شعار الموقع

الحداثة الاستطيقية عند أدورنو

عبدالعالي معزوز 2004-10-14
عدد القراءات « 585 »

- الحداثة الاستطيقية عند أدورنو

- أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه

- إعداد الطالب: عبدالعالي معزوز

- تحت إشراف: الدكتور محمد سبيلا

- جامعة محمد الخامس - كلية الآداب

 والعلوم الإنسانية - الرباط

- الموسم الجامعي: 2002 - 2003م

يدور هذا البحث -كما يتبين من العنوان- حول الحداثة الاستطيقية عند أدورنو كموضوع مركزي يختزل في ثناياه كل الإشكاليات التي تطرحها معضلة الحداثة، من قضايا التأسيس والمشروعية، وكذلك الانسدادات التي يصطدم بها مشروع العقل >الأنواري< الذي لا يكاد ينهض من تعثراته وإخفاقاته حتى يسقط في إخفاقات أشد وأنكى بسبب محاصرة أنساق وأنظمة العقلنة الأداتية للإنسان الحديث.

حاولنا تبئير معضلة الحداثة وأزمة العقلنة الأداتية في الإشكالية الاستطيقية، وبيان ما يمكن أن تمنحه الاستطيقا والفن من منافذ، وما تستطيع أن تجترحه من آفاق للإفلات من انسداد أنظمة وأنساق المجتمع التحكمي الحديث. ويمكن تلخيص هذا البحث في مفاصل كبرى: الأسئلة الكاشفة، التحليلات والاستراتيجيات، الهاجس المنهجي والاستنتاجات.

? الأسئلة الكاشفة

إن الأسئلة المحرضة لنا منذ بداية البحث حتى نهايته هي:

أولاً: سؤال محرض لمحاولة فهم الانقلاب المأساوي للعقل ضد ذاته، والذي يهدده بالتفكك والتصدع والانهيار، وفهم سيرورات التشويه والبتر التي تعرض لها، وهو ما أفضى به إلى التواطؤ مع الميثولوجيا ومع القوى الارتكاسية؛ وبالتالي إلى انسداد أفق الحداثة. وقد استدعى هذا من أدورنو -بالاشتراك مع هوركايمر- استنفار جهاز مفهومي مكون من أمشاج من المفاهيم المتعددة المرجعيات (ماركسية، فيبريه، ولوكاتشيه) وجمعها تحت جدع مشترك وهو النقد الجذري: ومنها التشيؤ الشامل وصنمية السلعة والعقلنة الأداتية ومقولات التصوف المادي ذي الأصول اليهودية القبالية.

ثانياً: سؤال محرض لإيجاد مخرج لانسداد أفق الحداثة عبر الانعطاف عن فلسفة اللاتطابق، ونحو الاستطيقا والفن لرأب تصدعات العقل الحديث وترميم شروخه، ووضع استراتيجية متكاملة ومعقدة تعيد إليه طبيعته المقموعة والمنسية.

ثالثاً: وبينهما ينخرط سؤال لا يقل أهمية ويتمثل في كيفية ضمان ألاَّ يتحول هذا الانعطاف نحو فلسفة اللاتطابق (الجدل السلبي) ونحو الحداثة الاستطيقية، إلى تعدي عتبة العقل وإلى حلول الفوضى، أو ما يسميه هابرماس بـ>الفوضى الاستطيقية<، مما يستدعي التركيز على القوة النقدية للعقل الاستطيقي والفني وعدم تضييعها، لأن في انهيار أسس النقد انهياراً للعقل ذاته.

