شعار الموقع

اصدارات حديثة

هيئة التحرير 2019-05-26
عدد القراءات « 1051 »

 

 

أنماط العلاقة بين الحضارات..

نظرية تعارف الحضارات أنموذجًا

زياد عبدالكريم النجم*

 

* كاتب وباحث من سوريا، البريد الإلكتروني: ziadnajem73@gmail.com

 

 

 

-          رسالة دكتوراه في الفلسفة بعنوان: (أنماط العلاقة بين الحضارات.. نظرية تعارف الحضارات أنموذجًا)

-          إعداد الباحث: زياد عبدالكريم النجم

-          إشراف: الدكتور بشار الشريف

-          مقدمة لجامعة ديلاوير الأمريكية

-          تقع الرسالة في 173 صفحة، قياس A4

-          نوقشت بتاريخ: 9 شباط/ فبراير 2017م.

 

لقد مرَّت الحضارات الإنسانية عبر صيرورتها التاريخية بأحوال اتّصلت فيها بعضها مع بعض، وأحوال أخرى لم يثبت حدوث الاتصال فيما بينها. ولكن في الغالب كان الاتصال قائمًا بين الحضارات، وقد تميَّز هذا الاتصال بفترات حدث فيها صراع وتصادم وتنافس، وفترات أخرى كانت فيها التواصل إيجابيًّا إذ تعاونت وتعايشت وتحاورت فيما بينها.

وقد شكَّلت هذه الثنائية (الحوار والصراع)، مادة غنية للبحث والنظر في أنماط وأشكال العلاقة بين الحضارات. ومن ثَمَّ فقد أوحت هذه الثنائية للمفكرين والباحثين بنظريات مختلفة كل حسب قراءته للتاريخ، فذهب فريق منهم إلى أن الصراع هو الأصل الذي يحكم العلاقة بين الحضارات، وما حالات السلم التي وجدت عبر التاريخ سوى مراحل اقتضتها ظروف تاريخية معينة، وهذه الرؤية تولدت عنها نظريات جعلت من الصراع الحضاري منطلقا لها كنظرية «صدام الحضارات» لصموئيل هنتنغتون.

وذهب فريق آخر إلى أن العلاقة بين الحضارات غلب عليها التعايش والتحاور والتسامح، أما الصراع الذي وجد بينها فهو محدود بظروف معينة وهو طارئ واستثناء، وليس أصلًا لهذه العلاقة، وقد أخرجت هذه النظرة إلى حيّز الوجود نظريات أخرى جعلت من الحوار الحضاري حجر الأساس في فلسفتها للحضارات، كنظرية «حوار الحضارات» لروجيه غارودي.

ولذلك فقد أضحت ثنائية (الصراع والحوار)، هما الصيغتين المهيمنتين على قراءة أوجه العلاقة بين الحضارات.

وعلى الرغم من أن البحث في أنماط وأشكال العلاقة بين الحضارات مسألة شائكة ومعقدة، إلَّا أنه ثمة حقيقة لا يمكن نكرانها وهي أن محور هذه العلاقة إنما تقوم على أساس معرفة الآخر أو الجهل به.

ومن هنا أتت أهمية نظرية «تعارف الحضارات» بوصفها نظرية تدعو لمعرفة الآخر الحضاري، ومع أن مصطلح التعارف ليس جديدًا إلَّا أن الجدة تكمن في المنهجية التي صيغ بها، وبالتوظيف المناسب له، بحيث تمخّضت عنه نظرية جديدة في فلسفة الحضارة بصبغة عربية.

وقد سعت هذه النظرية لتحقيق عدة أهداف، لعل من أهمها الهدفين الأساسيين التاليين:

الهدف الأول: الخروج من إشكالية النمط الثنائي (الصدام والحوار).

الهدف الثاني: إيجاد مخرج مفاهيمي عربي يعبر عن خصوصية الحضارة العربية الإسلامية.

وممَّا سبق نجد أن موضوع البحث في هذه الأطروحة موضوع شائك، يفتح الباب على مصرعيه أمام طرح العديد من الإشكاليات المفصلية والأسئلة الجوهرية والمهمة، والتي سنسعى لتسليط الضوء عليها ووضعها في ميزان البحث والدراسة ومحاولة الإجابة عنها، ولعل من أهم هذه الأسئلة الآتي:

ما هي نظرية تعارف الحضارات؟ وما هي الأسس التي انطلقت منها؟ وما المرتكزات التي استندت إليها؟ وما هي أهميتها؟ وما هي معوقاتها؟ وما هي القيمة الدلالية لها؟ وما مدى نجاعتها على أرض الواقع؟ وما هي رؤيتها لمستقبل العلاقة بين الحضارات؟ وما هي المبررات لوجودها؟

هذه الأسئلة وغيرها هي ما سنحاول البحث فيها، والإجابة عنها ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا، بعد أن نقدّم تعريفات لمعنى الحضارة ومكوناتها ودلالاتها، ثم نستعرض أهم أنماط وأشكال العلاقات بين الحضارات، وعلى رأسها نظرية «تعارف الحضارات»، والتي هي المحور الأساسي لهذه الرسالة.

