الثورات العربية بين المطامح والمطامع
قراءة تحليلية
من إنجاز: حسن علوض *
* مستشار في التوجيه التربوي، باحث في قضايا التربية، الرباط - المغرب.
الكاتب: د.نديم منصوري.
الناشر: منتدى المعارف – بيروت.
الصفحات: 142 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
إذا لم يكن ربيعاً هذا الذي نراه ونتفاعل مع بعض مظاهره، فماذا تراه يكون؟ إنه مخاض الأمة كلها على امتداد قارتها التي تربط بين محيطين وثلاثة بحار، مخاض طويل يعتمل في أعماق القلوب والعقول.. ويتفاعل مع المخاض الأكبر الذي يلفّ العالم برمته، مخاض الأمة هذا، ما التحديات التي يعانيها وتعتمل فيه وديناميات مواجهتها؟
بهذه الكلمات يقدم د. عصام نعمان هذا الكتاب، الذي يحاول تسليط الضوء على خفايا ما أطلق عليه الإعلام الغربي (الربيع العربي) وتتبع خلفيات الأحداث والتحركات الاجتماعية ودور المؤسسات الغربية العسكرية والاستخباراتية.
والسياسية في هذا الحراك إن لجهة تحريفه عن أهدافه أو لجهة جعله في خدمة تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يعمل على إعادة تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات تقوم على أساس ديني ومذهبي وطائفي وعرقي، وتكون فيه الدولة الصهيونية في فلسطين المهيمنة والمسيطرة.
كما يتناول الكتاب بالتحليل قدرة الولايات المتحدة على تغيير الأوضاع السياسية في أكثر من دولة عن طريق ما بات يُعرف باستراتيجية القوة الناعمة التي تلعب فيها وسائل الإعلام الدور الأبرز.
يتكوَّن الكتاب من مقدمة وفصلين وخاتمة وملحق، فبعد المقدمة عن المخاض الطويل والربيع عربي، تحدث المؤلف في الفصل الأول عن آليات الاستراتيجية الغربية المتمثلة في الفوضى الخلَّاقة والشرق الأوسط الجديد والاستعمار الإلكتروني، ثم تحدث في الفصل الثاني عن تكتيكات الثورات العربية من خلال تسليط الضوء على: التدريب والتمويل والبديل، وبعد الخاتمة والخلاصة استعرض في الملحق أساليب العمل باستخدام اللاعنف.
القراءة الأركونية للقرآن
دراسة نقدية
الكاتب: أحمد فاضل السعدي.
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
الصفحات: 528 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
تنبع أهمية إعادة النظر النقدية في المشروع الفكري المنهجي للمفكر الجزائري الدكتور محمد أركون، من اهتمامه بالتراث الإسلامي وجهوده في قراءة النص القرآني ومحاولاته التأويلية والتفسيرية وإعادة القراءة بالإضافة إلى آرائه النقدية للتراث الإسلامي والتفسيري على وجه الخصوص.
فما كتبه وما توصّل إليه عبر دراساته الفرنسية والمعربة، كان ولا يزال محل نقاش وأخذٍ وردّ بين المفكرين الإسلاميين وغيرهم من مفكري المدارس الأخرى، وخصوصاً محاولاته تطبيق مناهج حداثية – غربية واستخدامها لقراءة النص القرآني، وما توصَّل إليه من خلال هذ التجربة التي هي في نظر مؤلف هذا الكتاب لم تحظَ بالنقد الكافي، رغم أهميتها وخطورتها.
فقد اهتم أركون بما يُسميه بعث الأنسنة من جديد في العالم العربي والإسلامي، وبلور منهج الإسلاميات التطبيقية.. كل ذلك في إطار مشروع نقد العقل الإسلامي ودراسة الإسلام من منظور أنثروبولوجي.
وقد طبَّق منهج الإسلاميات التطبيقية على النص القرآني وخرج بنتائج خطيرة مخالفة لما هو متفق عليه من طرف علماء الإسلام كحقائق تتعلق بالوحي والنص المُوحى.
كادعائه بأن القرآن ما هو إلَّا انعكاس للبيئة العربية، وأنه ليس فوق التاريخ، وأنه يشبه الإنجيل في قضية كتابته وتدوينه!
وهذا ما كشف عنه مؤلف هذا الكتاب وردّ عليه، مؤكداً أن تطبيق هذه المناهج أوقع أركون في التناقض والهرطقة ومخالفة الحقائق التاريخية.
