شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
بدأ في الآونة الأخيرة الاهتمام يتزايد بالأوقاف الإسلامية وارتفعت الأصوات منادية بضرورة إعادة النظر في وظيفة المؤسسة الوقفية وإحياء دورها من جديد باعتبارها مؤسسة أهلية كان لها دور مهم وفاعل في الماضي ساعد في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.
كتاب د. الأرناؤوط دراسة تاريخية عن الوقف واختلاف وظيفته من بلد إلى بلد. في إطار عرض نماذج مقارنة لمناطق إسلامية مختلفة، للوصول إلى اكتشاف أهمية هذه المؤسسة في عدد من المناطق الإسلامية في التنمية الاقتصادية والثقافية، وذلك من خلال الاعتماد على وثائق تاريخية مهمة يمكن الاستفادة منها في تطوير مؤسسة الوقف في العصر الحاضر.
تتمحور دراسات الكتاب حول موضوعين رئيسيين الأول حول تطور وقف النقود الذي اشتهر في العصر العثماني وتطوره على المستويين العملي والفقهي، وكيف كانت مؤسسة الوقف تعتمد في تمويلها للمؤسسات الخيرية والعلمية ودور العبادة على تأجير الأراضي والدكاكين والممتلكات الوقفية المختلفة، ثم تطور ذلك وبرز كما يقول المؤلف ـ شكل جديد للوقف يقوم على وقف مبالغ كبيرة تقدم بفائدة محددة للتجار وأصحاب الحرف، بحيث يضمن الوقف بهذا الشكل مصدراً ثابتاً لتغطية نفقات مشاريعه الخيرية. ثم دراسة مقارنة حول دور الوقف في نشوء وتطور المدن، ودوره في تنشيط التجارة من خلال نموذج مدينة حلب السورية، وكذلك دوره في تنشيط الحياة الثقافية.
أما الموضوع الثاني فهو عبارة عن دراسات تطبيقية حول أهمية الوثائق الوقفية وماتقدمه من معطيات علمية يمكن الاستفادة منها لدراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لأي منطقة يمكن دراستها، وقد قدم المؤلف دراسة تطبيقية من خلال الوثائق لكل من دمشق وضواحيها وحلب، ظهرت من خلالها أهمية هذه المؤسسة في التاريخ الاسلامي والدور الذي يمكنها أن تلعبه في العصر الراهن إذا ماتمت إعادة النظر في دورها وإحيائه من جديد.
مصطلحات الهوية والاختلاف، الذات والآخر، الاسلام والغرب، من المصطلحات التي كثر حولها الجدل والسجال نتيجة الوضع الراهن وخطوط التماس المشتعلة بين الحضارتين الاسلامية القديمة والحضارة الغربية المهيمنة، هذه الخطوط التي ولدت قلقا حقيقيا تداخلت فيه الايديولوجية بثوابت الهوية ماجعل وضع العلاقة بين الحضارتين يتأرجح بين الصدام والصراع المستمر والتفاعل والتثاقف على أكثر من مستوى.
هذا الوضع لم يكن جديدا على حضارة الاسلام وإن اختلف الوضع والمعطيات الداعية إلى التفاعل، ففي الماضي ومع بداية امتداد الحضارة الاسلامية وجدنا الثقافة العربية والاسلامية حريصة على الانصات والاستفادة من متغيرات الآخر دون أن يطرح ذلك تحديات تمس بالهوية، على العكسً تماما بالنسبة لما يقع الآن وبعد أن تحقق تراكم تاريخي طويل نجم عنه رسم صورة فيها الكثير من التشابك والنمطية واللاواقعية بين الحضارتين. ما جعل مسألة الغيرية ومفهوم الاختلاف تطرح ـ كما يقول المؤلف ـ في الفكر العربي المعاصر بشكل تراجيدي تعكس حالة الانسداد الذي يعرفها الفكر في علاقته المتشابكة مع الآخر.