ومن جهته يرى زكي الميلاد أن مسألة تعارف الحضارات هي أمر ضروري، يجب تحقيقه قبل الشروع في مسألة حوار الحضارات التي دعا إليها روجيه غارودي، وكذلك دعا إليها الكثير من أبناء الحضارتين العربية والأوروبية. ومقولة (تعارف الحضارات) لا تعنى مجرّد الاعتراف بتعدّد الحضارات وتنوّعها فحسب، وإنما تستند إلى ضرورة بناء وتقدّم الحضارات في العالم، وتأسيس الشراكة الحضارية فيما بينها، وتبادل المعرفة والخبرة، فالعالم ليس بحاجة إلى حضارة واحدة، وإنّما إلى استنهاض الحضارات كافة.

وفي هذه النقطة تلتقي نظرية (تعارف الحضارات) مع نظرية (حوار الحضارات)، وقد تجلَّى ذلك من خلال دعوة روجيه غارودي للحضارة الغربية إلى التخلي عن غطرستها، والاستفادة من تجارب الحضارات اللاغربية، والتعاون معها لبناء مستقبل مشترك يتسع لجميع أبناء الأسرة الإنسانية بمختلف انتماءاتهم الحضارية.

يقول غارودي: «لقد أصبح الحوار بين الحضارات ضرورة ملحّة لا مهرب منها، إنه قضية حياة أو موت... ولقد وصلنا إلى حافة الهاوية، بل ربما تجاوزناه، وعلى الرغم من ضياع فرص تاريخية مناسبة، وعلى الرغم من إهدار إمكانات كثيرة لدى الإنسان الغربي، فإن محاولتنا تجديد حوار للحضارات بين الشرق والغرب تهدف إلى إنهاء ذلك الحوار الذاتي الانتحاري الذي يمارسه الغرب».

وحين حاول غارودي تحديد ما يريده من أطروحته (حوار الحضارات)، فإنه حدّدها في ضوء نقده ورؤيته لمشكلات الغرب، وحاول من خلالها أيضًا أن يجد مخرجًا للأزمة الحضارية التي تعاني منها الحضارة الغربية، وبشكل أدق مخرجًا للحضارة الأوروبية، كما أن مقولة غارودي لا تلبّي حاجات الحضارات الأخرى غير الأوروبية، وذلك لأنها رسمت على مقياس الحضارة الأوروبية، وكانت تناسب متطلّباتها الداخلية.

وبالمقابل يرى مالك بن نبي أن «الحضارة لا تُشترى من الخارج بعملة أجنبية، غير موجودة في خزينتنا، فهناك قيم أخلاقية اجتماعية ثقافية لا تُستورد، وعلى المجتمع الذي يحتاجها أن يلدها».

وهنا مكمن الأهمية في نظرية «تعارف الحضارات» من كونها نبتت في تربة الحضارة العربية الإسلامية، فهي عربية لغة واصطلاحًا ومنهجًا؛ فالأمة التي لا تبدع لنفسها أفكارها ورؤاها الخاصة بها، لن تكتشف ذاتها بأبعادها الثلاثة (الماضي والحاضر والمستقبل)، ولن تشق طريقها نحو التقدم والإبداع.

وخلاصة القول: إن البحث حول نظرية «تعارف الحضارات» يعتبر مسألة مهمة، على مستوى المسائل الفكرية المعاصرة، كونها ترتبط برسم وتحديد ماهية العلاقة بين الحضارات، وترتبط بفلسفة الحضارة، التي ترتبط بدورها بالدراسات المستقبلية، وقد اعتمدت حقل المستقبليات في العمل من أجل طرح مشروع حضاري إصلاحي، اتضحت معالمه مع النظرية قيد البحث (تعارف الحضارات)، إذ انتمت إلى الأطروحات المعالجة والإصلاحية في الفكر العربي المعاصر من خلال ما حاولت عرضه والتركيز عليه من رفض الاستلاب وعولمة الهوية.

