شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
مؤتمر:
التعليم العالي: رؤى مستقبلية
بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ومكتب التربية العربي لدول الخليج واتحاد الجامعات العربية واتحاد جامعات العالم الإسلامي، نظمت مؤسسة الفكر العربي في بيروت الملتقى العربي الثاني للتربية والتعليم تحت شعار: (التعليم العالي: رؤى مستقبلية)، وذلك بين 28 أيلول (سبتمبر) والأول من تشرين أول (أكتوبر) 2005م.
ويهدف الملتقى والندوات التي نظمت خلاله إلى الكشف عن واقع التعليم العالي وتشخيص العوائق التي تحول دون تفعيله وتطويره ومشاركته في تحقيق التنمية، من أجل بلورة رؤى متكاملة للنهوض بهذا القطاع المهم.
أما أهم المحاور التي نوقشت خلال فعاليات الملتقى فهي كثيرة، أهمها أربع محاور رئيسة: مؤسسات التعليم العالي والتحديات المعاصرة، والجودة في التعليم العالي، سبل تعزيز وتنسيق الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وباقي المؤسسات التي لها علاقة بالتعليم العالي، رؤية مستقبلية..
وقد أقيمت على هامش الملتقى 24 حلقة عمل، و15 ندوة و 6 محاضرات بالإضافة إلى ورشتي عمل.. فالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة نظمت ثلاث ندوات بعنوان:
1- (من أجل منظومة تربوية فاعلة ومتفاعلة).
2- (الاستقلالية والحرية الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي).
3- (تقويم الأداء والمحاسبة في مؤسسات التعليم العالي).
كما نظم اتحاد جامعات العالم الإسلامي ثلاث ندوات أخرى تحت عنوان: (التعليم العالي والتحدي الحضاري) و (اقتصاديات التعليم العالي وتمويله) و (هجرة الكفاءات العلمية وسبل الاستفادة منها).
افتتحت أعمال الملتقى بكلمة رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، الذي أشار إلى ضرورة إعادة النظر في مدى ملاءمة الإنفاق العربي في ميدان التعليم والبحث العلمي، مقارناً بنظيره في الدول المتقدمة والنامية، داعياً قطاع المال والأعمال العربي إلى دعم هذا المجال، كما أكد على قدرة هذا القطاع على تأسيس مجتمع المعرفة وتنميته وقدرته على إدخال الأمة في آفاق العصر كشريك في البحث العلمي وإنتاجه وتطويره.
تناول الكلمة بعده رئيس الوزراء اللبناني وراعي الملتقى فؤاد السنيورة، فأشار إلى "أننا لا نشكو قلة الإنفاق على التعليم بقدر ما نحتاج إلى حسن استعمال الموارد وتنظيمها وتحسين مردودها والتركيز على المجالات الاستراتيجية"، وأضاف السنيورة: "لقد أشارت تقارير التنمية العربية في إحصاءات وتقديرات إلى أن مؤسساتنا التعليمية في مستويات التعليم العام، وفي مستوى التعليم العالي، ما تزال تعاني قصوراً شديداً لناحية الشمول والنوعية، وأضاف: نحن محتاجون في عمليات النهوض العلمي والتعليمي إلى منافذ كثيرة لتمتين التواصل مع تاريخنا والعالم المتقدم، وقد تجاوز الموضوع عمليات التبيئة والأصالة والتأصيل، فالحياة العلمية مثل الأواني المستطرقة اليوم والتي لا تهتم للأصول بقدر ما تهتم للإنجاز والمعارف الجديدة التي تبني التقدم وتحقق المشاركة في عالم العصر وعصر العالم..".
أما المدير العام للإيسيسكو د. عبد العزيز التويجري فأكد في كلمته أن "الرؤية المستقبلية إلى التعليم لابد من استيعاب المتغيرات والفهم الواعي للتطورات التي يعرفها العالم في ميادين التربية والتعليم، وهذه الرؤية لن تكون إلا ثمرة الإصلاح الذي لابد أن يكون عميقاً وشاملاً، يشمل مجال التربية والتعليم على امتداده لأن التعليم العالي جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية المتكاملة والمترابطة..".
