خطاب الحداثة والتجديد في الكلمة
الدكتور عمارة الناصر*
* أستاذ الفلسفة المعاصرة، قسم الفلسفة، جامعة مستغانم، الجزائر. البريد الإلكتورني: amara_naceur@yahoo.fr
يتجلّى حضور كل ثقافةٍ في الخطاب المعرفي الحامل لها، وتبرز كثافة ذاك الحضور في خاصية «التدوين»، إذ إن التدوين، خارج السجال البراغماتي فيه، هو تسجيل للحضور، فألّا نغيب يعني أن نكتبَ، والكتابة هنا تعني لوغوس الثقافة ضمن مدارك العقلانية ومدارج التاريخ. فإن كان التدوين مدفوعاً بالعقل ومسكوناً بهواجس التاريخ ومقتضيات الحضارة فهو عتبة من عتبات التطلّع إلى المستقبل الذي ليس إلَّا حاضر الكتابة نفسها، وما التطلّعُ إلّا انقذافٌ للكتابة أمام نفسها في مشروعٍ لإسكان الزمن في الوجود.
لا نكاد نعرف الزمن الذي نعيشه، ولا الوجود الذي نثوي إليه، إلَّا بتسجيل اللحظة العقلانية التي نستشعرها عندما نريد أن نجدّد علاقتنا بكينونتنا وأن نُحدث في أمرنا ما يُوجب الدخول في الصيرورة التاريخية، ولا يكون ذلك، والتاريخُ يتسارع، بالانغماس في الفعل مباشرة بل بالنظر فيما قبل الفعل أي بالنظر في الكوْن الحامل للفعل والعالم المؤسِّس للفاعلية، وفي اللغة بما هي حالٌ للكينونة ومقذافٌ للأفعال، أي بأن نبدأ بالإصغاء إلى قول العقل فينا والانتباه إلى صوت الزمن في كينونتنا، فلقد كانت أكبر أخطاء حضارتنا العربية الإسلامية في إفلات اللحظات الفاعلة في تاريخنا وفي تملّص الحاضر من بين أيدينا، وفي الصَّمَم الذي أصاب عقولنا، فلم نعد نسمع شيئاً في داخلنا، ومن لا يَسمع لا يَكتب، ومَنْ لا يكتب لا يَعقل.
إنّ ما لا نُسجِّله يضيع بين اللحظات ويتسرَّب من التاريخ، وليس التسجيل هنا تأريخاً (Historiographie) أي «كتابة التاريخ» بل هو «كتابة للتاريخ» أي تسجيل اللحظة العقلانية المؤثرة والفاعلة في تحرير التفكير، وتنوير المعتّم والمظلم من قِوانا الساكنة في الذات، والمنسيّة تحت تسارعٍ مخادع للحداثة التقنية وتصورٍ مزيّف عن بنية التاريخ ومساراته، تسارعٌ لا يدعنا نقف لنكتب ونكتب لنفكر ونفكر لنحيا، الحياة كما نكتبها ونتكلمها. فيتجلى الماضي غير بعيد عنّا بعكس الشكل الذي كنّا نتوهَّمه، ويُبرز نور الحاضر في المكان الذي كنّا نظنّه معتّماً إلى الأبد ونستبق المستقبل الذي كنّا نعتقد أنه قدرٌ قادم، فإذا هو قدرٌ حاضر ولن يكون إلَّا ما نجعله حالنا الذي نكون عليه.
إن الكتابة قبضٌ وإمساكٌ لِما يُفلت ويتملَّص في الزمن، ومن ثمّة كانت كُلّيتها من كُلّية العقل، أي بوصفها لوغوساً، بل إن الكتابة ملازمة للخَلق، إذ هي سابقة في الكينونة، ومن ثمَّة كان فعل الأمر «إقرأ» (في سورة العلق) تحصيلاً لفعل سابق في الزمن على القراءة وأعلى شأناً منه حتى قبل أن يُعرف مضمون القراءة، هو الفعل «اُكتُب»[1]، أي أنَّ تجلّي المكتوب هو تجلٍّ للزمن في حضور جديد.