كما أنها جاءت كمعالجة واستجابة؛ معالجة لحوار الحضارات وطرح بديل في نظريات التعامل مع الآخر الحضاري، ولا سيما الصدام بين الحضارات، واستجابة للتحديات الثقافية؛ كتداعيات التحول الحضاري مع النظام العالمي الجديد، وتبني فكرة الحضارة كنموذج للتعريف والهوية، والتي حدت بالفكر العربي الإسلامي إلى إنتاج نظرية تحاكي المتطلبات الفكرية المعاصرة في مجال فلسفة الحضارة وتنطلق من أسس عربية إسلامية، فكانت نظرية (تعارف الحضارات).

ومن خلال منهجية البحث في التحليل والنقد والمقارنة، يمكننا القول: إن نظريات التعامل الحضاري جاءت تارة واصفة للواقع العلاقاتي بين الحضارات، أو تفسيرية له تارة أخرى، أما مع نظرية «تعارف الحضارات»، فإن النظرية ارتفعت إلى أن تكون نظرية إنشائية واستشرافية للمستقبل المعتمد على الإصلاحات في الواقع العربي والإسلامي، ومبرزة لمدى أهمية فكرة التواصل مع الآخر الذي لا يمكن أن يلغى لأنه مختلف، بل يجب التوافق والاتفاق معه ومعاملته على أنه مكمل للأنا والذات لا مقابل أو عدو لها.

تكونت الرسالة من مقدمة وخاتمة وأربعة فصول، كل فصل ضم خمسة مباحث، وهذه الفصول كانت على الشكل الآتي:

الفصل الأول: حمل عنوان (مفهوم الحضارة)، ناقش خمسة مباحث هي: المبحث الأول جاء بعنوان (معنى الحضارة والثقافة والمدنية... لغة واصطلاحًا)، والمبحث الثاني جاء بعنوان (الحضارة والثقافة والمدنية بين التداخل والتمايز)، وجاء المبحث الثالث بعنوان (أسباب الإشكال في العلاقة بين المصطلحات الثلاثة)، والمبحث الرابع جاء بعنوان (ضبط المصطلحات)، والمبحث الخامس بعنوان (مستويات الحضارة).

الفصل الثاني: حمل عنوان (جدلية العلاقة بين الحضارات من الصراع إلى الحوار)، ناقش خمسة مباحث هي: المبحث الأول بعنوان (مفهوم الحوار الحضاري وأسسه الأيديولوجية)، والمبحث الثاني جاء بعنوان (النظريات المنطلقة من فكرة الحوار الحضاري)، وجاء المبحث الثالث بعنوان (مفهوم الصراع الحضاري وأسسه الأيديولوجية)، والمبحث الرابع بعنوان (النظريات المنطلقة من فكرة الصراع الحضاري)، والمبحث الخامس بعنوان (مفهوم التعارف.. ونظرية تعارف الحضارات).

الفصل الثالث: حمل عنوان (نظرية تعارف الحضارات نحو رؤية جديدة للخروج من إشكالية ثنائية الصدام والحوار)، ناقش خمسة مباحث هي: المبحث الأول جاء بعنوان (نظرية تعارف الحضارات.. النشأة والتكوين)، المبحث الثاني بعنوان (نظرية تعارف الحضارات.. وأهم مرتكزاتها)، المبحث الثالث بعنوان (أهداف تعارف الحضارات)، والمبحث الرابع بعنوان (مصطلحًا التعارف والحوار بين التداخل والتمايز)، والمبحث الخامس بعنوان (القيمة الدلالية لتعارف الحضارات).

الفصل الرابع: حمل عنوان (نظرية تعارف الحضارات في الميزان)، ناقش خمسة مباحث هي: المبحث الأول جاء بعنوان (معوقات تعارف الحضارات)، المبحث الثاني بعنوان (تعارف الحضارات بين التنظير والتطبيق)، والمبحث الثالث بعنوان (ما المبرر لنظرية تعارف الحضارات مع وجود نظرية حوار الحضارات؟)، والمبحث الرابع بعنوان (مستقبل العلاقة بين الحضارات في ضوء نظرية التعارف)، والخامس بعنوان (وقفة تأملية مع نظرية تعارف الحضارات).

وقد توصل الباحث في خاتمة الأطروحة إلى الضرورة الملحة في أن يرسم الفكر العربي والإسلامي مستقبل حضارته في ظل عالم متغيّر، يموج في بحر متلاطم من المفاهيم والمصطلحات والأيديولوجيات... إلخ.

ورأى الباحث أن مستقبل العلاقة بين الحضارات على أساس التعارف، يمكن أن يؤسس لعلاقة مبنية على أسس علمية ومعرفية صلبة، ولا يخشى منها الوقوع بين طرفين كلاهما مرذول (الإفراط والتفريط)، فلا قطيعة مع الآخر بالمطلق ولا ذوبان بالآخر بالكلية.