ما هي المرجعيات التأسيسية التي استند اليها العرب والمسلمون في نظرتهم إلى الأختلاف؟، وما هي الصور التي تولدت في الوعي والمتخيل العربي الاسلامي بحكم الاحتكاك العنيف والهادئ مع الآخر في الزمن الوسيط؟ وما هي درجة حضور المتخيل في صياغة هذه الصور؟.
هذه الأسئلة وغيرها هي المقاربات التي يحاول هذا الكتاب أن يكشف عن ملابساتها باستنطاق نصوص إسلامية وغربية، في اطار ثلاثة أبواب رئيسية، الباب الأول عرض فيه لمرجعيات النظر العربي الاسلامي للآخر، وكشف عن التصور القرآني الآخر، والمعالجة الاجتهادية والسياسية للاختلاف. وفي الباب الثاني تحدث عن جذور تكون الصور النمطية عن الآخر. وتداعيات الظاهرة الصليبية والاندفاعية الجهادية، أما الباب الثالث فقد خصصه للحديث عن معرفة الآخر: الحدود والإلتباسات. ومواضيع أخرى تمت معالجتها مفصلة ضمن فصول خاصة.
يعتبر مصطلح العلمانية من المصطلحات المتداولة في الخطاب الفكري والفلسفي الغربي والعربي، وقد تمت معالجة هذا المصطلح من خلال المنطلقات الفكرية والعقائدية لكل باحث أو مدرسة فكرية لذلك نجد أن التعريفات والمواقف جاءت متناقضة ومتباعدة، تبعا لاختلاف المنطلقات والتوجهات الايديولوجية، ليس في العالم العربي والاسلامي بل في الغرب حيث ولد هذا المصطلح ونشأ في أحضان معطيات واقعية اليها ترجع أسباب ظهوره كمصطلح ومفهوم له أبعاده الواقعية والفكرية.
أما في العالم العربي فقد ارتبط هذا المصطلح ودلالاته المفهومية بواقع التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية للغرب ومركزيته ماجعل العالم العربي وتحت تأثير هذه المركزية يندمج قصراً في الكثير من التجارب السياسية لا علاقة لها بتطوره التاريخي، ومن ثم انفتح النقاش على مصراعيه بين النخب الفكرية والسياسية حول هذه التبعية وتداعياتها على جميع المستويات، ومن بين أهم المواضيع التي دار حولها السجال حادا وعنيفا وخصوصا بين المفكرين الاسلاميين وغيرهم من المتأثرين بالغرب ومدارسه الفكرية والفلسفية مفهوم العلمانية وتطبيقاته على المستوى السياسي خصوصا في العالم العربي، ولأهمية الموضوع ولاستمرارية السجال حوله بين النخب العربية والاسلامية، ومن اجل تشجيع الحوار العلمي الهادئ والرصين بين اقطاب هذه النخب الفكرية، دعت دار الفكر كل من د. عبد الوهاب المسيري ود. عزيز العظمة، وهما يمثلان اتجاهين فكريين مختلفين إلى التحاور كتابة حول هذا الموضوع الاشكالي، حيث تحدث المسيري حول مصطلح العلمانية وتطوره والاشكاليات الأساسية التي يطرحها على المستويين العربي والاسلامي، وتحدث د. العظمةحول: العلمانية في الخطاب العربي المعاصر، ثم قدم كل منهما تعقيبا نقديا حول ما عرضه كل منهما في بحثه، ومن ثم قدما للقارئ رؤيتين مختلفتين حول مفهوم العلمانية وأبعاده الواقعية الفكرية، ما يتيح للقارئ فهما أعمق لهذا الموضوع الاشكالي.
