شعار الموقع

ثورة الإعلام الجديد ورهانات الاستخدام الرشيد في تربية وتنشئة الأطفال

سامية عواج 2019-06-07
عدد القراءات « 1884 »

ثورة الإعلام الجديد

ورهانات الاستخدام الرشيد في تربية وتنشئة الأطفال..

من حتمية المواجهة إلى حتمية الملائمة

الدكتورة سامية عواج*

 

*       أستاذ محاضر، دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، جامعة محمد لمين دباغين – سطيف 2، البريد الإلكتروني: aouadjsamia@gmail.com

 

مقدمة الإشكالية

بعد ثورة الصوت ممثلة في المذياع، وثورة الصوت والصورة ممثلة في التليفزيون، وبعد ثورة الفضائيات وتكنولوجيا الإعلام والاتصال على اختلاف مواقعها وتنوع إعلامها وطرق تداولها، فتحت الأبواب على مصرعيها بثورات جديدة هي ثورة الإعلام الجديد ممثلة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالفعل أزاحت الثورات السابقة واختزلتها وحولتها في نظر العامة والخاصة إلى لا حدث، ومس أثرها المتلقين باختلاف أعمارهم وجنسياتهم وأوطانهم وتنوع رتبهم من النخبوية إلى المواطن البسيط حتى الأطفال، وغيرت الجميع وتوحدت اللغة «لغة المواقع الإعلامية الفردية معتمدة على الصوت والصورة».

فمما لا شك أننا صرنا إلى وقت قريب نلتمس جميع حواسنا وجميع تقديراتنا وتخميناتنا -في عصر الحداثة والمعاصرة– عصر شبكات التواصل على اختلاف تسمياتها، فقاسمها المشترك الخفي والظاهر هو أنها ذات أفعال عدوانية لا تميز بين أعمار المشتغلين بها وعليها، فالخطر الداهم الذي نعيه ونلتمسه هو انشغال أطفالنا بتلك الشبكات وتفاعلهم معها، وانصهار عقولهم وعواطفهم بها، وتلاحم جل أوقاتهم معها.

وأبدًا، لم يكن حكمنا عليها بفعل العدوانية، حكمًا قيميًّا مسبقًا ولا مجحفًا؛ حيث تشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل خمسة أطفال مستخدمين للإنترنت قد تلقّوا طلبات جنسية من أشخاص غرب، كما أن واحدًا من كل سبعة عشر مستخدمًا للإنترنت قد تعرض للتهديد أو نوع آخر من المضايقات، ونسبة 18 بالمائة من الفئة العمرية 8-17 تعرضوا للشتم من خلال الشبكة، ونسبة 36 بالمائة تعرضوا إلى محتويات صادمة سواء تعلّق الأمر بمحتويات ذات طابع جنسي أو عنيف، وعشرة بالمائة من هؤلاء فقط تحدّث إلى والديه عن هذه المحتويات[1].

بالفعل إن الأطفال اليوم ينشؤون في بيئة اتصالية شاملة، كما أن الوسائط الإلكترونية المتعددة باتت تشكل جزءًا لا يتجزأ من محيط وبيئة الأطفال، فهم يولدون وفي يدهم اليمنى جهاز الهاتف المحمول وفي اليد اليسرى فأرة كمبيوتر، فهم يتعلمون بسرعة استعمال الكمبيوتر وغيره[2].

ويؤكد في السياق نفسه الباحث عبد الرحمن الغريب أن الطفل يفتقد اليوم لتكوين الرؤية السليمة لكل ما يحيط به من مواقف وقيم واتجاهات ومعايير معقدة وغريبة بل ومتناقضة أحيانًا، الأمر الذي جعله يفتقد إلى إمكانات احتواء عناصر التوافق الاجتماعي المطلوب[3].

فهل بعد كل ذلك، وبعد تفاقم مشكلات أطفالنا الشغوفين بهذه التكنولوجيا غير البريئة، هل تفيدنا عملية منعهم من الاستعمال؟ فعوض أن نخاف عليهم ولأجلهم صرنا اليوم نخاف منهم؟

وهناك ثمة اتفاق واعتراف بخطورة الدور الذي تلعبه هذه المواقع في تشكيل عقول الناس، فقد ساهمت في إيجاد جيل تحرر من كل شيء سوى إشباع رغباته بأسرع السبل وأيسرها، حتى ولو كان في هذا خرق للأعراف والقيم المقبولة اجتماعيًّا.

إن الإعلام الجديد ظاهرة اجتماعية وثقافية تحمل الكثير من الأضرار الثقافية والاجتماعية وحتى التربوية، وفي المقابل يرى الخبراء أنه لا يمكن بل من المستحيل منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون والجلوس على شبكة الإنترنت أو لعب ألعاب الفيديو جيم وغيرها من مستحدثات العصر، التي أصبحت أمرًا واقعيًّا مفروضًا علينا لا يمكن منعه أو القضاء عليه، حيث سئمنا من الشكاوى المتكررة والاتهامات المستمرة لهذه الوسائل، وغير المنطقي أن نلغيها في الوقت ذاته.

لذلك علينا أن نجد حلولًا عملية لهذه المشكلة، وذلك من خلال ترشيد استخدامها، والتعرض الواعي لها، والتحليل النقدي لرسائلها وإدراك أهدافها وسياستها، فنحن بحاجة إلى التحصين والوقاية اللازمة ضد التأثيرات السلبية لهذه الوسائل.