واعتبر الباحث أن نظرية «تعارف الحضارات» تجسّد رؤية عربية إسلامية بامتياز، فهي بمثابة المخرج المفاهيمي نحو رؤية جديدة للخروج من إشكالية ثنائية (الصدام والحوار)، كما أنها النمط الثالث أو البديل الذي يرسم شكل العلاقة بين الحضارات، ويضع الآليات العملية لذلك المشروع الحضاري.

 


 

الأبعاد التداولية عند الأصوليين

مدرسة النجف الحديثة أنموذجًا

 

الكاتب: فضاء ذياب غليم الحسناوي.

الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي-بيروت.

الصفحات: 223 من القطع الوسط.

سنة النشر: ط1 - 2016م.

انقسم البحث اللغوي إلى فروع ومدارس واتجاهات، واحدة منها ما يطلق عليه علماء الألسنية مصطلح (التداولية)، وهي العلم الذي يبحث في اللغة في مقام الاستعمال والتداول. وقد سعى الباحث في هذا الكتاب إلى المقارنة بين ما انتهى إليه البحث التداولي المعاصر وبين ما أنجزه الأصوليون من أبحاث لغوية تداولية.

يتكوّن البحث من ثلاثة فصول، في الفصل الأول عرض الباحث فيه النظرية التداولية في إطارها الغربي من خلال معالجة ثلاثة أمور أساسية: تعريفها وتحديد ماهيتها، ونشأتها وتطورها، ثم مفاهيمها المركزية.

الفصل الثاني تناول فيه وعي العرب والمسلمين بنظرية أفعال الكلام، لا سيما الأصولييين منهم، وقد تناول في هذا الفصل مجموعة من المسائل والمباحث اللغوية مثل: الخبر والإنشاء كمدخل لدراسة نظرية أفعال الكلام، ومقاربة ثنائية مادة الأمر وصيغتها الثنائية الإنجازية التصريحية والإنجازية غير التصريحية.

أما الفصل الثالث فعالج فيه بعض قوانين الخطاب وأنماطه عند الأصوليين، وملامحها التداولية، وحجية الظهور أو أصالته كقانون عام يحكم عملية التخاطب عند الأصوليين، وقرينة الحكمة: قراءة تداولية.

الفقر والتعليم..

ماذا يفعل الفقر بمخ أطفالنا؟

وماذا تفعل المدرسة لتصلح ما أفسده الفقر؟

 

الكاتب: إيريك جنسن.

ترجمة: صفاء الأعسر.

الصفحات: 222 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط 1- 2015م.

أثبتت العديد من الدراسات الميدانية التأثير السلبي لظاهرة الفقر على التعليم، وعلاقة الفقر بمستويات التأخر المدرسي في الكثير من المجتمعات والدول، كما حذّرت هذه الدراسات من تأثير الفقر ومساهمته في الانحراف الأخلاقي ومن ثم الرسوب المدرسي وصولًا إلى مغادرة نسبة من الأطفال صفوف المدارس.

في هذا الكتاب ومن خلال ستة فصول، عالج الباحث ظاهرة تأثير الفقر في التعليم، وخصوصًا تأثيره في أدمغة الأطفال، وكيف تواجه المدارس هذه الظاهرة، وسبل التخفيف من سلبياتها.

في الفصل الأول تحدّث الكاتب عن طبيعة الفقر وكيف يمكن فهمها وتحليلها، ثم انتقل في الفصل الثاني للحديث عن كيف يؤثر الفقر في السلوك وفي والأداء المدرسي للأطفال على وجه الخصوص، وعلامات ذلك ومظاهره، أما الفصل الثالث فقد خصّصه للحديث عمَّا أسماه بتبني التوجُّه العقلي للتغيير، لمعالجة التأثيرات السلبية للفقر في التعليم والتحصيل العلمي في المدارس.

الفصل الرابع تحدّث فيه عن عوامل النجاح العامة والخاصة في المدرسة، أما الفصل الخامس فقد خصّصه لاستعراض عوامل النجاح في الصف المدرسين من خلال عدد من الدراسات الميدانية.. وأخيرًا خلص في الفصل السادس إلى أن التدريس الجيد له نور الشمس وقوة السحر، لذلك على المدرس والمدرسة الاهتمام به وخصوصًا لدى الفئات الفقيرة أو الأقل غنى أو المحتاجة، عبر الدعم والحرص على حقّها في التعليم والتمدرس.

طرائق تعريب المصطلح وصناعة التعريف

في الدرس اللساني العربي الحديث

 

الكاتب: د. مختار درقاوي.

الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.

الصفحات: 157 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط1 - 2017م.