يتكوَّن الكتاب من خمسة فصول، تحدث فيها المؤلف عن محمد أركون: النشأة والتكوين، ومشروعه ومنهجه، ومحمد أركون: من التراث إلى القرآن، وموقفه من القراءات القرآنية.
وأخيراً، محمد أركون من نقد الذات إلى نقد المنهج، ثم نتائج البحث.
المعرفة والاعتقاد
مقاربة عبر مناهجية في أنساق الفكر الإسلامي
الكاتب: إدريس هاني.
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
الصفحات: 463 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
السؤال المهم الذي يطرحه مؤلف هذا الكتاب هو: هل هناك إمكانية لخرق وتجاوز الحواجز المنهجية واعتماد ما يطلق عليه «عبر-مناهجية» لمعالجة الإشكالية التي ما يزال يعاني منها الفكر العقائدي الإسلامي بالجملة.
والعبر–مناهجية بالنسبة للمؤلف لا يقصد بها اللامنهجية أو ضد منهجية، فأمام تكاثرالمناهج وتعقيدها وصعوبة الترجيح، وعجز البين-مناهجية أو التعدد–مناهجية، وكذلك الثورةعلى المناهج، يقترح المؤلف: العبر–مناهجية، باعتبارها بمثالة صهر لهذه المناهج في آن معاً.. فالعبر–مناهجية تعترف بالمناهج وتكملها، لكنها تفتحها على واقع متعدد ومعقد، وتفتح الإدراك على مستويات المعرفة.
يتكوَّن الكتاب من ثلاثة أقسام، وقد حاول المؤلف من خلال مجموعة من الفصول مقاربة طرحه المنهجي ومعالجة الإشكاليات التي تنبع منه وتترتب عليه.
ففي القسم الأول تحدث عن إبيستيمولوجيا الفكر العقائدي، حيث ناقش إشكالية التقدّم والموضوعية والمنهج في الفكر العقائدي، كما تحدث بالتفصيل عن العبر–مناهجية ومحاذيرها..
ثم تحدث في القسم الثاني عن أنساق الفكر العقائدي من خلال تسليط الضوء على خطاب الظاهرية والنسق الكلامي، والموقف من الصناعة المنطقية.
أما القسم الثالث والأخير فخصصه للحديث عن النسق الحكمي العرفاني والمقاربة المتعالية كطريق لفهم الحكمة المتعالية.
أحكام النسب في الفقه الإسلامي
دراسة تأصيلية تطبيقية مقاربة
الكاتب: محمد الساعدي.
الناشر: دار الصفوة – بيروت.
الصفحات: 632 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
لأهمية النسب بالنسبة للإنسان وللمجتمع فقد اهتم الإسلام وشريعته باللبنة الأولى التي يقوم عليها المجتمع السليم وهي الأسرة، وأحاط ظروف بناء العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة بمجموعة من التشريعات والآداب والحقوق والواجبات، كلها تصبّ في حفظ النسب وصيانته وإثباته وحفظ ما يترتب عليه من حقوق وواجبات أسرية واجتماعية.
في هذا الكتاب دراسات مفصّلة لهذا الموضوع في إطار مقارن يستحضر آراء الفقهاء القدامى ويناقشها، كما يستعرض النوازل المعاصرة ورأي العلم الحديث في عدد من القضايا المتعلقة بإثبات النسب.
يتكوَّن الكتاب من ثلاثة فصول، الفصل الأول تحدث فيه المؤلف عن مفهوم النسب وما يتصل به من ألفاظ مثل: الرحم، الصلب، الولاء، العصب، الذرية، النسل، المصاهرة،..إلخ، وبعض القواعد الفقهية المرتبطة بالنسب.
في الفصل الثاني تحدث فيه عن الأسباب الشرعية للنسب، من خلال مجموعة من المباحث: ثبوت النسب بالنكاح الصحيح والاختلاف في ثبوته بمجرد العقد، النكاح الفاسد وثبوت النسب أو عدمه، وطء الشبهة وثبوت النسب به.
أما في الفصل الثالث والأخير فقد خصصه المؤلف لمناقشة آثار النسب، من خلال مجموعة من المباحث، كتحريم النكاح ووجوب أو استحباب الصلة وحرمة القطع، وجواز النظر وإبداء الزينة، التوارث والنفقة، وولاية الأرحام.. إلخ.
الإمام السيد موسى الصدر
ربيب القرآن
الكاتب: حسين شرف الدين.
الناشر: دار المنهل اللبناني – بيروت.
