شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
من الطبيعي القول: إن الالتزام بالفكرة والرؤية على أي نحو من الأنحاء لا يشرِّع للتعصب لها، وإنما هو يدفعك ويحركك نحو التجسيد العملي لكل جوانب الفكرة ومجالاتها وآفاقها. والمغاير لنا في الالتزام والقناعات والمواقف نعترف بوجوده، وننظم علاقاتنا معه، ونتحاور معه حول كل القضايا والأمور، من أجل أن تتراكم أسباب المعرفة، وتتطور عوامل العلاقة. وبهذه العقلية تتجذر في الفضاء الاجتماعي والثقافي مفاهيم حقوق الإنسان، وتتأكد قيم التسامح والتعاون والتضامن. والالتزام الواعي بالأفكار لا يمنع نقدها، وإنما يؤسس ويحفز إلى ممارسة النقد البنَّاء والمعرفة العميقة.
وعلى هدى هذه الرؤية تسير مجلة الكلمة، وتعمل في كل أعدادها لتظهير هذه القيم والمفاهيم، وتعميق خيارات الحوار والتواصل والنقد في الفضاءين الاجتماعي والثقافي.
وهذا العدد الذي يبن أناملك - عزيزي القارئ - لا يخرج عن هذا السياق، بل هو إضافة إليه.
لهذا فإن الكلمة الأولى للعدد جاءت بعنوان «الفقيه ومتغيرات البيئة الاجتماعية» وهي محاولة لتوضيح مدى تأثير المتغيرات المتعددة على الفقيه وعمله الفقهي. أما رئيس التحرير فقد جاءت دراسته في إطار قراءة ودراسة التجارب الإسلامية الإصلاحية في العصر الحديث، من خلال قراءة تجربة رموز بعض هذه التجربة فكانت دراسته بعنوان «أمين الخولي والمجددون في الإسلام»، والأستاذ الهاني إدريس، شارك بدراسة حول «جذور العنف في السياسة العربية» إضافة إلى دراسات ومساهمات أخرى، توزعت على مختلف الأبواب الثابتة للمجلة.
وكلنا أمل أن يساهم هذا العدد في تجذير خيار الحوار والحرية والتسامح في الحياة المعاصرة للعرب والمسلمين.
ونسأل الباري عز وجل التوفيق والسداد،،،
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.