شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
وضعيات الخطاب الإسلامي المعاصر من المفترض أن تختلف وتتغير مع الألفية الثالثة، التي شهد فيها العالم واحدة من أعظم ثوراته في مجال المعلومات والاتصالات، ومع ظهور تيار العولمة الكاسح بكل تخوفاته وآماله، حيث أصبح العالم بلا حدود فاصلة، أو جدران عازلة، أو سقوف مانعة. فصورة العالم في تغير وتحول بشكل بات من الصعب أن نعزل أنفسنا عن إيقاع حركة العالم المتسارعة. الوضع الذي يفرض علينا تحديات جديدة، وإشكاليات نظرية حرجة، ومشكلات موضوعية صعبة، وتساؤلات كثيرة ومعقدة. فكيف نفهم وندرك هذه الحقائق وبأي منظور نتعامل معها..؟
وقبل ذلك ما هي رؤيتنا للألفية الثالثة، واستشرافاتنا لها، وماذا لدينا من استعدادات وتحضيرات لآفاقها ومكتسباتها وتحرياتها، وأي موقع نختاره لأنفسنا، وما مدى قدرتنا للوصول إلى ذلك الموقع في ظل مقولات «نهاية التاريخ» و«صدام الحضارات» و«البحث عن عدو جديد» و«النظام العالمي الجديد».
علاقة الإسلام بالعالم تتحدد اليوم بطريقة شديدة التشابك والتفاعل، وليس هناك رؤية للعالم إلا والإسلام حاضر فيها، فكيف نرسم صورة الإسلام في هذا العالم المتغير؟ وماذا يمكن أن يقدم الإسلام والخطاب الإسلامي إلى العالم من اجتهادات وابتكارات وتشريعات وقيم ونماذج! ولن يستطيع الخطاب الإسلامي أن ينهض بهذه الأدوار إلا بعد أن يتخلص من إرث ورثناه من عصور التخلف والجمود، والذي من أشدّ تداعياته تعطيل دور العقل وفاعلية الاجتهاد، وتوقف النشاط الدؤوب في البحث العلمي، ومن تداعياته أيضاً خطوط الانقسام وذهنية التصنيف التي كرست الكراهية والإحباط والتجزئة والصدام.
أمام الخطاب الإسلامي انتقالات فكيف يصل إليها ويتمثلها ويمارسها، انتقالات من السكون إلى الحركة، ومن الجمود إلى الاجتهاد، ومن الفردية إلى الشورى، ومن الاتباع إلى الابداع، ومن الانغلاق إلى الانفتاح، ومن التقليد إلى المعاصرة، ومن الماضوية إلى المستقبلية. وهذه الانتقالات لاتتحقق إلا بالدخول في مراجعات تجعل من هذا الخطاب يتجدد في مفاهيمه ومعارفه وطرائقه ومناهجه. وهناك أولويات أمام الخطاب الإسلامي في ظل ما يشهده العالم من تحولات وتغيرات متعاظمة التاثير. فما هي هذه الأولويات، وماهي تراتبها، وكيف نطور فقه الأولويات للخطاب الإسلامي منهجياً ومعرفياً؟
وهل من نظرة جديدة إلى المستقبل؟ وكيف نطور لنا حقلاً معرفياً بمستقبليات الإسلام والعالم الإسلامي والخطاب الإسلامي، تتحدد من خلاله البدائل والخيارات والاتجاهات. فالعالم اليوم يخوض معارك المستقبل، وهي المعارك الأشد تنافساً بين الأمم والشعوب المعاصرة.. فالمستقبل مازال مفتوحاً على كل الأمم والحضارات، وبإمكان كل أمّة أن تصنع مستقبلها بإرادتها فكيف نبتكر لنا مستقبلنا في عالم متغير؟
منهجيتنا في معالجة هذه القضايا هو أن نترك للكاتب والباحث حرية اختيار الرأي، والزاوية التي يراها في النظر إلى تلك القضايا.
نأمل من السادة الكتاب والباحثين أن يشاركونا بالرأي والنقاش حول هذا الموضوع، ونحن بدورنا نعد بنشر المداخلات التي تصلنا، بشرط اتصافها بالعلمية والموضوعية. علماً أن حجم المداخلة المقترحة هو بين 1000ـ1500 كلمة.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.