بين المسلمين.. إلخ.
ثم ختم المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني كلمته بعرض مجموعة من المقترحات العملية كتوصيات مهمة منها:
- العمل على توعية وتثقيف أبناء الأمة الإسلامية.
- بذل الجهود للتواصل والحوار بين الأمة الإسلامية.
- تطهير مناهج التعليم من الأفكار التكفيرية.
وبما أن جذور التكفير تعود للاختلاف حول مفاهيم خمسة، وهي: الإيمان، الكفر، التوحيد، الشرك، البدعة؛ لذا اقترح الشيخ السبحاني القيام بدراسات حول هذه المفاهيم وتقديمها بصورة علمية بعيدة عن التطرف والتكفير.
وفي الختام قرأ نبيل نعيم من مصر البيان الختامي الذي استهل بنداء الذكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، لافتاً إلى أن العالم الإسلامي، وفي الوقت الذي ينبغي للأمة الإسلامية أن تحتل المكانة التي تليق بها على الصعيد الدولي، يشهد اليوم -للأسف- واحدة من أكثر مراحله التاريخية محنة وخطورة.. مشدداً على أن الإسلام دين الرحمة والأخوة والدعوة إلى البر والإحسان، ومشيراً إلى قول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنما بعثت لأتمم مكارم الإخلاق»، داعياً علماء المذاهب وزعماءها للتأسي بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) والحرص على التعامل السلمي والودي ليس مع بقية المسلمين فحسب وإنما مع اتباع الأديان الأخرى أيضاً. كما أشار البيان إلى قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، مع التأكيد على أن أية إساءة توجه الى مقدسات ورموز المذاهب الإسلامية والأديان الأخرى، تتنافى مع تعاليم الإسلام ومبادئه، لذلك دعا البيان الجميع لاجتناب ذلك.
بالإضافة إلى ذلك استنكر البيان المجازر والاعتداءات التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في دول المنطقة، لا سيما العراق وسوريا، معربين عن قلقهم إزاء إمكانية اتساع دائرة الإرهاب والقتل في حالة عدم التصدي له، وبالتالي تناسي وإهمال قضايا العالم الإسلامي المصيرية بما فيها القضية الفلسطينية.
كما أشار البيان إلى أن الجهل وعدم الإحاطة بتعاليم الإسلام، إضافة إلى مؤامرات الأعداء في إثارة التفرقة بين المسلمين وتكفيرهم، يعد من أهم الأسباب التي تدفع بالبعض إلى اعتناق الأفكار المنحرفة والالتحاق بالتيارات التكفيرية، مما يتطلب من علماء الإسلام الاضطلاع بمسؤولياتهم في توعية الشباب المسلم المغرر بهم، وتحذيرهم من مخاطر التيارات التكفيرية والمتطرفة، والعمل على تجفيف الجذور الفكرية للإرهاب التكفيري.
وانطلاقاً من الآية لكريمة {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، أكد البيان على أهمية الوحدة الإسلامية لأنها الكفيلة بتقدم ونجاح الأمة في تحقيق تطلعات الإسلام وأهداف المسلمين.. وهذا ما يجعل التصدي لمحاولات الأعداء في بث التفرقة وتشديد الخصومات فيما بينهم، ضرورة ملحة اليوم، وعدم السماح للأعداء باستخدام التيارات المتطرفة والتكفيرية، لتشويه صورة الإسلام وتصويره وكأنه دين العنف أو أن يؤمن بالأساليب الإكراهية لنشر دعوته وقيمه.
بعدها أزيح الستار عن المؤلفات والمطبوعات التي قدمها العلماء والمفكرون في هذا المؤتمر، وانتهت فعاليات المؤتمر.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.