تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

التربية وقضايا التنمية في المجتمع الخليجي

محمد تهامي دكير

التربية وقضايا التنمية في المجتمع الخليجي

جامعة الكويت: بين ١٦-١٨ مارس 2015م

محمد تهامي دكير

«التعليم ليس استعدادا للحياة، التعليم هو الحياة نفسها»

أرسطو

 

من أجل إرساء ثقافة التنمية في الخطاب التربوي في المؤسسات البحثية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني، ولتوجيه الاهتمام إلى السياسات التربوية لتحقيق التوازن في عمليات التنمية بين قطبيها البشري والاقتصادي، وتوعية متخذي القرار التربوي بمتطلبات ومستجدات سوق العمل، ولأجل عرض وتطوير النماذج والخبرات التربوية المتقدمة وما وراءها من اتجاهات الفكر التربوي المعاصر...

لتحقيق هذه الإهداف وغيرها من التطلعات المعرفية نظمت كلية التربية بجامعة الكويت مؤتمرًا دوليًّا تحت عنوان: «التربية وقضايا التنمية في المجتمع الخليجي»، وذلك بين ١٦-١٨ مارس(آذار) 2015م.

شارك في فعاليات المؤتمر أكادميون وباحثون ومتخصصون في التربية والمجال التربوي من 15 دولة من العالم العربي والعالم. وقد ناقشت الأوراق المقدمة للمؤتمر مجموعة من المحاور هي:

- التربية واحتياجات المجتمع.

- جودة التعليم.

- برامج إعداد تنمية المعلم.

- تطوير جوانب العملية التربوية كافة.

- التربية والمستحدثات التقنية.

- البحث العلمي والتنمية.

- التنمية وذوي الاحتياجات الخاصة.

- التربية المهنية وسوق العمل.

- دور ومسؤولية التربية في حماية الأمن الوطني.

ﷺ الجلسة الافتتاحية

انطلقت أعمال المؤتمر بجلسة افتتاحية، تحدثت فيها في البداية مدير جامعة الكويت بالإنابة أ.د. حياة الحجي، التي أكدت أن كلية التربية أخذت في خدمة المجتمع المحلي والإنساني انطلاقًا من رسالتها السامية، فهي تؤهل الكفاءات الخاصة بتعليم أبناء المجتمع، وإعدادهم إعدادًا متميزًا لكي يسهموا بجدارة في إحداث النقلة النوعية المرجوة للمجتمعات من جهة، وطرح الأفكار ذات الصلة الخاصة بالتنمية والتطوير من جهة أخرى.

وأضافت: إننا نقف في جامعة الكويت بمهابة شامخة لنحتضن هذا المؤتمر الدولي الهام، والذي يجمعنا بنخبة طيبة ومعطاءة من الباحثين والعلماء والتربويين لنبحر في علوم التعلم والتعليم المختلفة، تعميقًا لمفاهيم التواصل والاتصال الفكري والمعرفي بين المجتمعات.

كما أشارت إلى أن قضية التنمية من أهم قضايا العصر الحالي فكرًا وتطبيقًا، والمقصود بالتنمية ليست تنمية رؤوس الأموال والإنتاج فقط؛ ولكن الأهم وهو تنمية العقول أولاً، فهي السبيل الأفضل للتغلب على حالة الضعف والتبعية التي تعيشها بلدانا، فالتجربة التي مرت بها البلاد العربية، ومحاولات التنمية من الجوانب الاقتصادية فقط؟ لم تصل إلى الهدف المنشود نظراً لإهمالها النواحي الاجتماعية والثقافية؛ فارتفاع المستوى الفكري العام لأبناء الأمة هو المعيار لتقدم الأمة العلمي والحضاري، وهذا ما يلاحظ في المجتمعات الإنسانية عموماً، فالنوعية للقوى البشرية ومدى استجابتها للتقدم، هي التي تحدد درجة التقدم والازدهار في الأمم.

