شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
ونحن نراقب الساحة الثقافية في العالم العربي، ان هناك نقصاً كبيراً في الدراسات والأبحاث، الثقافية والفكرية والعلمية، التي كان من المفترض ان تتناول قضية «مستقبل الثقافة الاسلامية» في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة. النقص الذي لايكافئ ولا يعادل ما لهذه القضية من أهمية حساسة وخطيرة، على حاضرنا ومستقبلنا، الحاضر الذي يتحرك بسرعة، والمستقبل الذي يقترب بسرعة. في الوقت الذي نحن في العالم العربي والاسلامي لم ننجز بعد ما كان علينا من مهام ومشروعات انمائية وعمرانية وحضارية، تؤهلنا لأن نقف على أرض صلبة وبأقدام راسخة وببناء متماسك، أمام ما يعصف بنا من تغيرات وتحولات متعاظمة السرعة والخطورة.
العالم في ظل ثورة المعلومات دخل عصر التحول والتغير الذي يتضاعف ولا ينقطع، وفي ظل العولمة أخذ العالم يتداخل ويتلاحم بصورة شديدة، تقترب فيه المسافات الطويلة، وتضـيق فيه المساحات البعيدة.
«ثورة المعلومات» «العولمة»، من أكثر العناوين والقضايا حضوراً واهتماماً على النطاق العالمي الواسع، فكيف نقرأ نحن في العالم العربي والاسلامي هذه القضايا ومن داخل الثقافة الاسلامية!
لقد قدم الغرب رؤيته للعولمة، وهو الأكثر استعداداً لها، والأكثر توظيفاً لثورة المعلومات، فما هي العولمة التي نبدعها نحن من داخل منظومة الثقافة الاسلامية؟ وأين نتفق، وأين نختلف؟.
ماذا نأخذ من العولمة؟ وماذا نرفض؟
هل من نتائج العولمة تصادم الحضارات؟ أم حوارها؟ أم اكتشاف طريق ثالث يبدأ من تعارف الحضارات؟.
ماذا يمكن أن تقدمه الثقافة الاسلامية إلى العالم في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة؟ وماذا ينتظر هذه الثقافة من مستقبل؟ وما هو المستقبل الذي تريد هذه الثقافة أن تحققه وتنجزه؟
كيف تستفيد هذه الثقافة من ثورة المعلومات ومن منجزات العولمة في بناء المستقبل الذي تريد؟ وماذا يعترضها من آفاق وتحديات ومكتسبات؟ هذه القضايا والتساؤلات وغيرها، تستدعي الحوار بشرائطه العلمية وفتح باب النقاش وتبادل الرأي. وهذا ما نريده لهذا الباب الذي نخصصه لعرض وجهات النظر وتنوع الآراء وتعددها.
لقد حان الوقت كي ننشغل فيه بقضايانا الكبرى وبمستقبلنا المشترك وبالبناء الحضاري الجديد الذي نتطلع إليه، وهذا يتطلب منّا إغلاق ملفات الماضي ووقف النزيف الداخلي في الأمّة وكافة أشكال التصادمات والمنازعات والانقسامات، والانصراف نحو القضايا الجزئية والهامشية والخلافية، ووقف هدر الطاقات وتضييع القدرات التي نحن بأمس الحاجة إليها من أجل بناء مستقبل أفضل.
منهجنا في معالجة هذه القضايا هو أن نترك للاستاذ الباحث حرية اختيار الجانب الذي يريد أن يعالجه من الموضوع.
نأمل من السادة الباحثين والكتاب أن يشاركونا في هذا الملف الذي يستمر معنا لأربعة أعداد، ونحن من جهتنا سنقوم بنشر ما يصلنا تباعاً.
حجم المداخلة التي نقترحها في حدود 1000 ـ 1500 كلمة.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.