يعالج هذا الكتاب مسألة مهمّة تتعلّق بالتثاقف الحضاري ونقل المعرفة من حضارة إلى حضارة عبر الترجمة. والحضارة العربية – الإسلامية وإن كانت لديها تجربة مهمة ورائدة في الماضي عندما قامت بنقل التراث اليوناني إلا أن التجربة المعاصرة تعتبر أكثر خطورة وصعوبة؛ لحجم الإنتاج الفكري والعلمي الذي تنتجه الحضارة الغربية اليوم، ولتأخر اللغة العربية عن مواكبة التطور العلمي والتقني المتسارع.

في هذا الكتاب ومن خلال فصلين عالج الكاتب مجموعة من المسائل المتعلّقة بتعريب المصطلح وصناعة التعريف في الدرس اللساني العربي الحديث.

في الفصل الأول وتحت عنوان: طرائق تعريب المصطلح اللساني لدى المحدثين، تحدّث الكاتب عن علم المصطلح وجهازه المفاهيمي وكيفية تفعيل التراث العربي في ترجمة المصطلح، كما استعرض تجارب عدد من الباحثين والمشتغلين في هذا المجال أمثال: محمود فهمي حجازي ومحمد عيد ومازن الوعر.. إلخ، وإشكالية الاستفادة من التراث في توليد المصطلحات، وكيف استفاد المستشرقون من التراث في تعريب المصطلحات.

أما الفصل الثاني فقد خصّصه الباحث لتناول طرائق صناعة التعريف في المعجم العام لدى اللسانيين العرب المحدثين.

في البداية تحدّث عن تصنيف ريتشارد روبينسون وجورج مونان، كما ناقش أسباب عسر التعريف المعجمي، والمحاولات العربية في حصر تقنيات صناعة التعريف، كما تحدّث عن مراحل علم الدلالة المعجمي، وطرائق أو وسائل انتقال المعنى، وعلم الدلالة البنيوي، والتوليدي والمعرفي أو العرفاني، والعلاقات الدلالية: الترادف، التضاد، الاشتمال، وفي الأخير تناول تقنيات التعريف بالمجاز والصوت والنحو.

أسلمة المستقبليات

محاولة علمية للإمساك بالمستقبل الإسلامي

 

الكاتب: مجموعة من الكتاب.

الناشر: دار روافد - بيروت.

الصفحات: 422 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط1 - 2017م.

تدخل دراسات هذا الكتاب في سياق الاهتمام باستشراف المستقبل، وقد كانت في وقت صدورها في مجلة متخصصة تحمل عنوان: «اتجاهات مستقبلية»، منسجمة مع الاهتمام العالمي بالمستقبل والدراسات المستقبلية ومحاولات عدد من المراكز البحثية استشراف المستقبل بمنهجية علمية تخدم الحاضر وتتنبأ بما يمكن أن يكون عليه المستقبل.

وما يميز هذه الدراسات ليس محاولاتها استشراف المستقبل الإسلامي، أو وضع رؤية مستقبلية تنسجم مع معطيات الحاضر وتطوراته المتلاحقة، وإنما تكمن فرادتها في محاولة التأسيس لمثل هذه الاهتمامات العلمية النادرة في العالمين العربي والإسلامي، ونشر الوعي بالمستقبل ودراسته واستشرافه كما هو الحال في الغرب.

يتكوّن الكتاب من عشرة فصول ومجموعة من الملاحق، وقد احتضن كل فصل دراسة لمتخصص في مجال معين. من دراساته: رهانات التحكم بعالم الغد للباحث علي المؤمن، والنزعة المستقبلية: من الخرافة إلى الإيمان، للباحث عبد الرحيم الموسوي، ومستقبل العالم: نبوءات وأساطير، للباحث حسن السعيد، وعلم المستقبل وصدامات التغيير، للدكتور علي أكبر كسائي، ونهاية السياسة والأسطورة، للدكتور علي أصغر الكاظمي.

أما الملاحق فمن عناوينها: بيان المستقبلية الإسلامية، مشروع المركز الإسلامي للدراسات المستقبلية، وقراءة في مشروع المستقبلية الإسلامية، للدكتور محمد سعيد الأمجد.

الأنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان

 

الكاتب: كلود ريفيير.

ترجمة: أسامة نبيل.

الناشر: المركز القومي للترجمة – القاهرة.

الصفحات: 327 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط1 - 2015م.

يندرج هذا الكتاب ضمن الدراسات الأكاديمية والعلمية التي تناولت علم الأديان وعلم اجتماع الأديان على وجه الخصوص، هذا العلم الجديد الذي يحاول البحث في جذور نشأة الأديان وعلاقة الأديان بتطور الإنسان ونظرته لنفسه وللعالم، واكتشافه لعالم ما وراء المادة، وتطور المعرفة الدينية عبر الأزمنة التاريخية، وخصائص عدد من الأديان، والمقارنة بينها.