وأشارت إلى أن العلاقة بين التربية والتنمية، علاقة متميزة وارتباطية، تعود إلى قناعة الكثير من الاقتصاديين في العالم المعاصر، بأن قضية التعليم أصبحت حتمية تفرضها التنمية؛ فالتعليم هو الركيزة الأساسية في البناء الحضاري للأمم، فارتفاع المستوى الفكري العام لأبناء الأمة دليل واضح على درجة حضارتهم وتقدمهم العلمي وبعبارة أخرى: إنه كلما كان النظام التعليمي أكثر كفاءة، ارتفعت درجة التقدم الحضاري لأبناء الأمة الواحدة.

وأخيرًا أمَّلت د. الحجي أن يقدم المؤتمر رؤى فكرية هامة، تساهم في تحقيق الربط بين جوانب التنمية التربوية المختلفة، والتي من شانها المساهمة في تحقيق الازدهار في جوانب المجتمع المختلفة...

د. علي الجمل (أستاذ المناهج وعميد كلية التربية بجامعة عين شمس سابقًا) ألقى كلمة المشاركين، حيث أشار في البداية إلى اهتمام المشاركين في هذا المؤتمر وتطلعهم لكيفية مساهمة التربية في حل الكثير من قضايا التنمية في وطننا العربي، لأن منظومة التربية كالمضغة داخل الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله، وليس لدينا أمر آخر إلا الاصلاح.. كما قال..وأضاف: لعل ما تمر به أمتنا العربية الآن من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية، يتطلب منا أن نتحرك بسرعة من أجل إصلاح منظومة التربية، من خلال التعرف على كل الرؤى والتوجهات العالمية لتكوين معلم قادر على المساهمة في حركة التنمية، وغرس كل متطلباتها في عقول أبنائنا، مبيناً أن هذا المؤتمر سيكون فرصة حقيقية للتحاور وإبداء الآراء للوصول إلى رؤية واقعية تطبيقية لتطوير منظومة التربية لتقوم بدورها في مواجهة الكثير من قضايا التنمية.

وأمَّل أ.د الجمل ألَّا يخرج المؤتمر بتوصيات فقط، بل بآليات تطبيقية في صورة مشروعات وبرامج جديدة متميزة تتبناها الكلية والجامعة وتستمر في دراستها على شكل ورش عمل يشارك فيها الخبراء والمتخصصون، حتى نصل إلى رؤية حقيقية واقعية قابلة للتنفيذ...

وفي الأخير أشار د. الجمل إلى أن المشاركين فى هذا المؤتمر يحملون خبرات وتجارب تجاه تطوير منظومة التربية لتشارك فى حل الكثير من قضايا التنمية بدول مجلس التعاون الخليجي ووطننا العربي. وقد طرح د. الجمل مبادرة عربية تربوية، داعيًا إلى إنشاء مركز دولي للمناهج الدراسية، وراجيًا أن يكون المؤتمر بداية حقيقية لانطلاق هذا المشروع التنموي.

ومن جانبها رحَّبت عميد كلية التربية الأستاذة الدكتورة نجاة المطوع بضيوف المؤتمر، ثم أشارت إلى أن النصف الثاني من القرن الماضي شهد -ولا يزال يشهد- ظواهر مختلفة وتحولات وتغيرات متسارعة في ظل الثورة المعلوماتية، تفرض على التربية وتطبيقاتها تحديات كبيرة، وأن التحولات العميقة والسريعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، تملي على نظامنا التربوي، الانخراط في عملية التجديد حتى يواكب المستجدات في ظل رؤية استشرافية تهدف إلى الرفع من أداء المؤسسات التربوية، والتي مازلنا نشهد تجليات هذه المرحلة المثيرة للجدل، في الأبعاد الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية، وأثارها المباشرة وغير المباشرة على حركة التنمية في مجتمعاتنا الخليجية بشتى طبقاتها، وتنوعها الحضاري والفكري...

وأضافت الدكتورة المطوع: إن عالمنا العربي اليوم من محيطه إلى خليجه، يحتاج إلى تفعيل مؤسساته الثقافية المحلية والإقليمية لوضع برامج عمل للخطط الشاملة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة مما يتطلب تشجيع إنشاء مؤسسات تعليمية وبحثية تعنى بتنمية الكوادر البشرية، وتحريك المياه الفكرية الراكدة في المؤسسات المهتمة بالتثقيف لنشر ثقافة العصر وإحداث التفاعل الحضاري والنقلة النوعية المنتظرة.

