تسجيل الدخول
حفظ البيانات
استرجاع كلمة السر
ليس لديك حساب بالموقع؟ تسجيل الاشتراك الآن

مـأزق الإصـلاح الـعـربـي

مولاي محمد إسماعيلي

الكتاب: مأزق الإصلاح العربي.

المؤلف: الدكتور نجاح كاظم.

الناشر: دار الأنوار بيروت لبنان.

سنة النشر: ط1 2010 - 160 صفحة.

 

صدر للكاتب العراقي المقيم في لندن الدكتور نجاح كاظم، كتاب جديد مع مطلع سنة 2010 تحت عنوان «مأزق الإصلاح العربي»، يتناول فيه الكاتب بالتفصيل، وعبر مجالات متعددة مظاهر وتجليات أزمة الإصلاح العربي، إصلاح لم يراوح مكانه ولم يتحقق منه شيء، رغم الدعوات الكثيرة التي دعت وتدعو إلى إصلاح حال هذه الأمة التي تسمى عربية، والتي لا يجمعها حقيقة إلَّا هذه اللفظة. والقارئ للكتاب يكتشف مدى الأزمة القيمية والفكرية التي نعيشها من المحيط إلى الخليج، حيث يجثم التخلف على قلوبنا ويزداد ثقله يوماً بعد يوم، خاصة مع دخول أفكار هدامة جديدة إلى قلب المجتمعات العربية، نتج عنها سلوكات ومعتقدات جديدة، زادت من تعقيد الوضع، وجعلت الإنسان العربي يغرق في موجة جديدة من الدفاع عن نفسه، ورد كل التهم التي يكيلها له الآخرون بسبب هذه الأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها أناس، فيصبحون كالثيران الهائجة لا تميز إلَّا لون الدم والقتل، ولا تراعي أي شيء في طريقها فتأتي على الأخضر واليابس، وفي الأخير ندفع جميعاً فاتورة هذا التهور وهذه الأفكار المتطرفة.

يستهل الكاتب مؤلفه بالتذكير بالوضع الخطير والمتردي الذي لازال العرب يعيشونه، والذي يبدو أنه لن يتغير على الأقل في المدى المتوسط، مؤكداً أن العرب يعيشون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تخلُّفاً تامًّا في الميادين كافة، علمية وعملية، بل يذهب إلى أن هناك تراجعاً واضحاً بالمقارنة مع حقبة سابقة، فالأزمة مستفحلة في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والفكرية ويوماً عن يوم تبرز مظاهر هذه الأزمة، وتطفو إلى السطح فيما بني يعرب مازالوا يغطون في نومهم العميق دون اكتراث بما يقع حولهم، ما يُنذر باستفحال أكبر للأزمة، وانفتاح أبواب أخرى تدفعنا إلى المجهول جميعاً، وهذا كله بسبب الأفكار المدمرة التي أصبحنا نؤمن بها وندافع عنها، و أصبحت علامة مسجلة باسمنا.

يقول الدكتور نجاح كاظم: «شتان بين قرآن يخاطب النفس الإنسانية ويحثها على جهاد النفس والعقل –وهذا الجهاد الأكبر- قبل جهاد الجسد –وهو الجهاد الأصغر- وبين هيجان الدم وانتحار الروح والجسد وسط أهازيج ابتهاج بسنة جديدة من قتل الأبرياء العشوائي، ليتكون الشعور العربي والإسلامي الراهن. والقرآن يدعو إلى المعرفة ومعالجة الأمور بالعقل، ونحن نتجاهل كل شيء أنتجه الإنسان –فيما مضى- في بضع مئات من السنين، فما في جعبتنا شيء من تراث الحداثة وعلومها وفلسفتها وفنونها، متكامل أو متداخل مع عالمنا ووجودنا العربي والإسلامي، حتى نعالج المأزق الفكري والعلمي الذي نحن فيه».

فعلاً لقد غيَّبنا العقل ولازالت تسيطر علينا عقلية الخرافة واستحضار الغيبيات في كل أمورنا، فأصبحنا لا نتحرك ولا نعمل ولا نقوم بشيء إلَّا في نطاق تفكير عميق ودائم في هذه الأمور التي تعرقل العقل وتمنعه من الانطلاق والإبداع، وللأسف الشديد فنحن نتحجج دائماً بأننا أمة القرآن التي تتميز عن جميع الأمم الأخرى بهذا الكتاب العظيم، الذي يحتوي على خطاب عالمي موجَّه لجميع الناس {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وفي أول اختبار ننسى هذا الكلام، ونصبح وحوشاً كاسرةً لا تقبل الآخر ولا تؤمن بحقه في عيش حياته كما يريد، بل أكثر من ذلك يستحرُّ القتل بين المسلمين أنفسهم، ويتم نفي حتى من يتشاركون دائرة الانتماء الديني، فأي تخلُّف أكبر من هذا؟.