? مقاربة أدورنو: تحليلات واستراتيجيات

وقد فرض علينا المنهج الذي سلكناه في هذا البحث، في سجل رصد تطور فكر أدورنو، تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، سنخصص القسم الأول بعنوان >استراتيجية التشخيص< لرصد تشكل وتكون النواة النظرية لمدرسة فرانكفورت، وتحديد منطلقاتها المنهجية، وفحص الجهاز المفهومي عند أدورنو بصفة خاصة، وتدقيق مرجعياته النظرية بما يتلاءم مع استراتيجية التشخيص الجذري لأزمة الحداثة ولأعراضها المرضية. فحصنا الكيفية التي وظّف بها أدورنو المفاهيم - المفاتيح على نحو يحقق انزياحاً عن مرجعياتها الماركسية والفيبرية واللوكاتشية بواسطة تعميمها وتجذيرها إلى حد يتجاوز أطرها الأصلية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: توسيع مفهوم >صنمية السلعة< عند ماركس ليشمل المنتوجات الثقافية الحديثة برمتها بعدما كان منحصراً في الإنتاج المادي، وتعميم مفهوم >التشيؤ< عند لوكاتش ليعانق سيرورة العقلنة التقنية كلها بعدما كان محدوداً في الوعي الطبقي، وتجذير مفهوم >العقلنة الأداتية< عند ماكس فيبر لينحشر في كل مستويات الحداثة من دون تمييز بين أنساقها البيروقراطية التحكمية وأشكالها التحررية، ومراجعة مفهوم الأيديولوجيا على نحو يسمح بتجاوز التمييز الماركسي بين البنى الفوقية والبنى التحتية، وبهذا المعنى لا تعود الأيديولوجيا وعياً زائفاً بالواقع، وإنما تصير هي الواقع الزائف ذاته، ومن ثم ينتهي الأمر بالأيديولوجيا إلى الاتحاد بالواقع. فضلاً عن ذلك، يقوم أدورنو بمزجها بمفاهيم مشتقة من التصوف المادي كالتيه والضلال والكارثة والخلاص، ويحيد بها عن مرجعيتها اليهودية القبالية ليدرجها في سجل فلسفي مادي، وهو ما يثمر في النهاية مزيجاً خلاسياً من المفاهيم ذات مرجعيات مختلفة، كلها تتضافر في تشخيص أزمة الحداثة. ولا تخفى الفائدة المنهجية من تدقيق الجهاز المفهومي عند أدورنو في إضاءة متنه الفلسفي بحكم ورودها بشكل متواتر يمكن من ضبط استعمالها ومن فهم سياقها التداولي الذي ينأى بها عن تحليلات ماركس وفيبر ولوكاتش.

أما القسم الثاني بعنوان >أزمة الحداثة وإشكالية العقلنة< فأبرزنا فيه مسألتين:

أ - البعد الإجرائي التطبيقي لذلك الجهاز المفهومي الذي قمنا في القسم الأول بتدقيق منظوماته المرجعية، والتحويلات التي أجراها أدورنو على حقلها الدلالي والتداولي.

ب- المجهود التشخيصي النقدي من حيث إخضاع الحداثة إلى مشرط التشريح الذي لا هوادة فيه.

يروم القسم الثاني تجميع عناصر للإجابة عن السؤال الذي قادنا في هذا البحث والمتعلق بمحاولة فهم الكيفية التي أدت إلى انمساخ العقل إلى نقيضه أي إلى ميثولوجيا العصر الحديث، ومن ثم التعرف على الانقلاب الذي أفضى إلى التضحية بطاقاته التحررية لصالح القوى الارتكاسية، وإلى استحالته إلى عضو للهيمنة والقمع.

وقد أفردنا القسم الثالث لتجميع عناصر الإجابة عن السؤال الثاني الذي قادنا في هذا البحث والمتمثلة في وضع أدورنو استراتيجية لإنقاذ العقل ولرأب تصدعاته، فإذا كانت الاستراتيجية التشخيصية والنقدية والمرتكزة أساساً على تفكيك أوهام الحداثة وتقويض أساطيرها وحكاياتها الكبرى تستحوذ على القسم الثاني، فإن القسم الثالث تستأثر به استراتيجية ذات منحى علاجي تحت عنوان >إعادة بناء الحداثة<. فهي استراتيجية تروم شفاء العقل من نواته السلطوية، ومن نزوعه التحكمي اللامحدود، ومن بعد التقني - الأداتي والاتجاه نحو >الجدل السلبي< الذي يحدّ من سطوة العقل التوتاليتاري، ونحو عقل استطيقي يتصالح مع عناصره الطبيعية الحسية المقموعة.

بلورنا في هذا القسم الأخير، الاختمار الذي حصل في المسار الفكري لأدورنو، وذلك في اتجاه صياغة السؤال الاستطيقي في صلب إشكالية الحداثة، ومن ثم بسط الاستراتيجية القمينة بإعادة بناء الحداثة في بعدها الإستطيقي، وسيتبين لنا المنحى العلاجي لهذه الاستراتيجية من خلال محاولة إنقاذ العقل من نزوعه الكلياني التوتاليتاري. خصصنا للفن -باعتباره قطب الرحى في صياغة حداثة استطيقية- حيزاً هاماً، من خلال إبراز قوته التفكيكية والتقويضية لأساطير الحداثة وأوهامها والمتمثلة في ميثولوجيا العقل وأسطورة التقدم ووهم التطابق وزيف التقنية وخداع الصناعة الثقافية.

