شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
باستمرار المشهد الثقافي والفكري العربي والإسلامي، بحاجة إلى فحص ودراسة التجارب الفكرية والإصلاحية في أبعادها المختلفة؛ وذلك من أجل الاستفادة من هذه التجارب، وخلق رؤية واضحة تجاهها، ومن أجل ضمان عملية التراكم الثقافي والمعرفي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وانطلاقاً من هذه الحاجة المعرفية، فإن مواد هذا العدد، تستجيب إلى هذه الحاجة، وتُقدِّم مجموعة من الدراسات والأبحاث، التي تقرأ بتمعُّن تجارب فكرية وثقافية ومعرفية متعددة.
فالأستاذ رئيس التحرير يقترب من تجربة أحد أعلام الفلسفة في المشهد الثقافي العربي
– الإسلامي، في دراسة تفصيلية عن تجربته وعطائه الفلسفي بعنوان: «إبراهيم مدكور ومنهج دراسة تاريخ الفلسفة الإسلامية»، والأستاذ مدير التجرير يقرأ تجربة أحد أعلام الإصلاح الديني والاجتماعي في منطقة القطيف من المملكة العربية السعودية، ويُركِّز في هذه القراءة على الجانب الاجتماعي لأنه من أثرى الجوانب في حياة الشيخ المرهون الذي انتقل إلى الدار الآخرة قبل مدة زمنية وجيزة، وقد جاءت الدراسة بعنوان: «الجانب الاجتماعي في تجربة الشيخ علي المرهون». ويشاركنا في هذا العدد أحد الكُتَّاب من الجزائر الشقيق وهو الدكتور بو بكر جيلالي بدراسة قيِّمة عن الفيلسوف محمد إقبال بعنوان: «استراتيجية النقد وإعادة البناء في فلسفة محمد إقبال».وتشاركنا أيضاً في هذا العدد الأستاذة فاطمة حافظ من مصر بدراسة نقدية عن العطاء الفكري والثقافي للكاتبة المغربية المعروفة فاطمة المرنيسي تحت عنوان: «قراءة في خطاب فاطمة المرنيسي النسوي».
ويشاركنا أيضاً الأستاذ صايم عبد الحكيم بدراسة نقدية عن الكاتب الجزائري الراحل حديثاً الدكتور محمد أركون بدراسة تحت عنوان: «أركون والرهان السياسي الغربي».
إضافة إلى أبحاث ومشاركات أخرى، توزَّعت على أبواب المجلة المختلفة.
ونأمل أن تكون دراسات وأبحاث هذا العدد، ذات قيمة معرفية وثقافية متميزة، وتستجيب لحاجات الأمة المعرفية الملحة.
والله الموفق
شرعية الإختلاف : دراسة تاصيلية منهجية للرأي الآخر في الفكر الإسلامي
يحاول الكاتب محمد محفوظ في 166 صفحة أن بضيئ الحديث عن السلم الأهلي والمجتمعي، في الدائرة العربية والإسلامية، بحيث تكون هذه المسألة حقيقة من حقائق الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي، وثابتة من ثوابت تاريخنا الراهن.
ينتمي مالك بن نبي وعبدالله شريط إلى بلد عربي إسلامي عانى من ويلات الاستعمار ما لم يعانه بلد آخر، سواء في طول الأمد أو حدة الصراع أو عمق الأثر. إنهما مثقفان عميقا الثقافة، مرهفا الشعور، شديدا الحساسية للمعاناة التي عاشها ملايين الجزائريين من ضحايا مدنية القرن العشرين، بأهدافها المنحطة وغاياتها الدنيئة.
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال الفترة الواقعة بين 6 و 8 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2012، مؤتمرًا أكاديميًّا عنوانه «الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: تجارب واتّجاهات»، في فندق شيراتون بالدوحة، وشهد الافتتاح حشدًا كبيرًا من الباحثين والأكاديميّين من دول عربية.
يأتي الاهتمام بالقضية الفنية في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين من منطلق أن الوجود الحضاري للأمة كما يتأسس على أسس القوة المادية التي يمليها منطق التدافع القرآني أي التدافع الجدلي بين الخير والشر الذي هو أصل التقدم والحركة، يتأسس كذلك على جناح تلبية الحاجات النفسية والذوقية والجمالية بمقتضى الإيمان الذي هو ...
ثمة مضامين ثقافية ومعرفية كبرى، تختزنها حياة وسيرة ومسيرة رجال الإصلاح والفكر في الأمة، ولا يمكن تظهير هذه المضامين والكنوز إلَّا بقراءة تجاربهم، ودراسة أفكارهم ونتاجهم الفكري والمعرفي، والاطِّلاع التفصيلي على جهودهم الإصلاحية في حقول الحياة المختلفة
لا شك في أن الظاهرة الإسلامية الحديثة (جماعات وتيارات، شخصيات ومؤسسات) أضحت من الحقائق الثابتة في المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية، بحيث من الصعوبة تجاوز هذه الحقيقة أو التغافل عن مقتضياتها ومتطلباتها.. بل إننا نستطيع القول: إن المنطقة العربية دخلت في الكثير من المآزق والتوترات بفعل عملية الإقصاء والنبذ الذي تعرَّضت إليه هذه التيارات، مما وسَّع الفجوة بين المؤسسة الرسمية والمجتمع وفعالياته السياسية والمدنية..
لم يكن حظ الفلسفة من التأليف شبيهاً بغيرها من المعارف والعلوم في تراثنا المدون بالعربية، الذي تنعقد الريادة فيه إلى علوم التفسير وعلوم القرآن والحديث والفقه وأصوله، واللغة العربية وآدابها، وعلم الكلام وغيرها. بينما لا نعثر بالكم نفسه على مدونات مستقلة تعنى بالفلسفة وقضاياها في فترات التدوين قديماً وبالأخص حديثاً؛ إذ تعد الكتابات والمؤلفات في مجال الفلسفة، ضئيلة ومحدودة جدًّا، يسهل عدها وحصرها والإحاطة بها.