إن هذا الكتاب يركِّز على انكفاء الإنسان العربي على ذاته وإلغائه كل ما هو خارجها، وهذا سبب أساس للتخلّف و الانحطاط، ولا يناقش العالم الخارجي بتفصيل سوى باختصار شديد عن سياسة المعايير المزدوجة التي تنتجها الولايات المتحدة الأمريكية، وما تستتبع من عواقب سلبية.

يستهل المؤلف الحديث في الفصل الأول من كتابه، بالدعوة إلى إنشاء نظام معرفي جديد، لأن العرب لم يستطيعوا تاريخيًّا، وكذا هو الحال اليوم، إيجاد نظرية فلسفية فكرية متكاملة عن العالم والحياة والإنسان، من هنا يُعاد طرح الأسئلة ذاتها، لتأتي الأجوبة ذاتها، من دون محاولة طرح أسئلة جديدة أو أسئلة مناسبة، ومحاولة الوصول إلى أجوبة جديدة تناسبها وتناسب المقام.

وهنا لا يمكن تجاهل العقلية التراثية التي أدَّت بالعقل العربي إلى الجمود وعدم التفكير، فقد نجح الفقهاء والتراثيون من ترسيخ فكرة ضرورة العودة إلى القرنين الأول والثاني الهجري لحل أي مشكل يصادفنا اليوم، انطلاقاً من المقولة المعروفة، والتي مفادها بأن حال هذه الأمة لن يصلح إلَّا بما صلح أولها، وهي دعوة صريحة إلى قتل العقل، وإلغاء أي دور له في حياة متجددة تشهد تقلبات متسارعة، أصبحت لا تقاس بالسنوات والأشهر، بل تقاس بالثواني والدقائق، فالمعارف تطورت، لغويًّا ومعالجةً، وخرجت إلى الوجود علوم جديدة لم تكن معروفة في السابق، فلماذا كل هذا الاستغباء لعقولنا التي يمكن لها أن تفكر وتبدع وتنطلق، في عوالم المعرفة والعلوم الحديثة لتنتج شيئاً جديداً لم يدركه الأولون، وهل سنبقى نحن نناقش البدع والمحدثات ونقائض الوضوء، في وقت يسير فيه العالم من حولنا بسرعة خارقة، تنبثق من خلالها العلوم والأفكار التي يكون أغلبها في صالح الإنسان. ويرى الكاتب أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب فعلين اثنين: «أولهما، العودة إلى المعرفة المسلمة التقليدية لأجل إصلاحها، وتوكيد العقلاني فيها، أما الفعل الآخر فيتمثل باقتباس ما جادت به المعرفة الغربية ومناسبتها مع واقع المجتمعات المسلمة» (ص13).

وهنا تبرز مشاكل من نوع آخر، حيث إن المسلمين لا يملكون أرشيفاً وثائقيًّا لإبداعاتهم اللغوية والأدبية طيلة القرون الماضية، ولا يوجد تقريباً أي مؤرخين مسلمين للعلوم، أحد فروع علوم الإنسانيات، ولا أجيال من فلاسفة العلوم المسلمين، ويصل المؤلف إلى استعراض الصعوبات العملية التي تبقى حجر عثرة أمام أي تقدم نحو الأمام، فأول الصعوبات هي لغة المرجعيان الإسلامية القديمة المعقدة التي يصعب استيعابها أو هضم مفاهيمها، مما يجعل المضامين غير واضحة، وثاني هذه الصعوبات تتمثل في أن كثيراً من العاملين في الفكر الإسلامي يقومون بعملية اكتشاف، أكثر من قيامهم بعملية الإبداع، أما الصعوبة الثالثة فهي في غياب المنهجية العلمية، واستخدام الأدوات القديمة في القراءة والتحري مع طرق قديمة للبحث والتطوير، وتكمن الصعوبة الرابعة في أن المؤسسات الدينية متخلفة من ناحية العمل والمنهجية والتوثيق، بل أحياناً يستحيل عملها مع مراكز للدراسات الدينية، أو أقسام الجامعات في البحوث المشتركة، التي تساهم في بلورة الأفكار والتصورات فضلاً عن تشابك الخبرات، أما خامس هذه المعضلات فهي تظهر في غياب ثقافة فلسفية لدراسة العلوم ومبادئها، وانعكاسها ليس فقط على العلوم الدينية وإنما على العلوم الأخرى.

ويختم المؤلف هذه الصعوبات بالتخلُّف الذي مازالت تعانيه الشعوب الإسلامية المختلفة، مع غياب فلسفة الإيمان بدور الآخر في صناعة ثقافة مشتركة يستفيد منها الجميع.