الصفحات: 269 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
لم يتفرَّغ الإمام موسى الصدر المفكر والمصلح الشيعي اللبناني، الذي ترك بصمات واضحة في مسيرة الفكر الإسلامي الحركي والتاريخ الإسلامي المعاصر، لم يتفرَّغ لكتابة تفسير للقرآن على غرار ما تركه القدامى، لكنه عاش المفاهيم والمبادئ والقيم الإسلامية في حركته ومواقفه وفي نضاله وجهاده لتحقيق مشروعه النهضوي الإسلامي في لبنان، في محاولة منه لإيجاد مصالحة بين القرآن وحياة المسلمين.
ولإيمانه بأن أي حركة إصلاح كي تنجح في عالم المسلمين لا بد لها من تأهيل يكون القرآن من جعله ومنطلقه.
في هذا الكتاب محاولة لسبر أغوار هذه التجربة، لكشف ملامح العلاقة بين الإمام موسى الصدر والقرآن الكريم، من خلال محاضراته التفسيرية، التي اتَّضح فيها منهجه القائم على التمييز بين الرؤية الكونية وكيفية استخراج المعنى من الآليات وأدوات التواصل إليه والغاية من التفسير.
أما ملامح منهجه التفسيري من خلال هذه المحاضرات فتكشف عن اعتماده على منهج أصولي لغوي عقلاني، يعتمد على الدلالات اللغوية والمعرفية، ومعتمداً الاتجاه الإصلاحي ذا المعنى الاجتماعي.
يتكوَّن الكتاب من ثلاثة أبواب ومجموعة من الفصول، الباب الأول وحول تفسير القرآن، تحدث المؤلف عن منهج التفسير الصدري وفهمه ومدارس التفسير، وملامح الرؤية إلى الإنسان والحياة، وسورة الإسراء كنموذج تطبيقي لهذه الرؤية والمنهج.
في الباب الثاني تحدث المؤلف عن رؤيته التفسيرية من خلال موضوع التربية كوسيلة للتفسير، وعلاقة التربية بالتزكية والأخلاق.
أما الباب الثالث فخصصه المؤلف لتسليط الضوء على مجموعة من المفاهيم القرآنية، كما نظر إليها وفهمها ودعا إليها السيد المغيب الإمام موسى الصدر.
قاعدة العدالة في فقه الإمامية
حوارات مع نخبة من أساتذة الحوزة والجامعة
إعداد:حسنعلي علي أكبريان.
ترجمة: زين العابدين شمس الدين.
الناشر: دار الصفوة – بيروت.
الصفحات: 447 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
تعتبر العدالة من أصول مذهب الشيعة الإمامية، وقد تمَّت دراستها في العلوم الإسلامية من خلال مجموعة من الزوايا، كالعدالة الإلهية في الخلق، والعدالة في التشريع، والعدالة في الحسن والقبح العقليين، وكذلك العدالة في علم الكلام، وفي صفات النفس الإنسانية، والعدالة في العلاقات الإجتماعية،..
لذلك فالاهتمام بالعدالة كقاعدة فقهية له ما يبرره في الفقه وأصوله بالتحديد.. وهذا ما تناولته بحوث وحوارات هذا الكتاب بالتفصيل.
يتكوَّن الكتاب من مدخل وقسمين، في المدخل تم الحديث الأسئلة المتعلقة بالمباني الفقهية والمرتبطة بالنشاطات الفقهية وأنحاء تبلورها، وآليات ولوازم الإجابات الفقهية عن المسائل المستحدثة.
القسم الأول خصّص لعرض تحليلي للمحاورات من خلال تسليط الضوء على مفهوم العدالة، وضابطة القاعدة الفقهية وتطبيقها على قاعدة العدالة، وعلاقة قاعدة العدالة بالقواعد الأخرى.
كما جرى الحديث عن مباني قاعدة العدالة والثبات والتغير في مصاديق العدل والظلم، وأدلة الاتجاهات الثلاثة في قاعدة العدالة.
أما القسم الثاني فقد خصّص لمجموعة من الحوارات حول العدالة وتفصيلاتها الفقهية والفلسفية والأصولية، وقد شارك في هذه الحوارات عدد من الفقهاء وأساتذة الحوزة العلمية والجامعة.
تاريخ الحديث النبوي
بين سلطة النص ونص السلطة
الكاتب: السيد محمد علي الحلو.
الناشر: دار الصفوة – بيروت.
