شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
ثمة دروس عديدة مستفادة، من وقائع الحياة الفكرية والسياسية للعرب والمسلمين اليوم. ولعل من أهم هذه الدروس هو أن الاستبداد السياسي وغياب الحريات العامة والانتهاك المتواصل لحقوق الإنسان، لا تقود كل هذه الوقائع إلا إلى الخراب والفساد والفشل.
وهكذا نجد أن المجال العربي والإسلامي اليوم من أقصاه إلى أقصاه، يعيش بين خطرين: خطر استمرار الاستبداد بكل صنوفه وأشكاله. وخطر الفوضى والحروب الداخلية، التي تدمر النسيج الاجتماعي بكل أسسه ومكوناته.
من هنا فإننا اليوم بحاجة إلى وعي عميق بأوضاعنا وأحوالنا، حتى نتمكن جميعاً من تجاوز حبائل الاستبداد السياسي ومخططاته التي تجعلنا أسرى عناوين ولافتات، تزيد من تراجعنا وتأخرنا على مختلف الصعد والمستويات.
ونحن في مجلة الكلمة أخذنا على عاتقنا العمل الثقافي والفكري المتواصل، الذي يستهدف تفكيك حوامل وحواضن الاستئثار والاستبداد، والعمل على إنضاج شروط الإصلاح الفكري والسياسي في الأمة.
وهذا العدد الذي بين أناملك -عزيزي القارئ- لا يخرج عن هذا السياق، بل هو إضافة فكرية وثقافية في مشروع الإصلاح في الأمة.
فجاءت الكلمة الأولى التي كتبها مدير التحرير بعنوان «الهوية الذاتية بين ثقافة السؤال وحق العيش المشترك».
والأستاذ الهاني إدريس، ناقش في دراسته المهمة لهذا العدد أسئلة الإصلاح والنهضة في مسيرة الأمة، انطلاقا من التجربة المغربية. فجاءت دراسته الموسومة بـ«أدب الرحلة وأسئلة النهضة من منظور التجربة المغربية» إضافة متميزة وثرية في آن.
أما الشيخ حسن الصفار، فهو يجول بنا في قراءة تجربة أحد أعلام الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث، ألا وهو الشيخ محمد جواد مغنية.
والأستاذ علي بن مبارك، يأخذنا في قراءة عميقة وحيوية لبلورة خيار التفاهم والتقريب بين المسلمين، من خلال دراسته المعنونة بـ«دور تجديد علم الكلام في التقريب بين المذاهب الإسلامية».
إضافة إلى مشاركات متميزة أخرى، توزعت على أبواب المجلة.
ونأمل أن يساهم هذا العدد في إنضاج جملة من الأفكار الحيوية في مشروع الإصلاح والنهضة في الأمة.
ونسأل الباري عز وجل أن يلهمنا دوماً التوفيق والسداد، والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.