ﷺ أعمال اليوم الثاني

في اليوم الثاني عقدت أربع جلسات علمية رئيسية، حيث ناقش الباحثون أهم القضايا التي تهم التربية وقضايا التنمية في المجتمع وخاصة لفئة الشباب، والتي تتعلق بجودة التعليم وبرامج إعداد المعلم واستخدام المستحدثات التكنولوجية وعلاقة البحث العلمي بالتنمية، كما تطرقت الأبحاث المعروضة في المؤتمر إلى المستجدات والمستحدثات في التنمية وعلاقتها بذوي الاحتياجات الخاصة مع الربط في كل الأبعاد السابقة باحتياجات سوق العمل.

بدأت الجلسة الأولى في هذا اليوم بورقة تحت عنوان: «استراتيجيات التنفيذ الناجح لتكنولوجيات التعلم المبتكرة في التعليم»، قدّمها الأستاذ محمد علي (مركز التعليم عن بعد، معهد بحوث تكنولوجيا المعرفة المحسن (TEKRI)، جامعة أثاباسكا)، حيث أشار إلى أن العديد من المنظمات التعليمية بدأت بتطبيق التكنولوجيا في التعليم بسبب فوائدها في تقديم التعليم، موضحًا أنه إذا ما نفذت بنجاح، وإذا تم استخدام تقنيات التعليم المبتكرة ستوفر مرونة في التعليم وتحسين فرص الحصول على التعليم للجميع، وتلبية احتياجات جيل الشباب من الطلاب، والسماح للتعليم الشامل.

وأضاف: من أجل تحقيق هذه الفوائد يجب وضع استراتيجيات لجعل الانتقال ناجحًا إلى تنفيذ التقنيات المبتكرة، ويشمل هذا تهيئة البنية التحتية، وتدريب الموظفين، وإجراءات ضمان الجودة، وتطوير ثقافة للتنفيذ الناجح للتكنولوجيا في التعليم.

كما عرض أيضًا مناقشة استراتيجيات لتحقيق الانتقال الناجح إلى استخدام التكنولوجيا في التعليم من أجل التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل، والتعلم عبر الإنترنت.

الجلسة العلمية الثانية عرضت فيها ثلاث محاضرات متوازية حيث أدارت المحاضرة الأولى الأستاذة الدكتورة سعاد عبد الوهاب، وقدم فيها الباحث الأستاذ الدكتور مايكل ديفيد الكسندر (من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، الولايات المتحدة الأمريكية ) ورقة عمل بعنوان «القانون التربوي: أهميته ومعايير لتوفير جودة التعليم في العالم النامي»، أشار فيها إلى مقولتين: «التعليم هو السلاح الأقوى والذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم» نيلسون مانديلا، و«التعليم ليس استعدادًا للحياة؛ التعليم هو الحياة نفسها»، أرسطو، واللتين تؤكدان أهمية التعليم للمجتمع.. ثم أكد أن الأبحاث التي أجريت في العقود الثلاثة الماضية أوضحت أن التعليم هو الدافع الاقتصادي، مشيرًا إلى أنه يجب أن ينظر إلى أهمية التعليم باعتباره قضية اقتصادية. وهناك مجموعة كبيرة من البحوث التجريبية تظهر في جميع أنحاء العالم أن الاستثمار في رأس المال البشري ينتج تنمية اقتصادية أكبر للبلد.

ولأجل أن يكون هناك نظام تعليمي فعال -في نظره- لا بد أن يكون هناك قوانين والتي هي المبادئ التوجيهية لمجتمع منظم. وهذه هي القوانين التربوية في إطار نظام قانوني للبلدان.