من جهته دعا الدكتور سعيد بن محمد المليص المدير العام بالتكليف لمكتب التربية العربي لدول الخليج، إلى: "جعل تعليمنا مصدر قوة لأمتنا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أضحى تعليمنا بكامل أطره ومستوياته متسماً بالمرونة للتكيف مع البيئة والمتغيرات ومستعداً لإحداث تغيير في المعارف والمهارات والاتجاهات والعمليات والأنماط السلوكية وفقاً للمتغير المجتمعي.." وحذر من التأثيرات السلبية للتباين الحاصل بين مخرجات التعليم التي لا تلبي احتياجات السوق ومتطلبات التنمية..
كما ألقى د. رمزي سلامة المدير بالوكالة لمكتب الأونيسكو الذي تمنى: "لو أننا نجلس معاً ونتصارح بكل صدق حول أوضاع الحريات الأكاديمية في الدول العربية وما يعيق ممارستها الحقيقية.." كما أشار إلى ضرورة بحث ومعالجة انعكاس القيود على الحريات الأكاديمية على تطور المجتمعات العربية وتقدمها..
كذالك ألقى المدير العام للألسكو د. المنجي بوسنينة كلمة في الجلسة الافتتاحية أشار فيها إلى أهمية التعليم العالي الذي يتنزل في صميم الاهتمامات العربية، في عالم تحتل فيه ثروة العقول البشرية مكانة متميزة.. مؤكداً على ضرورة الوصول بأداء التعليم إلى مستوى الجودة والإتقان والانفتاح على التطور العالمي..
انطلقت أعمال المؤتمر بجلسة تحت عنوان: "التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي" تحدث فيها وزير التربية والتعليم العالي الأستاذ خالد قباني الذي أشار إلى ما أدخلته العولمة على أنظمة التعليم العالي من مفاهيم جديدة انعكست على طريقة تنظيم الإنتاج، وأضاف: أن دوراً برز لمؤسسات التعليم العالي ذات الرأسمال المعرفي والخبرة والمؤهلات، ودفع عصر اقتصاد المعرفة إلى اعتبار التعليم العالي وسيلة من وسائل الإنتاجية وإحدى ركائز التنمية الاقتصادية، كما أكد على الاهتمام بتقانة المعلومات والاتصال مشيراً إلى أن: التخطيط الاستراتيجي هو الهم الأكبر للمسؤولين عن وضع السياسات التربوية..
تحدث كذلك في هذه الجلسة د. محمد أحمد حمدان من الجامعة العربية المفتوحة عن متطلبات التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي حيث أبرز أهمية تنمية الموارد البشرية في الاقتصاد المبني على المعرفة، الشيء الذي يجعل التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي جزءاً من الخطة الاستراتيجية العامة للدولة، كما طالب بضرورة أن تتوافر لدى واضعي الاستراتيجية قاعدة بيانات تكشف عن سوق العمل واحتياجاته ومتطلباته.. كذلك تحدث د. نور الدين الدقي (من تونس) عن التجربة التونسية في هذا المجال والإجراءات التي اتخذت كاعتماد التجديد الجامعي لأجل تطوير أداء الجامعات، وسياسة التكامل بين التعليمين النظري والتطبيقي، والعمل بنظام التقييم الجامعي المنظم للارتقاء والنهوض بجودة التعليم العالي.
الجلسة الثانية عقدت تحت عنوان: التكامل بين التعليم العام والتعليم العالي، حيث قدم د. إبراهيم الأمين حجر الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية بحثاً أكد فيه أهمية التعليم في تطور المجتمعات، ثم انتقل للحديث عن متطلبات التكامل حيث حددها في التكامل المنهجي والبنائي بين مرحلتي التعليم العام والعالي، بما يحقق التناسب بين مخرجات التعليم العام ومدخلات التعليم العالي.. كما أشار إلى أهمية الاستقلال المؤسسي والحرية الأكاديمية لتفعيل هذا القطاع وكذلك توفير المستلزمات المالية والقدرات البشرية الكفيلة بالنهوض به بما يصب في إنجاح الاستراتيجيات الموضوعة..
