شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
الفكر الذي يتوقّف عن العطاء المعرفي النوعي سيصاب في مآلاته إلى الجمود واليباس. وإدراكًا من المجلة لأهمية العطاء الفكري والنوعي والمتميز والقادر على اكتشاف مساحات معرفية جديدة فإن المجلة تخصّص في هذا العدد ملفًا فكريًّا يناقش طبيعة الصلة العميقة بين الفلسفة والتصوف. ولقد أجادت الدراسات والأبحاث في هذا الملف على تظهير طبيعة العلاقة والتداخل بين الفلسفة والتصوف.
فالفلسفة التي لا تحفر معرفيًّا في قضايا المعرفة ذات الصلة العميقة براهن الواقع الإسلامي المعاصر، لن تتمكن من تقديم إجابات عميقة لأسئلة الواقع ورهاناته المتعددة.
ولم تكتفِ المجلة في هذا بملف الفلسفة والتصوف، وإنما قدَّمت دراسات وأبحاث أخرى في مختلف أبواب المجلة الثابتة..
فالسيد رئيس التحرير شارك بدراسة بعنوان (هل الأمة الواحدة.. أمر ممكن؟)، والدكتور اللويمي والدكتور الناصر يقدمان لنا دراسة مشتركة حول (الجدل في تويتر.. قراءة في أشكال التواصل حول القضايا الساخنة)، ويشارك معنا الأستاذ جبران صالح بدراسة حول (إشكالية العالمية والخصوصية في مجال حقوق الإنسان).
وغيرها من الدراسات والأبحاث.. ونود في هذا السياق أن نقدّم شكرنا الجزيل للدكتور بو عرفة عبد القادر على كل الجهود التي بذلها في إعداد ملف هذا العدد، كما نقدّم شكرنا إلى كل الباحثين الذين ساهموا في هذا الملف.
ونأمل من العلي القدير أن نكون قد وُفِّقنا في تقديم مادة معرفية متنوّعة ومفيدة.
ومنه نستمد العون والقوة..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.