شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
العدالة هي الناموس العام والإطار الأكبر الذي يحتوي كل الفضائل والضرورات الدينية والدنيوية. والحرية لا تنمو في واقع إنساني بعيد عن مقتضيات ومتطلبات العدالة.. إذ إن الظلم وهو نقيض العدالة، حينما يسود في أي واقع اجتماعي، فإنه يزيد من إفساد الحياة العامة، ويحول دون المساواة والحرية وكل الفضائل الإنسانية. فالظلم هو البوابة الكبرى لكل الشرور والرذائل، كما أن العدالة هي بوابة كل الحسنات والفضائل. ولذلك جاء في الحديث الشريف أن «العدل رأس الإيمان، وجماع الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان».
ولو تأملنا قليلاً في مضامين الحرية الإنسانية، نجدها مفردات جوهرية في مفهوم العدل والعدالة. فلا مساواة مع ظلم، لذلك فإن طريق المساواة هو أن يعدل الإنسان مع نفسه ومع غيره. كما أنه لا حقوق محترمة ومصانة للإنسان إذا كان الظلم هو السائد، لأنه بوابة انتهاك الحقوق. لذلك فإن طريق صيانة الحقوق، هو إحراز العدالة بكل مستوياتها وجوانبها.
ومواد هذا العدد، لا تخرج عن هذا النطاق.. فالبناء الأسري السليم، لا يمكن أن يتحقق دون العدالة، كما أننا بحاجة أن نقرأ المذاهب الإسلامية بكل مدارسها على قاعدة العلم والموضوعية والعدالة..
فالتقريب كمفهوم لا يمكن أن ينجز بين مختلف المدارس الفقهية والكلامية والفكرية دون العدالة، التي لا تفتئت على أحد، ولا تلصق التهم جزافاً بأحد..
فالكلمة الأولى جاءت بعنوان «دور الدين في تمكين البناء الأسري» وهي من الدراسات المتميزة على صعيد التأصيل ومعالجة الشأن الأسري..
والإطلالة التاريخية لم تغب في هذا العدد، فهناك دراستان: الأولى بعنوان «الزيدية علامات وأفكار» والأخرى «ابن رشد الراهن والمستقبل».
ولكي يكتمل عقد هذا الاهتمام، هناك دراسة متميزة عن عطاء ورؤية أحد أعلام الأمة حول مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية. فجاءت الدراسة بعنوان «سؤال التقريب بين المذاهب عند محمد تقي القمي».
إضافة إلى مشاركات وأبحاث أخرى، توزعت على أبواب المجلة الثابتة. ونأمل أن يكون هذا العدد إضافة.
والله الموفق.
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.