د. ليلى بنت سعيد الجهني (جامعة طيبة – السعودية) تحدثت عن: «نموذج مقترح لسياسة استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية في مؤسسات التعليم العالي»، حيث عملت على تقصي مفهوم سياسة استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية في مؤسسات التعليم العالي، ومن ثَمَّ اقتراح نموذج لسياسة استخدام تلك المواقع في مؤسسات التدريس فيها، واستخدمت الدراسة أسلوب الاستقصاء والتحليل، وتوصلت إلى صياغة نموذج لسياسة استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية في التعليم العالي.

أما الدكتور صالح عبد الرحيم السعيد (وزارة التربية - دولة الكويت) فقدم ورقة عمل بعنوان: «أثر أنموذج مقترح لمنهاج جغرافية قائم على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في تنمية مهارات التفكير التأملي لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الكويت»، وتهدف الدراسة إلى معرفة أثر أنموذج مقترح لمنهاج جغرافية قائم على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في تنمية مهارات التفكير لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الكويت.

ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بالإجابة عن الأسئلة الآتية:

- ما مكونات أنموذج مقترح لمنهاج جغرافية قائم على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم للمرحلة الثانوية في دولة الكويت؟

- ما أثر أنموذج مقترح لمنهاج جغرافية قائم على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في تنمية مهارات التفكير التأملي لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الكويت؟

وللإجابة عن أسئلة الدراسة قام الباحث بتطوير وحدة دراسة من كتاب «مبادئ علم الجغرافية» للصف الحادي عشر أدبي في ضوء الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وبناء أداة الدراسة المتمثلة بمقياس التفكير التأملي والذي تكون من (30) فقرة، وطبقت الأداة على عينة من (50) طالباً من طلاب الصف الحادي عشر بالإدارة العامة لمنطقة الجهراء التعليمية، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية من مدرسة تم اختيارها بطريقة قصديه لأغراض الدراسة.

والجلسة العلمية الثالثة ترأستها الدكتورة نورية العوضي، وتحدثت فيها الباحثة د. فاتن محمد عزازي (جامعة حائل - السعودية) عن: «التصنيف العالمي الأكاديمي للجامعات: رؤية نقدية»، حيث تناولت أهم التصنيفات العالمية الأكاديمية للجامعات وأهم المعايير التي يقوم عليها كل تصنيف، مثل تصنيف شنغهاي، وتصنيف ويب ماتركس، وتصنيف ستارزكيواس، وتصنيف التايمز. كما تناولت الورقة واقع تصنيف الجامعات العربية من هذه التصنيفات، ومدى تقدمها أو تأخرها فيها، وأهم التحديات التي تواجهها، ثم قُدِّمت رؤية نقدية لهذه التصنيفات العالمية، وخلصت الدراسة إلى العديد من التوصيات في هذا السياق.

ثم تحدثا بعد ذلك كل من: د. فيصل بو طيبة، ود. سعاد قاسمي (جامعة الدكتور مولاي الطاهر - الجزائر) عن: «دور التعليم في اقتصاد المعرفة: دروس من التجربة الهندية».

وقد سلطت الورقة الضوء على دور التعليم في بناء اقتصاد المعرفة من خلال استعراض تجربة الهند في ذلك. إذ يعتبر هذا البلد اليوم رائدًا بحق في صناعة البرمجيات في العالم؛ حيث يُتوقع نهاية العام 2014 أن تُحقق الهند عائدات من هذه الصناعة تقدر بحوالي 118 مليار دولار منها 64 مليار دولار كعائدات لصادرات هذه الصناعة.

ونجاح التجربة الهندية إنما يعزى بشكل كبير إلى نجاح السياسة التعليمية التي ركَّزت على إقامة معاهد ذات مستوى عالمي مثل معاهد الهند للتكنولوجيا والعلوم والمناجمنت التي باتت اليوم تُصنف في مصاف الجامعات العالمية، وتُخرج سنويًّا الآلاف من المتخصصين في مجالات ذات صلة مباشرة باقتصاد المعرفة.