وتحت كُليّة الكتابة هذه أمكننا الحديث عن مجلة «الكلمة» (على مدار عقدين من الزمن، وضمن خطها الحضاري والمعرفي) كلحظة عربية إسلامية لتجلّي وجهٍ من وجوه العقلانية في الخطابات التي تتناول موضوع الحداثة والتجديد كرؤية لمشروع معرفي وحضاري، هو في صلب هواجس النخب الثقافية والأكاديمية بما أنه مؤسَّسٌ على علاقة عميقة بين وجودنا والزمن الذي نعيشه، بين الذات وصورتها لذاتها والذات وصورتها في الزمن.
فهل دَوَّنَتْ «مجلة الكلمة» حضوراً حداثيًّا للأمة العربية الإسلامية؟ هل كَتبت زمناً جديداً للفكر العربي والإسلامي المعاصر؟ وكيف تجلّى خطاب الحداثة والتجديد فيها؟
منظورات الحداثة والتجديد في نصوص مجلة الكلمة
لقد قدّم رضا دلاوري من إيران توصيفاً دقيقاً لمفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة، والتي يمكن أن نتَّخذها قاعدة لتحديد الأطر النظرية والمفاهيمية لتوصيف هذا الموضوع ضمن السياق العام الذي تندرج ضمنه المجلة، وقد قال دلاوري: «حظي التحديث بانتشار واسع في أوروبا عقيب عصر التنوير (Enlightement)، وفي تلك الحقبة نفسها، أظهر الإنسان الغربي اعتماداً أكبر على عقله، وقد اتخذ هذا الاعتماد على العقل في مجمله طابع العقلانية الشكلية (Formalistnationality).
لعلَّه يُمكن -وبصورة إجمالية- تعداد الخصائص الأيديولوجية الرئيسة للحداثة، التي تُمثِّل بدورها خصائص التنوير على الشكل التالي:
- الاتِّكاء على قدرات العلم والعقل الإنساني بهدف معالجة الأمراض الاجتماعية.
- التأكيد على مفاهيم من قبيل التقدم (Progress)، والطبيعة (nature)، والتجارب المباشرة (Direct experience)...
- أصالة الإنسان، أي أنسنة المجتمع، وكذلك أنسنة الطبيعة (Antropomorphism).
- الاتِّكاء بشكل أساسي على المنهج التجريبي والحسي قبال المنهج القياسي والفلسفي.
- الوضعية بوصفها البنية المنهجية للحداثة»[2].
وهي الخصائص التي تقودنا إلى وضع تصوُّر معرفي عن الشروط الحداثية في المجتمع الغربي التي يُمكن أن نضعها في محور مقارنة مع الإمكانات والخصوصيات الحداثية في العالم العربي الإسلامي.
غير أن بناء حداثة عربية إسلامية على قاعدة هذه الخصائص ينطوي على مخاطر تمسّ بشكل وهوية الحضارة والأبعاد الحقيقية للإنسان العربي، التي يتجلَّى من خلالها وضعه الكوني، «بحيث يمكن أن نميّز بين نمطين من دعوات التجديد:
- نمط كان يهدف في مشروعه إلى نقض أطروحة الدين باسم الدين، والطعن في الفكر الإسلامي من خلال دفاع أصحابه المستميت عن فكرة فصل الدين عن السياسة، وإقصاء الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والتربوية.. إلخ.
- وهناك نمط آخر حمل لواءه علماء الإسلام كان يعمل على إحياء دور الدين في السياسة واستيعابه لمستجداتها المتنوعة، وصياغة فهم معاصر وسليم لقضايا العقيدة والشريعة، حتى يُتاح للدين أن يمتدَّ لسائر مناشط الحياة، ويعمَّ الإسلام في مرافق المجتمع. كما عمل هذا الصنف على تحقيق أسلمة المعارف والعلوم والمؤسسات الاجتماعية وغيرها.
على أن هذا النمط هو التجديد المشروع؛ لأنه ينبثق من تراث الأمة وعقيدتها، ونسقها الحضاري وتاريخها.. ويعمل على تكثيف عناصر وأدوات محلية ذاتية لحركته التجديدية بحيث تستمد روحها من الماضي.