هذه الثورة العلمية والتكنولوجية فرضت على جل المجتمعات ولا سيما العربية الحاجة الملحة إلى التنشئة الاجتماعية السليمة، حتى يكون بمقدورها مواجهة التغيرات التي أفرزتها هذه الثورات.

ولعل الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية راجع إلى ما تحدثه في حياة الأفراد من تغيرات معرفية وسلوكية إيجابية في الشخصية، حتى يتسنى للفرد تحقيق ذاتيته، معتمدًا على نفسه، كما أن التنشئة الاجتماعية تسهم في تشكيل ثقافة الأفراد وقيمهم، فهي وثيقة الصلة ببناء المجتمع وتكوينه وإكسابه قيمًا واتجاهات سليمة وإيجابية.

والتنشئة الاجتماعية ليست شيئًا يمتلكه الأفراد ولكنها عملية لها مراحلها وأهدافها، ومن ثم فالأسرة والمدرسة تشغلان بعملية التنشئة الاجتماعية مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى[4].

والأسرة من المؤسسات الاجتماعية ذات التأثير التربوي من خلال دورها في تحقيق التفاعل الإيجابي، وتأكيد التماسك والترابط بين أفراده، وما تقدمه من نتائج خبرات يكتسب من خلالها الأفراد الاتجاهات نحو القيم المرغوبة والمفاهيم الإيجابية عامة، والمؤكدة للانتماء خاصة.

إن دراسة دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية تقتضي طرح العديد من المشكلات الاجتماعية، لما لها من دور في تنمية المجتمع وتطوره وخاصة علاقة التنشئة والتربية، حيث نجد أن مهمة الأسرة جعل الطفل يتكيف مع بيئته، وتشكيله بتقبل معايير مجتمعه، فمن بين أهم المعوقات التي تجعل وظيفة التنشئة غير صحيحة هو الجهل بأسس التربية السليمة، ولذا من أهم الرهانات التي نواجهها هي كيفية إعداد النشء؟ وما هي المسؤوليات المنوطة بنا؟ فالآباء والأمهات اليوم يستصرخون ضمير العلماء والمصلحين ورجال الدين في شؤون التربية لمساعدتهم على مواجهة آثار خيبتهم مما يعانيه أبناؤهم من قلق وضياع ورفض وتمرد على القيم[5].

وهذا ما أكده أحد تقارير اليونسكو الذي صرح بأن تحديات القرن الحادي والعشرين تفرض على المجتمعات الحالية، ضرورة تبني التربية الإعلامية لأجل مواجهة هذا التحدي، وذلك من خلال تنمية شخصية المتلقي لهذا الإعلام حتى يكون على قدر من الوعي والإدراك الكافي، الذي يمكنه من تفادي وتدارك مثل هذا الخطر المحدق للإعلام المعاصر[6].

كما وقد أشار أحد الكتّاب السعوديين في مقالة له في صحيفة عكاظ السعودية إلى أن الثقافة الإعلامية لن تتكامل دون ثقافة تربوية فاعلة ومؤثرة، تأخذ في الاعتبار مسؤولية كلٍّ من الأسر والمدرسة في تشكيل الوعي، والتعامل الواعي مع وسائل الإعلام، وتقوم بتفعيل المسؤولية التربوية إزاء تعزيز مهارات تواصل الطالب مع استراتيجيات التربية الإعلامية[7].

فلا مجال للشك في أن للتربية الإعلامية جوانب وأبعادًا في غاية الأهمية، وتعد من بين الأنماط التربوية التي لا ينبغي تجاهلها في أي مجتمع كان، إذا ما كان يهدف إلى حماية أبنائه من الخطر الوافد عبر الفضائيات وما ينتج عنها من مساوئ وعواقب وخيمة على كل مجريات الحياة.

حيث تقوم التربية بدور مهم في المجتمع، فهي التي تحدّد معالم شخصية الفرد في إطار ثقافة مجتمعه، وهي تعطي للتنشئة صفة الإنسانية بعد تشكيل سلوكه بواسطة بعض المؤسسات التربوية كالمدرسة والأسرة، المسجد وجماعة الأقران... ولكل مؤسسة من هذه المؤسسات دور تؤديه كوسيط تربوي من أجل تحقيق التكامل في عملية التربية[8].

وتعتبر الأسرة من بين أهم المؤسسات الاجتماعية التي تخول إليها مسؤولية إعداد النشء، فهي المدرسة الأولى والأساسية لكل طفل؛ لأن ما يتعلمه فيها يبقى معه طول حياته، وعن طريقها يكتسب قيمه الاجتماعية ومعايير سلوكه، ويكتسب ضميره الآمر الناهي الذي يثيبه على خير ما يقوم به ويعاقبه على شر ما يقترفه[9].

ونتيجة للتقدم الهائل في ثورة الاتصالات، تراجع دور الأسرة كعامل مؤثر في التنشئة الاجتماعية، وأصبح الإعلام الجديد هو الموجّه والمرشد لسلوكيات النشء، فهي عامل الجذب لمختلف الشرائح ولا سيما الأطفال، وكما يقول عبدالوهاب بوخنوفة: لا بد من تربية الأطفال على التعامل مع هذه الوسائل، ومعرفة طبيعتها ومنطق عملها وسيرها، وكيف تنتج المعنى، وتعليمهم فك الرموز ولغة هذه الوسائل من خلال تعليمهم كيفية فهم وتحليل الصورة التي تشكل أساس المحتويات الإعلامية.... وينبغي أن نعطي لأطفالنا الوسائل الفكرية لتمكينهم من تحقيق تلقٍّ فاعل وناقد للرسائل، وأيضًا إعطائهم إمكانية إنتاج وإبداع الرسائل بأنفسهم، والتعبير عن أنفسهم بواسطة هذه اللغة، وبديهي كلما اتجهنا نحو العمق كان واضحًا أننا في حاجة إلى تطوير المهارات[10].