د. فاتن طلعت قنصوه (كلية الآداب - جامعة كفر الشيخ - جمهورية مصر العربية) قدمت ورقة بعنوان: «مشكلات المشاغبة: ضحايا المشاغبة والمعالجة الاجتماعية لدى عينة من المراهقين المعسرين قرائيًّا»، وقد أجريت هذه الدراسة كمحاولة لتقديم رؤى جديدة حول العلاقة بين معالجة المعلومات الاجتماعية والمشاغبة لدى عينة من المراهقين ذوي صعوبات تعلم القراءة، وكذلك بيان الفروق في كل من معالجة المعلومات الاجتماعية، والمشاغبة لدى ذوي صعوبات تعلم القراءة وأقرانهم العاديين.

أما الأستاذتان هبة البلوشية ود. وجيهة ثابت العاني (وزارة التربية والتعليم - كلية التربية/ جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان)، فقد قدمتا بحثًا بعنوان: «الدعم التنظيمي للمعلمين الجدد بسلطنة عمان من وجهة نظرهم»، أما الهدف من هذا البحث فهو الكشف عن الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية وإدارات المدارس في تقديم الدعم التنظيمي للمعلمين الجدد كجزء من برنامج يسمى (التهيئة الوظيفية) يتم تنفيذها عادة من قبل دائرة الموارد البشرية في وزارة التربية والتعليم، حيث تهدف هذه البرامج إلى مساعدة المعلم الجديد ودعمه وتبصره بمهامه وواجباته وحقوقه.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن تقديرات أفراد عينة الدراسة على الممارسات الفعلية للدعم التنظيمي للمعلمين الجدد المقدم من مدراء المدارس جاءت بدرجة كبيرة، كما حصل بُعد النمط الإداري على أعلى درجة موافقة في أبعاد الدعم الإداري للمعلمين من وزارة التربية والتعليم على مستوى المدرسة، في حين حصلت الحوافز والمكافآت على أقل مستوى.

وفي إطار الجلسة العامة الثالثة، استأنفت أعمال المؤتمر على شكل جلسات متخصصة، حيث ألقي في كل جلسة مجموعة من المحاضرات والأوراق.

الورقة الأولى في الجلسة الأولى قدمها مجموعة من الباحثين: د. سميرة عبد الوهاب، د. محمد رشدي، أ. مشاعل الرومي، أ. هدى الغانم، أ. عائشة العنزي، أ. ناصر المطيري (وزارة التربية – دولة الكويت)، وعالجت موضوع: «الضغوط النفسية لدى معلمي التربية الخاصة بمدارس دولة الكويت».

حيث كشفت الدراسة عن مصادر الضغوط النفسية لدى معلمي التربية الخاصة بدولة الكويت، والأسباب التي تقف وراءها. وقد شملت العينة (750) من معلمي التربية الخاصة، وتمثل 37% من مجتمع الدراسة، وأظهرت النتائج تعرض معلمي التربية الخاصة لضغوط نفسية جراء التعامل مع المتعلمين من ذوي الإعاقة.

وقد أوصت الدراسة بضرورة تأهيل المعلمين تأهيلًا علميًّا يتناسب مع طبيعة العمل بمدارس التربية الخاصة من قبل جهات ومؤسسات تعليمية وتربوية متخصصة.

الورقة الثانية كانت بعنوان: «الاتجاهات الحديثة في استراتيجيات التعليم والتدريس لطلاب ذوى اضطراب التوحد (الأوتيزم)»، وقدمها د. أسامة فاروق مصطفي (كلية التربية – جامعة الطائف)، حيث أشار فيها إلى ما حققته التربية الخاصة في العقود الأربعة الماضية من إنجازات هائلة، ساعدت فعلًا الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد على اكتساب مهارات كانت تعد فيما مضى غير قابلة للتحقيق.

في الجلسة الثانية قدمت ثلاث أوراق، د. ياسر فتحي الهنداوي المهدي تحدث عن: «توظيف النماذج الحديثة للقيادة المدرسية في تحسين جودة الأداء المدرسي بدول الخليج العربي»، وقد مجموعة من الإشكاليات المتعلقة بجودة الأداء المدرسي وجودة المخرجات المدرسية الأساسية والمتمثلة في أداء الطلاب وإنجازهم الأكاديمي، كما تشمل جودة أداء المعلمين، وجودة أداء فريق الإدارة المدرسية.