ولا تعدم تلك الأدوات الإفادة من مُنجزات العصر وأدواته، بغية تطوير الواقع الإسلامي المعاصر اعتماداً على الوحي باعتباره إطاراً مرجعيًّا وضابطاً منهجيًّا»[3]، ومن ثمّة نقرأ التجديد الذي تفرزه حداثة عربية إسلامية ضمن الطابع الحضاري الذي تتَّخذه الثقافة الأصيلة فيها، أي إن التجديد الحداثي لا يعني قلباً للقيم، إذ القيم العربية الإسلامية هي قيّم حداثية في الأصل، بل يعني إعادة تجسيد تلك القيم ضمن حدود اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة، وإعادة التجسيد تلك هي مهمة في غاية التعقيد؛ لأنها تتطلَّب جهداً عقلانيًّا غير تقليدي، وغير التقليدي هنا هو صناعة بشرية خالصة لا علاقة لها بالأسس الدينية والمبادئ الأخلاقية من حيث الشكل والطريقة.
فالتجديد يعني إيجاد طريقة مختلفة لظهور الأفكار نفسها، دون «الميل إلى خلق مناخ عام يتَّخذ مواقف معادية ومناوئة للإنجازات المعرفية التي لم يجدوا لها تأصيلاً في التراث الإسلامي، بما ساهم في خلق غربة نفسية عن العالم الحديث رغم اختلاطهم به وتماهيهم مع أكثر إنتاجاته وإنجازاته. فقد أصبح المسلم المعاصر يسكن في العصر الحديث والحضارة الجديدة ولا يعيشها، بل إن متابعة موضوعية لإنتاج العديد من المفكرين في العالم الإسلامي تُظهر لنا مدى التضارب الفكري عند الشخص الواحد حيث تتنازعه رغبتان: إحداهما تدعوه إلى التجديد الفكري وصعود موجاته بكل قوة، وأخرى تضغط عليه للعودة إلى الفكر التقليدي والتزام تحفظاته بكل حزم»[4].
ولكن هذا لا يعني أن نتصوَّر أن الحداثة مسألة معطاة بالضرورة في التاريخ، أي إنه ليس كل أمّة تلوَّنت بلون الحداثة فهي أمة حداثية، إذ «إن الحداثة نفسها قد تُصبح عائقاً ضد الحداثة، متى ما تحوَّلت الحداثة إلى أيديولوجيا جوفاء كاذبة وإلى خطاب سياسوي مغرض يستهدف الاستئصال والاستئثار، ما يساعد على وضع عالمنا أمام خطر حروب أهلية لا تُبقي ولا تذر»[5].
ومن ثمَّة اهتم كُتّاب الحداثة والتجديد في مجلة الكلمة بتبيين الالتباس والغموض، أو سوء الفهم الذي يمكن أن يلحق بالتعامل مع خصوصيات الحداثة وتجلياتها في السياق العربي والإسلامي.
تجلّيات لغة الحداثة والتجديد لدى كُتَّاب الكلمة
إن القارئ المتابع لنصوص مجلة الكلمة يرى ذلك التحوّل النوعي في آداء الخطاب لغويًّا أي في بناء منظومة من المفاهيم النقدية والتحليلية التي تتناول موضوع الحداثة والتجديد، ممَّا يجعل هذه اللغة نفسها لغة حداثية وتجديدية، إذ إن تجلّي الحداثة في الخطاب يكون في بناء المفاهيم والتصوُّرات التي تتجاوز التصورات التراثية واللغة التراثية، وليس التراث بوصفه شيئاً يمكن تجاوزه بمجرُّد التلوّن بلون لغة حداثية وغريبة عن الأوساط التقليدية في الكتابة والتدوين، إذ «إن التراث لا يموت بالتقادم، بل قد يمتد فينا، في وعينا وفي مؤسساتنا وهياكلنا. وقد يتحوَّل إلى عائق للحداثة»[6].
ومنه فإن أول تجاوز لعائق التراث هو تجاوز لغته، ليس المقصود باللغة التراثية تلك المضامين التي هي جزء من ذاتنا، شئنا أم أبينا، والتي تخص التصوُّرات الأساسية عن العالم والحياة والإنسان والدين...، بل اللغة المقصودة هي تلك الهياكل الاصطناعية من الألفاظ والتعابير التي تحجز الفكر في مناطق ضيقة من الوجود ولا تدعه ينطلق في وراء حدود الفهم الواحد والتصوُّر المُفرد أي في اتِّجاه الاجتهاد بما هو منحى من مناحي التجديد.
