شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
إن العولمة مفهومها وابعادها هي نوع آخر من السيطرة الغربية، الغرب بمفهومه المسيحي ـ الثقافي والإقتصادي. والمثير أن الغرب في كل مائة سنة أو قرن يأتي بأيديولوجية جديدة تناسب الظرف الذي يلائمة، واعتبر أن العولمة ماهي إلا امتداد لما يمكن أن نسميه بالإتفاقيات الإمبريالية وخطط الإستعمار الجديد. فلكل فترة من هذا الفترات يختار الغرب الأساليب من أجل أن يفرض سيطرته على العالم.
نحن نعرف مكانة العالم العربي والإسلامي بالنسبة للغرب، من حيث المجال الإستراتيجي ومن حيث الإقتصاد، لذلك اعتبر أن العولمة كما يطرحها الغرب حالياً هي نوع من أسلوب السيطرة من جديد، السيطرة الإقتصادية والفكرية والإعلامية.
أما بالنسبة للثقافة الإسلامية فإذا بقيت تروج على شكلها الحالي ـ أي المكتوب والمرئيـ مع انفتاح دولنا بحكم هذا التطبيع الشامل إن صح هذا القول، وبحكم المذهب الجديد للعولمة وتفتحنا بدون حدود وبدون شروط، فإننا سنفقد أولاًاستقلالنا الإقتصادي، ثم ثقافتنا. لأن مبادئ هذه العولمة وأفكارها ستدخل إلى بيوتنا في كل يوم وفي كل ساعة وستربي أجيالنا التربية التي يريدها الغرب، وبالتالي فكيف يمكن أن نواجهها بوسائلنا الخاصة؟ وهذه العولمة تستخدم وسائل الإعلام المتطورة، تمكن الفكر العولمي من الدخول لكل بيت، أظن أن هذا المشكل اساسي ويحتاج إلى مشروع كبير وشامل، وقبله يجب أن نعي كل الوعي من أجل مواجهة هذه العولمة. لا أعتقد أنه باستطاعتنا أن نخلق وسائل تكنولوجية جديدة لمواجهتها، لكن الشيء الذي يمكن عمله هو تعميق الوعي على الصعيد الشعبي، وتفعيل الحياة الثقافية، للأخذ بعين الإعتبار مخاطر العولمة، وبالتالي أن نحتاط على الأقل بأن نعمل على عدم إتاحة الفرصة لدخول هذا الفكر العولمي على صعيد الساحة الثقافية العربية والإسلامية. نحن لانستطيع أن نواجهها تكنولوجياً، لكن نستطيع أن نواجهها اعلامياً من ناحية تعميق الوعي بخطورة هذه العولمة في ميدان الثقافة، وكذلك أن نخلق رأياً جديداً لمحاربة هذه العولمة. أما متطلبات الثقافة الإسلامية لتقف في وجه ثورة المعلومات؟
كما قلت لايمكن مواجهة العولمة الثقافية من ناحية التكنولوجيا، ما عندنا أقل تطوراً، ولكن عن طريق تعميق الوعي وإقناع الفئات المثقفة بضرورة القيام بعمل يومي على الصعيد الشعبي مثلاً، وكذلك مطالبة الأجهزة الحاكمة في كل بلد عربي وإسلامي أن توفر كل الشروط من أجل أن تتوسع هذه الوسائل الإعلامية، وهذه مواقف سياسية وهي مرتبطة بمواقف كل بلد عربي وإسلامي تجاه الغرب وتجاه تطبيع علاقته معه، وأعتقد أن الأمر ليس سهلاً بل صعب جداً.
أخشى من شعارات عالمية الثقافة الإسلامية في مقابل عالمية الثقافة الغربية. لأننا نتساءل عن الوسائل التي يمكن أن نروج بها هذه الثقافة، مثلاً لنحصي جميع برامج التلفزات الموجهة داخل العالم العربي والإسلامي، هذه التلفزات تراها تنقل لنا الأخبار من فرنسا أو بريطانيا، إلى حد الساعة ليست هناك أقمار صناعية عربيةأو اسلامية تخدم المجال الإعلامي باستقلال عن الغرب، لذلك قلت وأكرر أننا لانستطيع تجاوز هذه العولمة على المستوى التكنولوجي لكن باستطاعتنا أن نعمق الوعي بخطورتها داخل الأوساط المتلقية في العالمين العربي والإسلامي. كما ندعو الحكومات إلى النظر إلى هذه العولمة الثقافية على أنها تشكل خطراً على الثقافة العربية والإسلامية، وأن تجابهها. هناك بعض الدول كإيران أخذت مواقف خاصة من البث الفضائي العالمي. وكذلك في السعودية لكن لا أعرف إلى أي حد كانت هذه المواقف فعالة مفيدة. وهل فعلاً نستطيع أن نقف في وجه هذا المد والتوسع الإعلامي الخطير. هذه المشاكل صعبة جداً ولكن الشيء الذي يمكن أن نقوم به أو التجربة التي قمنا بها لمقاومة الإستعمار، في ظل الإستعمار الفرنسي كنا نحارب البضائع الفرنسية، كنا نقاطع البضائع الأمريكية والبضائع الصهيونية في مرحلة معينة، وهذا كان يحتاج إلى تعبئة جماهيرية ووطنية وسياسية من طرف كل القوى السياسية، من أجل أن تجعل من برامجها الدفاع عن الثقافة الإسلامية، وتجعل منها مسألة حيوية وتناضل من أجل الدعم بهذا الإتجاه.
أما مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل العولمة الثقافية؟ مستقبل هذه الثقافة مرتبط بالتغلب على التحديات الموجهة ضدها، لأن الغرب الإمبريالي الجديد والثقافي الجديد كذلك يحاول ما أمكن أن يحد من مفعول هذه الثقافة الإسلامية داخل الأوساط الشعبية، العربية والإسلامية. لأنه يعرف خطورة هذه الثقافة أما كيف يمكن أن تواجه هذه الثقافة تلك التحديات وأن تتجاوزها فهذا يحتاج فعلاً إلى مشروع إسلامي كبير وشامل تشارك فيه جميع الدول العربية والإسلامية.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.