وعليه ارتأيت من خلال هذا المقالة، محاولة التنبيه والتوعية لخطورة الواقع الاتصالي الذي نعيشه من خلال الوسائط واستخداماتها المفرطة واللاواعية، وضرورة الاستخدام العقلاني والرشيد، وهذا لن يكون إلَّا إذا تبنينا مفهوم التربية على وسائل الإعلام منهجًا وأسلوبًا لترشيد السلوك، وكذا توكيل المهمة الأولى للأسرة لما لها من دور في بداية التوعية والتوجيه.

-1-
ماهية الإعلام الجديد

يمثل الإعلام الجديد المفهوم الحديث والجديد لشبكة الإنترنت، فبموجبه تتجلى أهمية التفاعل بين المستخدمين والجماعات ذات الاهتمامات المشتركة، ويعرف الإعلام الجديد بهذا النحو:

أ- هو مجموعة التطبيقات والأرضيات ووسائل الإعلام على الشبكة، والتي تهدف لتسهيل العملية التفاعلية والتعاون على بناء المحتويات ومشاركتها[11].

ب- يستخدم مفهوم الإعلام الجديد لوصف البيئة الإعلامية التي تدمج بين الإعلام التقليدي كالكتب والتلفزيون والراديو من جهة، والإعلام الرقمي من جهة أخرى[12].

ج- وهناك من التعريفات ما تعتبر الإعلام الجديد بمثابة مجموعة النشاطات التي تدمج بين التكنولوجيات الحديثة والتفاعل الاجتماعي، وصناعة المحتوى، مستعملة الذكاء الجماعي في جو من التعاون على الشبكة، حيث يقوم المستخدمون سواء كانوا أفرادًا أو جماعات بصناعة محتويات الواب وتنظيمها وفهرستها وتعديلها، والتعليق عليها ودمجها مع إبداعاتهم الخاصة[13].

د- يعتمد الإعلام الجديد على العديد من التكنولوجيات كالمدونات، والويكي ومنصات مشاركة الصور، ومشاركة الفيديو، والشبكات الاجتماعية، وعلامات تداول المواقع والعوالم الافتراضية، والتدوين المصغر، والكثير من التكنولوجيات الأخرى[14].

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك بعض الخلط في الدراسات العربية حول الإعلام الجديد، فالكثير من الباحثين يعرفون الإعلام الجديد على أنه استخدام وسائل الإعلام للتكنولوجيات الحديثة في عملها، وهم بذلك يرون أن الإعلام الجديد ظهر في الجزء الأخير من القرن العشرين.

1-1: مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي

الثقافة هي الأداة الرئيسية لترسيخ فكرة الهوية وتأكيد فكرة الخصوصية لدى أفراد مجتمع معين، إذ تعمل أساسًا كعامل توحيد ودمج، لكنها بقدر ما تدمج عناصر جماعة معينة وتوحدهم تقوم أيضًا –في الأغلب– بعزلهم عن الجماعات الأخرى، وتخلق تمايزهم فالوظيفة الأساسية للثقافة تتمثل في الإدماج والتوحيد بين أفراد المجتمع، وإظهار أوجه خصوصيتهم مقابل المجتمعات الأخرى.

لكن مواقع الشبكات الاجتماعية أدّت إلى تحطيم المفاهيم التقليدية لجغرافية الدول، إذ أصبحت قادرة على الوصول بالإنترنت إلى أي مكان Spaceless، وفي أي وقت وإلى أي مجتمع، وقد أدّى هذا التحول في مفاهيم الجغرافيا إلى تحولات موازية على مستوى عدد من مفاهيم التاريخ، وأهمها مفهوم الهوية الثقافية للشعوب، والتي تكونت عبر فترات زمنية متعاقبة.

فالقرب الذي خلقته هذه التكنولوجيا فتح الطريق أمام إمكانية توظيف وسائل الإعلام في عملية تغيير القيم، وطبيعة المعلومات بما يعني تهديد مفهوم السيادة الثقافية Cultural Dominance [15].

وقد طرح منظرو العولمة مسألة أهمية توظيف هذه التكنولوجيا الاتصالية، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي في إطار ما يسمى بسياسة التقريب، وهذا ما نريد الإشارة إليه هنا، فمن المفترض أن العولمة هي محاولة للتقريب بين المجتمعات بنيويًّا من خلال مجموعة من المؤسسات، والآليات العولمية، بما يؤدّي إلى خلق نوع من الخبرات المتقاربة أو المشتركة بين البشر.

ويؤكد هؤلاء المنظرون على فكرة العالمية أو الكونية Cosmopolitanism التي يعبر عنها في إطار مقولة المواطنة العالمية Citizenship World، وهي إحياء لفكرة طوباوية ظهرت في القرن التاسع عشر دارت حول فكرة مجتمع سياسي عالمي واحد[16].

ومن ثم فهم يطالبون بوجود خطاب ثقافي يحل محل الخطابات الثقافية المحلية المتنوعة، وهم يرفضون أصلًا فكرة التنوع ووجود أشكال حادة من الهويات المتجذرة داخل مجتمعات معينة[17]، وعليه فهذه المواقع تحاول ترسيخ فكرة «هوية واحدة».