بعد ذلك ينتقل الكاتب إلى الحديث عن الإرهاصات الكبرى لمأزق الفكر الإسلامي، والتي يبدؤها بأزمة الخطاب الديني. ومشكلة هذا الخطاب أنه يتحدث دائماً -خاصةً في العقود الأخيرة- عن صحوة دينية دون التطرق إلى الصحوة العقلية، التي تعتبر أساسية في أي صحوة دينية، والضامن لها لكي تعطي نتائج و تغييرات إيجابية ملموسة. إضافة إلى أزمة الخطاب الديني، أزمة تراجع اللغة، فلغتنا لم تستوعب بعدً الجديد، ولم تفعل ديناميكيتها الإبداعية، ولم تساهم في إنتاج تراكيب لغوية جديدة، وهي غير قادرة على التخاطب بلغة العصر.

يبرز أيضاً في نطاق الحديث عن الإرهاصات مشكلة النقل والعقل والجدلية التاريخية الموجودة بين هذين اللفظين، وهو ما أدى إلى غياب تفاعل مطلوب وضروري بين العقل والنقل، فالتفكير كخطوة أولى يتبعها التعقل لاكتساب المعرفة.

يختم المؤلف الفصل الأول من الكتاب بالحديث عن ضرورة صياغة نظام معرفي جديد، من خلال أعمال فكرية ونشاطات ثقافية ذات انعكاسات اجتماعية ونفسية. وحتى يكون الكلام كلاماً واقعيًّا، علميًّا وليس نظريًّا، لابد من أمور أساسية، أهمها العمل على كشف نقاط الضعف في الرؤية الإسلامية التقليدية، وصياغة أسئلة جديدة تبلور طرق تفكير جيدة، وتركيب أسس النظام المعرفي الجديد القائم على أدوات وآليات معرفية حديثة. كما من الضروري تجاوز فقه القرون الوسطى والعبور فوق آراء وأفكار بشر ماتوا قبل أكثر من ألف عام، وأصبحوا حاجزاً بين اليوم والمصادر الأولى، كل هذا لن يتحقق إذا لم نُطوِّر أسس ومناهج التعليم الحديث، القائم على التفكير الموضوعي والمنهجية والبرمجة وطرق التعلم الحديثة، وفق رؤية علمية للتعليم، أو نقاط الوهن في النظم الاجتماعية وكيفية تطوير المعمارية الاجتماعية الجديدة والهندسة السياسية المطلوبة والغائبة من واقعنا (ص50).

يتحدَّث المؤلف في الفصل الثاني من «مأزق الإصلاح العربي» عن الردة الاجتماعية التي تُجسِّد حجم المأزق الحضاري والفكري في العالم العربي، ويتضح حجم الردة الاجتماعية بكامل أبعادها عند النظر إلى الجوانب الرئيسة منها، خصوصاً ما يتعلق بالقلق الاجتماعي، والمعبر عن وضعه بحالة عنف وقتل للأبرياء من المواطنين العرب بعضهم لبعض، فضلاً عن دور المرأة الثانوي في المجتمع، وترييف المدن، والفساد الإداري. ولتحليل الأزمة، حسب المؤلف، لابد من سبر أغوار أمور متعددة، كالعوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والسيكولوجية، لأن هذه العوامل تلعب دوراً هائلاً في النكوص الحضاري الذي تعيشه الأمة العربية. أما عن العنف فقد أصبح للأسف الشديد ثقافة مجتمعية متجدرة عند العرب تبدأ في البيت، وتتبلور في المدرسة ودور العبادة.

وتنعكس فيما بعد على الفعاليات الأخرى في المجتمع، ما يُخلِّف نوعاً من الفوضى، ونَفَس الانتقام عند طبقات كثيرة من المجتمع، وهي حالة تزداد سوءاً يوماً عن يوم، وإذا لم يتم إصلاح الأمور فستنفلت، وحينها سيصبح العالم العربي مسرحاً كبيراً للإقصاء والعنف، والسعي بكل قوة إلى نفي الآخرين، وحرمانهم من حقهم في الحياة والعيش والتعبير.

وفي ظل هذه الأزمة الاجتماعية المستفحلة، يتوق المؤلف إلى رؤية بناء معمارية اجتماعية جديدة. فالمعمارية الجديدة يتوجب حدوثها تزامناً مع الهندسة السياسية. ويرى الكاتب أن الإصلاح المجتمعي يسبق أي إصلاح ديني أو سياسي، وذلك لأن المجتمع وحركته هي التي تؤدي إلى إفراز مفكرين وفلاسفة وسياسيين، وربما الأدق الآن هو حدوث الإصلاح في الاثنتين (المعمارية الاجتماعية والهندسة السياسية) في آن واحد لأن ذلك ممكن (ص69).