وقد أكد الباحث أن الدراسات العلمية في هذا المجال أثبتت أن قيادة مدير المدرسة Principal Leadership تمثل العامل الأعظم تأثيرًا في جودة أداء الطالب، وجودة أداء المعلمين فرادى وجماعات، ومن ثم في فعالية المدرسة وجودة الأداء المدرسي في عمومه.

وتحت عنوان: «القيادة الإبداعية وتطوير أداء القيادات الإدارية باستخدام المداخل الإدارية المعاصرة» تحدث د. فواز مالح العنزي (وزارة التربية – دولة الكويت) عن أهمية القيادة الإبداعية في تطوير الأداء باستخدام المداخل الإدارية المعاصرة، من خلال استعراض إطار مفاهيمي للقيادة التربوية وخصائصها، والفرق بين القائد والمدير وأسلوب القيادة والمشكلات المؤثرة على إدارة التعليم الكويتي.

كما أشار إلى كيفية الإفادة من المداخل الإدارية المعاصرة في تطوير أداء القيادات التربوية بدولة الكويت؟، وقد خلصت الدراسة إلى نتائج مهمة، منها الاحتياج إلى قرارات تسمح باللامركزية والتطبيق على مستوى المناطق التعليمية،وضرورة تطبيق المداخل الإدارية الحديثة لزيادة الإنتاجية والارتقاء بالعملية التربوية.

أما الورقة الثالثة في هذه الجلسة فقد جاءت تحت عنوان: «توظيف مدخل القيادة الموزعة في تطوير الأداء المدرسي رؤية معاصرة»، وقدمتها كل من الباحثة سوسن بنت سعود بن عبدالله اليعقوبية، والدكتورة وجيهة ثابت العاني (وزارة التربية والتعليم – كلية التربية/ جامعة السلطان قابوس - سلطنة عمان).

في الجلسة الثالثة قُدمت ورقتان الأولى بعنوان: «الهواتف الذكية واستخدام الإنترنت لدى المعاقين سمعياً» للدكتورة ولاء ربيع مصطفى علي (جامعة حائل – السعودية).

أما الورقة الثانية فتناولت موضوع: «التحديات التي تواجه استخدام الطالبات المكفوفات للتعليم الإلكتروني في كلية التربية الأساسية في دولة الكويت»، وقدمها الباحثون: د. أحمد خضر السلطان، أ. حوراء الفضلي، أ. إيمان مال الله، أ. بشاير الحربي (كلية التربية الأساسية – دولة الكويت).

الجلسة الرابعة في اليوم الثاني قُدّمت فيها مجموعة من الأوراق والمحاضرات، في البداية تحدثت الدكتورة مهنى غنايم (كلية التربية جامعة المنصورة – جمهورية مصر العربية) عن: «أولويات البحث التربوي ودعم قضايا التنمية في المجتمع الخليجي»، وقد ناقشت الباحثة إشكالية ضعف الارتباط بين البحوث التربوية والتنمية في المجتمع الخليجي انطلاقًا من دور البحوث التربوية في دعم قضايا التنمية، ومن خلال تعرف الوضع الراهن لتوجهات البحث التربوي، وتصور أولويات وبدائل مقترحة تتناول بالبحث والدراسة قضايا التنمية في الحاضر والمستقبل، وذلك من خلال عرض بعض مؤشرات التنمية وتوجهات البحث التربوي وقضايا التنمية ذات الأهمية والأولوية بالبحث والدراسة.

كما قدم الباحثان د. بشير هادي عودة ود. عدنان فرحان الجوارين (كلية الإدارة والاقتصاد - جامعة البصرة بالعراق) ورقة بعنوان: «معوقات البحث العلمي ومتطلبات الارتقاء به في الدول العربية»، أكدا فيها ضرورة البحث العلمي لتطوير الحياة البشرية، فضلًا عن أهميته في سياسة الدولة، إلَّا أن هذه الأهمية تبقى مرتبطة بمدى وعي الدولة بأهمية البحث العلمي والمراكز البحثية، إذ إن مستوى البحث العلمي في الدول العربية لا يزال منخفضاً نسبيًّا نتيجة لعوامل عديدة أهمها عدم وجود رؤية واضحة كاستراتيجية متبعة لتطوير البحث العلمي، وانخفاض نسبة الإنفاق على البحث والتطوير كنسبة من الإنفاق الإجمالي...