1-2: تأرجح الأطفال بين شبكات التواصل الاجتماعي[18]

تعد الشبكات الاجتماعية من التطبيقات السهلة التي يتمكن صغار السن من التحكم فيها بسهولة، حيث إنها تحتاج إلى الحد الأدنى من المهارات، بخلاف التطبيقات الأخرى مثل التدوين، أو الويكي وغيرها.

وتعتبر الشبكات الاجتماعية والفيس بوك على الخصوص الفضاء الأمثل لإشباع نهم الطفل في بناء الصداقات. إذ يرى عالم النفس الفرنسي لويس دوميرندا أن شبكة الفيس بوك وسيلة للمحاكاة التي تحضر المراهقين للحياة الحقيقة، إنه ميدان لتدريبهم على ممارسة الحياة الاجتماعية الفعلية بكل ما تحمله من قيم ومعايير وصدق ونفاق وذم ومجاملات ونجاح وانكسار.

يبحث الطفل والمراهق على وجه الخصوص عن ذاته، ويحاول فرض شخصه وأسلوبه، وتجد هذه النزعة سبيلها أكثر من خلال الشبكات الاجتماعية التي تساعد الفرد ليس فقط في أن يكون ذاته ويعبر عنها، إنها تسمح له أيضًا بتقمص شخصيات افتراضية وفق أسماء مستعارة وصور بروفايل متعددة في إطار خلق الهوية الافتراضية للمستخدم.

كما تفتح الشبكات الاجتماعية بابًا أوسع للتسلية، والقضاء على الملل بتشارك ما لذَّ وطاب من فيديوهات وصور وغيرها.

وثبت أن شبكة الفيس بوك تخفف من إحساس الطفل بالعزلة في خضم انشغالات الأولياء واللهث وراء لقمة العيش، الذي قلّل من آفاق التواصل بين أفراد العائلة الواحدة، حيث يمنح الفيس بوك للطفل فرصة إثبات وجوده الاجتماعي والوجداني، بوجود من يهتم به وبأخباره ويتعاطف معه.

ومن أهم سلبيات المواقع التي تؤثر على الأطفال نتيجة التعرض لها:

- إن هذه المواقع تستهلك وقت الأطفال ممّا يؤثر على نشاطات أخرى.

- تؤثر كثرة التعرض لهذه المواقع وغيرها على التحصيل الدراسي.

- تؤثر على تربية الذوق العام، فعوض ترقية الذوق الفني يحدث العكس.

- إن التعرض لمشاهدة فيديوهات العنف الموجودة بالشبكة، يشجع على سلوك العنف لدى الأطفال، كونهم غير قادرين على التمييز بين الواقع والعالم الافتراضي.

- فقدان العلاقات الاجتماعية خاصة الرابط الأسري، فمعظم الوقت يقضيه الأطفال على شاشة الحاسوب.

- انعدام مستوى التذكر، فالتركيز وكثرة البرامج تتعب الذاكرة وتجعلها في تناقص.

- تحاول المواقع والشبكات الاجتماعية خاصة رسم صور غير حقيقية عن العالم الآخر مما يؤثر على خبرات الأطفال، وتكوين صور ذهنية غير صحيحة عن الواقع.

- إن الألفاظ والعبارات المستخدمة تهدد لغة الأطفال حيث تزيد من اللهجات المحلية ويرددها الأطفال.

- زرع قيم في أغلبها لا تتماشى وثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، مثل القيم المادية والنزعة الاستهلاكية.

- إن المواقع سلة يرمى فيها الصالح والطالح، ولعل الفوضى في تدفق المعلومات تكسب الأطفال خبرات وسلوكات غير لائقة.

- إن الألعاب العنيفة وغيرها على مستوى الشبكة تعزز السلوك العدواني، وهذا ما يؤثر على شخصية الطفل وتكوينه.

ناهيك عن المخاطر الصحية والنفسية التي قد تسببها هذه الشبكات مثل: وضعية الجلوس، العينين، وكذا في الجانب النفسي نجد فكرة المحادثات والتقليد ومحاولة التقمص الوجداني لشخصيات مشهورة إلى غير ذلك.

-2-
تعريف التنشئة الاجتماعية

يعرفها موري بأنها: «العملية التي يتم من خلالها التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته الخاصة وبين مطالب واهتمامات الآخرين، والتي تكون متمثلة في البناء الثقافي الذي يعيش فيه الفرد»[19].

ويعرفها حامد عبدالسلام زهران: «هي عملية تعلّم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي وأدواره الاجتماعية، ويتمثل ويكتسب المعايير الاجتماعية التي تحدد هذه الأدوار، فيكتسب الاتجاهات النفسية، ويتعلم كيف يسلك بطريقة اجتماعية توافق عليها الجماعة ويرتضيها المجتمع»[20].

2-1: أهمية التنشئة الاجتماعية بالنسبة للفرد والمجتمع

أ- أهمية التنشئة بالنسبة للفرد

يقول فورتس: «هي بمثابة تحول الفرد من عبء اقتصادي سلبي إلى طاقة منتجة، ومن كيان بيولوجي إلى شخصية اجتماعية، ويتشكل بشكل حاسم في قالب العادات والمزاج والمفاهيم المميزة لثقافته»[21].

ومنه تظهر أهمية التنشئة الاجتماعية للفرد في النقاط الآتية[22]:

- تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي.

- تعمل التنشئة على تنمية الاستعدادات والحاجات الفطرية للفرد لتحقيق أهدافه وطموحاته في الحياة.