كشفت دراسات الكتاب المقدس الحديثة التي أنجزها عدد من المفكرين والعلماء الغربيين عن حقائق مهمة حول الديانة المسيحية، من بينها التمييز بين تعاليم عيسى النبي عليه السلام وتعاليم بولس الذي جاء من بعده وانتصرت تعاليمه على تعاليم النبي عيسى وأتباعه ممن سموا بالنصارى، وأن تكريس المسيحية باعتبارها ديناً رسمياً سنة 325م من طرف مجمع نيقية، قد كرس في حقيقة الأمر الانحراف عن التعاليم الحقيقية التي جاء بها نبي الله عيسى عليه السلام. هذه الحقائق التي توصل اليها بعض الباحثين الغربيين خلال قرنين من البحث، هي نفسها الحقائق التي كشف عنها القرآن قبل ذلك بقرون، مشيرا إلى درجة الانحراف الذي أصاب تعاليم عيسى بن مريم عليه السلام ومواضيع الانحراف، وعرض لأسبابها، وقدم حقائق تاريخية ومعرفية تعالج هذاالانحراف، لكن الكنيسة المسيحية أدارت ظهرها لكل هذه الحقائق سواء التي جاء بها القرآن (الوحي الالهي) أو ما توصل إليه هؤلاء الباحثون.
الكتاب الذي بين أيدينا يحتوي على دراسات قيمة مطولة حول الكتاب المقدس وتاريخ الديانة المسيحية بمنهج علمي مقارن مستفيدا من البحوث النقدية الغربية وحقائق الوحي القرآني، وذلك من خلال عشرة فصول. حيث تحدث في الفصل الأول عن حرية الفكر وحرية العقيدة والحروب في الاسلام، ثم عالج في الفصل الثاني مسألة أهل الكتاب المقدس والقرآن الكريم والتسلسل في الوحي السماوي، وتحدث في الفصل الثالث عن المسيحية والثقافة الهلنستية، أما الفصل الرابع فخصصه للحديث عن الفرق بين النصرانية والمسيحية، ثم الفصل الخامس حول ديانة المسيح أم ديانة بولس، وتناول في الفصول الأخرى مجموعة من المواضيع المختلفة حول السيد المسيح وصلبه، والكتاب المقدس والاستشراق، وحركة الاصلاح الديني في الغرب.
والمنظور الاسلامي للكثير من هذه القضايا. بالاضافة إلى الحديث عن الموقف الغربي المعاصر من قضية فلسطين وكيف توجهه الخلفية العقائدية المبنية على تصورات بعيدة عن الواقع والحقيقة.
كيف تعاطى السيد محمد باقر الصدر مع المسألة الروحية؟ الجواب على هذا السؤال هو موضوع هذا الكتاب، حيث أكد المؤلف أن مدرسة السيد الصدر استطاعت بفضل منهجها المتكامل أن تمنح المسألة الروحية حركتها في الواقع، وأن تعطي حركة الواقع عمقها الروحي، وعندما يتحقق للمسألة الروحية بعدها الاجتماعي، تكون من ايجابياته ونتائجه المباشرة ليس فقط روحنة الواقع وإنما يظهر في الأمة ـ كما يقول المؤلف ـ روحانيون حركيون تتعانق روحانيتهم مع حركتهم لتعطيها دفقا خاصا، وهكذا كان السيد الصدر ومدرسته الفكرية والعلمية ومنهجه العلمي المتكامل في التعاطي مع الواقع الاجتماعي باعتبار ذلك من مفردات إنزال الشريعة وقيمها على الواقع، ومقصد من مقاصد التزاوج بين الفقه والأخلاق. حيث يتسع مجال التشريع في بعده الأخلاقي ليراعي حقوقا عديدة لم يخصص لها أي باب من أبواب الفقه المتعارف عليها بين الفقهاء. هذه المزاوجة بين المضمون الفقهي والمضمون الأخلاقي هي أهم الخصائص التي تميزت بها مدرسة السيد الصدر التي تمكنت كما يرى المؤلف من رسم منهج أخلاقي يقوم على نصوص تصلح كمعايير أخلاقية. ووسعت من مفهوم الالتزام ومجال التشريع كذلك، ووجهت الفقيه للاهتمام بالنصوص الأخلاقية من قرآن وسنة وروايات أهل البيت.
ميزة أخرى من مميزات مدرسة السيد الصدر الأخلاقية، اختيار صيغة المعاناة والتجربة للوصول إلى الطريقة الفضلى التي تحدثت عنها النصوص المقدسة.