الصفحات: 384 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
يتناول هذا الكتاب بالدراسة والتحليل إشكالية من أخطر وأهم الإشكاليات التي عرفها تاريخ الفقه والفكر الإسلاميين، ويتعلق الأمر بمكانة الحديث النبوي في المعرفة الإسلامية، وتاريخ تدوين هذا الحديث، وكيف تعاطى المسلمون بفقهائهم وعلماء كلامهم ومؤرخيهم معه من حيث التدوين، التصحيح والتضعيف، الفهم والتفسير والتأويل، ويسلّط الضوء بشكل مكثف على دور السلطة في التحكّم في هذا النص وتوجيهه والاستفادة منه.
فقد كان الأخذ بالحديث النبوي –كما يقول المؤلف– أو طرحه على أسس توثيقية مقيتة، حاولت توجيه مسار الحديث النبوي بما ينسجم وطموحاتها وصولاً إلى شرعية تغدقها تشكيلات المدونات الحديثية على هذا النظام أو ذاك.
لا يتكوَّن من أبواب أو فصول، وإنما عناوين ناقش من خلالها مجموعة كبيرة من القضايا والإشكاليات، كلها ترتبط بتاريخ تدوين الحديث النبوي الشريف ومنهجيات التعاطي معه والمدارس التي نشأت من جراء ذلك، مثل: النظرة الإمامية في قراءة النص، منهجية المدرستين في الجرح والتعديل لرواية الحديث النبوي، معالم المدرسة السلفية في الجرح والتعديل، نتائج الحضر على الحديث النبوي، مرحلة الأحاديث الموضوعة، ومرحلة احتواء الحديث النبوي، الصحاح وتشكيلة الفقه السلفي.
الحركات الإسلامية
بين خيار الأمة ومفهوم المواطنة
حزب الله نموذجاً
الكاتب: السيد صادق عباس الموسوي.
الناشر: مركز الغدير للدراسات والنشر - بيروت.
الصفحات: 240 من القطع الكبير.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
يعتبر مفهوم المواطنة من المفاهيم الطارئة على الفكر الإسلامي، فقد ظهر نتيجة التفكير في العلاقة بين مفهوم الأمة ومفهوم الدولة الوطنية الذي أحدثه الاستعمار قسراً بعد تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات قطرية، الأمر الذي نجم عنه أزمة هوية شغلت ولا تزال الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، حيث تباينت تجاهه المواقف والاجتهادات، وخصوصاً مواقف الحركات الإسلامية التي تؤمن بمشروع الدولة الإسلامية وتسعى لإقامته.
فإذا كان موقف البعض هو الجمع بين مفهومي المواطنة والهوية الإسلامية، فإن البعض الآخر رفض مفهوم المواطنة، فيما أُرغم البعض الآخر على قبوله نتيجة واقع سياسي معقد فرض هذا التعايش.
في هذا الكتاب نقاشات عميقة ومعالجة مستفيضة لهذه الإشكالية التي يتخبّط فيها العقل الإسلامي اليوم.
من خلال استحضار تجربة المقاومة الإسلامية اللبنانية المتمثلة في حزب الله، الذي استطاع –حسب المؤلف– أن يقدّم خطاباً عقائديًّا وثيقة الصلة بالأمة، لكنه لا يتعارض مع المواطنة الملتزم بها على أرض الواقع المتعدّد دينيًّا ومذهبيًّا وسياسيًّا، فالحزب –كما يقول المؤلف– ارتبط بالأمة شعوريًّا وبالوطن واقعيًّا.
يتكوَّن الكتاب من ثلاثة فصول وعدة أقسام.
الفصل الأول خصصه المؤلف لتحديد مفهومية الأمة والمواطنة وإشكالية المواطنة والأمة في الفكر الإسلامي.
الفصل الثاني تحدث فيه المؤلف عن التأسيس لخيار المواطنة والمقاومة في الخطاب اللبناني الشيعي، من خلال قراءة مفهوم الدولة والمواطنة لدى الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد موسى الصدر.
أما الفصل الثالث فقد خصصه المؤلف لمعالجة إشكالية المواءمة بين مفهوم المواطنة وخطاب الأمة عند حزب الله.
حيث تحدث في البداية عن العناصر المؤسسة لخطاب زعيم الحزب، ثم المواطنة وخطاب الأمة من بيان التأسيس إلى خطاب النصر ووثيقة التفاهم، وكذلك تطابق خطاب الأمة مع المواطنة
أركان الإسلام
بين الكهانة والديانة
الكاتب: الشيخ محمد محمود الزعبي.
الصفحات: 280 صفحة من القطع الكبير.
سنة النشر: 2012م.