- تكسبه خصائص مجتمعه كاللغة والعقيدة والقيم والعادات والتقاليد.

- تسهل عملية اندماج الفرد في مجتمعه وتجعل منه عنصرًا إيجابيًّا.

ب- أهمية التنشئة بالنسبة للمجتمع[23]

* هي وسيلة المجتمع للمحافظة على بقائه واستمراره عن طريق نقل القيم الثقافية والحضارية من جيل إلى جيل مع تحقيق التواصل بين الأجيال.

* تحقيق التماسك الاجتماعي الإيجابي من خلال نشر قيم الحب والتعاون والتسامح بين الأفراد.

* إن التغير الاجتماعي لا يمكن أن يتم إلَّا من خلال التنشئة الاجتماعية، فالتغير الاجتماعي إنما يبدأ بالتغير في المفاهيم والقيم والمعتقدات ثم السلوك، وهي أمور لا تتم إلَّا من خلال التنشئة الاجتماعية.

2-2: العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية

هناك عدة عوامل تؤثر في التنشئة الاجتماعية وقد يكون هذا التأثير سلبيًّا إذا لم نحسن التحكم في هذا العامل وقد يكون إيجابيًّا، وهي[24]:

* الاتجاهات الوالدية للتربية، بما في ذلك الاهتمام بالمدرسة ومدى تشجيع الأطفال.

* المستوى التربوي والتعليمي للأسرة.

* حجم الأسرة أمر هام في السنوات الأولى من عمر الطفل، ولترتيب الأطفال في الميلاد له أثره البالغ أيضًا.

* طبيعة رعاية الأم للأبناء.

* الرفاهية الأساسية في المنزل، ويعد هذا العامل هامًّا فقط في حالة إذا ما نقص الدخل المادي ومستوى المعيشة عن حد معين.

* سوء التنظيم الاجتماعي، ويشتمل على ارتفاع معدل المواليد داخل الأسرة، إهمال الأطفال والبيوت القذرة، والأسر المفككة والمشكلات الأسرية المعضلة، والأسر المنمطة اجتماعيًّا.

-3-
تعريف الأسرة[25]

تعرف نوربان سيلامي: «الأسرة هي مؤسسة اجتماعية تقوم على التناسلية والميولات الأمومية والأبوية».

وتختلف أشكال الأسرة حسب الثقافات، فهناك الأسرة الأحادية الزوج (ة) والمتعددة الزوج (ة)، ومهما يكون نوعها إلَّا أن وظيفة الأسرة هو ضمان الأمن لأفرادها وتربية أطفالها، ومن خلالها يتعلم هؤلاء الأطفال لغة وعادات وتقاليد جماعتهم، ويكونون شخصيتهم عن طريق تقليد وتقمص الأولياء، ويمرون من التمركز حول الذات إلى الآخرين.

ويعرف بوجاردوس: «الأسرة هي جماعة اجتماعية صغيرة تتكون عادة من الأب والأم وواحد أو أكثر من الأطفال، يتبادلون الحب ويتقاسمون المسؤولية، وتقوم بتربية الأطفال حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم وضبطهم، ليصبحوا أشخاصًا يتصرفون بطريقة اجتماعية».

3-1: وظائف الأسرة[26]

لقد بينت الدراسات الاجتماعية أن وظائف الأسرة تتلخص في المهام الآتية:

* الإنجاب والتفاعل الوجداني بين أفراد الأسرة.

* الحماية الجسدية لأفراد الأسرة.

* إعطاء مكانة اجتماعية للكبار والصغار.

* التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي.

ويشير وليام أجبرون إلى ستة وظائف للأسرة وهي:

* الوظيفة الاقتصادية: تستهلك الأسرة ما كانت تنتجه.

* الوظيفة الاجتماعية: يستمد الأفراد مكانتهم الاجتماعية تبعًا لمكانة أسرهم في المجتمع.

* الوظيفة التعليمية: كأن تعلم الأسرة أفرادها حرفة وصنعة أو أي مهنة أخرى.

* الوظيفة الوقائية: تلعب الأسرة دور في الحماية الجسدية والاقتصادية والنفسية.

* الوظيفة الدينية: كتعليم الصلاة وقراءة الكتب الدينية وممارسة العبادات.

* وظيفة التسلية: تلعب الأسرة دورًا ترفيهيًّا كبيرًا.

3-2: الأسرة والتنشئة الاجتماعية

إن أهم وظيفة تقوم بها الأسرة هي وظيفة تربية الأطفال وتهذيبهم، ولا تقوم التربية على عاتق الأم فقط بل تقوم على كاهل الأب أيضًا، والتربية سلوك معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط، فلا تخنق إرادة الأطفال ولا تكبت رغباتهم وحاجاتهم، ولا يترك لهم الحبل فيختلط على الأولياء فيما بعد الحابل والنابل، ولقد تحدث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الأهمية الكبرى لدور الأسرة في التربية فقال: «كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه».

وتغرس الأسرة في أطفالها قيم الحب والتعاون والخير، وتطلعهم على تاريخهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم[27].

-4-
آليات الاحتواء والانتقال من المواجهة إلى الملاءمة

تعد التربية الإعلامية أو التربية على وسائل الإعلام الحل الأمثل لمواجهة المخاطر المجتمعية والحفاظ على الهوية؛ لأن الثورة الاتصالية أصبحت واقعًا مفروضًا وحتميًّا وليس خيارًا نتبناه، وعليه نؤكد على أن التربية الإعلامية آلية من آليات الاحتواء للتكيف مع ما هو موجود وما هو آتٍ من إفرازات الثورة الرقمية.