اليوم الثاني من أعمال الملتقى شهد عقد 17 جلسة بين ندوة ومحاضرة وحلقة نقاش، وقد تمحورت البحوث والكلمات حول: الجودة في التعليم العالي حيث أشار الباحث عبد الحكيم بنود إلى أهمية الجودة التعليمية بعدما ارتفع عدد الطلاب في العالم العربي من 13 مليوناً سنة 1960 إلى 82 مليوناً سنة 1995م. وما رافق هذه الزيادة من مطالبات بتحسين المستوى، مقترحاً إنشاء (نظام للمراقبة والتفتيش) وهيئة عليا تقوم بالمراجعة التحليلية والنقدية للبرامج الأكاديمية.. أما الباحثة خديجة عبد الله الصبان من السعودية، فقد تحدثت عن أهمية نشر وترسيخ ثقافة الحوار داخل مؤسسات التعليم العالي، وفتح قنوات الاتصال مع صناع القرار لتفعيل برنامج (الحوار من أجل الجودة)، كذلك طالب الباحث محمد إبراهيم الزكري من السعودية، بإنشاء مراكز مستقلة لتقييم المؤسسات التعليمية، والإشراف على وضع البنى التحتية الأكاديمية..
أما عميد الجامعة العالمية في لبنان الباحث محمد عيتاني فقد أشار إلى التحديات التي تواجه الجامعة بخصوص موضوع الجودة، وطالب باستحداث اختصاصات تتلاءم مع احتياجات السوق المحلية بدل استيراد العقول الأجنبية.. كما تحدث عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت د. عبد الله الشيخ عن (الاعتماد الأكاديمي) فأكد أن الاعتماد الأكاديمي ليس وحده مسؤولاً عن صورة التعليم العالي، إنما هو من بين الأساليب الأكثر استخداماً في الوقت الحاضر، وأضاف: أن مواكبة التعليم العالي وتفاعله مع عصر الإنتاج والاقتصاد والتقنية فرض على المسؤولين عن تطويره مسؤولية البحث عن وسائل مناسبة لتحسين جودته وزيادة فعالية عملياته التعليمية.. كذلك حاضر مدير عام الألكسو المنجي بوسنينة عن: (مستقبل التعليم العالي في الدول العربية في ظل التحولات العالمية) فأشار إلى ضعف الإنفاق في هذا القطاع إذ بلغ سنة 2000م 7 مليارات فقط، أي ما يعادل 1,25% من الناتج القومي، وأضاف: إذا كانت إسرائيل تخصص 2,5% من ناتجها القومي على البحث العلمي، فإن الدول العربية مجتمعة لا يتجاوز إنفاقها 0,2% أو 0,3% كحد أقصى..
ومن فعاليات هذا اليوم، تنظيم ألكسو لندوة تحت عنوان: (رؤى وتصورات عن تعزيز دور التعليم العالي) شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين، كما نظمت حلقتي نقاش، الأولى بعنوان: (تحديات التعليم العالي نحو التنمية) والثانية بعنوان: (دور التعليم العالي في تنمية المجتمع).
وقد تابع الملتقى أنشطته في اليومين الأخيرين بعدد من المحاضرات والندوات وحلقات النقاش، حيث عالجت البحوث والمشاركات عدد من المواضيع، حيث تم الحديث عن الجامعة الإلكترونية، والثقافة التنظيمية، والرؤى المستقبلية للتعليم الزراعي، وواقع البحث العلمي ومعوقاته، وأنماط التعليم العالي الحديثة، وتقنيات التعليم وبرامج إعداد المعلم، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بالتعليم العام والعالي في العالم العربي وآفاق تطويره...