يتكوّن هذا الكتاب من خمسة أجزاء ومجموعة من الفصول.

في الجزء الأول وتحت عنوان: قراءة في مجال الأنثروبولوجيا الدينية، تناول الكاتب في الفصل الأول موضوع الدين والمقدّس، وفي الفصل الثاني أشكال افتراضية لما سُمّي بالدين البدائي، أما الفصل الثالث فقد تحدّث فيه عن تاريخ الأنثروبولوجيا الدينية. الجزء الثاني وتحت عنوان: الإيمان بالأساطير، تحدّث الباحث عن فكّ رموز النصوص الأسطورية، والعقائد الدينية: أشكال ومحتويات.

أما في الجزء الثالث، فقد تحدّث فيه عن ممارسة الشعائر، من خلال الكشف عن الشعيرة من خلال النظرية، والتطهير والكفارة، وظاهرة الأعياد. في الجزء الرابع وتحت عنوان: هوامش الدين، تناول موضوع التفسير الجديد للسحر والشعوذة، وظاهرة إحياء الشامانية في الوقت الراهن.

وأخيرًا، تحدّث في الجزء الخامس عن الديناميكيات الدينية المعاصرة، من خلال الكشف عن الممارسات الدينية: خيبة أمل أم صحوة؟ وتغيّرات دينية في العالم الثالث.

تحديات النهوض بالترجمة
في العالم العربي

 

الكاتب: د. حسام محمد سعد سباط.

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

الصفحات: 160 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط1 - 2016م.

تواجه الترجمة في العالم العربي تحديات كثيرة، فالعولمة أرخت بظلالها وانتشرت عبرها اللغة الإنجليزية التي أضحت لغة التواصل في معظم صنوف المعرفة، وبسرعة فائقة تمكّنت وسائل الاتصال الحديثة مع وليداتها وسائط التواصل الاجتماعي من تغيير أنماط التخاطب، وتبادل المعارف والعلوم والمعلومات، وانتشرت بين الناس أنماط لغوية جديدة منها الإنجليزية المعولمة.

أما من جهة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى فقد أشار الكاتب إلى ضعف الإنتاج العلمي العربي، واكتفاء العرب باستهلاك فُتات ما يترجم، أما من جهة نقل العلوم والمعارف الأجنبية الى العربية فقد أشار الكتاب إلى قلة الاهتمام الحكومي بها والاضطراب الشديد في نقل المصطلح العلمي، وعدم ترجمته.

في هذا الكتاب محاولة لتسليط على التحديات التي تواجه الترجمة في العالم العربي والمعوقات التي تقف في وجه قيامها بدورها الحضاري.

يتكوّن الكتاب من ستة فصول، في الفصل الأول وتحت عنوان: (أهمية الترجمة ودورها في الحضارة العربية) تحدّث الكاتب عن الترجمة والتواصل الحضاري، واتجاهات الترجمة وحركتها في الشرق قديمًا، ومشاريع الترجمة في العالم العربي.

الفصلان الثاني والثالث تناول فيهما الكاتب موضوع العولمة اللغوية وترجمة المصطلح، حيث تحدّث بالتفصيل عن هيمنة الفرنسية ثم الإنجليزية، وخصوصية اللغة العربية، كما تحدّث عن المترجمين الأوائل ونقل المصطلح في القرن التاسع عشر، وطرق نقل المصطلح..

الفصلان الرابع والخامس خصصهما الكاتب للحديث عن الترجمة الآلية وترجمة النص التراثي، وفيهما تحدّث بالتفصيل عن الترجمة الآلية بين النظرية والتطبيق، واللغة العربية والترجمة الآلية، ومشاكل ترجمة النص التراثي، ومعايير نقد الترجمة.. وأخيرًا تحدث في الفصل الخامس عن كتابة الكلمات العربية بالحرف اللاتيني، والإشكاليات والتحديات التي تواجه هذا العمل.

التربية ومشكلات المجتمع
في عصر العولمة

 

الكاتب: د. أيوب دخل الله.

الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت.

الصفحات: 272 من القطع الكبير.

سنة النشر: ط 1- 2015م.