أما المصادر التي استقى منها المؤلف مادته حول الأصول الأخلاقية لمدرسة الشهيد الصدر فهي بشكل عام استقراء من سيرته الأخلاقية العملية وانتاجه الفكري والعلمي.
المشكلة الكبرى التي تواجه أي باحث يرغب في معالجة موضوع علمي، هي الخطوات المنهجية المطلوبةلانجاز بحثه العلمي، سواءً أكان نظرياً صرف أو ميدانياً، كيف يتم اختيار موضوع البحث؟ وكيف تتم صياغته واختيار أصوله؟ وكيف يتم توثيق المعطيات بأساليب علمية حديثة؟، وما هي الإلتزمات المفروضة على الباحث لكي تتحقق العلمية في بحثه؟.
هذه الأسئلة وغيرها حول البحث العلمي واحتياجات الباحث المنهجية، تجيب عليها الدكتورة رجاء دويدري من خلال ستة أبواب وخمسة وعشرين فصلاً. في الباب الأول وتحت عنوان: العلم والتفكير العلمي، عالجت المؤلفة مواضيع مختلفة تتعلق بالبحث العلمي مثل: أهداف العلم وخصائص التفكير العلمي، ظاهرة العلم الحديث، وخصائص الباحث العلمي ودور التراث العربي في إحياء البحث العلمي، والمنظور المعاصر للبحث العلمي، وبالإضافة إلى أهمية المفاهيم والمصطلحات في البحث العلمي.
في الباب الثاني وحول مناهج البحث العلمي تحدثت المؤلفة في البداية عن تعريف المصطلحات والخلفية التاريخية لمناهج البحث العلمي، لتنتقل بعدها لاستعراض المناهج المتداولة مثل منهج البحث التاريخي، الوضعي، التجريبي، مع عرض تقويمي لكل منهج في اطار مقارن.
أما الباب الثالث فقد خصصته للحديث عن الطرائق الرياضية في البحوث العلمية، مثل التحليل الإحصائي، الأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي: الأنظمة والنماذج.
وفي الباب الرابع عالجت موضوع أدوات البحث العلمي. مثل: العينة، الملاحظة، المقابلة، الاستبيان، وسائل القياس.
الباب الخامس خصصته للحديث عن مصادر البحث العلمي من مراجع معرفية وعلمية متنوعة، وعمل الباحث في المكتبة، وأساليب التوثيق الحديثة.
وأخيرا استعرض في الباب السادس خطوات البحث العلمي الأساسية، من مرحلة الاعداد إلى مرحلة المراجعة والاخراج والتقويم.
تعتبر مرحلة الشباب من أهم وأخطر المراحل في حياة الفرد، فهي مرحلة وسيطة بين الطفولة وبداية الشيخوخة، وهي مرحلة تأسيسية كذلك يتعرف فيها الانسان على خبرات جديدة يكون لها الأثر الحاسم في اختياراته المستقبلية وطبيعة ونمط حياته التي سيكون عليها بعد أن يودع عالم الطفولة ويدخل عالم الكبار بما فيه من تحديات والتزامات.
لذلك فقد اعتنى العلماء والمفكرون ورجال التربية كثيرا بهذه المرحلة واعتبروها مرحلة الولادة الثانية بالنسبة لأي فرد، لذلك فأي انحراف فيها أو خطأ يؤثر سلبا وبشكل مباشر على مستقبل الفرد والعكس صحيح كذلك، فالاستغلال الإيجابي لهذه المرحلة والاستفادة منها تظهر إيجابياته واضحة في مستقبل الانسان، إن أي نجاح أو احباط أو فشل يحققه أو يقع فيه الانسان في المستقبل إنما يكون قد وضع لبناته الأولى في مرحلة الشباب.
هذه الحقيقة هي القاعدة التي ينطلق منها المؤلف ليستعرض أهم القضايا والهموم والتطلعات التي تخالج وجدان الشباب وتستحوذ على تفكيرهم، في محاولة لاعطائهم حلول وأجوبة على أسئلتهم، وعلاجا لقضاياهم الشائكة من خلال الكشف عن مشاكل الشباب الحقيقية، وتوجيههم للحلول الناجعة التي تنتشلهم من الإنحراف والضياع وتأخذ بيدهم نحو استثمار طاقاتهم الكامنة لصالح المستقبل المادي والمعنوي. دون إفراط أو تفريط في أي جانب على حساب الجانب الآخر.