مؤتمر: الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفة
للكشف عن المؤثرات الثقافية المختلفة على واقع الطفل العربي، وخصوصاً تأثير وسائل الإعلام المحلية والعالمية في عصر عولمة تكتسح القيم والمبادئ والأفكار في محاولة لصياغة الإنسان المعاصر في قوالب استهلاكية نمطية تجعله مسلوب الإرادة أمام شركات الإنتاج العابرة للقارات، ولمعرفة وطأة هذه المؤثرات والمتغيرات على واقع الطفل العربي ومستقبله، والمشاكل الناجمة عن هذه الأوضاع الجديدة التي تمس صياغة الهوية الثقافية والدينية لهذا الطفل، ولبلورة رؤية عربية وإسلامية، حقوقية وثقافية تنسجم مع الهوية دون الانغلاق على معطيات العصر.. نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وعدد من المنظمات المهتمة بالطفولة مثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافية والعلوم وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية واليونيسيف والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وهيئة المعونة السويدية والمعهد السويدي بالإسكندرية وجامعة الدول العربية.. نظم مؤتمراً شارك في فعالياته عدد من المتخصصين والباحثين في مجال الطفولة والتربية، وقد ناقشت البحوث والدراسات والمداخلات محاور رئيسة هي:
- مصادر ثقافة الطفل العربي
- لغة الطفل العربي في عصر العولمة
- تأثير الإعلام المحلي والأجنبي على الطفل، بالإضافة إلى ورشة عمل: (الطفل العربي يتحدث عن نفسه).
في كلمته أمام المؤتمر أشار رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية الأمير طلال ابن عبد العزيز إلى تأثير الثورة الإعلامية الضخمة على الأطفال وضرورة التنسيق بين الفضائيات والبرامج الموجهة للأطفال بما يخدم ترسيخ الهوية العربية لديهم.. كما أكد على عدم جدوائية الإجراءات الشكلية، فإذا كان الهدف هو الوقوف في وجه التأثيرات الثقافية المختلفة فلابد من تجاوز الجزئيات والعمل على معالجة القضايا الأساسية. كما نوه بحوار الثقافات، مؤكداً أهمية انفتاح الطفولة العربية على العصر والاستفادة من التنوع في إطار الحوار الثقافي..
من جهته أشاد د. أيمن أبو لبن باهتمام المؤتمر بموضوع ثقافة وهوية الطفل، هذا الموضوع الذي اعتبرته الأمم المتحدة دعامة رابعة للتنمية المستدامة، مشيراً إلى الهاجس من تأثير العولمة على عقول الأطفال وهويتهم لا يؤرق العالم العربي وحده بل دول العالم ككل، التي تسعى جاهدة للحفاظ على هوية أطفالها وتراثهم الثقافي.. مشيراً إلى ما قامت به اليابان والدول الإسكندنافية التي غيرت مناهجها الدراسية بما يتلاءم مع الحفاظ على هويتها الثقافية، كما تم تأسيس شبكة أوروبية للهوية الثقافية والمواطنة لأطفال أوروبا.. داعياً إلى دراسة إمكانية دعم وتنمية الهوية الثقافية بالاستفادة من المناهج الدراسية ووسائل الإعلام المختلفة..
بدورها أشارت منسقة المؤتمر سهير عبد الفتاح إلى أن التأثيرات الثقافية المختلفة التي يتعرض لها الطفل العربي لا يمكن فصلها عن الأهداف السياسية والمصالح الاقتصادية، لأن الثقافة هي كذلك سلاح يستخدم لدعم المصالح ومناطق النفوذ والحفاظ عليها..
وقد ركزت البحوث المقدمة على معالجة الكثير من المواضيع المتعلقة بتأثير الثقافات الوافدة على هوية الطفل العربي وقدراته اللغوية والفكرية وتنشئته السياسية وخطورة الازدواجية الثقافية، وواقع التعليم في الوطن العربي وقدرته على مواجهة هذا الطوفان الثقافي وتحصين الطفل العربي وصياغة فكره وثقافته بما يتلاءم مع هويته الحضارية، كما عالجت بعض البحوث: الظواهر والمشاكل التي بدأت تظهر كانعكاس فهذا التأثير الثقافي الغربي المهيمن، والأوضاع الصعبة التي يعاني منها الطفل العربي، مثل الانحراف والاستغلال على أكثر من مستوى، كما تحدثت أوراق أخرى عن ضرورة بلورة رؤية مستقبلية تمكن الطفل العربي من الخروج من هذا الواقع وانتشاله من سلبياته وتنمية الأوضاع الإيجابية ودعمها بما يخدم واقع الطفولة ومستقبلها في العالم العربي..