يناقش هذا الكتاب قضية مهمة وبالغة الحساسية، لما لها من تأثير وتداعيات على المستوى التربوي والاجتماعي ومن ثم العلمي والثقافي المرتبط بمستقبل الأجيال القادمة، والمقصود بها واقع التربية في ظل تحديات العولة الغربية والغزو الثقافي، في ظل التراجع الحضاري التي تعاني منه الأمة في الوقت الراهن.. ومن خلال هذه المناقشة يخلص الباحث إلى اقتراح مجموعة من الآليات والمواقف لمواجهة ومعالجة هذا الواقع للتخفيف من تداعياتها السلبية.

يتكون الكتاب من ستة فصول، في الفصل الأول عرف الباحث التربية وتحدّث عن أهميتها وأهدافها، وعلاقة التربية ومشكلات المجتمع. في الفصلين الثاني والثالث، تحدّث بالتفصيل عن التخطيط واتخاذ القرارات ومراحل التخطيط، والمدخل العلمي لحل المشكلات، والموقف من العولمة، والتربية في ظلها.

الفصلان الرابع والخامس، تحدّث فيهما الكاتب عن علاقة الإعلام بالتربية، والتربية والغزو الثقافي، حيث تناول مجموعة من القضايا مثل: الإعلام التربوي: مرتكزاته ووظائفه، وماهية الغزو الثقافي وأهدافه.. وأخيرًا خصّص الفصل السادس للحديث عن علاقة التربية بالتكنولوجيا، والمجتمع العربي وتحديات التكنولوجيا، والتعليم العربي وسبل مواجهة التحديات التقنية..

النظريات النقدية للعولمة

 

الكاتب: شمسي العجيلي وباتريك هايدن.

ترجمة: هيثم غالب الناهي.

الناشر: المنظمة العربية للترجمة - بيروت.

الصفحات: 544 من القطع الوسط.

سنة النشر: ط1 - 2016م.

لقد أصبحت العولمة مفهومًا مركزيًّا بعدما تطور ما بين عام 1980 ولغاية نهاية القرن العشرين ليكون استخدامه منحصرًا بالإشارة إلى العولمة الاقتصادية، أي تكامل الاقتصاديات القومية وتحويل هذا الاقتصاد الممتد لقرون إلى اقتصاد عالمي، ولتحويله إلى اقتصاد عالمي كاسر للحدود -كما يقول الكاتب- لا بد من تفعيل التجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدفق رؤوس الأموال، وهجرة الأفراد، وانتشار استخدام الوسائل التكنولوجية كي يكون اقتصادًا كاسرًا للحدود، وعليه فإن الوصف الأساسي للعولمة هو اشتمالها على التنوّع الكبير لمجموعة من العمليات الهادفة إلى نزع سيطرة الدول القومية على كل ما أسس فيها خلال مراحلها التاريخية.

من خلال هذا التوصيف للعولمة يحاول هذا الكتاب وعبر فصوله الخمسة، تسليط الضوء على الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية للعولمة، ورؤية حركات العولمة البديلة للممارسات والمؤسسات المتحوّلة نحو العولمة، معتبرًا النظريات النقدية في العولمة هي أداة لا تقدر بثمن للمهتم بهذا الموضوع، لأنها توضّح وجهة نظر عدد من المنظرين النقدية الأساسية لفهم العمليات العالمية لتشكيل العالم اليوم.

يتكون الكتاب من خمسة فصول كل فصل ناقش فيه الباحث عنوانًا معينًا، ففي الفصلين الأول والثاني تحدّث عن التنظير في العولمة: عرض التحدي، والعولمة الاقتصادية، أما الفصلان الثالث والرابع فتحدّث فيهما عن العولمة في المجالين السياسي والثقافي، ليخصص الفصل الخامس والأخير للحديث عن سبل مقاومة العولمة: حركة العولمة البديلة.

التقريب بين المذاهب الإسلامية
في القرن العشرين

الأزهر والتشيع محاولات وتحفظات

 

الكاتب: راينر برانر.

ترجمة: بتول عاصي وفاطمة زراقط.

الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي–بيروت.

الصفحات: 646 من القطع الوسط.

سنة النشر: ط1 - 2015م.

ما يميز هذا الكتاب ليس تناوله لقضية لها حساسية خاصة في العالمين العربي والاسلامي، ونقصد بها قضية التقريب بين المذاهب الإسلامية أو بين السنة والشيعة على وجه التحديد، ومحاولة التأريخ لها من خلال تتبع تجربة مؤسسة الأزهر وعلاقتها بعدد من علماء الشيعة اللبنانيين الذي تصدوا للتقريب والحوار والانفتاح على المخالف المذهبي، وإنما في كون هذه الدراسة هي من خارج العالم الإسلامي، ويمكن أن نصفها بالدراسة الاستشراقية، لأنها من إنجاز باحث ألماني، لكنها اتّسمت بالموضوعية العلمية ومحاولة التوصيف والعرض والتتبع أكثر منها دراسة تنتصر لطرف على حساب طرف آخر.