ومن خلال فصول الكتاب الستة يقوم المؤلف بوضع برنامج شبه متكامل لمعالجة مجمل مشاكل الشباب في إطار رؤية متكاملة يتظافر فيها الاجتماعي والديني لتوجيه الشاب نحو الطريق الأفضل لتحقيق طموحاته الشخصية ما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير والصلاح.
في البداية يتحدث المؤلف عن اهمية البناء الروحي للشباب، ثم يأتي بعد ذلك بناء الذات على المستوى العلمي، لينخرط الشاب بعد ذلك في أهم تجربة اجتماعية ونقصد بها الزواج، ثم يتحدث عن وسائل الترفيه والترويح عن النفس، لينتقل إلى الحديث عن العوامل الخارجية المؤثرة وكيف يجب أن يتعامل معها الشاب مثل وسائل الإعلام المختلفة.
وأخيرا أبعاد مرحلة الشباب على المستوى الاجتماعي وعلاقتها بالتطور الحضاري العام وقضايا التطور والتغير الذي يحصل في المفاهيم والعادات والتقاليد وكيف يجب التعاطي مع هذه المعطيات والوقائع المتغيرة.
الحديث عن المشاركة السياسية هو الحديث عن المساحة الديموقراطية داخل أي دولة ومن ثم فهو حديث عن طبيعة النظام السياسي الحاكم وخلفياته الاجتماعية والفكرية والدينية، وعندما يكون الحديث عن المشاركة السياسية للمرأة العربية فالموضوع يأخذ أبعادا أخرى خصوصا إذا كان اختص هذاالحديث بالمرأة الخليجية، التي لم تعرف تغيراً في مكانتها الاجتماعية ـ كما يقول المؤلف ـ إلا في الربع الأخير من هذا القرن، ومن ثم فإن إثارة موضوع المشاركة السياسية للمرأة في الكويت يعد موضوعا في غاية الأهمية، ومحاطا بالكثير من المحاذير الاجتماعية والرؤى الدينية المحافظة..
ينقسم الكتاب إلى بابين الأول وفيه أربعة فصول يعتبر مدخلاً نظرياً عالجت دزاساته مفهوم المشاركة السياسية للمرأة وأبعاده الاجتماعية ودوافعه ومعوقاته وطبيعة هذه المشاركة وأشكالها، بالاضافة إلى نظرة تاريخية حول المرأة في العصور القديمة وموقف الاسلام من هذه المشاركة واختلاف وجهات نظر التيارات الاسلامية حول هذاالموضوع. كما استعرض المؤلف بعض النماذج التطبيقية للمشاركة السياسية للمرأة العربية في عدد من الدول مثل مصر ولبنان والمغرب والكويت باعتبارها موضوع الدراسة، ثم استعراض مجموعة من الدراسات الأجنبية والعربية حول الموضوع.
أما الباب الثاني فقد خصصه للدراسة الميدانية التي قام بها وجاء في ثلاثة فصول استعرض فيها الاجراءات المنهجية للدراسة وأسباب اختيار الموضوع وأهدافه، والمنهج وأسلوب التحليل الاحصائي، ليصل إلى تحليل البيانات الميدانية ومن ثم يعرض النتائج الدراسة وتوصياتها.