? الهاجس المنهجي

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأسئلة الثلاثة الكبرى تكشف لنا عن النظام الداخلي لفكر أدورنو، وتبرز لنا الخيوط الرفيعة التي تنتظم تيماته الكبرى، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أفول الفرد وكارثة المعنى وخسوف الحرية وإخفاق وعود السعادة. ولا يتأتى، من الناحية المنهجية، استحصال هاتيك التيمات، واستخلاصها على نحو خطي بالنظر إلى تناثرها وتذريها في ثنايا متنه الفلسفي، المسكون بهاجس التمرد على النسقية بكيفية لا تسعف في استشفافها منه. أليس هو القائل بأن أفكاره تستعصي على التلخيص، فكان دوماً يرفض، بنوع من السخط، تلخيص محاضراته في شكل أطروحات، وكان موقناً بأنه لا يمكن الفصل بين الأطروحة والبرهان، بين التيمة وطريقة عرضها، بحيث لا تستجيب نصوصه بأي حال إلى متطلبات المنطق الصوري والمنهج التحليلي، كما أنه لا يعير كبير أهمية إلى المعارف الدقيقة بقدر ما يعمل على مساءلة واستشكال مسألة الدقة نفسها.

نحاول من خلال تلك الأسئلة المركزية الثلاث إماطة اللثام عن النظام الداخلي لفكر أدورنو والتي نجدها مكثفة حول الإشكالية المركزية المتمثلة في معضلة الحداثة التقنية وانسداد أفقها الانتظاري، وهو ما سيدفعنا إلى استشفاف تيمات الحداثة كأفول الفرد، وكارثة المعنى وخسوف الحرية وتبخر وعود السعادة، دون اختزال متعسف أو تلخيص مبتسر، ومراعاة سياقاتها وكيفيات عرضها وطرق انتظامها.

لم يفارقنا في هذا البحث هاجس منهجي مركزي ويتمثل في تجميع الخيوط الناظمة لتحليلات أدورنو لمعضلة الحداثة، بفضل الاستعانة بالأسئلة الكاشفة الآنفة الذكر. ومن نافل القول التنبيه إلى ما تتطلبه كتاباته من درجة عالية من التركيز نظراً لشساعة التفاصيل وتعقيد الحجج ولوينات الأسلوب. وهكذا تتكشف الأسئلة الثلاثة التي قادتنا في هذا البحث كأوجه وتنويعات لنفس السؤال المتعلق بمعضلة الحداثة. وتندرج تحتها مقاربات واستراتيجيات منها ما هو تشخيصي نقدي لأعراضها المرضية، ومنها ما هو استطيقي علاجي لتشوهاتها وبتورها، وتسمح تلك المقاربات والاستراتيجيات بوضع مستويات لتحليل تيماتها يتداخل فيها التحليل السوسيولوجي والثقافي والاستطيقي.

? خلاصات واستنتاجات

أولاً: ما يمكن استفادته أساساً هو هذا الميل شبه الفطري للارتياب في منجزات الحداثة وفتوحاتها، وهذا التوجس من الأساطير التي تحملها في أحشائها، ومن الأوثان الجديدة التي تقيمها، وهو ما يضع أدورنو في مصاف فلسفات التوجس الحديثة. إذا كان لليقين مكان في هذا الفكر، فيتمثل في إدراك اللحظة التي ينقلب فيها العقل إلى نقيضه أي إلى الأسطورة. إن اليقين الوحيد الممكن هو عدم اليقين بالحداثة وبالعقل يقيناً مطلقاً، ومن ثم لا ينبغي الاطمئنان الأعمى إليهما، وإنما يجب بالأحرى رصدهما بعين فاحصة، وذهن يقظ وفكر نقدي إلى أقصى الحدود.

ثانياً: نتعلم من هذا الدرس عدم الاستسلام للتوجس، فبقدر ما يقدم أدورنو محاكمة جذرية للعقل إلى حد التشكيك في مدى قدرته على إنتاج الحقيقة، فهو حريص بالمقابل على إنقاذ العقل من براثن التشيؤ والأداتية والحسابية، وبالتالي انتشاله من سياق العمى والضلال والتيه. ولا يوازي تقويضه للعقلنة وتفكيك آلياتها القمعية سوى التزامه بالحفاظ على نواة العقل.

ما نتعلمه من هذا الدرس الفلسفي هو هذا الجهد الدؤوب في سبيل الكشف عن النواة اللاعقلانية للعقلنة الحسابية وللحضارة التكنولوجية، التي حوّلت العقل من قوة للتحرر إلى عضو للهيمنة والقمع. وتبعاً لذلك، فالعقلنة تسير بخطا حثيثة نحو التدمير الذاتي، مثلما يتجه العالم التحكمي الحديث نحو الكارثة. وتبعاً لهذا الدرس، لم يتخلَّ أدورنو قط عن البرنامج العقلاني لكونه السبيل الوحيد لإنقاذ المشروع الحداثي. فلولا أرضية العقل لما كان بالإمكان نقد وتقويض العقل الاستبدادي. فأنّى له نقد لا عقلانية العالم التحكمي الحديث إذا ما تخلّى عن المعايير النقدية للعقل.

إنه يقوم بمحاكمة العقل الشمولي، من خلال وضعه على محكّ التجارب المرعبة للحداثة التكنولوجية، وبمساءلة قدرته على التمرد والاحتجاج ضد أنساق الهيمنة التي أفضت إلى احتجاج قوته النقدية.