يعالج هذا الكتاب إشكالية من أخطر الإشكاليات التي تُعاني منها معظم الأديان والمذاهب والفلسفات، سواء أكانت إلهية أم وضعية، فالعبادات والتشريعات والمبادئ تبدأ متوهّجة حيّة تبعث في المؤمن بها والملتزم بها الحياة والروح والحركة نحو الكمال والتغيير والتطور..لكن ما تلبث أن يُصيبها الجمود فتصبح طقوساً ميتة لا حياة فيها وبالتالي تفقد غاياتها، بحيث نجد الملتزم بها يحرص على ظواهرها ورسومها المادية ويهمل مضمونها وروحها فلا تتحقق لديه أي تزكية أو ارتقاء نحو الكمال.
وهذا ما وقع بالنسبة لأركان الإسلام وعباداته، فقد تحوّلت لدى الكثيرين إلى مجرد طقوس وشعائر كهنوتية لا علاقة لها بالصراع ضد الظلم والاستكبار وبالسعي لتحقيق العدل في النفس والواقع.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام حسب أركان الإسلام الأربعة: الشهادتان، الصلاة، الصوم، الحج.
في الركن الأول تحدث المؤلف عن الفرق الشاسع بين شهادة الكهانة وشهادة الديانة التي هي شهادة للحياة وإعلان ثوري وثقافة ورسالة وقيادة.
في الركن الثاني وبعد أن بيَّن الفرق بين صلاة الكهانة وصلاة الديانة، أكد على كون الصلاة الأخيرة هي وقود لأجل الحركة ومشروع للوحدة والتحرير وطهارة الحس من الفكر والمجتمع الفاسدين، ودعوة لحياة المجد والفلاح وتحرر من الأغلال.. إلخ.
وكذلك الأمر بالنسبة للركن الثالث وهو الصوم، فقد سلّط المؤلف الضوء على علاقة الصوم والامتناع عن الأكل بعزة الإنسان وسموُّه وكماله.
أما الركن الرابع فقد تحدث عنه المؤلف باعتباره حشداً سنويًّا للقوى الثورية المستضعفة، وتجديد عهد الله وميثاق الرسالة، وبحث عن الحياة والقوة والمعرفة والعرفان، ورجم للطاغوت والاستعمار وبراءة من العمالة، وهذا هو المعنى الحقيقي للحج المبرور الذي ورد في الحديث النبوي الشريف، والذي يبتغيه كل مسلم.
محمد حسين الطباطبائي
مفسراً وفيلسوفاً
دراسات في فكره ومنهجه
الكتاب: مجموعة من المؤلفين.
تعريب: عباس صافي.
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
الصفحات: 566 من القطع الوسط.
سنة النشر: ط1 - 2012م.
الطباطبائي من كبار علماء الشيعة الإمامية في العصر الحديث، وهو وإن كان قد اشتهر بتفسيره المتميز (الميزان) إلَّا أن الرجل كان متعدد المواهب موسوعي التحصيل والإنتاج، فهو الفيلسوف الذي أخذ نصيبه من الفقه وعلوم الحديث كما تبحّر في علوم التفسير وسائر العلوم الإسلامية، وبالتالي اكتسب صفة الموسوعية عن جدارة، وهذا ما ظهر بوضوح في جميع إنتاجاته الفكرية والعلمية.
في هذا الكتاب الجديد من سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي التي يُصدرها مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي؛ تحاول دراساته الإحاطة بحياة وفكر وإنتاج هذا الفقيه والفيلسوف الإسلامي، فالشيخ جعفر السبحاني تحدث عن: لمحات من حياة العلَّامة الطباطبائي والشمولية لديه، وتحدث الشيخ إبراهيم أميني عن أخلاقه وسلوكه، فيما تناول الشيخ عبدالله جوادي الآملي منهجه التفسيري وسيرته الفلسفية، أما الشيخ هشام زاده هريس فتحدث عن رؤية الطباطبائي إلى القرآن، فيما تحدث الأستاذ محمدرضائي يزدي عن الاقتصاد في تفسيرالقرآن، وتحدث الدكتور سروش عن الإدراكات الاعتبارية لدى العلَّامة الطباطبائي، كما تحدث أحمد حسين شريفي عن العقل والتعقل في المعارف الدينية من وجهة نظر الطباطبائي، السيد جعفر شهيدي تناول مفهوم الإمامة في تفسير الميزان، و تحدث الدكتور السيد حسين الحسيني عن التعددية الدينية في القرآن الكريم وآراء العلَّامة الطباطبائي، الإنثروبولوجيا الدينية في تفسير الميزان... وغيرها من الدراسات.