شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
منذ أن انطلقت مجلة الكلمة في مشروعها الثقافي والمعرفي، وهي تعتني أيما اعتناء بموضوعات النهضة والتجديد والدولة المدنية والتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.
ويشكل هذا العدد -الذي بين يديك عزيزي القارئ- امتداداً طبيعياً لهذا الاهتمام الذي يسعى إلى تعميق هذه القيم والمبادئ في الفضاء الثقافي والاجتماعي للعرب والمسلمين.
فالكلمة الأولى والتي كتبها الأستاذ (إدريس هاني) بعنوان >سؤال النهضة ومأزق حركة الإصلاح العربي - الإسلامي<، تناقش وبعمق فكري معهود لدى الزميل (إدريس) سؤال النهضة بكل مقتضياته والمأزق الذي يواجه حركة الإصلاح في فضائنا العربي والإسلامي. مع بلورة السبل الكفيلة بالخروج من هذه المآزق.
أما رئيس التحرير الأستاذ زكي الميلاد فهو يعمل في دراسته لهذا العدد على قراءة تجربة هاملتون جيب في كتابه الاتجاهات الحديثة في الإسلام، إذ يقترب الأستاذ الميلاد من البيئة الفكرية والمعرفية لزمن صدور الكتاب، ويعمل على خلق مقارنات فكرية ومعرفية مع بعض الأطروحات والمشروعات الفكرية التي تناقش الموضوع ذاته، وتعتني بمقولاته الأساسية.
أما الأستاذ محمد محفوظ فهو يناقش في دراسته موضوع الإسلام والدولة المدنية، ويجيب عن تلك الإشكاليات التي توجد فاصلاً معرفياً وفكرياً بين مبادئ الإسلام وقيمه ومتطلبات بناء دولة مدنية قوامها المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان. ويصل إلى نتيجة أساسية مفادها أن الإسلام بكل تشريعاته وقيمه يحث على بناء دولة مدنية تضمن حقوق الجميع وتحافظ على حرمات ومكاسب الجميع.
وفي باب رأي ونقاش نقرأ دراسة عميقة وحيوية للدكتور توفيق السيف عن دور الإمام الخميني في تعديل نظرية السلطة عند الشيعة، حاول فيها أن يتتبع التجربة السياسية للإمام الخميني، ويوضح الإضافات والتعديلات التي قام بها الإمام (رحمه الله) على صعيد نظرية السلطة لدى الشيعة الإمامية. وتتضمن هذه الدراسة العديد من الأفكار الحيوية التي تتطلب حوارات مستديمة لتظهير جوهرها وتجلية معانيها العميقة.
ويكتب الزميل محمد دكير عن ندوة التنمية الإنسانية وأبعادها الدينية والاجتماعية والمعرفية، موضحاً أهم الأفكار والقضايا التي أثارتها هذه الندوة الهامة المنعقدة في بيروت بتاريخ (1-3 كانون الأول (ديسمبر) 2005م).
إلى جانب بقية أبواب المجلة الثابتة.
ونأمل أن يساهم هذا العدد، بقدر من الإضافة والتجديد والاجتهاد..
ونسأل الله التوفيق والسداد...
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.