4-1: مفهوم التربية الإعلامية

تعرف التربية الإعلامية بأنها القدرة على قراءة الاتصال وتحليله وتقويمه وإنتاجه، فالوعي الإعلامي لا يقتصر على جانب التلقي والنقد فقط، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى المشاركة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامي، ويشير هوبس إلى أن التربية الإعلامية تشمل القدرة على الوصول للمعلومات والقدرة على تحليل الرسائل وتقويمها وإيصالها.

عرفها ماك برين (1999) بأنها «تعليم الطلاب كيفية تقويم الصور الإعلامية التي تحيط بهم، فإننا نزودهم بالوسائل لاتخاذ خيارات مسؤولة عما يسمعونه ويرونه»[28].

وعرفها أحمد اللقاني وعلي الجمل –في مجمع المصطلحات التربوية- بأنها «إعطاء الطالب قدرًا من المعارف والمفاهيم والمهارات الخاصة في التعامل مع الإعلام وكيفية الاستفادة من المعارف المتوفرة فيه»[29].

4-2: المعايير التي تقوم عليها التربية الإعلامية

تختلف معايير وأسس التربية الإعلامية من باحث إلى آخر، وقد حدد جيمس بوتر خمسة معايير أساسية للتربية الإعلامية تتمثل فيما يلي[30]:

1- التربية الإعلامية سلسلة متصلة وليست فئة.

2- التربية الإعلامية تحتاج إلى تطوير مستمر.

3- التربية الإعلامية عملية متعددة الأبعاد.

4- التربية الإعلامية تهدف إلى إعطائنا سيطرة أكبر على تفسيراتنا.

5- التربية الإعلامية تتطلب بناء أبنية معرفية قوية.

كما حددت الندوة التي عقدت في إسبانيا عام 2002 عددًا من المعايير العامة للتربية الإعلامية، وهي[31]:

1- إن التربية الإعلامية تختص بالتعامل مع كل وسائل الإعلام سواء المقروءة أو السمعية أو البصرية.

2- إن التربية الإعلامية تكسب أفراد المجتمع المهارات التي تمكنهم من التعامل النقدي مع وسائل الإعلام.

3- إن التربية الإعلامية تساعد الجمهور على التعرف على مصادر المضامين الإعلامية وأهدافها السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية.

4- إن التربية الإعلامية تمكن الشباب والأطفال الصغار من انتقاء الوسائل الإعلامية المناسبة التي تفيدهم.

5- إن التربية الإعلامية تعتبر جزءًا من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم من أجل حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات، كما أنها تعتبر أداة أساسية لبناء ديمقراطية حقيقية.

6- إن التربية الإعلامية ليست عملية تعليمية عن طريق وسائل الإعلام، بل إنها عملية مرتبطة بتعلم مهارات التعامل النقدي مع وسائل الإعلام.

7- يجب دعم التربية الإعلامية بواسطة الأنظمة التربوية الرسمية وغير الرسمية.

8- يجب أن تنطوي التربية الإعلامية على الحس النقدي والمسؤولية تجاه المجتمع.

9- يجب أن تعطى الأولوية في التربية الإعلامية للشباب بين 12-18 عامًا، وذلك وفقًا لما وافقت عليه برامج اليونسكو للإعلام والاتصال، مع الأخذ في الاعتبار الأطفال من عمر 5-12 عامًا بسبب متطلبات الارتقاء والتطور لهذه الفئة.

4-3: أهداف التربية الإعلامية[32]

قد بدأت التربية الإعلامية بهدف أساسي يتمثل في حماية المواطنين من الآثار السلبية للرسائل الإعلامية، وتطور الهدف عندما أصبحت وسائل الاتصال الجماهيرية جزءًا من الثقافة اليومية للفرد، فاتّسعت أهداف التربية الإعلامية لتشمل تحويل الجمهور من الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام إلى الاستهلاك الإيجابي والنشط أي الوعي والفهم لما تقدمه وسائل الإعلام.

وبشكل عام تتمثل أهداف التربية الإعلامية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع فيما يلي:

* تعليم الناس تأثيرات وأشكال وجماليات وسائل الإعلام وكيفية التأثير عليها.

* تمكين أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم أفضل إلى وسائل الإعلام، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكنهم من اكتساب المهارات في الاستخدام الرشيد والتفاعل الواعي لوسائل الإعلام.

* إثارة التساؤلات في ذهن الجمهور اتجاه ما يتلقاه، أي التحليل النقدي للرسائل الإعلامية.

* تمكين الجمهور من التفسير والشعور بالثقافة الإعلامية المعقدة التي أصبحت موجودة في عصر التكنولوجيا وأن تكون لديه القدرة على الإدراك والتحليل والتقييم للثقافة المرئية.

4-5: دوافع التربية الإعلامية

يؤكد دفيد باكنقهام أن لها ثلاثة دوافع أساسية، وهي[33]:

* دوافع ثقافية: بمعنى تزويد وتحصين الأطفال بالثقافة الإعلامية والخبرات الاجتماعية التي تحميهم من الآثار السلبية لوسائل الإعلام.

* دوافع سياسية: بمعنى أن الهدف من التربية الإعلامية نشر الديمقراطية في التفكير، وهذا يعني النشر الأيديولوجي للديمقراطية.

* دوافع أخلاقية: لحماية الأطفال والمراهقين من التأثيرات السلبية فيما يتعلق بالرسائل الجنسية والعنيفة التي تنشر القيم الهادمة بالمجتمع.