كما قدمت مكتبة الإسكندرية تجربتها في مجال تنمية وإبداع ونشر علوم الأطفال، كما جاءت في مشاريعها مثل: كتابي الإلكتروني ومشروع نافذة في الجدار.. وغيرها من المشاريع في هذا المجال..
وقد اختتم المؤتمر أعماله بالتأكيد على مجموعة من التوصيات لأهمها:
ضرورة الاهتمام باللغة الأم للطفل، وتوفير الوسائط لكل المراحل العمرية. وضرورة الاهتمام بالتربية الجمالية للطفل والاهتمام بترسيخ قيم الحرية والعدل والمساواة.. كذلك الاهتمام بتعزيز التربية الفنية المتنوعة في وسائل الإعلام، والاهتمام بمضمون اللعب الإلكترونية..
كما دعا المؤتمر الأدباء والكتاب إلى ترسيخ قيم التسامح والحوار وقبول الآخر.. وضرورة تدريب الأطفال على الابتكار والإبداع وتنمية المواهب..
ندوة: الدين في التصورات الإسلامية - المسيحية
تحت عنوان: (الدين في التصورات الإسلامية - المسيحية) نظم معهد المعارف الحكمية في بيروت حلقة بحثية، وذلك بين 25-29 تموز 2005م، شارك في الحلقة عدد من المفكرين والباحثين والأكاديميين وعلماء دين مسلمين ومسيحيين. وقد انقسمت البحوث والدراسات إلى خمسة محاور حيث نوقشت وعلى مدى خمسة أيام محاور رئيسة هي:
المحور الأول: الدين والاعتقاد
المحور الثاني: ما هو الدين؟
المحور الثالث: الدين ونظام القيم
المحور الرابع: الدين والشريعة
المحور الخامس: الدين والأولياء
الجلسة الأولى ترأسها الشيخ فضل مخدر، لمناقشة محور: الدين والاعتقاد، حيث تحدث فيها في البداية الأب غابي هاشم عن الإيمان والدين والاعتقاد، فعرف هذه المصطلحات والعلاقة التي تربط بعضها ببعض، متسائلاً عن الدين وغايته وفوائده والتحديات التي يتعرض لها الدين في مجتمع معلمن، وفي ظل الاتهامات الموجهة للظاهرة الدينية لكونها تغدي روح التعصب والعنف والانغلاق.. مؤكداً أن: التحدي الأكبر الذي يتعرض له الدين هو عدم حصر الإيمان في إطار الأديان أو التدين.. مشيراً إلى أن: الرهان المعقود على الأديان هو في يومنا الحاضر مؤسس على قدرتها على تحقيق الانفتاح الإنساني الشمولي مما يعني التخلي عن محاربة بعضها بعضاً، وعن اللجوء إلى الوسائل العنيفة في بسط سلطة كل منها، واعتبار خصوصيات كل منها غنى روحياً وإنسانياً شاملاً..
وبعد استعراضه لعدد من التحديات التي تواجه الأديان طالب بالإعداد لنشر لغة الحوار وسبيل التلاقي والتكامل، واعتماد لغة تخاطب صادقة بعيدة عن الازدواجية..
تحدث في هذه الجلسة كذلك، د. جورج صبرا الذي قدم ورقة بعنوان: (ما هو الدين) فأشار في البداية إلى أن الإجابة عن السؤال عن ماهية الدين تشترط الإجابة عن سؤال أهم، ألا وهو: كيف نقرر طريقة الإجابة عن السؤال، أي منهج نعتمد لمقاربة السؤال عن ماهية الدين؟ مؤكداً صعوبة الوصول إلى تعريف للدين يكون مقبولاً من جميع المقاربات العلمية، أو حتى مشتركاً من ضمن منهج بحثي واحد..
وبعد عرضه لمفهوم الدين في اللاهوت المسيحي وعلاقته بمفهوم الخلاص، أكد: أنه لا يمكن حبس الدين أو اختصاره في تعريف عقائدي واحد أو تعبير فكري واحد أو وصف لغوي واحد، وكل تعبير عن مضمون اللقاء معه يبقى ضمن إطار الوسائط التاريخية والبشرية المحدودة والمقيدة بسياق الزمان والمكان والثقافة، ومما يجعله خاضعاً للنقد والتجديد والتأويل..