الدكتور فكري لطيف متولي (كلية التربية – جامعة شقراء، المملكة العربية السعودية) تحدث عن: «دور الجودة الشاملة لتحسين أداء فريق العمل داخل مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة»، ومن أهم ما توصل إليه الباحث أن جميع معايير الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة المتعلقة بالأثاث والأدوات حصلت على تقبل بدرجة كبيرة من قبل منسوبي مؤسسات التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة، بينما حصل معيار القبول للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفر غرف المصادر الملائمة على أعلى درجات التقبل بالنسبة لبقية معايير الجودة الشاملة في التعليم.

كما قدم الدكتور سالم بن سليم الغنبوصي(كلية التربية، جامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان)، ورقة بعنوان: «أدوار القيادات التعليمية في تقييم أداء المعلمين في المدارس الحكومية في ضوء معايير الجودة الشاملة»، ومن الأدوار المهمة التي أشار إليها الباحث:

• نشر ثقافة التميز في التدريس.

• تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة.

• تعزيز روح البحث، وتنمية الموارد البشرية.

• إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية.

كذلك تحدث الباحثة وسيلة عياد (جامعة الجلفة – الجزائر) عن: «التحديات التعليمية للفتاة العربية بدول المهجر - فرنسا أنموذجًا»، ود. إ براهيم بن داود (أستاذ التعليم العالي بجامعة الجلفة، الجزائر) عن «التكوين التربوي التميزي ودوره في إدارة أزمات الهوية» تناول فيها إشكالية وأزمة الهوية التي تعاني منها الكيانات المجتمعية ولها ارتباط وثيق بالأبعاد التربوية.

ﷺ أعمال اليوم الثالث

تواصلت الفعاليات العلمية للمؤتمر في اليوم الثالث، حيث انعقدت مجموعة من الجلسات.

الجلسة الأولى قدّمت فيها ثلاثة أوراق الورقة الأولى كانت للدكتور علي الجمل (كلية التربية بجامعة عين شمس – مصر)، وجاءت تحت عنوان: «تطوير البرامج الدراسية بكليات ومؤسسات إعداد المعلم بالوطن العربي في ضوء أبعاد التنمية الإنسانية المستدامة».

تناول فيها محورين أساسيين هما: محور مصادر استحداث تطوير البرامج الدراسية بمؤسسات إعداد المعلم، ومحور الرؤى التطبيقية في تطوير برامج إعداد المعلم، وقد اشتمل هذا المحورعلى مشروع إعداد معلم المرحلة الابتدائية، ومشروع إعداد المعلم الدولي، ومشروع برامج الماجستير المشتركة، ومشروع إنشاء مجمع تربوي دولي، بجانب مشروع ابتعاث المعيدين والمدرسين المساعدين، والمشروعات المجتمعية.

وقد خلص الباحث إلى ضرورة الإسهام في التنمية الإنسانية المستدامة للطالب المعلم ليقوم بدوره في الارتقاء بمنظومة التعليم بوطننا العربي في القرن الحادي والعشرين.

د. هنــادا طه (من كلية البحرين للمعلمين- جامعة البحرين) تحدثت عن: «مُخرجات التعليم واحتياجات المجتمع الخليج»، وقد أكدت في ورقتها ارتباط مجتمع المعرفة في القرن الواحد والعشرين ارتباطًا وثيقًا بالتعليم ومخرجاته وبقدرته على إعداد الكوادر الشابة القادرة على دخول أسواق العمل والمنافسة، التي باتت تعتمد على مدى إتقان هؤلاء الشباب لمهارات القرن من تفكير ناقد إلى مهارات تواصلية بأكثر من لغة والقدرة على الإقناع والحجاج والقراءة السريعة وتحليل المعلومات واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة وبالإضافة إلى القدرة على العمل التعاوني ضمن فريق واحد.