ثالثاً: تتمخض محاكمة العقل الشمولي ومساءلته عن مفهوم جديد للعقل. يفيدنا هذا الدرس الفلسفي من حيث كونه يقدّم عناصر لبناء عقل إستطيقي يرأب تصدعات الحداثة ويرمم شروخها، ويعود بها إلى جادة الصواب عبر استعادة ما ظل مقموعاً، ورد الاعتبار للجسد وتخليصه من تقنيات الرقابة، وإطلاق العنان للقوى الطبيعية المنفلتة من عقالها، والانفتاح على التجربة الاستطيقية، المتحللة من الذاتية، واستكشاف أقصى تخوم الغرابة، وإدانة العقلنة الحسابية التي تُخفي فضاعتها وهمجيتها وراء الواجهة البراقة لثقافة الترفيه وأوقات الفراغ.

إن استعادة العقل لبعده الاستطيقي، واسترجاعه لطبيعته المقموعة يحول دون ارتكاسه إلى الميتولوجيا من التشيؤ، ويعيد إليه غايته الجوهرية التي ضيعها في سعيه إلى التحكم، حيث تحوّل على إثر ذلك إلى عضو للهيمنة وأداة للسيطرة. يشتغل العقل الاستطيقي كمعول لتفكيك أساطير الحداثة التقنية، وكعملية لتحويل القيم. فهو معنيٌّ بكشف تناقضات الحداثة وراء قناع التطابقات الزائفة، ونبش ما يخفيه استجمال مظاهرها الخدّاعة من قبح وفظاعة وما تحجبه الحضارة الحديثة من همجية منمقة. وما الفن في نهاية المطاف -حسب منظور أدورنو- سوى لغة الألم والرعب والقسوة التي تحاول الحداثة التقنية إخفائها وراء ستار الترفيه. فالحذر كل الحذر من ثقافة الترفيه وأوقات الفراغ، لكونها تُهيِّئ الأرضية لتنامي مطلب السلطة على حساب مطلب الصلاحية حسب تعبير هابرماس. فالحضارة التكنولوجية هي بمثابة المشتل الذي تتنامى فيه الأنظمة التوتاليتارية وتتعاظم.

يمكننا مساءلة الحصيلة الفكرية لمدرسة فرانكفورت، ولأدورنو بصفة خاصة. ماذا يتبقى من هذه التجربة الفكرية حول معضلة الحداثة كرصيد يمكن استثماره في فهم سيرورتها ومآلها في عصرنا -وهو عصر الصدمة المعلوماتية- بعد انقضاء وانصرام عصر الأنظمة الكليانية والأنساق التمامية كالنازية والفاشية والستالينية؟ هل يُبقي من أدواتها النظرية، وجهازها المفهومي ما يصلح لتفكيك الخطاب الما بعد-حداثي، والما بعد-أيديولوجي، خصوصاً بعد انهيار الحكايات الكبرى والأساطير المؤسسة للحداثة كأسطورة التقدم اللامحدود واللانهائي، وميثولوجيا التاريخ الكوني الموروث من عصر الأنوار؟

تبقى تحليلات أدورنو المجهرية لمطاب الحداثة وأعصابها ماثلة أمامنا كحجة على راهنيتها بالنسبة إلينا. يمثل مجهوده النقدي لتفكيك آليات الصناعة الثقافية الحديثة، المتلاعبة بالعقول والألباب والذائعة الشيوع والانتشار في مجتمعات الترفيه وأوقات الفراغ في الغرب، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، دليلاً على معاصرته لنا، بفضل كشفه عن استبداد العقل الأداتي بالثقافة الجماهيرية الحديثة. كما تظل تحليلاته لعلامات الحياة المشوهة في ميناموراليا نموذجاً يحتذى، من حيث تسليط الضوء على مخلفات التشيؤ الشامل على حياة الفرد الحديث، الذي ينوء تحت ثقل وهيمنة الأنساق الاقتصادية والمالية والتروتسات الثقافية. يبقى التشخيص المجهري لأعراض المرض وعلامات التشويه في الحياة الحديثة راهنياً بكيفية تثير الإعجاب.

لا تقاس راهنية أدورنو بمدى التلاؤم مع العصر، وإنما انطلاقاً من انخراطه في إشكاليات العصر، وبناءً عليه تضعه نزعة الارتياب والتوجس في منجزات الحداثة، في مصاف فلاسفة التفكيك أمثال نيتشه وفرويد وهيدجر، الذين لم يذخروا جهداً في وخز كبرياء العقل الحديث. غير أنه بالمقابل لا يندرج في مصاف فلسفات اللا-عقل، ويظل متشبثاً رغم تقويضه للعقل الشمولي بنواة العقلانية.