تحدث في هذه الجلسة كذلك الدكتور حبيب فياض.
الجلسة الثانية ترأسها الشيخ محمد حمادي وناقشت المحور الثاني: ما هو الدين؟
وقد تحدث فيها كل من الشيخ د. محمد علي شمالي ود. وجيه قانصو والشيخ حسن بدران. في جوابه على: ما هو الدين؟ أكد د. وجيه قانصو على عدم إجماع الباحثين على تعريف موحد للدين رغم كثرة تداول الكلمة ووجود معناها كحقيقة موضوعية ولاهوتية.. مؤكداً أن للوصول إلى تعريف شامل للدين يلجأ الكثير من علماء الاجتماع إلى منهج المقارنة، وبعد استعراضه لمجموعة من التعاريف ونقدها والكشف عن مفهوم الدين في المسيحية والاشتراك في هذا المفهوم بين الإسلام والمسيحية، خلص إلى أن: الدين ظاهرة إنسانية متقومة بمجموعة من المؤمنين.. يتشاركون نظم عقيدة وسلوك مؤولة من نصوص تأسيسة، توفر بمجموعها إمكانية تكوين تجربة استقامة وخلاص مع المتعالي، تتجاوز التجربة اليومية، وتتوحد وتتكامل عبرها نظم المجتمع الثقافية والقيامية في كل جامع ذا معنى..
الجلسة الثالثة ناقشت محور: الدين ونظام القيم وقد ترأسها د. ناجي أبو هاشم وشارك فيها كل من الشيخ شفيق جرادة ود. غازي فريج والأب إدغار الهيبي..
في بحثه عن العلاقة بين الدين والأخلاق، تحدث د. غازي فريج عن مفهوم الأخلاق وماهيتها ومصدرها، ومدى الاتصال والانفصال بين الدين والأخلاق، كما استعرض المفاهيم الأخلاقية بين التفسير الديني والتفسير المادي، والثابت والمتغير في هذه المفاهيم الأخلاقية ليخلص إلى وضع تساؤلات من قبيل: لمن القيادة والتوجيه: للدين أم للمفاهيم الأخلاقية الوضعية؟ وما قيمة الدين بلا أخلاق والأخلاق بلا دين؟ مؤكداً أن القيم الأخلاقية التي يقدمها الدين تتصف بالوسطية الملائمة لطبيعة الإنسان وفطرته.. لذلك فإن محاولات بناء الأخلاق بمعزل عن الدين والمثل الدينية هي محاولة محكوم عليها بالفشل، لأنها تقدم الفكرة الخلقية الصحيحة ولا تبرز المثل الأعلى الواضح ولا تقنع نوازع الفطرة الإنسانية..
الجلسة الرابعة، ترأسها الأب سميح رعد حيث ناقش الشيخ محمد زراقط والأب جورج حوام، محور الدين والشريعة..
الشيخ زراقط عرف في بحثه في البداية الشريعة لغة وفي القرآن، ومفهوم الشريعة في الترمينولوجيا الفقهية.. كما كشف عن موقع الشريعة في منظومة الفكر الديني، من خلال آراء عدد من المفكرين المعاصرين، مسلطاً الضوء على جوهر الشريعة ومظهرها، والموقف من هذه الثنائية، ليصل في الأخير إلى تقديم تعريف شامل للشريعة.. مؤكداً أن كل دين له مجموعة من التشريعات ولو في مجال الأخلاق والعبادات، أو على شكل توصيات عامة في مجال المعاملات..
الجلسة الخامسة والأخيرة ولمناقشة محور: الدين والأولياء، تحدث كل من الأب توما مهنا ود. عاصم الكيالي ود. خنجر حمية..
فتحت عنوان: من الدين والأولياء إلى الكنيسة (شركة القديسين) اعتبر الأب مهنا أن موضوع الكنيسة شركة القديسين مقابلاً مسيحياً لموضوع الدين والأولياء، ومن خلال ذلك قام بعرض شامل للمفهوم الذي تنطوي عليه هذه العبارة، مؤكداً العلاقة القائمة بين المسيحية والقداسة..
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.