ولأن المرأة عنصر اجتماعي مهم، فإن الاستمرار في تهميشها، وطغيان العقلية الذكورية في المجتمع العربي والمسلم، لن يسهم بأي حال من الأحوال في تحقيق معمارية اجتماعية جديدة، لأن الإرادة الذكورية، عبر قرون طويلة، استقطرت قوانين الإسلام من الشريعة لتكون محصورة على الرجال، حتى أصبح الرجال فقط ومجموعة مختارة منهم، لهم الحق في تفسير الإرادة الإلهية.

المطلوب الآن هو تكسير هذه الأصنام والتأسيس لنظرة جديدة إلى المرأة، نظرة أساسها أن المرأة كيان مثل الرجل لها ما له، وعليها ما عليه، بصدق وعدالة، ودون الوقوف عند خطاب الشعارات فقط.

يختم المؤلف الفصل الثاني من مؤلفه المتميز، بالحديث عن ضرورة وضع استراتيجية فاعلة لفتح باب الحوار العلمي والثقافي بين المنظمات العربية من جهة، والدول الصناعية من جهة أخرى، يُحتم التخطيط الدقيق الذي يتم عبر قنوات متخصصة، كما يُمكن للعقول العربية في الغرب أن تلعب دوراً مهمًّا في مثل هذا التخطيط، إما بإشراكها كجزء أساس أو بصفة استشارية، دون إغفال التخصص في الإبداع، لأنه يؤدي إلى فتح باب الحوار العلمي، ووضع لبنات أساسية لعملية البحث والتطوير العلمي ودفع عجلتها للأمام.

الأزمة السياسية التي يعيشها العالم العربي منذ زمن طويل، استأثرت باهتمام المؤلف، وخصص للحديث عنها الفصل الثالث من الكتاب، فبدأ بتشخيص ووصف حالة التردي والانحطاط التي وصلت إليها السياسة العربية، من خلال ركود وضعف أدوار المؤسسات المدنية والدينية، التي تحركها أصابع السياسيين كما شاءت، فحادت عن ممارسة دورها في تأطير المجتمع من الناحية السياسية، وزرع وعي سياسي تحكمه ثقافة الواجبات قبل الحقوق.

ومن بين الأسباب التي أدَّت إلى تعميق الأزمة السياسية أن الإعلام العربي لم يصل إلى مستوى سلطة رابعة، تساعد في تحقيق النمو في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، وخلق نوع من الوعي الجماعي على شكل احتجاجات وتظاهرات عند الجماهير ضد الحكومات والممارسات الخاطئة، ومن الخطأ المقارنة بين الإعلام العربي والغربي المتطور والنافذ في العالم، يقول نجاح كاظم: «إن الإعلام يعكس البيئة الاجتماعية والثقافية، لكن يجب أن يكون كذلك متقدماً بخطوة واحدة على الأقل عن المجتمع، حتى يكشف الأمور السلبية وطرق معالجتها، ويكون أداة لتوضيح الأمور الإيجابية والتركيز عليها» (ص 105).

المعضلة السياسية إذن واضحة، وهذا يتطلب صياغة حلول جديدة، وربما جذرية حتى لا تتكرر تناقضات الماضي الحادة، والحاجة هنا ماسة إلى فكر سياسي لمعالجة قضايا حقوق الإنسان، والتسامح الديني، فكر سياسي يتناغم مع الجوانب الاقتصادية والإدارية، عبر استخدام التكنوقراط والخبراء والعلماء، واستخدام آليات التغيير الديمقراطية لمحاسبة المفسدين في الأجهزة البيروقراطية.

وفي الأخير نورد كلمة قوية للدكتور «نجاح كاظم» في الصفحات الأخيرة من الكتاب نختم بها هذه القراءة، حيث يقول: «المجتمع لا يتغير إلَّا حين يتم إشراك عنصر الإنسان وطاقاته، واستخدامه لقوة المنطق والأسباب لحلول المشاكل، والتعامل مع التحديات، وفهم التحولات، هذه كلها تجعل الإنسان غير مفصول عن التاريخ بل العكس، حيث المشاركة الفعالة للإنسان ومجتمعه في صناعة التاريخ وكتابته، إن استثمار عنصر الإنسان وإضافاته المهمة للمجتمع، والمباشرة لتأسيس علاقة متبادلة ومتفاعلة بين الفرد ومجتمعه والمستقبل (عبر مراحل الماضي والحاضر)، ويعني مجابهة الحياة ليست كوحدة منفصلة، بل دائرة متكاملة ومترابطة الأجزاء» (ص 144).

آخر الإصدارات


 

الأكثر قراءة