لقد جاءت خطابات الحداثة في مجلة الكلمة تُدقِّق في المفاهيم وتُنظِّر في التصوُّرات وتُحلِّل الإمكانات التي يُمكن أن يُوجد عليها خطاب حداثي من منظور قضية جوهرية، هي قضية بناء أمةٍ يمكنها أن تُجدِّد نفسها دون أن تفقد هويتها، وهو رهان صعب عمليًّا ولكنه يبدأ ضمن التصوُّرات التي تنشأ في خطابات بنَّاءة، فالتجديد يبدأ في اللغة بما هي الوسيط الأقوى بيننا وبين العالم الذي يُمكن أن نُغيّر من خلاله رؤانا الجامدة والملتبسة عن تراثنا، وعن ذاتنا وعن الآخر.
والأخذ بهذا الخطاب التجديدي على مستوى اللغة هو رهان بحدّ ذاته، عندما يصطدم بالخطابات الموازية التي ترى في اللغة الحداثية مغامرة غير محسوبة العواقب؛ إذ فيها توظيف غير دقيق، دينيًّا وأخلاقيًّا. فـ«خطاب التجديد الذي ظهر -فيما يبدو- منذ بداية القرن الماضي أو خمسينياته على رأيين في ذلك، وحال هذا الخطاب كحال سائر المفردات التي ظهرت في القرنين الأخيرين هو الالتباس والغموض، ففريق أخذ بالمفهوم مفسّراً له بتفسيرات عدّة، فيما رفضه فريق آخر، حذراً منه متوجساً تسكنه إزاءه الهواجس والمخاوف، فرُبط بالنهضة والتقدّم هنا فيما رُبط بالبدعة والابتداع والاغتراب هناك، وبينما قبلته أغلب المعاهد والجامعات العلمية الجديدة بدعم من الدول العلمانية والقومية، ظلّت المؤسّسة الدينية -في الغالب- حذرةً منه أو رافضة له بشدّة»[7].
وعليه نجد أن خطابات الحداثة والتجديد في مجلة الكلمة اضطلعت بمهمة أولية هي تبديد المخاوف والهواجس التي يُمكن أن تكون ملازمة لأي فهم أولي للغة جديدة ومختلفة حول قضايا الإنسان المسلم في الزمن المعاصر.
ويتجلَّى هذا التبديد في تحليل وتوصيف وتعريف وتدقيق في المفاهيم والمصطلحات التي تبني المنظومة الاصطلاحية للحداثة وتجلياتها، مثل: الحداثة، العقل، التراث، العلم...، مثلما فعل الأستاذ زكي الميلاد في مقاله حول «الإسلام والمدنية» من توضيح وتبيين للمفاهيم الإصلاحية والتمدنية المختلفة وتاريخ معناها[8].
كما ساهمت الكثير من النصوص في مجلة الكلمة، ضمن خطها المعرفي العام، في رفع اللبس عن المفاهيم والتصورات التي لازمت حركة التحوُّل الفكري والمعرفي نحو الحداثة ومن بينها:
- رضا دلاوري، الحداثة وما بعد الحداثة.. التعريف، الميزات، الخصائص.
- حيدر حب اللَّـه، مشروعية تجديد الفكر الديني: هواجس ومسوّغات.
- إدريس هاني، صدمة الحداثة أو ميلاد إشكالية الحداثة في الخطاب العربي والإسلامي.
- الحسن حمدوشي، التجديد الفكري: قراءة في المفهوم.
- أحمد شهاب، تحديث أبنية الفكر الإسلامي.
- عبد العزيز بن عثمان التويجري، ما السبيل لنهوض الثقافة الإسلامية نحو العالمية.
الآفاق الحداثية لمجلة الكلمة
إن حركة الكتابة في مجلة الكلمة على مدى عقدين من الزمن، كفيلة لوحدها بإبراز الجهد الحضاري الذي بذلته في إطار تجديد الخطابات (الإصلاحية، الثورية، السلفية...) لتأخذ طابعها المعرفي والمنهجي بما أن المعرفة والمنهج هما من أهم خصائص خطاب الحداثة، وعليه فإن التأسيس المعرفي لخطاب «الأمة» هو الطريق الصحيح إلى التأسيس الحقيقي للحضارة في صورتها الإبداعية، إذ إن الإبداع (المعرفي بالخصوص) ليس شكلاً من أشكال التغيير فقط، بل هو طريقة في الوجود، أي إن حضارة ما لا تبقى حيَّة وموجودة، بالمعنى الأنطولوجي، إلَّا إذا أبدعت، أي أوجدت شكلاً مختلفاً لوجودها عبر منظورات الخطاب والتصوُّر.
وتُشير النصوص التي تحتويها مجلة الكلمة في هذا السياق إلى نمو آفاق حداثية وتجدُّد لغة معرفية، من خلال تعدُّد الاختصاصات المعرفية المشاركة، ومن خلال مستوى النضج المعرفي قياساً بالأعمار والظروف التي يشتغل فيها الباحث العربي المسلم، وهو ما يعني أن تجديد الخطاب وتحديث المعرفة واللغة انعكس على جيل كامل من الباحثين الذين يتَّخذون من مجلة الكلمة مجالاً لتفعيل قراءاتهم وتصوُّراتهم الحداثية، وهو ما يعني أن المجلة لم تنغلق على نصوص بعينها شكلاً أو مضموناً، أو على خط معرفي محدَّد، وإن اندرج الكل في مشروع حضاري نهضوي.
قد يعتقد البعض أن الخطاب الحداثي لا يُقدِّم شيئاً للأمة العربية والإسلامية بما أنه يبقى حبراً على ورق، وهذا رأي مجانب للصواب؛ لأن تراكم الخطابات والنصوص هو تراكم للتصوُّرات والنماذج والبراديغمات المعرفية في الشعور الجمعي للأمة، ممَّا يعني أن النصوص الحداثية ستُؤتي أكلها حينما يتشبَّع القارئ بالصور الجديدة عن العالم والمجتمع والدين والمعرفة، ممَّا يسمح له بتغيير أفكاره وقناعته وفقاً للتصوُّرات التي تكون قد ترسَّبت في ذهنه لحظة التحليل والمراجعة والنقد، بل إن ممارسة النقد نفسها هي حصيلة مهمة بالنسبة إلى خطاب يُريد تجديد نفسه وتجديد العالم الذي يفتحه.
لقد قدّمت مجلة الكلمة آفاقاً للبحث في موضوعات تتقاطع في بؤرة فاعلة للتفكير، إذ تقدِم المعطيات الضرورية للنقد، التجاوز، الحوار، القراءة والتأويل...، وهي الآليات الأساسية لتجديد الفكر، ومقاربة قضايا الأمة من منظور معرفي أكثر منه منظور أيديولوجي، أو رؤية أحادية، وهو المشروع الذي ينضج في كل عدد من الأعداد من خلال الموضوعية التي تتبناها إدارة المجلة وخطها المعرفي.
[1] قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلمَ قَالَ له: اكتُبْ، قال: مَا أكْتُبْ؟ قَالَ: اكتُبْ القَدَرَ، مَا كان، وما هو كائنٌ إِلى الأبد». رواه الترمذي، (صحيح الجامع: 2017).
[2] رضا دلاوري، الحداثة وما بعد الحداثة.. التعريف، الميزات، الخصائص، ترجمة: حيدر حب الله، مجلة الكلمة، العدد (44) - السنة الحادية عشرة - صيف 2004م/ 1425هـ.
[3] الحسن حمدوشي، التجديد الفكري: قراءة في المفهوم، مجلة الكلمة، العدد (50) السنة الثالثة عشرة، شتاء 2006م/1427هـ
[4] أحمد شهاب، تحديث أبنية الفكر الإسلامي، مجلة الكلمة، العدد (51) السنة الثالثة عشرة، ربيع 2006م/ 1427هـ.
[5] إدريس هاني، صدمة الحداثة أو ميلاد إشكالية الحداثة في الخطاب العربي والإسلامي، مجلة الكلمة، العدد 48، السنة الثانية عشرة، صيف 2005م / 1426هـ.
[6] المرجع نفسه.
[7] حيدر حب اللَّـه، مشروعية تجديد الفكر الديني: هواجس ومسوّغات، مجلة الكلمة، العدد (62) السنة السادسة عشرة، شتاء 2009م/ - 1430هـ.
[8] زكي الميلاد، الإسلام والمدنية: تقدم وتراجع فكرة المدنية في مرحلتي الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، مجلة الكلمة، العدد (62) السنة السادسة عشرة، شتاء 2009م/ 1430هـ.