شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
ثمة حاجة ماسة باستمرار إلى قراءة التجارب الفكرية والإصلاحية، وتظهير القيم والمبادئ الأساسية التي تقف وراءها، وساهمت في تحقيق ذلك المنجز الثقافي والمعرفي.
والعدد الذي بين يديك – عزيزي القارئ – يتميز بدراسات وأبحاث جادة، تناقش تجارب بعض أعلام الأمة ومصلحيها.
فالكلمة الأولى التي يكتبها الأستاذ إدريس هاني بعنوان «الإمام شرف الدين وهاجس التقريب بين المذاهب الإسلامية» تسعى نحو قراءة التجربة الوحدوية والتقريبية للإمام شرف الدين، مبرزةً أهمية العمل بمختلف الوسائل لتعزيز التفاهم والتلاقي والوحدة بين مختلف مكونات وتعبيرات الأمة. فالوحدة الإسلامية هي الهاجس الذي حرَّك الإمام شرف الدين في كل كتاباته وأبحاثه وجهوده العلمية والاجتماعية، وينبغي أن يكون هذا هو هاجسنا وسعينا الدائم.
والأستاذ رسول محمد رسول في دراسته المتميزة والموسومة بـ«نقد الإصلاح التوفيقي - قراءة في رؤية الشيخ عبد العزيز البدري -» يعمل على قراءة وتظهير تجربة رائدة قام بها المرحوم البدري في أرض الرافدين، وهي تجربة جديرة بالقراءة والدراسة، ونحن نعتقد أن هذه الدراسة من أوائل الدراسات المتخصصة في قراءة رؤية وتجربة الشيخ عبد العزيز البدري.
ويتحفنا الأستاذ ملكاوي بدراسة مفصلة حول رؤية العلامة ابن خلدون للعالم.
إضافة إلى ملف فكري متميز أعده الدكتور توفيق السيف تحت عنوان «قراءة في مفهوم الديموقراطية الدينية».
إلى جانب بقية أبواب المجلة الثابتة.
ونأمل أن تساهم دراسات وأبحاث هذا العدد في زيادة الوعي والالتزام بقضايا الحوار والوحدة والتلاقي والديموقراطية.
ونسأل الباري عز وجل التوفيق والسداد،،،
والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.