بالرغم من أن التجديد سنة مضطردة في الكون والحياة، وكون الاجتهاد لا بد أن يتفاعل ايجابيا مع تطور الوعي على جميع المستويات، وخصوصا على المستوى المنهجي وابتكار أدوات منهجية جديدة تساعد على فهم النص والواقع وإدراك أبعادهما المختلفة، إلا أن دعوات التجديد والاصلاح التي انطلقت من داخل الوسط الاسلامي قوبلت في أحيان كثيرة بالرفض والتوجس والخوف من خطورة الانسياق وراء التجديد الذي قد يؤثر على التراث والأحوال وبالتالي على الحقيقة والهوية. لذلك نجد دعوات كثيرة رفضت التجديد جملة وتفصيلا متذرعة بهذه المخاوف والهواجس، والسبب كما يقع دائما هو الالتباس في الرؤية الذي يقع فيه البعض، كما حدث من قبل وأغلق باب الاجتهاد، أو يحدث الآن عندما يتشبث البعض بالماضي ويغلق جميع الأبواب عن نفسه مخافة أن تتسرب إلى ذاته الفكرية أشعة التجديد، في المقابل وكرد فعل مناقض ومناهض، نجد من يدعو إلى الانفتاح على كل جديد ومقاطعة الماضي دون التمييز بين الثابت والمتغير في مجال القيم خصوصاً. إشكاليات التجديد، محاولة لصياغة رؤى حول نسبية مفهوم الاجتهاد وتأثره بالزمان والمكان وتطور الفكر الإنساني بشكل عام. والمواقف المختلفة التي انتجها الفكر الاسلامي تجاه هذه الإشكاليات وخلفياتها، بغية الكشف عن سننية التجديد والاجتهاد في الحياة، ومرونة الشريعة وقابليتها لمسايرة أي تطور حضاري. بالاضافة إلى استعراض بعض معالم التجديد التي قام بها بعض المصلحين في بداية هذا القرن باعتبارها منطلقات يمكن الاهتداء بها أو الانطلاق منها للسير قدما في مجال التجديد والاصلاح.
كل ذلك ضمن ثلاثة فصول رئيسية حيث خصص الفصل الأول لمراجعة قضايا الوعي الراهن واخفاقاته، وثقافة التجديد وموقعية المثقف في الدولة الاسلامية، أما الفصل الثاني فعالج فيه قضية احياء الفكر الديني ورموزه المعروفة مثل الأفغاني ومحمد باقر الصدر والإمام الخميني، وأخيراً وفي اطار استعراضه لأمثلة التجديد تحدث عن الموقف من الاستبداد السياسي، وكيف نظر العقل الاسلامي الاجتهادي لقضية الشورى وحرية المعارضة ومفهوم سيادة القانون، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.
يعتبر التمويه من الظواهر النفسية والاجتماعية المعقدة والصعبة لأنها تتخذ أشكالا ومظاهر مختلفة على المستوى اللغوي والفكري والتداعيات الواقعية. وحسب المحللين النفسيين يعتبر التمويه محاولة لتحريف الواقع وتزييفه بغية النظر إليه بشكل مغاير والتعاطي معه بخلاف ما يجب، والسبب يعود للواقع الضاغط والقاهر الذي يصعب تغييره، ما يدفع الفرد والمجتمع إلى الهروب نحو بديل متخيل يحجب الحقيقة عن الذات ويخلق واقعاً جديداً مموها.
يحاول المؤلف رصد هذه الظاهرة وجذورها وأسبابها في المجتمع العربي، في إطار تحليل نقدي لا يقف عند تفكيك الحالة بل يهدف إلى وضع منطلقات أساسية لعلاجها، على المستويين الفردي والاجتماعي، فبعد استعراض بعض أشكال التمويه المختلفة التي يعاني منها الانسان العربي وعلاقتها بالسياق الاجتماعي وبنيته القيمية وعاداته وتقاليده والتراكمات التاريخية الثاوية في وجدانه والتي تتميز بشكل عام بسيطرة السلطة الأبوية والسياسية، يقدم المؤلف مقترحات لعلاج هذه الأمراض الاجتماعية والذاتية، عبر الدعوة لتشجيع القراءة وتنمية الوعي العام، الذي سيؤدي في النهاية إلى انهيار جدار التمويه ويرسخ قيم المعرفة والديموقراطية، كما يعالج المؤلف مظاهر أخرى للتمويه مثل تمويه المثقف العربي وموقفه من المرأة، وعقدة الاستعمار النفسي، وغيرها من مظاهر التمويه التي يعج بها الواقع العربي.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.