شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
هذا العدد
لعل من أهم المشكلات التي تواجه الإنسان الفرد والمجتمع، هي مشكلة الاستلاب والخضوع إلى منظومة فكرية وحضارية مغايرة إلى فكره وحضارته؛ لأن ظاهرة الاستلاب تقضي على كل عناصر القوة في شخصية الإنسان، وتجعل منه فاقدًا للاتّزان النفسي والحضاري. كما أن هذه المشكلة تؤدّي إلى حالة من الانقسامات والصراعات والتشوهات الاجتماعية، التي تفقد الإنسان البوصلة التي تمكّن الإنسان من تحديد الأولويات والاتّجاهات الصحيحة في حياة الإنسان؛ لذلك نحن باستمرار بحاجة إلى أن نحافظ على الوعي بأفكاره التنويرية والنقدية.
ومجلة الكلمة تأخذ على عاتقها في كل الأعداد، الحفاظ على أصالة الإنسان والمجتمع، هذه الأصالة التي تدفع الإنسان للانفتاح على العصر ومواكبة كل حاجاته ومتطلباته.
ودراسات وأبحاث هذا العدد لا تخرج عن هذا السياق. فقد شاركنا الدكتور عبد الفضيل ادراوي بشهادة حول الكلمة بعنوان: «مجلة الكلمة بعد ربع قرن.. البصيرة والمكانة الآمنة»، كما شاركنا من المغرب الدكتور عبدالرحيم الحسناوي بدراسة عنوانها: «حفريات في مفهوم الوثيقة التاريخية.. مقاربات وتصورات»، ومن العراق شاركنا الشيخ ليث العتابي بدراسة قرآنية بعنوان: «قواعد الترجيح: حقيقتها وأسسها وتطبيقاتها»، وتشاركنا الدكتورة نادية الشرقاوي بدراسة بعنوان: «أسس العلاقة بين المرأة والرجل من منظور قرآني»، إضافة إلى دراسات وأبحاث توزّعت على أبواب المجلة الثابتة.
نسأل الله أن تكون مواد المجلة مساهمة حقيقية في مشروع تحقيق الذات الحضارية..
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.