شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
نجزم إننا في مجلة (الكلمة) قد تابعنا باهتمام كبير وموسع قضية حوار الحضارات، والأنشطة والتحضيرات التي كانت جارية على مستويات عربية وإسلامية وعالمية للتحضير لسنة حوار الحضارات 2001م. وذلك منذ أن تقدم السيد «محمد خاتمي» باقتراحه في الخطاب الذي ألقاه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في آب ـ أغسطس 1998م، ومصادقة الجمعية عليه في تشرين الأول ـ أكتوبر من ذات العام. منذ ذلك الوقت ونحن نرصد ونتابع ونلاحق كل ما يتصل بهذه القضية من ندوات ومؤتمرات أو بيانات أو أفكار وتصريحات أو أنشطة أخرى. وخصصنا حلقات متتالية لم تنقطع أو تتوقف من العدد (21) خريف 1998م، إلى هذا العدد (29) خريف 2000م. وهذه الحلقات في مجموعها تمثل أوسع نشاط إنساني في قضية حوار الحضارات، ومادة أساسية للبحث حولها، أو في فهمها والتفكير بها والتعامل معها، من خلال حقائق ومعطيات وواقع واحداثيات والباعث لنا على هذا الشكل من الاهتمام، هو أن هذه المبادرة جاءت من طرف العالم الإسلامي ولكي تبرهن على إمكانية أن يساهم هذا العالم حضارياً في هذا العصر. ولنوعية المبادرة في قيمتها الفكرية والأخلاقية والإنسانية، وانتصاراً لقيمة الحوار في مقابل دعوات الصدام بين الحضارات، واعترافاً بتعدد الحضارات في مقابل الاستفراد بالحضارة. إلى جانب رغبتنا في التواصل الإنساني والانفتاح الكوني من خلال قضية ينفتح عليها المجتمع الإنساني برمته، كما يفترض.
ويأتي هذا العدد لكي يقدم إسهاماً إضافياً وجديداً وموسعاً حول تلك القضية «حوار الحضارات» فإلى جانب المتابعة المتصلة والمتسلسلة في باب تقارير ومتابعات وهي الحلقة التاسعة، نخصص أيضاً لندوتين في هذا الشأن، كلاهما أقيمتا في دمشق، الأولى حول التفاعل بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية والدور الإسباني الذي كان جسراً ووسيطاً في هذا اللقاء الحضاري. وقد حضرها مندوب الكلمة الأستاذ «محمد دكير» وقام بتغطيتها في هذا العدد. والثانية ندوة «كيف ندخل سنة حوار الحضارات؟» التي حضرها رئيس تحرير الكلمة وشارك بتعقيب فيها، إلى جانب مشاركة الأستاذ «إدريس هاني» الذي قام بمناقشة أوراق هذه الندوة، لذلك أخذت مساحة كبيرة من حيث عدد الصفحات.
لانقول هذا الكلام وكأنه خاتمة الاهتمام بقضية حوار الحضارات، وإنما هو خاتمة لمرحلة في التحضيرات، وبداية لمرحلة يفترض أن تكون عملية وتطبيقية لقضية حوار الحضارات. وهذا ما سوف نتابعه ونواكبه في الأعداد القادمة إنشاء الله
كما تضمن هذا العدد الأبواب المتعارف عليها في الكلمة
والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.