بالإضافة إلى الإضاءة على قضايا مهمة تكشف بعض سبب انطلاق مشروع التقريب وانخراط بعض علماء الأزهر فيه ودعمه (الشيخ محمود شلتوت)، والاستجابة الإيجابية لعدد من علماء الشيعة الذين أبدوا حرصًا شديدًا لنجاحه (الشيخ محمد جواد مغنية)، ودور العامل السياسي في تشجيع هذا الحوار الداخلي، الإسلامي - الإسلامي.

وقد تميز الكتاب كذلك بتتبعه المختصر لجذور الصراع السني الشيعي منذ الفتنة الكبرى، وتتبعه لأهم محطات الصراع التاريخي، الذي ولّد في نظره رؤيتين مختلفتين للتاريخ، يستقي أتباع كل فريق منها رؤيته للصراع وطبيعته ونتائجه.

يحتضن الكتاب عشرة فصول وخاتمة، حيث خصّص كل فصل لتتبع مرحلة وتداعياتها، في الفصل الأول تحدّث عن: المجادلة حول التاريخ الصحيح، فيها تحدّث في الفصلين الثاني والثالث عن المحاولات الأولى الرامية لفض النزاع، وإصلاحات الأزهر والتشيع في غرة القرن العشرين.

الفصلان الرابع والخامس، خصّصهما للحديث عن المراسلة المثيرة للجدل بين السيد عبد الحسين شرف الدين عالم الدين الشيعي وشيخ الأزهر سليم البشري، وقضية الخلافة والتقريب، كما تحدّث في الفصلين الخامس والسادس عن مأسسة الفكر التقريبي، وشبكة حركة التقريب العلمائية (1947 - 1960).

أما في الفصول المتبقية فقد تناول عدد من القضايا المهمة في مسيرة التقريب مثل: نطاق النقاش التقريبي وحدوده، والمجادلات والتقريب والسياسة الثورية، وانتصار الفكر التقريبي وفشله، واستمرار التقريب في القرن الواحد والعشرين.

الفكر والاجتهاد

دراسات في الفكر الإسلامي الشيعي

 

الكاتب: زكي الميلاد.

الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي-بيروت.

الصفحات: 255 من القطع الوسط.

سنة النشر: ط 1- 2016م.

رغم ما مرَّ به الفكر الإسلامي الشيعي من تحديات وجودية، إلَّا أن ما يُثير الدهشة –كما يقول الكاتب- أن هذا الفكر لم يحافظ على وجوده فقط، وإنما حافظ على نشاطه وديناميكيته وحركته المستمرة عبر التاريخ، ومنشأ هذه الحركة نابع من مبدأ الاجتهاد الذي بقي بابه مفتوحًا ولم يغلق بأي قرار سياسي أو تحدّ اجتماعي.

من هنا ينطلق الباحث لتتبع حركة الاجتهاد وتجلي العقلانية فيها من خلال جهود عدد من الفقهاء والعلماء الذين أثروا الفكر الاجتهادي الشيعي عبر التاريخ.

يتكوّن الكتاب من عشرة فصول، في الفصل الأول وتحت عنوان: الفكر الإسلامي الشيعي والاختبارات التاريخية، تحدّث الكاتب عن اختبارات أربع. ثم تحدث في الفصل الثاني عن: أصول الفقه وتطور فكرة العقلانية في الفكر الإسلامي الشيعي. الفصلان الثالث والرابع خصّصهما للحديث عن السيد محمد باقر الداماد: مكانته وفلسفته، والملا صدرا والحكمة المتعالية.

الفصلان الخامس والسادس تحدّث فيهما عن: النزعة الأخبارية عند المسلمين الشيعة، وجدليات الجماعة والأمة في المجال الإسلامي الشيعي. فيما تحدث في الفصلين السابع والثامن عن التقريب عند الشيعة، التجارب والمبادرات، والدوافع والغايات، والسيد موسى الصدر والمشروع السياسي الوطني للشيعة في لبنان.

أما الفصل التاسع فقد خصّصه للحديث عن المنحى الجديد في الفقه الشيعي في مجال المرأة، حيث تناول الصورة المشوَّهة للمرأة، وحركة التجديد في الفقه الشيعي لتغيير هذه الصورة، وأخيرًا تحدَّث في الفصل العاشر عن واقع المسلمين الشيعة ومكابدة تصحيح الصورة، حيث سلَّط الضوء على ظاهرة تشويه صورة التشيع والشيعة، على المستويين المعرفي والمنهجي،  ومحاولات علماء الشيعة لتصحيحها.