4-6: مسؤولية الأسرة في دعم التربية الإعلامية

تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات التربوية التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتأمين استقراره؛ ولذا نؤكد على أن الأسرة هي اللبنة الأولى في حياة الطفل، فهي التي تغرس فيه الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد؛ لذا على الأسرة أن تقوم بتعزيز السلوك اللاعدواني من جهة، ومن جهة أخرى متابعة البرامج المقدمة لأطفالهم ومشاركتهم أثناء مشاهدة التليفزيون، وذلك للإجابة عن تساؤلاتهم وتحقيق أعلى استفادة ممكنة من المشاهدة.

4-7: التحديات التي تعوق الأسرة في تحملها للمسؤولية[34]

من أهم التحديات نذكر:

* انشغال الوالدين طول الوقت وبالتالي لا يجلسون مع أبنائهم أثناء تعرضهم لوسائل الإعلام، وعليه لا تكون هناك فرصة لشرح وتفسير ما يشاهدونه من مضامين.

* لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، فقد وفّرت الثورة التكنولوجية أنماطًا من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشيًّا، فالأطفال يقضون ساعات طويلة أمام الإنترنت وألعاب الفيديو.

* أغلب الأسر تقع في حيرة إزاء الموقف الذي تتّخذه تجاه تعرّض أبنائهم لوسائل الإعلام هل تمنع أم تسمح.

4-8: استراتيجيات دعم التربية الإعلامية داخل الأسرة

إن هذه الاستراتيجية تنطلق من مجموعة من المعايير[35]:

* تحديد وقت معين لمشاهدة التليفزيون، حيث ينصح في طب الأطفال الوالدين بتحديد ساعة أو ساعتين فقط، أضف إلى ذلك يجب أن يكون المضمون المشاهد جيدًا ولا يكون أثناء الوجبات وقبل الذهاب للمدرسة.

* اختيار المضامين المناسبة والجيدة مع توضيح أسباب الاختيار، وهذا في إطار قيم الأسرة.

* لا يجب استخدام التليفزيون كجليس للأطفال ولا كمكافأة أو عقاب حتى لا يدرك أنها هامة.

* تشجيع المشاهدة الجماعية، فالمشاهدة الجماعية مع الوالدين أو الأقارب توفر فرصة المناقشة النقدية ليفهم الأطفال تفسيرات الآخرين للأخلاقيات والأحداث المتضمنة في المشاهدة.

* يجب على الأسرة أن تكون على وعي ودراية بنظام التصنيف التليفزيوني، مثلًا TV-y تعني أن المادة التلفزيونية ملائمة لجميع الأطفال، و TV-y7 تعني أن المادة موجهة للأطفال الأكبر سنُّا، وFV تعني أن المادة تحتوي على عنف أو خيال مكثّف للأطفال، وتعني TV-G أن المادة مناسبة للجمهور العام، وتعني TV-PG أن المادة تتطلب إرشادًا ونصحًا من قبل الوالدين، وأخيرًا تعني TV-MA أنه لا يسمح بالمشاهدة إلَّا للناضجين فقط.

في المقابل توجد ثلاثة أنماط تحدد أسلوب الرقابة وتدخل الوالدين أثناء المشاهدة[36]:

النمط الأول: التدخل التقييدي، وفقًا لهذا النمط يضع الوالدان قواعد تقييدية تمنع مشاهدة مضمون معين كما يحددان ساعات المشاهدة.

النمط الثاني: التدخل الإرشادي أو التدخل النشط، وفيه يناقش الوالدان مع أبنائهم المادة التي يشاهدونها سواءً قبل أو بعد المشاهدة مع إرشادهم لمدى واقعية أو مبالغة ما يشاهدونه.

النمط الثالث: المشاهدة الجماعية، تكون مشاركة جماعية بين الوالدين والأبناء أثناء المشاهدة دون مناقشة أو تفسير أو تعليق.

ويعد التدخل الإرشادي من أكثر الأساليب فعالية لدور الأسرة في إثراء المشاهدة.

خاتمــــة

إن التربية العملية والفعلية هي التي تحول الأطفال إلى أفراد ناشطين ومواطنين صالحين، يمتلكون القيم والمهارات والأساليب التي تمكنهم من التكيف والملائمة مع بيئتهم الاجتماعية، مهما تعرضت البنى التحتية لأي هزات أو تغيرات.

وعليه فالأسرة مطالبة بمسؤوليات أكثر نظرًا لما يشهده العالم من تغيرات راديكالية في مفاهيم المكان والزمان والفضاء الاجتماعي، تستلزم عليها التنشئة السليمة والتربية المؤسسة على هذا الواقع، أقصد بذلك على كيفية التعامل مع مستحدثات العصر.

وإن الاستخدام العقلاني والرشيد لهذه التكنولوجيات بما فيها الشبكات الاجتماعية، يستدعي مفهوم التربية الإعلامية تنشئة في الأسرة، وتربية ومقررًا في المدرسة، وبرامج خاصة في وسائل الإعلام وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والتربوية كلًّا متكاملًا للمساهمة في المحافظة على النشء.

 

 

 



[1] CONFERENCE DE PRESSE? RESEAUX SOCIAUX: Quelles sont, dès 8 ans، les pratiques de nos enfants? Quel est le rôle des parents? 04.07.2011, Union nationale des associations familiales http://www.unaf.fr/IMG/pdf/dossier_de_presse_ados_et_reseaux_le_role_des_parents_2_.pdf (en date du 20.12.2015 à 19h20).