كما تحدث الباحث جمال بلبكاي (المدرسة العليا لأساتذة التعليم التكنولوجي - سكيكدة – الجزائر) عن: «التعليم الإلكتروني في ظل التحولات الحالية والرهانات المستقبلية، وقد أشار فيها الى أن العصر الذى نعيشه الآن هو عصر حضارة المعلومات أو عصر التنمية المعلوماتية أو عصر المعرفة وما تبعه من متغيرات وتحولات ومستجدات ما زالت تؤثر تداعياتها الإيجابية والسلبية على العالم المعاصر. ويأتي المجال التعليمي في قمة المجالات التي تحظى باهتمام كبير في الوقت الراهن، إلا أن العالم العربي لا يزال يعتمد أساليب التدريس التقليدية التي لا تتوافق مع الحياة العصرية وتفكير الطالب والمعلم في عصر التكنولوجيا والتطور.

لذلك يرى الباحث أننا بحاجة لنقلة بالكم والنوع لطلاب القرن الواحد والعشرين، حيث إن مستوى التعليم متدنٍّ جدًّا مقارنة بالدول المتقدمة، فالتوجه إلى تطبيق آليات تعليمية مساندة للتعليم التقليدي كالتعليم الإلكتروني لها القدرة على تحسين ودعم وبناء جيل متميز هو من أهم التحديات التي يجب علينا العمل عليها.

الباحثة ميثاء بنت عبدالله بن حمد العمرية (طالبة في قسم تكنولوجيا التعليم والتعلم - كلية التربية – جامعة السلطان قابوس – سلطنة عمان)، قدمت ورقة بعنوان: «قنوات التواصل الاجتماعي جسر للتغيير»، الدكتورة الأميرة محمد ناصر عيسى (أستاذ مساعد ورئيس قسم رياض الأطفال بكلية التربية والآداب - جامعة الطائف) تحدثت عن «الدور الفعال لوعي الأسرة العربية بالتربية الجمالية وأثره في تنمية الشخصية الخليجية».

أما الدكتورة أمل بدر الدويلة (مُوجهة فنية بمنطقة العاصمة - دولة الكويت وزارة التربية)، فتحدثت عن: «التربية واحتياجات المجتمع: تنمية روح المواطنة لدى أبناء مجلس التعاون والعالم».

الجلسة العامة الثانية في هذا اليوم نظمت فيها ثلاث جلسات بالتوازي، وقد قدمت فيها عدد من الأوراق والمحاضرات:

الباحث الدكتور يون أون كيونغ (جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، سيئول، كوريا الجنوبي) تحدث ورقة عمل بعنوان: «تعليم اللغة العربية في كوريا آفاقه ومستقبله»، أما الدكتور جمال حسن أبو الرز (الجامعة الهاشمية – المملكة الأردنية الهاشمية) فقد تحدث عن: «الممارسات التربوية القائمة على الدليل وتضميناتها في تطوير برامج إعداد المعلم وتنميته مهنيًّا».

ومن الأوراق المقدمة في هذا اليوم: «مستقبل التعليم في دول الخليج العربي - منظور مهني»، «استراتيجيات التقويم التربوي الحديثة»، «تصور مستقبلي لاستخدام أعضاء هيئة التدريس في جامعة كفر الشيخ لملفات الإنجاز (الورقي - الإلكتروني) كأساليب حديثة لتقويم طلابهم»، «واقع الأنشطة التربوية اللاصفية في مدارس الحلقة الثانية بمحافظة جنوب الباطنة في سلطنة عمان ومعيقات تنفيذها من وجهة نظر أخصائي الأنشطة»، «التدريس التشاركي: هل تشعر بالألم أو أسف للتطوير المهني للمعلمين؟ دراسة استطلاعية في مدرسة المستقبل في الكويت»، «قلق المستقبل وعلاقته بمستوى الطموح لدى طلاب المرحلة الثانوية في دولة الكويت».

 

 

 

 

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة