هذا العدد
لعل من المهام الأساسية للمعرفة والثقافة، هي توفير المناخ الاجتماعي والمعرفي المناسب للاستفادة من كل الممكنات التي توفرها الثقافة في الفضاء الاجتماعي.
فالثقافة لا تحفر في المجرد، بل في البيئة الاجتماعية والإنسانية، لتوليد ممكنات ثقافية ومجتمعية، لنقل المجتمع من طور إلى آخر أكثر حيوية وتقدُّمًا.
وعليه فإنه لا تقدُّم اجتماعيًّا وإنسانيًّا دون معرفة وثقافة. فهي الشرط الضروري لتهيئة كل المناخات لبناء حالة مجتمعية جديدة.
وهذا العدد بدراساته وأبحاثه المتعددة، لا يخرج عن سياق بلورة الأفكار والمفاهيم الجديدة، التي تُهيِّئ الأرضية الاجتماعية للاستفادة القصوى من كل الآفاق والممكنات الجديدة على المستويين الاجتماعي والمعرفي.
وفي هذا النطاق جاءت الكلمة الأولى لهذا العدد «مفاهيم نهضوية على ضوء آيات الذكر الحكيم» للسيد مدير التحرير.
وحاول الأستاذ رئيس التحرير معالجة موضوع بدأ يشغل الساحة الإسلامية وبالذات من يعتني ببناء علاقة إيجابية بين جميع أطراف وأطياف المسلمين. ودراسته بعنوان «المسلمون الشيعة ومكابدة تصحيح الصورة».
إضافة إلى دراسات وأبحاث أخرى جادة، كدراسة الدكتور محمد حفيان، التي قدّمت مراجعة نقدية لقراءة الدكتور نجيب محمود في مناقشته لأفكار أبي حامد الغزالي، وحملت هذه الدراسة عنوان: «نظرية المعرفة عند أبي حامد الغزالي.. مقاربة نقدية لقراءة زكي نجيب محمود».
ونسأل الباري أن نكون قد وفقنا في إضافة رؤى ومعارف جديدة للقارئ الكريم.
ومنه تعالى نستمد العون والنجاح.