[2] عبد الوهاب بوخنوفة، الأطفال والثورة المعلوماتية، التمثل والاستخدامات، مجلة الإذاعات العربية، العدد 2، 2007، ص69.

[3] عبد الرحمن الغريب، إشكالية الهوية بين الإعلام التلفزي والتنشئة الأسرية للطفل العربي: مجلة الطفولة والتنمية (المجلس العربي للطفولة والتنمية)، العدد 2، 2002، ص135.

[4] بدر سعيد عبدالله جبودة، أساليب التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بمشكلات التعلم في المرحلة الثانوية، دراسة ميدانية على عينة طلاب المرحلة الثانوية، رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه في الآداب، كلية الآداب،قسم الاجتماع، جامعة المنصورة، القاهرة، 2014، ص 2.

[5] عبد الرحمن الغريب، مرجع سابق، ص 135.

[6] عبد الفتاح إحمد إبراهيم الريس، دور التربية الإعلامية في تنمية تفكير الطلاب للتعامل منع الإعلام المعاصر، مكتبة الملك فهد الوطنية، 2009، ص 78.

[7] ماجدة أحمد الصرايرة، الإعلام التربوي، عمان: دار الخليج، ط1، 2001، ص 61.

[8] ماجدة أحمد الصرايرة، مرجع نفسه، ص 115.

[9] فؤاد البهي السيد، سعد عبد الرحمن، علم النفس الاجتماعي.. رؤية معاصرة، القاهرة: دار الفكر العربي، 1999، ص 129.

[10] عبد الوهاب بوخنوفة، الطفل العربي والتربية على التعامل مع وسائل الإعلام السمعية البصرية.. الدور الغائب للمدرسة، مجلة الإذاعات العربية، العدد 2، 2005، ص83.

[11] Live with new media.p81 http://digitauth.ischool.berkely.edu/files/report/digitalalyouth-white paper. pd

[12] Medias sociaux.p3. http://www.wikipedia.org/Media-sociaux

[13] Ibid, p4.

[14] دلشا يوسف، الإعلام والديمقراطية، 2-4-2005، على الموقع الإيلكتروني

http://www.alajman.ws/vb/archive/index.php/t-2220.htmal

[15] التقرير الأول للإعلام الاجتماعي في العالم العربي حول استخدام الفيس بوك، متاح على:

http://www.dsg.ae/arabic/News.ANDEVENTS/DSGNews.aspx?udt-1533-Param-detail:2947،(19- 10 - 2011)

[16] حر يعقوب، الشبكات الاجتماعية على الإنترنت ودورها السياسي المتصاعد:

http://www.ahwazna.org/details.php?record ID;S02.(16 - 10 - 2011)

[17] Webster, David, Direct Broadcast Satellites: Proscimity, Soereingnty and National Identity, foreign Affaires, summer 1984, vol.N0.62, P.1160.

14- Tomlinson John, Proscimity Politics, information, communication & Society, 2000, vol-3, P.404.

[18] نصر الدين العياضي، العزلة في زمن الفيس بوك يشمل كل الفئات، مجلة فلسطين أون لاين،3 أغسطس 2010، منشور على الموقع:

http://www.felesteen.ps/index.php?page=details&nid=9391

تاريخ الولوج 29 ماي 2012.

[19] عبدالله زاهي الرشدان، التربية والتنشئة الاجتماعية، عمان - الأردن: دار وائل للنشر، ط1، 2005، ص17.

[20] محمد بيومي خليل، سيكولوجية العلاقات الأسرية، القاهرة - مصر: دار قباء، 2000، ص 70.

[21] غريب سيد أحمد، علم الاجتماع العائلي، الإسكندرية - مصر: دار المعرفة الجامعية، 1990، ص161.

[22] العيد هداج، تأثير العولمة على دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية.. دراسة ميدانية بمدينة سطيف، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع، تخصص علم اجتماع التربية، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم علم الاجتماع، جامعة سطيف 2، 2013 - 2014، ص 135.

[23] مراد زعيمي، مؤسسات التنشئة الاجتماعية، دار قرطبة، ط1، 2007، ص 12.

[24] العيد هداج، مرجع سبق ذكره، ص136.

[25] مزوز بركو، التنشئة الاجتماعية في الأسرة الجزائرية.. الخصائص والسمات، مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، العدد 21، 2009، ص 45.

[26] المرجع نفسه، ص 45.

[27] المرجع نفسه، ص46.

[28] بشرى حسين الحمداني، التربية الإعلامية ومحو الأمية الرقمية، عمان - الأردن: دار وائل للنشر، ط1، 2015، ص 94.

[29] أحمد اللقاني، علي الجمل، معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس، القاهرة: عالم الكتب، 1999، ص75.

[30] W. James Potter, Media Literacy, London, Sage publication، 1998, P05.

 

[31] ندوة التربية الإعلامية للشباب.. توصيات موجهة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، اليونسكو، إسبانيا، فبراير 2002، ص1.

[32] رشا عبد اللطيف محمد، معايير التربية الإعلامية وكيفية تطبيقها في مصر، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير، كلية الإعلام جامعة القاهرة، 2011، ص 84.

[33] David Buckingham, Media Education: Literacy, Learning and contemporary culture, Cambridge, Polity, 2003، P9.

[34] رشا عبد اللطيف محمد عبد العظيم، مرجع سبق ذكره، ص 134.

[35] المرجع نفسه، ص138.

[36] المرجع نفسه، ص140.